الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شروط القوى المنسحبة تدل على العودة

صوت الانتفاضة

2021 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اغتيال المعارض إيهاب الوزني من قبل عصابات الإسلام السياسي، قامت فورة غليان عفوية جماهيرية كبيرة، في بعض المدن، سرعان ما خفتت، لأنها تفتقد الى التنظيم السياسي الواضح، وقد اعتدنا ان نرى ردة الفعل تلك بعد كل عملية اغتيال للمعارضين.
رافق فورة الغضب هذه، انسحاب، او الاصح "تعليق" بعض القوى "التشرينية" عملها الانتخابي، وهي التي علقت الآمال على الانتخابات، واقنعت جماهيرها بأن هذه الانتخابات هي "السكين التي ستذبح قوى الإسلام السياسي" يا لها من هراءات لا تنتهي، تلك التي يطلقها هؤلاء. وقد اشترطت تلك القوى للعودة عن قرارها الاتي: أولا: الكشف عن قتلة إيهاب الوزني! ثانيا: محاسبة ومحاكمة القتلة! ثالثا: توفير أجواء امنة للانتخابات!
عند فحص هذه الشروط يتبين ان هذه القوى كانت قد وقعت في "ورطة" امام جماهيرها، فهي قد تعرضت لضغط جماهيري واسع لمقاطعة الانتخابات، فلم يكن امامها سوى "اعلان المقاطعة" او "التعليق"، الجميع يٌدرك ان هذه القوى ستعود لممارسة عملها الانتخابي، هذا مما لا شك فيه، لكن ما هي الطريقة المناسبة لذلك؟
الشروط بحد ذاتها مضحكة، ولا يستطيع أحد تنفيذها، فهل يعقل ان يتم الكشف عن قتلة الوزني؟ قتلة الوزني هم قتلة ألف شاب وشابة من منتفضي تشرين، قتلة الوزني هم العملية السياسية كلها، بعمائمها وافندييها. ثم ما معنى محاكمة ومعاقبة قتلة الوزني؟ انها سخافة ما بعدها سخافة، أي اننا نستطيع ان نرى العمائم كلها، وقادة الميليشيات، وكل من اشترك بالعملية السياسية في القفص، أي انهاء العملية السياسية برمتها، هل يعقل ذلك؟ أخيرا، يريد "المعلقون" أجواء امنة، يا للهول "اهو ده اللي مش ممكن ابدا" فالاغتيال سيستمر، والاختطاف والتغييب سيستمر، والتفجيرات والحرائق وافتعال الازمات ستستمر؛ "أجواء امنة" انها نكتة فجة وغبية جدا.
اذن كيف سيرجع هؤلاء "المتورطون" المقاطعون او المعلقون؟ حتما سيكون هناك سيناريو معين تعده الدول الراعية والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة بقيادة راعية العملية السياسية بلاسخارت، فلا يمكن اجراء الانتخابات دون وجود بعض القوى "المدنية او العلمانية"، كل الانتخابات التي مرت كان هناك قوى "مدنية او شيوعية" لها مقعدين او ثلاث، وفي احسن الأحوال خمس، مثل كوتا المرأة، لتجميل العملية السياسية، اذن المقاطعون او المعلقون سيعودون، فالقضية ليست رهن حالة انفعال على قتل الوزني، فالقوى الإسلامية قتلت المئات قبل الوزني، ولم تحرك هذه القوى ساكنا، وستقتل هذه القوى الإسلامية المزيد من المعارضين لها، فهل ستبقى هذه القوى تقاطع وتعلق.
ان الحديث عن مقاطعة وتعليق الانتخابات من قبل بعض القوى التشرينية، دون ذكر البديل للعمل السياسي، لهو دليل مؤكد على ان هذه القوى ستعود، وما هي الا أيام او أسابيع ويعودون، فقد منعوا أي تفكير اخر بوجود بدائل لإسقاط هذا النظام القبيح، سوى المشاركة في الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق


.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال




.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف