الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث القدس .. وابطال المقاومة الفلسطينية

عبد الحسين العطواني

2021 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


د. عبد الحسين العطواني
في هذه الاجواء الموترة الساخنة والحرب القائمة بين فصائل المقاومة الفلسطينية ( حماس ) والعدو الاسرائيلي والتي بدأت شرارتها في نيسان 2021 نتيجة لقيام الشرطة الاسرائيلة بالاعتداء على الفلسطينيين في حرم المسجد الاقصى في القدس الشرقية ، بعد ان شهد الموقع المقدس اشتباكات عنيفة واصابة مئات الجرحى من الفلسطينيين ، حيث طالبت ( حماس ) بأبعاد الشرطة من هناك ومن حي ( الشيخ جراح ) القريب الذي تسكنه اغلبية عربية ، وتواجه فيه العائلات الفلسطينية الطرد من قبل المستوطنين اليهود ، الا انها لم تجد اي انصياع لتيحذيراتها ، سواء في تطورات النزاع ، او الكف من قتل الفلسطينيين ، لذلك نفذت فصائل المقاومة في قطاع غزة هجماتها الصاروخية غير المسبوقة تجاه الكيان الصهيوني ، المتمثلة بصواريخ (عياش 250 ) لتحمي المسجد الاقصى وتسقط اتفاقية (ابراهام) التأمرية (التي سنبين اهم بنودها لاحقا) لتصل هذه الصواريخ الى مطار ( رامون ) الاسرائلي في النقب جنوب فلسطين ، وبالقرب من مفاعل ( ديمونا ) ، والتي جاءت مخالفة ومخيبة لامال العدو ومخططاته التوسعية والاستيطانية، وهنا تجدر الاشارة الى ان احتلال القدس الشرقية تم في عام 1967 وضمتها اسرائيل فعليا عام 1980 ، واعتبرت المدينة بأكملها عاصمتها ،على الرغم من ان الغالبية العظمى من الدول الاخرى لم تعترف بذلك ، وطالب الفلسطينيون بأن يكون النصف الشرقي من القدس عاصمة لدولتهم المأمولة ولكن دون جدوى .
فاجأت هذه الصواريخ العرب الذين يلملمون بذلك عارهم ويتجرعون مرارة هزيمتهم ، ويلعقون جراحهم ، ويحلمون بأمنيات السلم الموهوم ، فكان التطبيع تحوَل فيه التضامن العربي الى عداء فلسطيني بانعطاف وتغيير تميز بالتزام اولويات المصلحة الاسرائلية من جهة ، والالتزام بمعاداة ايران، وحزب ىالله ( الشوكة بعين اسرائيل) من داخل منظومة هذه الدول من جهة اخرى ، فقد كانت مهمة النظام الرسمي العربي او محور التطبيع الذي تعززباتفاقية (ابراهام ) بين اسرائيل والامارات ، والبحرين ترأسها الرئيس الامريكي السابق(دونالد ترامب ) بحديقة البيت الابيض بتاريخ 13 اب 2020 من منطلق دعوى التهديد الابراني للمنطقة وحماية دولة اسرائيل. حيث ارتكزت الاتفاقية على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتعاون مشترك في عدة مجالات مع اسرائيل ، دون ان يذكر فيها ان اسرائيل ملزمة بوقف ضم الاراضي الفلسطينية اوحتى تأجيلها على اقل تقدير .
فقد كشفت الاتفاقية خسة ونذالة هؤلاء الذين لا تعنيهم فلسطين ولايعنيهم الانسان المدمر ، او الانسان المهمش ،او الانسان المقهور ، فلا احد يفكر في اعادة ترميم ثقته النفسية ، اواعادة بناء تصدعاته الفكرية ، او اعادة تكوين هويته الثقافية ، لانهم اجبن واعجز من ان يقترحوا خططا مستقبلية ، او برامج او مبادرة ، او افعالا هجومية لكي تكون للمحارب على جبهات القتال والمواجهة مبدأ ورسالة يقاتل من اجلها وليس موظفا يتقاضى اجرا من اجل ان يؤدي مهامه المحددة على قائمة الوصف الوظيفي ، فهم يتفرغون للصراع على المناصب وعلى تقاسم النفوذ في الثروة ، وعلى تصفية الحسابات وعلى حماية المصالح الشخصية ، وعلى هذا المنوال ذهبت السنون والقرون من ازمة الامة العربية هباء منثورا ، كما تذهب جهودها وثورواتها واجيالها هدرا في تمويل الارهاب ومقابل البقاء في السلطة . .
.
الغريب ان الحكومات والشعوب العربية تدرك ذلك كله وتتوقع ماهو اعظم بلاءا منه ، ولكن ذلك الادراك الموقوف على التنفيذ لايثنيها عن التعامل مع ظروف المرحلة ومتغيراتها ومستجداتها بتقشف فكري وبرؤية ضبابية ، فهي دائما ماتعود من جديد لتمارس كل انواع السلوك التفكيري المشوه ، من فقدان الذاكرة ، الى اللامبالاة ، الى ازدواجية المعايير، الى العمل الفردي الى التناقض وصولا الى القناعات التي تحددها اصول ( البزنس ) وليس المصالح الاستراتيجية ، فالدبلوماسيون العرب يعودون لاكمال المسرحية الشخصية ، ليحاولوا فقط على طاولات المفاوضات استيلاد السلام الذي قتله اليهود وهو لم يزل جنينا للوهم في عقول العرب وحدهم ، واثناء ذلك يجري تخدير ذاكرنهم وثقبها وتفريغ محتوياتها لكي لايعكر صفو المفاوضات ذكريات مؤلمة يجب تناسيها مثل مذابح اسرائيل ومجازها في (دير ياسين 1948 ) الاولى والثانية ، ومشاهد الجثث المتناثرة في (صبرا وشاتيلا 1982)والوان الدم العربي الرخيص في (بحر البقر 1970) وفي (قانا 1996) وفي غيرها من جرائم الحرب ، وجرائم السلام ايضا .
وهكذا يخطط الكيان الاسرائيلي ليحاط بجغرافيا جديدة ، وبدول وكيانات سياسية مجاورة جديدة ، ولكنهم جيران ودول ارنبية ، اي منزوعة الانياب والمخالب ، لاتتضمن اجندتها بندا لمعاداة اسرائيل ، او الوقوف في وجه مخططاتها او منافستها على اي شئ ، وسيكون الجيران الملاصقون لاسرائيل اما حزاما آمنا من الدول العربية لانها بذلك تضمن قدرا كبيرا من الخنوع والامن ، وقدرا ضئيلا جدا او معدوما من احتمالات التهورالفارغ نحو الحرب ، او المطالبة بحقوق الفلسطينيين ، اما الفلسطينيون فما عليهم حينئذ الى ان ينقعوا اتفاقية ( اوسلو1993 ) ويشربوا ماءها ، وسيرى العرب بأم اعينهم كيف تنعم اسرائيل بأرضها الحلم من الفرات الى النيل .
وهنا لايفوتنا بانه لن يكن من المبالغة القول ان ايران اصبحت لاعبا اساسيا في قضايا المنطقة بغض النظر عما اتى ذلك لصالح القضايا العربية ام غير صالحها ، لكن على سبيل المثال وليس الحصر ان الصواريخ التي اطلقتها كتائب القسام هي ليس صواريخ عربية ، ولا بتمويل عربي وان التعامل مع الواقع الايرانيي من زاوية استبعاده عن التسوية او الحلول قد يزيد من حدة المواجهة معها وليس العكس . بعد ما نجحت ايران في اقامة ترابط وثيق بين الموضوع المتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي ، وقد نتج من جراء التعنت العربي، الجولة التطبيعية الخاسرة هي اخر احزانهم واخر عاراتهم واخر هزائمهم واخر فشلهم ، في تمكين العدو الصهيوني على الفلسطينيين بأن يُيتموا اطفالهم وان يرملوا نساءهم ، وان يحرقوا انقاض ابنيتهم وطرقهم وجسورهم . لكن ابطال المقاومة باصرارهم وشجاعتهم وتضحياتهم الفائقة وبأسناد الشرفاء من العرب والمسلمين ، وبهذه الصواريخ المكثفة اثبتت جدية المقاومة وقدرتها على المبادأة والمفاجأة ومن النصر الا من عند الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تردد واشنطن.. مشروع أوروبي يدين نووي إيران| #الظهيرة


.. حرائق مُستعرة على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية سببُها التصعي




.. صريحات صادمة لفاوتشي: التباعد الاجتماعي خلال كورونا لم يكن ل


.. رسائل من نتنياهو والسنوار وخامنئي بشأن خطة بايدن في غزة| #ال




.. استشهاد 8 فلسطينيين فى قصف لطائرات إسرائيلية استهدف عناصر من