الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن القضية الفلسطينية -2-

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2021 / 5 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


قضية تمتد لأكثر من قرن من الزمان وفق تحيز الغرب الرأسمالي وامريكا خصوصا تجاه إسرائيل ورفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بارضه ودولته رغم اعتراف عدد كبير من الدول الأعضاء في المنظمة الأممية الا ان مجلس الامن -مجلس الكبار ومعه الاخرون من نفس الصفة – يرفضون الاعتراف بدولة فلسطين او انهاء النزاع المتبقي من القرن الماضي الذي شهد نهاية الحقبة الكولونيالية ..
المسألة اليهودية تاريخيا لم تكن مشكلة عربية او شرقية بل كانت مشكلة غربية حيث كانوا يعيشون في كنتونات منعزلة لا يتبادلون الثقة مع عموم المجتمع الا قليلا ومن هنا كثير من دول اوروبا تعاملت معهم بطريقة مختلفة فيها الشك والريبة والعنف أحيانا و تم تصدير هذه المشكلة الى منطقتنا ورعايتها وفق للمصالح السياسية والاستراتيجية للغرب ..
هذه القضية اخذت تعبيرات متعددة ومظاهر متنوعة ومعقدة أيضا خاصة منذ سبعينات القرن الماضي وتزايد تعقيدها مع الالفية الجديدة التي ظهر معها اتفاق أوسلو وسبقه اتفاقات وتلاه اتفاقات أخرى دونما مبررات حقيقية ذات صلة بالقضية الفلسطينية الا من زاوية سلبها شرعيتها العربية بمنحاها الشعبي والرسمي .
والبعد الأكثر اثارة للمأساة الفلسطينية انقسام وتشظي الموقف الفلسطيني وفق محددات ايدولوجية وتنافس على السلطة ومكاسبها وفق ارتباط قادة الفصائل - وهي متعددة ومتنوعة بدرجة تفوق حاجة الشعب والقضية الفلسطينية - بمحاور تمويل وارتباط سياسي في سياق انقسام عربي وتمييع الموقف الذي كان متماسكا في حدوده الدنيا . وهنا يغيب راس المال الفلسطيني المتضخم لثرواته في بلاد المهجر من أي دعم حقيقي للقضية ولأبناء فلسطين مثلما يفعل الرأسمال الغربي واليهودي من تقديم الدعم اللامحدود . نخبة سياسية وحزبية بائسة تدير قضية عادلة لكنها ببؤسها الفكري والسياسي تخسر كل مرافعات الدفاع عنها وفق الانقسام والارتباط بمحاور لا تؤمن بالقضية الفلسطينية قدر تقديمها دعما لتلك القيادات ..
تحولات المشهد السياسي العربي والفلسطيني في السنوات الأخيرة دفع بالقضية الى زاوية محصورة بدلا من كونها قضية عربية يتم الحديث عن قضية فلسطينية معزولة عن سياقها العروبي والإنساني ايضا ، وبدلا من كونها قضية تحرر وطني يتم الحديث عن مظلومية حقوقية ، وبدلا من الحديث قضية تاريخية لشعب وارض يتم الحديث عن لاجئين .. وفي الوقت تسعى امريكا لتقليل الاهتمام العالمي وتغييب الاهتمام الإنساني من خلال وسائل اعلام مهيمنة في ظل غياب موقف رسمي عربي او إسلامي موحد .
اليوم الانتفاضة الشعبية في فلسطين إعادة الاهتمام الدولي للقضية ووضعت العالم امام مشهد انساني وسياسي لامجال فيه للتحيز ضده او تجاهله وتشكل وعي عام داخل اوروبا ذاتها منحاز للقضية الفلسطينية ومع ذلك تستمر الحكومات الغربية بتعنتها وانحيازها الأعمى تجاه إسرائيل بل وتتواصل هذه الحكومات مع قادة هذا الكيان لتعرب عن تضامنها معه بل وتقرر الإدارة الامريكية الجديدة بيعه أسلحة بقيمة 750 مليون دولار في وقت كان الأولى بها ان تدعو لوقت العدوان الاسرائيلي وتهدئة الموقف والعودة الى طاولة الحوار لإيجاد حل سياسي لأطول ازمة احتلال لاتزال فاضحة للتحيز الغربي والتردي العربي. الشباب الفلسطيني كان ولايزال يقدم أروع البطولات وبانتفاضاته الشعبية يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني لشعب اغتصبت أراضيه بتواطؤ بريطاني امريكي ودعم اوربي وفق انحياز بعيد المنظور الإنساني لكنه انحياز يجسد الصورة الكولونيالية القبيحة التي لاتزال ترسم وعي النخب السياسية والإدارات الحكومية في منظومة الرأسمالية المعولمة خاصة إدارة البيت الأبيض التي تجاهر بانحيازها لإسرائيل بل وتفاخر بذلك .
شباب فلسطين إضافة الى هذا الزخم الرائع في تحريك القضية وهز الكيان الإسرائيلي يحتاج الى ان يلعب نفس الدور تجاه السلطة الحاكمة له في الضفة وغزة بل وهز الأطر المؤسسية للأحزاب أيضا بدءا من نقد النظام السياسي المنقسم على نفسه ونقد النخب الحزبية والسياسية التي تشرعن لذلك الانقسام واعتادت عليه بل واعتادت على السلبية دونما فعل سياسي تجديدي تجاه القضية وتجاه الداخل الشعبي وتطوير المؤسسات الإنمائية التي تسهل ممكنات الحياة والنضال لعامة الشعب .الجدير بالذكر ان اقل قيادي في السلطة والفصائل لا يقل عمره عن سبعين عام او اقل قليل في حين الشباب الذين هم وقود النضال الفلسطيني ودينامو الانتفاضات الشعبية خارد دوائر سنع القرار السياسي الرسمي والحزبي أيضا .
الانتفاضة الشعبية الراهنة التي اشتعلت في حارة الشيخ دراج وانتشرت في القدس وداخل الأقصى وصولا الى ماهي عليه اليوم من مواجهات انما يشكل الشباب مرتكزها الأساسي ومعها تشكل وعي عالمي جديد بالقضية وعدالتها ووفقا لذلك يجب على القيادة الفلسطينية الارتفاع بمسؤوليتها الى مستوى النضال والتضحيات الشعبية والعمل بجد في استثمار هذا الدعم العالمي بشكل إيجابي سياسيا وفي الداخل لتحقيق إنجازات إيجابية تخدم عدالة القضية واستحقاقها التاريخي . تحية للشباب المناضل في فلسطين ومعه التزاما وتأييدا منا بالقضية وعدالتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولكن ماهي القضيه-انت استاذ اعرضها بامانه وبعقل سيا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 5 / 21 - 03:35 )
وبعقل سياسي وستتوصل الى ان الرجعية العربية الدينيه والعنصرية القوميه عملت من الحبه قبهوحرفت وعي شعوب بكاملها خسرت بموجبها اعظم معركه تاريخيه=التنميه في ال60سنه الاخيره وجعلت من اخوتنا اليهود رفاقنا التاريخيين منذ بابل واكد وحتى منذ محمد-لماذا لان الرجعية العربية لاتريد الحضارة الانسانية الجديدة التي نشاءت وتطورت بديناميكية مذهلة في القرنين الماضيين خصوصا فجعلت رجعيتنا السائده المتمسكة بسلاح اساطير الاولين-دينها البدوي المتوحش الذي لايعترف بالعمل والعلم والثقافة-وجعل من ديار الحضارة الرائعة الجديدة ديار كثر ولو قدر تقبل اليهود على الاقل مثل تقبل الاخوة الارمن بعيد مذبحة الوحوش الاسلاميين العثمانيين للباقين على قيد الحياةبعيد الحرب العالمية الاولى-علما ان اليهود مكون اصلي في فلسطين كما وان تهجير يهود العراق ومصر واليمن وبقية بلاد الجهلة العرب بالقوة الدمويه الى فلسطين تجعلهم اهل ارض يحق لهم استشافة اشقائهم-والامر من كل ذالك ان اليهود القادمين من اوربا الناجين من القتل الهتلري كانوا متعلمين وكوادر يمكن الاستفادة منهم لترقيتنا الى مستوى البشر ثم ان فلسطين كلها وشعبها لايساوي 1بالمئه فصار

اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام