الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى

ازهر عبدالله طوالبه

2021 / 5 / 16
القضية الفلسطينية


لَم نعهَد حالَة الخوف والذّعر التي يقوم بنشرها الإسرائليونَ على صفحاتهم على مواقع التواصُل الإجتماعي، بل لَم نعتاد على أن يكون الموقف الرسمي لقياداتِ الكيان بهذا الكَمّ مِن إظهار الضُّعُف والذُّل . وحقيقةً، أنا لستُ مُطمئنًّا البتّة مِن هذا، حيث أنّني أراهُ يجُب المصائبَ لنا جبّا، وأنّهُ مُقدّمة لشرٍّ أكثر قتامة .

ومِن خلال قراءة ما يجري بالإقليم، بل في العالَم المُلتهب مِن إعادة تشكيل للتحالفات، والعمل على تدعيم لُعبة الجيوسياسي، بشكلٍ لَم نعرفهُ مِن قبل، فعلى ما يبدو، أنَّ هُناكَ ثمّة شيء يُحاك بالخفاء للفلسطينيينَ وللعرَب ولقضيّتهم التي تُعتبر أمّ القضايا العالميّة، وجدّة الصراعات الإقليميّة ؛ ويُستدلّ على هذا مِن خلالِ أمورٍ كثيرة، مِن أهمّها تحوّل إسرائيل مِن سياسة التكتُّم إلى سياسة الإفصاح، وكأنّها طلقة يُنتظر لها أن تتموضَع في بيتِ النّار ؛ فإسرائيل دائمًا ما تنتَهج سياسة التعتيم على الحقائق، وإن أقرّت بنشرها، فبالتأكيد فإنّها لن تنشُرها إلّا بعد أن تُزيّفها . وأقصُد هُنا أمور كثيرة، منها المقالات التي نُشِرت مؤخرًا، وكان أهمّها ذلك المقال الذي حمل عُنوان " إسرائيل تحتَرق"، وهذا أمرٌ لهُ دور كبير في التأثير على الموقف الدوليّ في هذه القضيّة، وهذا ما لُمس بتصريحِ الخارجية الأميركية، حيث قالت: " مِن حقِّ إسرائيل أن تُدافع عن نفسها " .

ففي ذاتِ السّياق، فمنذ أكثر من أربعة أيّام، وأنا أرتطِم بالكثيرِ من التغريدات التي تنقُل أخبارًا ولِدت من رحم إعلام الإحتلال، وكُلّ هذا لمُجرَّد أنّها تتوافَق مع ما نُريد ونُحِب، وللأسف، أن هذا التداول يأتي دون أيّ تفكيرٍ بما يُقدّمه الإحتلال، ودونَ التعمُّق بمقاصِد الإحتلال من نشرهِ لمثل هذه الأخبار، والتعامُل مع الأهداف التي يرنو لتحقيقها الإحتلال، كما لو أنّها سمك على شاطئ .

فليس هناك حالة أعجَب من حالة تناقُل وتداوُل الأخبار التي مصدرها إعلام الإحتلال، وخاصةً، تلكَ التي يُشير _حسبما يرى الناقل_ بها الإحتلال إلى مواطن ضعفه، وأنّها تُدلِّل على مسكنته وعدم حيلته أمام المُقاومة، وأنَّ أكثر مَن نصف المستوطنين لديه يُقيمون داخل الملاجئ، وأنَّ الرعبَ قد دبَّ فيهم وقد بلغ أقصى درجاته، وهذا قد يكون صحيحًا. لكن، ليس كما يقدّمه الإحتلال .

لا أعتقد أنَّ هُناك مَن يُنكر أنَّ محتلّنا"عدوّنا" يتمتَّع بالذّكاء في ظروفٍ كثيرة، وأنّه مُتقدِّم في امتلاكه لأقوى الأسلحة الفتّاكة، وعلى رأسها؛ سلاح العصِر "السلاح السيبراني"، وأنّ الإقليمَ، بل جزء كبير مِن العالَم مطوَّع لهُ، وفيه قضايا مُتشابكة ومُتداخلة إلى أقصى حد، ومن لَم يُدرك هذا فلن يتمكّن مَن مُقارعته بتلكَ النفس الطويلة التي تهيء لهُ كُلّ أدوات الإنتصار ؛ وذلك لأنّه يفتقَد لأُهم أُسسُ أيّ صراع ؛ ألا وهو فهم عدوّك/خصمكَ فهمًا جيّدا .

لذا، أقول: لازمًا علينا إن أردنا أن نعلو وننتَصر على كّلّ أعداءنا، أيًّا كانوا هؤلاء الأعداد ؛ أن نُطلّق العاطفة طلاقًا لا تحلّ بعده العودة أبدا ؛ حتى وإن ضاجعت بعده خمسينَ سببًا، وأن نتوقّف عن كّل ما يُقدّمه العدو لنا ما دامت معالمه غير واضحة، حتى وإن كُنّا نعتَقد أنّهُ يصُب في صالحنا ؛ لأنّ ما هذا إلا اعتقاد، وفي الغالب يكون هذا الإعتقاد خاطئ، بل وقاتل؛ لأنّ العدو لا يهدف فيه إلّا لدسّ السُّم بالدّسم ".


أرى بأنَّ مَن يُجيد قراءة الواقع، اليوم، هو الأقدَر على الوصول إلى حقيقة ما يجري وما سيتولَّد عنهُ في الأيّام القادمة .

حكّموا عقولَكُم، وكسّروا نوافذ العواطِف ..

وأختِم مقاليَ هذا بقولٍ أقولهُ باللهجة البلديّة :

سيبونا من العواطف مشان الله.. مشان الله سيبونا من العواطف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات الطلبة في فرنسا ضد حرب غزة: هل تتسع رقعتها؟| المسائ


.. الرصيف البحري الأميركي المؤقت في غزة.. هل يغير من الواقع الإ




.. هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مستقبل الفورمولا؟ | #سك


.. خلافات صينية أميركية في ملفات عديدة وشائكة.. واتفاق على استم




.. جهود مكثفة لتجنب معركة رفح والتوصل لاتفاق هدنة وتبادل.. فهل