الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عابرون في كلام عابر لم يعيها سوى ضيف ...

مروان صباح

2021 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


/ غير أن محاولة التعامل مع عبارة الشاعر درويش ليست بهذه السهولة التى قد تلوح للوهلة الأولى، وهي في كل حال لا تختصر إلى ذلك التعامل الكثيف الذي يوحي ببساطة ، بأن الفلسطيني هو الفلسطيني والاسرائيلي هو الاسرائيلي ، فعلام المشقة ، بادئ ذي بدء ، كما يبدو 🙄 للقارئ بأن عبارة درويش لم يصدقها ويعمل على تحقيقها سوى محمد ضيف القائد العام ، في الحقيقة وهو وصف لا يحمل مبالغة ، لقد أستحق وصفَ القائد بجدارة ، وايضاً في المقابل ، لو سلم المرء ، بأن المحكمة الإسرائيلية لها الحق في استرداد الأملاك اليهودية ، المزعومة في حي الشيخ حراج ، يبقى السؤال ، هل ستقوم بإعادة الحقوق لساكني الحي حقوقهم التى سلبت في يافا ، إذنً تشير☝المتغيرات تطورات جوهرية ، إذنً هناك مسألتان ، وضعت إسرائيل 🇮🇱 أمام مراوحة ثقيلة ، وأيضاً من وراءها الحركة الصهيونية ، لأن المسألة الأولى ، كان التكاتف البشري في القدس هو الأمر الحاسم ، والأمر الأخر، هو معادلة سلاح المقاومة في قطاع غرة ، وهنا قبل أي شيء ، لا بد التوقف عند مسألة جوهرية وأساسية أفقدت الإسرائيليين والأنظمة العربية سواء بسواء ، مفتاح 🔑 تفكيك مشروع المقاومة في فلسطين 🇵🇸 ، فالإلتفاف الشعبي في القدس ، الذي نفض عن اكتافه لأي تحزب أو تحرك ، جعل تفكيك أنشطة المقدسيين 🕌 مهمة صعبة ، في المقابل ، ابتعاد حركة الجهاد الإسلامي 🌙 عن منافسة حركة حماس لسلطتها وانخراطها في تطوير منظومتها التسليحية والحفاظ على مواصلة تعبئة عناصرها في قطاع غزة واستقطاب مجموعات جديدة ، كان الجدار المانع والأهم في عدم اختراق القطاع بالكامل ، بل التعفف عن السلطة صنع جدار متين في مواجهة أي تدخل من الخارج مهما بلغ ذلك من قوة .

في مستوى ثاني ، يختصر خلاصة أخرى من التساؤلات ، كيف يكون الفلسطيني فلسطيني إذا كان في سياقه الحياتي لا يعمل على تغيير حاله كما عمل محمد ضيف ، لقد مرّ خلال عقود الماضية على دولة إسرائيل 🇮🇱 شخصيات صنفتها في دوائر الخطرة على دولتها ، لكن في الآونة الأخيرة ، يُعتبر محمد ضيف رئيس هيئة الأركان ، الشخصية التى قلبت المعايير وحققت التوازن الرعب العسكري والأمني والاستخباراتي ، وهذا بالطبع ، يعود لبناء المقاومة قوة عسكرية متطورة لا تعرف الاستكانة ، في ظروف صعبة وسنوات طويلة من الحصار ، بل لم يعد يوجد أمامها سوى مسألتين ، معالجة تفوق سلاح الجو الاسرائيلي التى تتمتع به إسرائيل 🇮🇱 ، وبالطبع النووي الذي حولها من كيان ضعيف إلى معربد ، وبالرغم من ميزات محمد ضيف المتعددة والتى تظهر حجم استفادته ممن سبقوه في هذا المجال ، لكن يبقى الميزة الخاصة ، هو ابتعاده أو بالأحرى وهي الادق ، تجريد نفسه من الشو اف ، المنظرة ، لقد أعتمد على العمل السري ( الكامل ) الذي أفقد عدوه إمكانية تتبعه ، وبهذا الصنع ، يكون محمد ضيف قد أسس معادلة ومدرسة جديدة في العمل الاستخباراتي ، بلغة جديدة لم تعتاد عليها اجهزة الاستخبارات من قبل ، بل في الآونة الأخيرة ، أعتمد أسلوب التهديد ، عندما أقدم على تحذير الاحتلال بوجوب خروجه من حي الشيخ جراح والأقصى ، ونفذ الرجل تهديده خلال ساعتين ، بقصف القدس صاروخياً 🚀 ، بل استطاعت المقاومة في قطاع غزة ، ضرب سُمعة السلاح الاسرائيلي مرتين ، الأولى عندما كسرت إدعاء مناعة دبابتها الأشهر ميركافا من الاختراق ، إلا أن المقاومون اخترقوها وافقدوا امتيازها العالمي والآن خرجت منظومة القبة الحديدية من الأسواق الدولي لأن باختصار صواريخ 🚀 المقاومة المتواضعة فضحت هشاشة فاعليتها .

