الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحليل لأسباب ونتائج الأوضاع الحالية في فلسطين الداخل

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2021 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أنشر هنا نصل وصلني هذا الصباح من فلسطيني من الداخل لن اذكر اسمه لأسباب أمنية.
يحمل النص العنوان التالي
-----------
لم يحدث قط ما نراه هذه الأيام في معظم المدن والقرى العربية في فلسطين الداخل وكأنها شبه انتفاضة شعبية مستمرة من أكثر من اسبوعين تقريبا..
ما هي الأسباب؟
1) راهنت الحكومة الاسرائيلية على انعدام الوعي السياسي لدى العرب في الداخل وبدأت تعاملهم بطريقة عنصرية لذلك تراكمت الضغوطات عليهم والتمييز معهم والاهمال لقضاياهم الأمنية مما زاد العنف في المجتمع العربي في السنوات الأخيرة دون رادع من الشرطة مما أدى الى ازدياد السلاح المرخص وغير المرخص، ولديَّ شعور بأنها سياسة مقصودة، بمعنى "فخار يطبش بعضه" ما دام العنف بينهم ولا يمس بأمن الدولة أو اليهود... أما الآن فقد انقلب السحر على الساحر..!
2) سياسة التحريض المنهجية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وازدياد التطرف اليهودي بين جماعات واحزاب لها مقاعد في الكنيست تنادي بطرد العرب وتحريض الشرطة عليهم خاصة بعد ازدياد عددهم (حوالي مليونين) وحضورهم في الكنيست (حوالي 15 عضو كنيست) مما جعل من الصعب تشكيل أي حكومة بدونهم وهذا سبب رئيسي في تكرار الانتخابات للمرة الرابعة وأعتقد بأننهم متوجهون الى الخامسة خاصة وأن معظم الأحزاب اليمينية وحتى اليسارية ترفض ضمهم الى أي حكومة يشكلونها.
3) الاستفزازات المقصودة في القدس خلال شهر رمضان في المسجد الأقصى وباب العامود وسياسة الترحيل في حي الشيخ جراح أثارت حملة تضامن لدى العرب الفلسطينيين في الداخل وأحيت الروح المعنوية والوطنية والدينية خاصة اللعب على وتر الدين والقدس والأقصى الذي يعتبر خطا أحمرا لدي كافة المسلمين... وقد أشعل الفتيل بينهم عندما منعوا من الوصول الى القدس والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان وخاصة في ليلة القدر مما أدى الى التحدي والسير على الأقدام وأحيانا الاشتباك مع الشرطة الاسرائيلية التي قمعتهتم بالقوة.
4) وكانت القمة لدى الاعتداء على غزة وبشاعة المناظر التي نشاهدها على الشاشات مما حرك الشارع في المدن والقرى العربية وخاصة في المدن المختلطة مما أدى الى مواجهات مع الشرطة والأمن الاسرائيليين.. ودخل على الخط أيضا اعتداءات بحماية الشرطة من قبل جماعات يهودية متطرفة (منظمات ارهابية مثل حركة لاهافا، لافاميليا، فتيان الجبال...وغيرهم.. ناهيك عن قطعان المستوطنين في الضفة والقدس) بدأت بالاعتداء على ممتلكات العرب من سيارات وبيوت ومحلات تجارية وحتى القتل ايضا كما حدث في اللد لشاب عربي وتم اطلاق المتهمين الاربعة بعد أيام بحجة أنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم مما أثار موجات من الغضب.
5) ومما صاعد الامور أن قوى الأمن الاسرائيلية بدأت بحملة اعتقالات للمتظاهرين وبعض القيادات الدينية وصلت الى الآن لحوالي 600 شخص في الناصرة وحيفا وعكا ويافا والرملة واللد.. وأخيرا في الليلة الماضية اعتقال الشيخ كمال الخطيب أحد قيادات الحركة الاسلامية في الشمال ومن بلدة كفر كنا مما حولها الى ساحة معركة وقع خلالها الكثير من الجرحى والاضرار في الممتلكات...
6) أعتقد جازما بأن ما يحدث له أيضا دوافع سياسية من رئيس الوزراء نتنياهو الذي فشل في تشكيل الحكومة فهو يريد افشال فرصة خصومه من تشكيل الحكومة وبالتالي قيادة البلد لانتخابات خامسة وبذلك يكسب الوقت ليبقى على كرسي الحكم خوفا من محاكمته بالتهم المنسوبة اليه لدى القضاء خاصة وأن هذه كانت فرصته الأخيرة لتشكيل حكومة.. وبذلك قاد كل البلد الى الفوضى وزرع الفرقة بين العرب واليهود حتى في الداخل حيث كانوا يعيشون بسلام نوعا ما.
ما هي النتائج؟
أعتقد أن الجديد والغريب في ما يحدث الآن هو توحُّد الجميع تحت شعار الدفاع عن الأرض والدين في فلسطين التاريخية، ولأول مرة يدخل الفلسطينيون في الداخل في ساحة المواجهات المباشرة.. وأظهرت سياسة الدولة بأنهم يتعاملون مع الجميع كأعداء ويستعملون نفس طرق القمع والردع والتنكيل..
وأظهرت القوة في الشارع الفلسطيني من الأجيال الشابة الذين لا يهابون الاعتقال وحتى الموت في سبيل قضية عادلة.
وأظهرت فشل اسرائيل بالرغم من قوتها العسكرية في السيطرة على الأوضاع ليس فقط في غزة ولكن أيضا في القدس والضفة والداخل وبهذا فقد فتحت على نفسها "عش الدبابير" وعلى كل الجبهات.
وأخيرا، هناك حالة فوضى عارمة وتخبط وضياع لا بل خلط للأوراق، فلن تحسم المعركة، ولن ينالوا الامن والاستقرار، ولن تشكل حكومة في الاجل القريب، وسيذهبون الى انتخابات خامسة، ويتركون الشارع يتخبط في الخوف والاحقاد والعنف المتبادل.. وكل هذا لانعدام الأفق السياسي وذلك لفقدان الرؤية وعدم الرغبة الحقيقية في السلام.
----

الدكتور سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
https://www.sami-aldeeb.com/





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - تحت راية يهوذا السارق
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 5 / 15 - 12:31 )
اخر لقاء جدي كان مع يهوذا السارق حليف ابليس يوم حاول التحايل على المسيح وكانه مقرب منه وهو بالحقيقة يهودي كافر ولم يكن ذلك يخفى على المسيح فقد اوحي اليه بمكره وكفره ولكن بامر من ربه مد له يده لاصلاحه وتعليمه الامانة فاعطاه صندوق الكنيسة وهو سارق لص على طريقة حفيده بن غوريون ونتنياهو ومجرم على طريقة تجمع مجرمي العصر اتباع يهوذا بالكذب والنفاق على طريقة ميركل وبايدن الذين يشاهدون حرق الكنائس والمساجد طيلة شهر رمضان واعياد الفصح وعدوان اليهود على المؤمنين وقد جهزوا خطابات الكذب بانه دفاع عن النفس واشلء الاطفال امامهم على شاشاتهم المضللة
لقد سقط العالم كما سقطوا قبل 2000 عام وقد اجتمعوا لسفك دم داعية المحبة والفضيلة
لا شيء تغير
عادوا لاكمال مهمة العدوان وصلب الحقيقة والعدالة وخلفهم من تصهينوا ليصلوا الى بطة الحكم في بلدانهم وقد وضعوا الصليب على شعاراتهم كذبا وتحريف ليفضحهم تحالفهم مع احفاد يهوذا اللص واعراب كانوا هناك ما زالت مهمتهم شهادة الزور والكذب والنفاق وهم يهود ايدولوجيا اكثر من لمم هنغاريا وروسيا الذين خانوا اوطانهم قبل ان يقروا الى فلسطين هروبا من محاسبتهم هناك لجرائمهم

2 - العرب ، و اليهود (بنو إسرائيل) .. أبناء عمومة
محمد بن زكري ( 2021 / 5 / 15 - 18:48 )
العرب و الإسرائيليون أبناء عمومة ، و هو ما اقتنعت به الدول العربية و خاصة دول الخليج العربي كدولة الإمارات العربية .. فتصالحت مع أبناء العم في دولة إسرائيل .
إذن فما يحدث بين (العرب) و أبناء عمومتهم (اليهود) على أرض (فلسطين التاريخية) هو خلافات عائلية .
الملفت في النص استعمال كلمة (عرب) أكثر من كلمة (فلسطينيين) ؛ نفيا ضمنيا للهوية (الوطنية) الفلسطينية من الاستعمال و التداول ! رغم أن القضية هي - أساسا - قضية صراع فلسطيني إسرائيلي ! .
و على كل حال فها هو مجلس جامعة الدول العربية ، و كذلك أحمد أبو الغائط أمين عام جامعة الدول (العبرية) ، يشجب و يستنكر و يدين ، و يدعو (المجتمع الدولي / أي أميركا) إلى الفصل بين الطرفين . ألا يكفي ذلك ؟!
ثم ها هو نظام كامب ديفد في جمهورية مصر (العربية) ، يتوسط - كطرف محايد - لإقناع الطرفين بالتهدئة و ضبط النفس و الصلح سيد الأحكام . فما المطلوب أكثر من هذا ؟!
هل يجب التذكير بأن جامعة الدول العربية ، طردت - أو فلنقل علّقت عضوية - الجمهورية (العربية) السورية ؟ و أن (الأمة العربية) (صهينت) على ضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية ؟

3 - نعم خلافات بين ابناء عمومة ولكن على ماذا؟
سامي الذيب ( 2021 / 5 / 15 - 19:53 )
نعم خلافات بين ابناء عمومة ولكن على ماذا؟
نريدك ان توضح لنا ما هي تلك الخلافات

4 - الاسلام واليهود هم اخوة جينات وديانة
مروان سعيد ( 2021 / 5 / 16 - 21:11 )
تحية لنبينا الدكتور سامي الذيب وتحيتي للجميع
حسب اعتقادي ان الخطة مرسومة باحكام لكشف القدرات العسكرية التي تلقتها الحركة الارهبية حماس من ايران
واليوم تورطت ايران بهذه الحرب بدون ان تدري وصبت على راسها الويلات
وكاني اليوم يتكرر المشهد وكانه معركة الجمل ولكن باسلحة وصواريخ مسلمين ضد اصلهم اليهودي لاانهم نصارى
اي كانوا النصارى هم يهود واصبحوا مسلمبن
وهذا اثبات من تحاليل ال دن ا
https://www.youtube.com/watch?v=AiF6u3_n31s&t=126s
اكتشفوا ان المسلمين اكثر يهودية من اليهود وانهم من اصل مشترك
التاريخ يعيد نفسه وان هذه المعركة مثل معركة الجمل
ومودتي للجميع

5 - الصراع (فلسطيني) إسرائيلي ، لا (عربي) إسرائيلي
محمد بن زكري ( 2021 / 5 / 16 - 22:27 )
أستاذ سامي الذيب
أفهمُ من سؤالك أني فشلت في إيصال الفكرة ، أو أنك - كقارئ - فشلت في التقاط تلك الفكرة المضمرة في تعليقي غير المجاني (و غير البريء) .
واختصارا ، و للتوضيح بطريقة (زووم آوت) ، اقترح عليك - و على المارّين - التركيز على هذه الفقرة من مداخلتي : « الملفت في النص استعمال كلمة (عرب) أكثر من كلمة (فلسطينيين) ؛ نفيا ضمنيا للهوية (الوطنية) الفلسطينية من الاستعمال و التداول ! رغم أن القضية هي - أساسا - قضية صراع فلسطيني إسرائيلي ! » .
و رسالتي إلى الفلسطينيين : أفيقوا من الأوهام و انسوا كل تركيب لغوي يحمل هذه الحروف الثلاث ( ع ر ب) و كل متعلقاته . كونوا فلسطينيين فقط لا غير ، تجاوزا حضاريا إلى دولة علمانية ديمقراطية على كامل ارض فلسطين التاريخية ؛ دولة لكل مواطنيها ، المتساوين ، و المتعايشين بسلام .. بكل أطيافهم .
و لأني لست عربيا ، و لا أطيق هذيان و سفالة الآلهة ، فلا أرغب بالتدخل في الخلافات العائلية بين العرب و العبريين ، و لا تعنيني كقضية .

6 - مروان سعيد والتخبيص
احمد علي الجندي ( 2021 / 5 / 20 - 15:01 )
يا سيد مروان انت خلطت الاخضر مع اليابس والابيض والاسود
واعطيتنا خليط بلا معنى ومن الواضح من كلامك تحاملك على الفلسطينين
وهذا واضح
ولا اريد الزيادة في ذلك او السبب الحقيقي في هذا التحامل
حتى لا ندخل في مجال التشخيص ولكن اقول فقط الحرب الاهلية اللبنانية
وطبعا لمن يريد ان يعرف كيف عرفت ذلك
الرجل نفسه اعترف في مقالة للسيد جاك عطالله
على كل حال
الاسلام ليس عرق يا هذا لكي تعطينا فيديو يتحدث عن ال
DNA
وانما الاسلام دين
فهل المسلمون الهنود والبنغلادشين
اولاد عم اليهود
وكانوا نصارى وبقية التخبيص
وغريب ان تنتقد حماس وتقول عنها ارهابية
اما اسرائيل فلا تذكرها لاي سوء او انتقاد
سبب الحرب ليس استعراض حماس لقدراتها العسكرية
وانما تهجير العرب من شرق القدس
ولكن هذه المرة لم تعد الحرب
بين دولة احتلالية بقدرات واسعة
وبين شعب لا يمتلك الا الحجارة

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات



.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال

.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو



.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها