الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في خضم المعركة، في وسط الدمار والخراب، في زمن الحرب. نطالب بالسلام.

سلطان الرفاعي

2006 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم المعركة، في وسط الدمار والخراب، في زمن الحرب. نطالب بالسلام.

نحن شعب يعشق الحياة، نحن شعب يكره الحرب، والدمار، والخراب، والقتل، والعنف، والقمع، والاستبداد. نحن شعب نحب السلام (الحياة)، والحضارة، والرفاهة، وسيادة القانون. نحن شعب يُريد أن يعيش بكرامته، نحن شعب سئم رائحة البارود، نحن شعب يتوق إلى رائحة الورود، نحن شعب يُريد أن يبني حدائق، لا ملاجئ. نحن شعب يُريد أن يغني قصائد الحياة ولا يُريد أن ينشد صلوات الموت.



أصوات كثيرة من الخارج ومن الداخل ومن الجوار، تُطالب المشاركة في المعركة، وفتح جبهة الجولان. والحقيقة يعرفها القاصي والداني، الحقيقة ومن ورائها حقد دفين، ونوايا شريرة وخبيثة. إنهم في الحقيقة يُريدون رأس النظام، ونحن نريد سلامة سوريا. نريد أن لا يتكرر ما حدث في قانا، في دمشق أو حمص أو عمان أو الرياض أو قطر واللبيب من الإشارة يفهم.

لم ، و لا نريد الدمار لبيروت ، كما لا نريد الدمار والخراب لسوريا، حتى ولا مقابل الدمار والخراب لتل أبيب. لا نريد لطفل سوري أن يفقد ذراعه أو قدمه، ولو مقابل عشر أطفال إسرائيليين.

الحرب أكبر منا، الحرب هي في الحقيقة مع أمريكا وليس مع إسرائيل. وليس في استطاعتنا مواجهة أمريكا، المدججة بالأسلحة والتكنولوجيا والدولار. ناهيك أن أمريكا تبقى رابحة، فهي لا تُحارب في أرضها، ولا يحدث الخراب في بلدها، ولا يموت شعبها، فهي رابحة في كل هذا، ويبدو أن اسرائيل بدأت تشعر بكل ذلك، مما حدا بها الى ابتزاز أمريكا أكثر فأكثر.

الحرب لم تحسم أي شيء، الحرب لم تقدم إلا الويلات لكل شعوب المنطقة، لنجرب السلام، سلام الشجعان، لا الاستسلام. لدينا القدرة على ضرب تل أبيب، ولدينا القدرة على إشعال الحرائق في كل اسرائيل، ولكننا سئمنا كل هذا، وننشد السلام والعيش بأمان.

أمريكا إذا كانت جادة في سعيها لتحرير الشعوب العربية وتخليصها ومساعدتها، على النهوض والتوجه نحو الخيار الديمقراطي، عليها أولا أن تُقيم السلام في المنطقة، وتُبعد شبح الحروب، وبعدها تبدأ بطرح مفاهيمها وخطواتها ونصائحها. من الخراب والدمار، لن يخرج سوى الحقد واللؤم والإرهاب. ومن السلام والعيش بكرامة تخرج كل معجزات الإنسان.

ماذا تعني الحرب اليوم في سوريا؟ ماذا يعني خراب البلاد والدمار اليوم في سوريا؟ كل هذا يعني العودة أقله خمسين سنة إلى الوراء، وكل من يحب سوريا، ويعشق ترابها وخضرتها وماءها، عليه أن يرفض هذا الخيار، رحمة بهذا الشعب، والذي يكفيه ما يعيشه من قمع وفقر وجوع.

مرة أخرى عندما نُطالب بالسلام، ليس خوفا ولا جبنا، ولكن رحمة بوطن تحمل الكثير من ويلات الحروب، مع دولة صنعها العرب بأنفسهم، واليوم يجلسون ويتباكون على المجازر التي قامت بها، وأعلامها ترفرف فوق مدنهم. لا نريد أن نفتح صفحات التاريخ السوداء، ونتحدث عن الأعداد الكبيرة من اليهود والتي تم طردها من الدول العربية، وباتجاه إسرائيل، أقول طردها، وهي محملة بحقد رهيب، طُردت، ورُحلت إلى إسرائيل، لتبني هناك دولة عنصرية حاقدة.

لا نريد مساعدات ولا إعانات، ولا نفاق ولا حماس. نريد أن نتكلم بالمنطق، ونُعري حقيقتنا جميعا، فمن يجلس في دُبي والشارقة وتونس والرباط و موسكو، ُينظر، ويُطالب بفتح جبهة الجولان، وهو مضطجع في حمامه الجاكوزي، ليس مثل الموظف والمواطن السوري، الذي، يبدأ بالاستدانة من اليوم الخامس من الشهر، ويتهرب من البقال واللحام. ويعمل قبل الظهر وبعد الظهر، وقبل الليل وبعد الليل. من أجل تأمين لقمة عيشه. في سوريا اليوم آلاف من الأخوة العرب، الذين نزحوا نتيجة الحرب من بلادهم، وأغلبيتهم يعيشون أفضل من المواطن السوري.

إن كل من يُطالب بالدخول في الحرب، هو مجرم بحق الشعب السوري، ومجرم بحق سوريا الحضارة والجمال، ومجرم بحق الأطفال، ومجرم بحق النساء، ومجرم بحق كل ما هو إنساني.

صدقا، نحن لا نخاف إسرائيل، ومستعدون للموت، جميعا فداءً لسوريا، ولكن هل حربنا مع إسرائيل ستُعطي نتيجة؟ وهل سيسمح العالم لنا بتلك الحرب؟ صديقنا شيراك، والذي حول علاقتنا معه إلى حقد شخصي بحت، ماذا سيكون موقفه؟ وأمريكا؟

الدروس المستقاة اليوم وما أكثرها: الجميع يَدين العدوان الهمجي الإسرائيلي الأمريكي الإمبريالي. والجميع لا يبادر بسحب سفير، أو طرد سفير، أو استدعاء سفير !!!!!!!!

الحرب فيما لو اشتعلت، وفيما لو دخلتها سوريا، ستمتد إلى أمد طويل، وستسقط عروش وممالك، وستخسر أمريكا كثيرا، فالخطر سيُحاصر ربيبتها، والحقد سيلف العالم العربي كله، وسينطلق الإرهاب من عقاله، ليُدمر الحضارة وما يتبقى مما تركته الحرب، وتعم الفوضى البلاد.



قال القديس أوغسطين: إن الغضب يولد الحقد، ومن الحقد يولد الألم ----

- غاندي يقول( العين بالعين يجعل العالم كله أعمى)

-. غوته يقول:الحقد هو الحمل الساكن الذي يغوص بالقلب إلى أعماق الصدر، ويجثم بشدة على جميع المباهج كشاهدة القبر. فالحقد الذي سنصل إليه، نتيجة السياسة الأمريكية، والعدوان الهمجي الاسرائيلي، سينتشر بسرعة على نحو معد وسام جدا إلى حد ينتهي به إلى إلغاء إرادة الضعيف، فما بالكم بإرادة القوي.



علينا اليوم أن نختار إما دور الضحية وإما دور الحكيم العاقل الناضج المسئول. إن من يختارون دور الحكيم العاقل، إن من يختارون الدافع النير في الحياة، إن من يختارون السلام، يرفضون اعتبار أنفسهم ضحايا؛ لأنهم قادرون تماما على مواجهة المواقف الخطرة بعدوانية وحقد تظهر بشكل قوة في خدمة الأنا. إن حياتنا في الواقع، سلسلة متصلة من المعاناة، والحروب. ويجب علينا أن ندرك أن هذه الحالة ملازمة لنا (طالما كان اختيارنا الحرب وليس السلام.)

عندما نقول: مواطن قوي؛ فإنما نقصد؛ في المقام الأول؛ قوة الشخصية والإرادة التي تتعزز عن طريق الانضباط الذاتي الحقيقي والمواجهة الواقعية لما يحدث اليوم في بلادنا، هذا المواطن الذي يُقبل على الحياة بفرح وحب، بوصفها حياة يجب أن تُعاش على نحو ايجابي وخلاق، وبدلا من تفادي الشر، وتأجيله. فانه يتوجه إليه باستعداد داخلي وإيمان كبير بوطنه، وهو موقف يشير إلى بداية جيدة لاكتشاف السلام والعيش الرغيد.



أمريكا اليوم تُحاول (خمج) الأمة كلها بفيروس الحقد، مؤدية إلى تضخيم ومضاعفة تأثيراته التدميرية، لأن جميع أفراد البلد يُصابون بالعدوى في النهاية وبعدها كامل الأمة، مسببة، في كل الأحوال، تصاعدا تدريجيا في الموت والتدمير.



البعض في الخارج والجوار والداخل، يُريد دمار البلد، لأن في ذلك، حسب، زعمهم وهواهم، دمار للنظام. ولكن ما لذي سيحدث، لو تدمرت البلد وبقي النظام؟ ، وما المطلوب :النظام أم دمار البلد؟ هي معادلة، غير مستعصية على الحل.

اليوم علينا جميعا أن نعمل من أجل إبعاد شبح الحرب، وغدا علينا أن نعمل جميعا من أجل إرساء أسس الديمقراطية والعلمانية والليبرالية في البلاد. لنعمل جميعا من أجل سلام دائم وعادل ، نسترجع به أراضينا المحتلة، ونبني به سوريا الجديدة.



الديمقراطية والحرية ليست في أن نعمل ما نريد، وإنما أن نريد ما نعمله(توليستوي)



السياسة (على كل حال كما الحياة) مليئة بالمفارقات. فعلى سبيل المثال فان أعداء الشيوعية مثل (نيكسون وريغان) استطاعا أن يتفاهما مع الاتحاد السوفييتي، وأن يقوما بخطوات حقيقية. وكان كل واحد منهم يتهم الآخر بأنه انقاد للشيوعيين، أو أنه ساذج سياسيا.



عندما دعا (دينيس دي روجمونت) مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية أوربة إلى الوحدة، قوبل نداؤه بالسخرية. ولكن بعد أربعة عشر عاما لاحقة أصبحت تلك الوحدة واقعا، وما يتجلى الآن في هذا الإطار بدون شك، إنها واحدة من أهم حقائق هذا القرن؟؟

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------



عندما انفتحت اليابان على الغرب، فقد بذلت معظم جهودها في تثقيف الشعب، وبأسلوب ليبرالي جديد. وشعرت بالفضيحة لأنه هنا، وفي قرية تبعد ثلاثين كيلومترا عن باريس، حيث يدرس ابني في المدرسة الابتدائية لا يوجد بيانو، ولا حصص للرسم، ولا يعلمون العلوم الطبيعية. وكان ذلك متوافرا في أصغر مدرسة قروية في اليابان منذ أمد بعيد. ولذلك يتعجب الفرنسيون كيف استطاع اليابانيون أن يتقدموا بهذه السرعة.( الرسام الياباني ياسي تابوشي)

----------------------------------------------------------------------------------------

معارضة الخارج ، وأستثني منكم الوطنيين، لا تلعبوا بالنار، فهي ستحرق الجميع.!!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن