الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة عن وطن الخيال والواقع

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2021 / 5 / 16
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يستلهم شعراء العالم الغربي ما يلوذ بالأفئدة من مشاعر عند وقوفهم على الطبيعة الخلابة ، متأملين الخضرة المنبسطة الى الأفق ، والبلابل والطيور والأشجار الباسقة ،حلل خضراء تشقها اودية تجري فيها الأنهار، جنائن الله على الأرض ، ثم يطلقون عنان خيالهم لتعبر عن ما يتفاعل بين ما توحيه هذه الصور في اعماقهم من معان و يفتح افاقهم الى عالم مثالي تفجر للابداع مسارا ...
الشاعر عندنا في الشرق وفي العراق تحديداً، يتغنى اليوم أيضا بالبحار والمحيطات وامواجها والبجع والصفصاف، ولم يرى كل ذلك في وطنه ! ويصور و يتغنى باللقالق و البلابل رغم انها هجرت بلاده منذ الصغر، من عقود عديدة !!.. ولا يخطر بباله، او بالأحرى لا يريد ان يستيقظ الى واقعه وان يصور حقيقة ما يراه، من ازقة رثة ، ونار يكوي، وريح لهاب يقتلع البشر صيفا ، والاعاصير الترابية التي تجرفه صيفا شتاءاً ، ورائحة الازبال التي تخنقه ، والعشوائيات التي افسدت مناظر الشوارع، والبساتين التي تصحرت ، واقدارهم في العيش بارضٍ احرقتها قرارات(قوادها) بشجرها و مبانيها ، وجعلت من الرماد شاهدا على تراث الورود ! وترى الشاعريصرعلى الحلم ، ويتغنى ويُشعِر بالرياحين والازاهير التي تحيطه من كل حدب وصوب ! وما يكاد ان يستيقظ الا ويجد نفسه بين الرصيف واسفلت الشوارع ، يسكن الأحياء العشوائية الموحشة .. الشاعر المسكين ، لم يرى في طفولته غير صور من المعارك، ولم يسمع الا اصوات المدافع والرشاشات ، ومناظر المآتم والاحزان والحرائق والنهب والسلب في هذا البلد ، وحين افترشت روحه الغربة ، وضاع من ضاع من احبابه في المحيطات التي صدمته هول موجاتها، ونسخت من خياله صورة الفراش الوثير من الحرير التي كان يتمناه بعد ان افترش الغربة ، ليصبح اللقاء فيها جهنم قبل الاوان ، وسقط كل الجمال الذي يحيط به، واصبح عينه لا يبصر الا الذكريات الأليمة التي يحملها ذاكرته .. نعم اصبحت الغربة نعي لهول المعاناة والمآسي، يبحث فيها عن وجوه يميز فيها الحزن العميق ليستدل منه على مواطن من بلاده، ليتقاسم معه آلآم وطن مسروق، يبكي حالهم، وكيف صيرتهم الاقدار ، بلا وطن..
نبكي الذكريات التي أصبحت خيالا، ونبكي وطن اصبح واقعاً..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يتظاهر المعارضون لخدمة التاكسي الطائر في باريس؟ • فران


.. إسرائيل - حزب الله: أخطار الحسابات الخاطئة • فرانس 24




.. أحدها انفجر فوق شاطىء مكتظ.. لحظة هجوم صاروخي أوكراني على جز


.. بوريل يحذر من أن الشرق الأوسط على أعتاب امتداد رقعة الصراع م




.. روسيا تستدعي سفير الولايات المتحدة للاحتجاج على استخدام القو