أعتقد🤔 البعض أن المقاومة تابت عن إثم عقلي ارتكبته في الماضي ، هو بالطبع تفكير 🤨 تبسيطي بليد ، لا يرغب في تطوير الموجود والبناء عليه ، فكانت مفاجئة المقاومة أنها طورت منظومتها التسليحية ، في الغالب ، تأثير صواريخ 🚀 المقاومة ، ليست تماماً بالمعنى الاختصاصي بقدر أنها بالمعني النفسي المعنوي ، هي في النهاية اشبه بضربات الخط ، لكن في الوقت ذاته ، اجتهدت المقاومة في الآونة الأخيرة وبعد الحروب التى خاضتها ، التى سمحت لها مراكمة الخبرات ، على ابتكار طرق تمويهية ، وبالتالي ، بفضلها حولت الحياة في اسرائيلي صعبة ، وهذا بصراحة 😶 يعود إلى عدم تقرير الاسرائيلي منذ البداية نوع الدولة التى يرغب بها ، الذي افقد مؤسساته الديمقراطية ، باتت تتراجع ، بل اليوم يقف عند حدود السقوط في المجهول ، بل كل ما لديه هو الانخراط في لعبة الهدنة مقابل الهدنة دون أن يعبأ بالحقوق الفلسطينية ، فاليوم على سبيل المثال ، القدس أخرجت الدبلوماسية الإسرائيلية من الدور الدبلوماسية الدولية ودفعت الدولة بالكامل إلى البحر دون أدوات إنقاذية ، على الرغم أنها كانت مبكراً قد تحولت بأموال الآخرين من دولة عادية 🐰إلى دولة نووية ، وهنا كالعادة وفي كل أزمة كبيرة ، الكثير يطرح حلولاً ، الوقت مناسباً لاصلاح الحركة الصهيونية ، إبتداءً من وقف المشروع التهويدي والانخراط في معالجات ديمقراطية تنصف الفلسطينين الداخل ، بل من الخطأ النظر للحالة الفلسطينية من منظور اقتصادي فقط ، بالرغم أن أغلب الثورات كانت وراء ظهورها هو الحالة الاقتصادية السيئة التى تنعكس على الحالة الاجتماعية ، وبدورها تدفع الناس بالخروج إلى الشوارع لإسقاط الأنظمة ، وهذا بالفعل حصل في العصر الحديث ، في القرن الثامن عشر مع الفرنسيين ، ثاروا عندما أصبح قيمة الإنسان في فرنسا 🇫🇷 أقل من ربطة الخبز ، بل المدهش والمستفز معاً ، وصلت الحكاية في فرنسا ، بأن زوجة الملك أنطوانيت أصدرت فرمان 📜 بمنع الناس من الشكوى من الجوع ، إلا إذا الجائع دفع ثمن شكواه ، على الرغم أن مستشار الملك الاقتصادي كان قد نبه الملك من خطورة العبث بخبز الناس ، تماماً كما نبهوا العرب والمسلمين الإسرائيليون بخطورة العبث بالأقصى والقدس .

الآن هو أفضل وقت ليتكاتف الفلسطيني والعربي معاً ، من أجل 🙌 الوفاء بوعد كان الغرب قطعه على نفسه ، بتوفير مستقبلاً أفضل لصاحب الأرض 🌍 ، واللافت هنا 👈 هو ما جاء به كتاب وعد بلفور 1917م ، لقد حمل النص عبارة صريحة وواضحة وتحمل تخوف مستقبلي للسلوك الصهاينة ، لأن الوعد البريطاني تعهد في إنشاء دولتين واحدة ☝ كوطن قومي لليهود واخرى للعرب 🇵🇸، شريطة عدم القيام الإسرائيليين بتهجير المواطنين الأصليون أو إلحاق الضرر في حقوقهم المدنية والدينية ، لكنهم أخذوا من الكتاب ما هو يتوافق مع مصالحهم وهذا كان قد أشار له مؤسس الصهيونية وصاحب كتاب الدولة اليهودية تيودور هرتزل ، بأن المعادين للسامية سيتحولون إلى مدافعيين عن إسرائيل 🇮🇱 في جميع خطواتنا وبالأخص العرب ، في المقابل ، لم تكن تقديرات هرتزل دقيقة أو لم يفهم كفاية البنيوية الاجتماعية والدينية للجغرافيا العربية ، بل التغيرات الجوهرية في الغرب ايضاً باتت تطل في رأسها ، التحولات التى يشاهدها المراقب في أمريكا 🇺🇸 ، تحديداً ذلك الشعور لاعضاء الحزب الديمقراطي بالخجل في الدفاع بشكل أعمى عن نظام ابارتهايد ، ايضاً على سبيل المثال ، ادارة الجامعات في بريطانيا 🇬🇧 باتوا يضيقون ذرعاً ويختنقون من فرض البرلمان عليهم ضرورة أحياء ذكرى الهولوكوست وهم يشاهدون احفاد المحرقة يصنعون محرقة كل يوم ، في المقابل ، المجتمع الغربي عامةً ، يُشاهد ممارسات الإسرائيليين باتجاه الفلسطينيون .

وبالتالي ، هناك ملايين من الفلسطنيين يذهبون إلى فراشهم كل ليلة 🌙 وهم يشكون من معاناة الاحتلال والعنصرية المزمنان ، وهذا جعلهم تقديم قضيتهم للعالم بشكل حديث ومتطور ، بالفعل تشكل بين أجيال اليوم قناعات تختلف عن الاملاءات السابقة ، فاليوم المثقفون يفرقون بين معاداة السامية وحقهم في انتقاد ومحاسبة إسرائيل 🇮🇱على أفعالها مع الفلسطينين 🇵🇸، بل باتوا يطالبون برلمانييهم في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، ضرورة التفريق بين التحالفات السياسية وحقوق الناس . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة