الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاليع حجارةٍ من شَعْر الجازية

فتحي البوزيدي

2021 / 5 / 15
الادب والفن


لا أعرف شيئا عن الجازية الهلاليّة أكثر من أنّها تُطِيلُ شَعرَها!
أعرف جيّدا أنّ أمّي كانت تتشبّه بها.
لأنّ أصدق الخرافات تلك التي ترويها الأمّهات,
صدّقت رواية والدتي لنا عن أبي الّذي تسلّق شعرها ليجتاز سور الفقر العالي!
شاهق جدّا قلب أمّي..
و أبي يحبّ الله كثيرا..
هو يحبّ الحرّية أيضا..
لذلك علّق عينيه نجمتين في السّماء كي لا نضيع بعده.
والداي
لم يدّخرا من المال إلاّ ما يكفي لاقتناء شقّة في الطّابق الرّابع.
لم أتذمّر يوما من طول السّلالم إلى شقّتنا,
رغم أنّي كنت أشكو من آلام بظهري منذ كنت صغيرا..
كنت أشكو أيضا من ضيق التنفّس في بلادٍ تؤلمني.
لي عن الألم مرجعيّة غريبة:
[مسمار يُدَقّ في ظهري و أنا أصعد السلّم إلى شقّتنا..
سعالُ معتَقَل في "سجن النّاظور" ضاق صدرُه
بالبلادِ..الزّنزانة..
يذكّرانني بألمي المكتوم من حذاء العيد ضاق على قدميَّ لأنّي لم أستبدله لسنواتٍ
تذكّرني بلادي الضيّقة أيضا
بأسلاك السّجن..
بجدرانه الرطبة الثقيلة
تضغط على صدري مثلما تضغط المياه على صدر بحّار فقير يطارد اللّؤلؤ في أعماق الخليج
لم أمت مثله
ربّما لأنّي أكره أن يأكل الملح لحمي..
أكره أن يجمع المصطافون عظامي في كيس بلاستيكيّ أسود!
لم أمت مثل صائد اللّؤلؤ,
لكنّي كبرت و أنا أطارد لمعان العدالة الاجتماعية في شعارات المسيرات الطلّابيّة.
لم يقتلني
ضيق الوطن..
ضيق الزنزانة..
ضيق التنفّس..
ضيق حذائي..
ألم المسمار في ظهري..
-يا أمّي-
مازلت حيّا أقنع رفيقاتي في المسيرات الطلّابية بأن يتشبّهن
بالجازية..
بكِ.
أقنعهنّ
بكتابة شعاراتنا بلون الحزن في شعورهنّ..
بأن يتبرّعن لي بخصلاتٍ أصنع بها مقاليعَ حجارةٍ أقذف بها أسوارًا تصيبني
بضيق الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??