الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوشفيتس الذي لم يغلق بعد!!

حارث رسمي الهيتي

2021 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في بولندا التي اجتاحتها المانيا النازية، وبتوجيه من هاينريك هملر وزير الداخلية النازي وقائد قوات الاس اس تم بناء معتقل أوشفيتس او أوشفيتز، هذا البناء الذي تحاكي وقائعه ورمزيته قصة الباستيل، ولاحقاً ستستنسخ تجربته في الكثير من البلدان، أوشفيتس الذي أغلق مطلع العام 1945 كان بجدرانه وباحاته ومخيماته شاهداً على أبشع نظام قنن الغاء الآخر، الآخر المختلف عن توجهات وافكار المجموع، مكاناً يتيح لمن فيه موتاً تختلف طرائقه، هذا إن بقى المرحّل اليه على قيد الحياة ولم يمت من رحلة القطار التي تستغرق ساعات طوال ولم يختنق.
أكتب عن أوشفيتس والمانيا النازية وهتلر ونظامه العنصري الآن والعالم يحتفل بذكرى الانتصار عليها، أكتب عنه وقد رحل جسداً وبقيت أفكاره مثل جرذٍ قذر يمد رأسه من فتحة للمجاري، اكتب وانا على يقين تام بأننا لم نتخلص من النازية بعد، النازية ليس باعتبارها النظام السياسي الذي حكم المانيا واجتاح الكثير من بلدان اوربا، بل باعتبارها فلسفةً للقمع، افكاراً وطرقاً لالغاء الآخر، اكتب عنها باعتبارها تجربةً تستهوي دكتاتوريات العالم الكثيرة، فمن تجربة منظمة شباب هتلر التي كانت تجتذب اطفالاً بين 14-18 عام استخلص صدام فكرته "اشبال صدام"، اطفالاً كانوا يقضون عطلتهم الصيفية في معسكرات للتدريب وهم يرتدون بزاتهم السوداء. وتبث لنا حينها القناة التلفزيونية الرسمية مقاطع فيديو لاطفال من معسكرات الاشبال وهم يقطعون ارنباً حياً بأسنانهم!!
لاحقاً، اراد الكثير تطبيق مضمون ما جاء في قانون مواطنة الرايخ، في سنوات بعد 2003 حرّم على هذه الطائفة أن يتزوج ابناءها من تلك، حرّم التعامل الاقتصادي فيما بينها، ونسج كل منهم حكاياتٍ تمجد طائفته وتحتقر الاخرى، بل وتحرض عليها لالغائها، هتلر لم يمت مطلقاً، ومن يبحث عنه سيجده في كل فكرةٍ تحاول أن تذهب بالأخر نحو حد السيف أو أن تقدّم له مظروفاً بداخله رصاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