الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الواحدة في قصائد محمد عياف العموض، وجيه مسعود، كميل أبو حنيش

رائد الحواري

2021 / 5 / 17
الادب والفن


ثنائية الواحدة في قصائد
محمد عياف العموض، وجيه مسعود، كميل أبو حنيش
رغم تباعد المساحة المكانية بين هؤلاء الشعرء، واختلاف ظروفهم وتباين أحوالهم، إلا أنهم يستخدمون (فكرة) الثنائية التي توصل إلى الواحد، فالأول يعش في وطنه الأردن، والثاني في مغتربه أمريكيا، والثالث أسيرا في وطنه ومحكوما بتسعة مؤبدات، وهذا ما يؤكد على أن الحدث الكبير يوحد الشعراء ويجمعهم، ويؤكد على أن الشعراء هم انبياء هذا الزمن، فهم من يحملون راية التوحد نحو فلسطين، ويدعون إلى أقامة العادالة فيها من خلال الدعوة ليكون ربها/الفلسطيني/الفينيقي/العربي هو السيد فيها، مزيلين عبدت وعبادة الأوثان منها وفيها، ولتكون القدس كما يجب أن تكون، آمنة للمؤمنين الذي يأمون المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
ثنائية محمد العموش الواحدة
محمد عياف العموش
"بُطينانِ في قَلبٍ ، يَضُمُّهما الصَّدرُ
فلسطينُ والأردنُّ ، والأبهَرُ النّهرُ
تماهی بها الشّعبانِ ، واثنانِ واحدٌ
فلا فَصلَ حتى يُنكرَ النّخلةَ التَّمرُ
" ونَحنُ أناسٌ لا تَوَسّطَ بيننا
لنا الصّدرُ دونَ العالمينَ أوِ الصّدرُ "
سَلامٌ على نابُلْسَ ما نَزَلَ القَطْرُ
وما فاحَ في القريونِ منْ نَبعِهِ عِطرُ
سَلامٌ على حيفا ويافا وغَزّةٍ
وإنْ طالَ هذا النّزفُ فالمُنتهی نَصرُ
على طُولِكَرمٍ ، والخليلِ ورَملةٍ
" مَسا الخير " يا عكا إذا سَهِرَ البَحرُ
سلامٌ على اللّدّ الأبيّ ، أشاوسٌ
شِدادٌ على الباغينَ ما بقيَ الدّهرُ
سَلامٌ خليلَ اللهِ صِيدٌ أعِزّةٌ
يَردّونَ كيدَ البغيِ إنْ حُزبَ الأمرُ
على بيتِ لحمٍ والمسيحِ وأمّهِ
عَلا بِهما المقدارُ وارتفعَ القَدْرُ
على بئرِ سَبعٍ ، موئلِ البَدوِ سادةٍ
سباعٌ على الباغي ، نواظرُهُمْ حُمرُ
سَلامٌ جِنينَ الباذلينَ نفوسَهمْ
وقد زغردَ البارودُ واشتعلَ الجَمرُ
سَلامٌ فلسطينَ الأباةِ ، وإنّني
تَقَزّمتُ عن مَدحٍ ، وقد عَجِزَ الشِّعرُ
"
محمد العموش من الشعراء الذين يتألقون حينث يتحفونا بما يقدموه من شعر، فهو شاعر متمرد، لهذا نجده يبدع فيما يكتبه من قصائد، في هذه القصيدة نجد الشاعر يركز الثنائية ـ دون وعي ـ وهذه بشير إلى أنه يكتب من خلال العقل اباطن، من حالة الللاوعي، فنجد صيغة المثنى في: "بطيئان، يضمهما، الشعبان، واثنان" وهناك ثنائية أخرى تظهر بشكل آخر نجدها في: "فلسطين/الأردن، النخل/التمر، حيفا/يافا، عكا/البحر، بيت لحم/المسيح، بئر السبع/البدو، فهذه الأشكال للثنائية أرادها بها أالانصهار، لتكونا شيئا واحدا، من هنا نجده يقرنها ب هذه الألفاظ: "قلب، الصدر، تماهى، واحد" فهو يمحو الأثنين ليكونا شيئا واحدا.
ولا يكتفي الشاعر بتأكيد اندفاعه نحو الوحدة من خلال ما سبق، بل نلاحظها أيضا من خلال استخدامه كلمات تحمل حروفا متقاربة مثل: " والأبهَرُ النّهرُ" كما أن تكراره لالفاظ: "الصدر"، و"سلام"، التي أقرنها بالمكان: "نابلس، القريون، طول كرم، الرملة، عكا، اللد، ال/خليل، بيت لحم، بئر السبع، جنين، فلسطين" كل هذا يشير إلى توحد الشاعر مع القصيدة، وتوحده مع المكان/فلسطين، فبدا تركيزه على ذكر أسماء المدن وكأنه يتماهي معها، ويريد أن يحل فيها بعد أن حلت فيه.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر محمد عياف العموش



الثنائية في "نار غزة"
وجيه مسعود
عندما يكون هناك حدثا مفصليا في حياة الأمة/الشعب، بالتأكيد فأنه سيؤثر على الأدباء/الشعراء كما يؤثر على بقية الناس، وهذا التأتثر لا يكمن في فكرة العمل فحسب، بل في الألفاظ المستخدمة فيه، وفي المعاني التي تشكل الكلمات.
في قصيدة "وجيه مسعود" نجد الثنائية ظاهره في معنى الألفاظ وفي الفكرة التي تحملها، من الألفاظ التي تحمل معنى الثانيئة: "نعليه/شققن، لينا/سعيد" ومن الألفاظ التي تحمل معاني متقارب: "الفضاء/سماء/طرن، نوارس/دوري، لهب/نار/ناركم/أوقدت/أبابيل، صاروخا/صواريخ" وهذه الثنائية ناتجة عما يحمله الشاعر في العقل الباطن، فالحياة تتشكل من أنثى وذكر، من ماء ونار، من حياة وموت، كما أن فلسطين التي قسمت إلى 48 و67، ثم إلى الضفة وغزة، كما قسم الشعب الفلسطيني الموجود في فلسطين والموجود في الشتات، كل هذا نجده حاضرا في القصيدة، فالقصيدة خارجة من داخل الشعر، لهذا نجد فكرة النظائر التي تظهر لنا من خلال هذه الثنائية.
ونلاحظ أن الشاعر يستخدم الحاضر "صنع القسام صاروخا" ليستنهض الماضي/ما هو ميت "لينا، سعيد، فينيقا" وهذا يأخذنا إلى فكرة الإنبعاث من الرماد، النهوض من الموت التي حملها الفينيقي/السوري/الفلسطيني قديما، فدورة الحياة متكاملة انبعاث/البعل وموت/يم، ذكر وأنثى، ماء ونار، سماء/فضاء وأرض/تراب، من هنا نجد فكرة انبعاث الحياة في:
" والفراشاتُ قمنَ من ثوب ( لينا النابلسي )
دوريُ *( اودلا )* البهيّ ، سعيد محمد عوده
قامَ من دمهِ الطريِّ فينيقآ" فالشاعر من خلال استخدامه لفظ "قمن/قام" أكد على استمرارية فكرة الإنبعاث/القيام من الموت، التي استخدمها الفينيقي/الفلسطيني قديما في ملحمة "البعل" ثم كررها حينما جعلها جزءا من سيرة السيد المسيح الذي قام من موته وصعد إلى السماء.
وإذا علمنا أن ملحمة البعل وقيامة السيدالمسيح يعدان من المعتقدات الدينية المقدسة عند الفينيقيين/السوريين، نصل إلى أن فكرة: أن هذا الإيمان بإنبعاث الأموات "البعل/المسيح" هو (أيمان) ديني مقدس لا يمكن أن يمحى أو يزول من الثقافة الفينيقية/السورية/الفلسطينية، لهذا تجدهم يحملون الأمل حتى في أحلك الظروف وأشدها قسوة.
وقبل أن نغادر المقطع نلاحظ أن الشاعر استخدم المؤنث في"قمن" والمذكر في "قام"، وهذا يؤكد على فكرة الذكر/البعل والأنثى/عشتار اللذان يرمزان إلى الخصب والحياة.
ونلاحظ أن جعل "قمن" متعلقة بانبعاث الطبيعة "والفراشات قمن.. سققن عيبال" وأقرنه بالأنثى "لينا" التي فارقتنا منذ أكثر من خمس وأربعين سنة، وجعل المقطع متعلق بما هو أسطوري/ماضي، بينما جعل "قام" متعلق بالذكر/سعيد الذي غاب عنا قبل أيام، بمعنى أنه متعلق بالحاضر الآن، لكنه أيضا يربطه بالأسطوري:
" قامَ من دمهِ الطريِّ فينيقآ"
والشاعر يعطيه لمسة دينية إسلامية (حديثة) "صار أبابيل" وكأنه بهذه المسافة بين الماضي/الفينيقي والحاضر/الآن يؤكد على بقاء حياة الفينيقي/الفلسطيني في "عيبال/عكا/فينيقيا/غزة" منذ القدم وحتى الآن.
فلا يوجد تاريخ أو مكان في "عكا وعيبال وغزة" لغير الفينيقي/لينا وسعيد.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر


نار غزه

...................
من كعبِ نعلهِ صنَّعَ القسامُ صاروخآ
حطَّ على صدر الفاشيِ وبالا
والفراشاتُ قمنَ من ثوب ( لينا النابلسي ) *
شققنَ عيبالَ
طرن في الفضاء الرحبِ
سلَّمنً على نوارسِ عكا
بثثنَ الاخضرَ حُرآ ، ارضآ ، سماءَ
.... دوريُ *( اودلا )* البهيّ ، سعيد محمد عوده
قامَ من دمهِ الطريِّ فينيقآ
صارَ ابابيلَ * من لهبٍ غضبٍ ونارَ
اهلَ غزةَ
ناركمْ ارتقتْ فأورقتْ مع صواريخِ محمد ضيفْ* سنابلَ عزّ
وتوَّجت بوائك * الأقصى ابتساماتٍ وألفَ انتصارَ






ثنائية كميل أبو حنيش
" في غزةَ انتصرَ الأملْ
في غزةَ انتصرَ الصّمودُ على الْحِصارْ
هذه بلادٌ لا تدومُ بها الدول ْ
كم من غَريبٍ حلّ في أرجائها
أدْمَتْ سنابِكُ خيْلِه أزْهارَها
ثمّ ارتحلْ .
يا غزةَ التكوينِ
والجوعِ المُكابِرِ
والخَنادِقْ
وبلاغةَ الشرفِ الرفيع
وصورةَ الإعجازِ في لغةِ البنادقْ
في غزةَ تَعلو الْبَيارِقْ"
الثنائية عند الشاعر كميل أبو حنيش نجدها في القصيدة المكون من مقطيعين، الأول يبدأ من في غزة وينتهي في ثم ارتحل، والثاني يبدأ من يا غزة وينتهي بالبيارق" ففي نجد الثنائية في تكرار "غزة، أنتصر" ونجده في تقارب معنى "بلاد/دول، لا تدوم/ارتحل" وفي المقطع الثاني نجد تكرار "غزة" وتقارب لفظي "البيارق/البنادق" والجميل فيما قدمه الشاعر أن (غرب واقعية القصيدة) بعد أن استخدم لفظ ال"غريب" من خلال هذه الصورة:
" أدْمَتْ سنابِكُ خيْلِه أزْهارَها" ، ورفع من جماليتها عندما استخدم لفظ "الرفيع" من خلال قوله:
" وصورةَ الإعجازِ في لغةِ البنادقْ" ففي الأول كانت الصورة أرضية أزهار وسنابك الخيل، وفي الثاني كانت الصورة سماوية "أعجاز وتعلو" لكن هناك جامع/موحد لهما هو المكان/غزة، التي كانت حاضرة من خلال تكرارها أربع مرات، وبهذا تكون القصيدة رغم أنها مكونة من قسمين أثنين، إلا أنها تُكون/تدعو/تركز على فكرة واحدة وعلى مكان بعينة هو "غزة" التي تمثل تمرد فلسطين وشعبها.
القصيدة منشورة على صفحة شقيق الشاعر كمال أبو حنبش.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث