الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في العدوان الصهيوني على القدس وغزة وفلسطين

سمير دويكات

2021 / 5 / 16
الادب والفن


المحامي سمير دويكات
وصل الاحتلال الصهيوني لفلسطين حسب عدد السنين يوم امس الى ثلاثة وسبعين سنة وهو من الاحتلالات الطويلة في العصر الحديث والاكثر همجية، ويقف القانون الانساني عاجز عن تطبيق نصوصه في مواجهة هذا الاحتلال المخالف اصلا لكل احام القانون الطبيعي الذي حكم العالم الانساني منذ ما قبل التاريخ، كون ان الدول الراعية لذلك لا تناصر المظلومين وهم يدعمون الصهاينة لأهداف استعمارية فقط وضد المنطقة العربية والمسلمة، وبالتالي بمجرد ان هناك عصابات تحتل الارض وتعتدي على المواطنين فهو عدوان من الدرجة الاولى، وهو ما يرتب مخالفات جسيمة ضد حياة الناس الامنة والمواطنين.
المعركة اليوم وفي هذه الايام بدأت بإجراءات تعسفية وغير قانونية واجرامية قام بها الاحتلال الصهيوني في القدس وهي مرتبطة ارتباط مباشر بالاعتداءات على الاقصى من حرمان للمصليين ومصادرة البيوت بحجج واهية وهي كما قال اشبال القدس هو احتلال ووظيفته الطبيعية الاعتداء فقط، ولا نثق في محاكم الاحتلال لأنها ستكون دائما مع المستوطنين وحكومة الاحتلال، فمصادرة البيوت في حي "الشيخ جراح" المنطقة التي تشكل ارتباط اخير لمواطني القدس والضفة الغربية وعرب الداخل نحو القدس وحال الاستيلاء عليها فإننا سنمنع مستقبلا من الوصول الى الاقصى كفلسطينيين وعرب.
لأول مرة والاكثر في تاريخ الصراع تتشدد القوات الهمجية الارهابية النازية في منع دخول المصلين من كافة ارجاء فلسطين الى المسجد الاقصى وهو ما شكل اعتداء مباشر على حق الناس في الصلاة وفي حقوق اخرى كثيرة، وهذا الاعتداء له ابعاد كثيرة، مما ادى الى حدوث ثورة كبيرة في الداخل الفلسطيني والضفة وتدخل غزة كما سابقاتها على الخط والذي ادى الى اعداد كبيرة من الشهداء، وهو امر جعل من الصهاينة مجموعة من المجانين الذي صبوا غضبهم على المواطنين والاطفال وهدم البيوت فوق رؤوس صاحبيها وادى الى ارتفاع اعداد الشهداء والجرحى والخراب الكبير خاصة في غزة كونهم يمتلكون اقوى ثاني قوة عسكرية في الشرق الاوسط.
وكل هذا ترافق مع سكوت كامل للقيادة الفلسطينية في رام الله، وسكتت وكأنها تحكم بلدا اخر، اذ ان الحديث عن الواقع والجرائم يتم عبر شاشات تبث اربع وعشرون ساعة والجريمة نقلت الى العالم اجمع بتجرد كامل، لكن ما يجري عند القيادة هو ليس بجديد ففي كل الحروب ان لم يكن موقفها سلبي وضد مقاومة غزة لن يكون ايجابيا وهي تشكل جل فصائل منظمة التحرير التي افرغت من اهدافها ومضمونها وبقي فيها فقط المناصب والرواتب، وبالتالي كان محق الجميع عندما ذهبوا الى انتخابات بضغط قوي جدا، من اجل التغيير والتغيير الذي لم يقبله حكام رام الله كون ان فرص فوزهم في الانتخابات كانت ضئيلة وبالتالي فان الامر اصبح صعب في ظل التحدي الكبير لهذا العدوان ووجود قيادة لا تعبر عن طموح الشعب العربي الفلسطيني.
عربيا ودوليا، كان الموقف الدولي في بلدان كبيرة وداعمة سابقا للكيان موقفها وشعوبها مشرف اكثر من العرب ولم تخرج الجماهير سوى من لبنان والاردن واجتازت الحدود وهو مؤشر طبيعي وايجابي للخلاص من الاحتلال، وخاصة ما ورد من دول التطبيع العربي التي ابرمت اتفاقيات مع الكيان بمعزل عن راي الشعب الفلسطيني او مراعاة لحقوقه التاريخية.
خلاصة الامر، ان التحدي الذي فرضته المقاومة بكافة اشكالها في غزة والداخل المحتل والضفة والقدس والحدود، جعل من الصهاينة ولأول مرة على مدار سبعين عام من الاحتلال ان يفكرون بمصيرهم وانهم شعروا بتهديد كبير، هذا الامر الذي لاقى ترحيب كبير من ابناء الشعب الفلسطيني والاحرار عبر العالم، ولكن هل توجد قيادة قادرة على قطف ثمار جيدة للشعب الفلسطيني؟ براي الشخصي انه لا يوجد قيادة قادرة على فعل ذلك لان سقفها سيبقى حد اوسلو الهزيل الذي رفضه شعبنا منذ سنوات طويلة وخاصة في اخر انتخابات جرت قبل عقد ونصف، عندما تم هزيمة هذا الفريق، وهنا سيكون السؤال الاكبر وقت انتهاء العدوان، أي قيادة فلسطينية نريد؟ اذ يلزم وباي ثمن اختيار قيادة جديدة بحجم الوطن والقضية والتحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا