الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين، قضية إنسانية بامتياز ولا تقبل المزايدة

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2021 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد طي صفحة اليميني المتطرف دونالد ترامب، جاء بديله ليطرح سياسات مغايرة، شكلا، لسياسات سلفه، هذه السياسات أجبرت دول الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بالأخص السعودية مع حليفاتها و ايران على النزول من الشجرة وفتح باب الحوار بينهما. نفس هذه السياسات، أجبرت الإرهابي القومي الاسلامي اردوغان المعروف بسياساته البراغماتية، الى الهرولة نحو مصر بعد أن كان قد جعل من تركيا مأوى للإخوان المسلمين الفارين من قبضة السيسي، ثم طفى على السطح موضوع سد النهضة الإثيوبي ليشق صف " الاخوة "، أي الجبهة السعودية الإماراتية البحرينية مع مصر وذلك بوقوف تلك الجبهة، وبناء على مصالحها المادية، مع اثيوبيا ضد موقف مصر الداخل للتو في صراع على تقسيم مياه النيل مع اثيوبيا ، هذه المواقف مجتمعة، اسفرت عن موقف مصري يخلق جملة من التساؤلات حين أعلنت عن تقديم 500 مليون دولار كمساهمة في جهود اعمار غزة، بالإضافة الى فتح معبر رفح وارسال مساعدات الى غزة، هذا في الوقت الذي تسعى فيه مصر وقطر! للتوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفصائل الإسلامية في غزة وإسرائيل وذلك لوضع حد للقتال ( ).
السؤال المطروح هنا هو: كيف غيرت مصر موقفها اتجاه حركة حماس؟ نفس هذه الحكومة المصرية، كانت قد أعدمت مجموعة من قادة الاخوان المسلمين بتهمة التخابر مع حماس و كانت تتهم تلك الحركة بمساعدة المسلحين الاسلامين في شبه جزيرة سيناء للقيام بهجمات مسلحة داخل مصر، مواقف يجب الوقوف عندها.
يقول المتنبي : (( من نَكَدِ الأيام أن ترى عدواً لك ما من صَداقتهِ بُدٌ ))، كلام ينطبق اليوم على ما نراه من سياسات لا ترتبط، لا من قريب ولا من بعيد، بجوهر القضية الفلسطينية، بل تؤكد بان هذه الدول اتخذت وتتخذ من هذه القضية شماعة لتمرير مصالحها.
بعد طي نفس الصفحة آنفة الذكر، والتي افرزت خلال اربع سنوات من سلطة فاشي مجرم يسمى ترامب ،خطة سميت بصفقة القرن وذلك لتصفية القضية الفلسطينية، هذه الخطة نُفذ منها بعض البنود التي تصب في صالح الحكومة اليمينية بقيادة نتياهو في إسرائيل ومنها نقل السفارة الامريكية الى القدس كتأييد وموافقة على جعل المدينة "عاصمة أبدية" لإسرائيل، بالإضافة الى اشعال الضوء الأخضر لها بضم مرتفعات الجولان، ناهيك عن حملة واسعة لبناء المستوطنات في الضفة الغربية والجارية على قدم وساق . وسط هذه السياسات جاءت عملية التطبيع من قبل بعض الدول العربية مع حكومة نتنياهو اليمينة ، عملية ستقوى القوى الرجعية في المنطقة باسرها.
أما على الصعيد الداخلي في إسرائيل، فقد عانت هذه الحكومة ولا تزال من مشاكل وصعوبات واستياء جماهيري واسع مما اجبرها على اجراء عدد من الانتخابات البرلمانية دون حصول ايأ من القوى السياسية على العدد الكافي من مقاعد الكنيست الإسرائيلي يؤهلها لتشكيل حكومة الأغلبية، هذه الازمة لازالت تراوح مكانها، ويُفسر بأن احدى اهداف نتنياهو من هذه الهجمة الوحشية على قطاع غزة هي من اجل التمسك بالسلطة وإظهار نفسه كمدافع عن أمن وأمان الإسرائيليين!
وسط هذه المتلاطمات، جاءت سياسة الحكومة الإسرائيلية، وبدعم لا محدود من اليمين الإسرائيلي، والتي تهدف الى تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية ، تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، فاندلعت مظاهرات غاضبة ضد هذه السياسة الرجعية.
القوى السياسية الفلسطينية المتمثلة بتياريها القومي – فتح – والإسلامي حماس والجهاد الإسلامي- هما كذلك ليسا بأحسن حال من غريمهما الحكومة الإسرائيلية ، فبعد محادثات مكثفة بين الجانبين توصلا الى تحديد موعد لإجراء انتخابات داخل الأراضي الفلسطينية، الا ان محمود عباس، وفي اللحظة الأخيرة، تراجع عن موقفه واجل اجراء تلك الانتخابات بحجة عدم السماح بأجرائها داخل القدس الشرقية.
انتهزت حماس مسألة حي الشيخ جراح لتعيد القضية الفلسطينية الى الواجهة، فجاءت رشقات صواريخها بعيدة المدى لتقصف، عشوائيا، مدن تل ابيب وعسقلان وبئر السبع وغيرها، فجاءت هذه المجزرة التي ارتكبتها ولاتزال حكومة إسرائيل في قطاع غزة وغيرها من المناطق، رغم ان هذه الحكومة الفاشية لا تحتاج الى ذرائع وحجج حين تنوي قتل الفلسطينيين.
ان أصحاب القضية الفلسطينية هم الجماهير المغلوب على أمرها الواقعة بين سندان الحركات القومية والإسلامية و السياسات الرجعية للدول العربية و الإقليمية من جهة، وبين مطرقة الدولة الفاشية في إسرائيل من جهة أخرى.
من ليس له مصلحة في هذه الحرب ونتائجها هم ضحايا هذه الحرب، أي العمال والكادحون في فلسطين وإسرائيل، ومن هنا فان توحيد جهود هؤلاء وتوحيد صفوفهم كفيل بسحب البساط من تحت اقدام هذه القوى الرجعية مجتمعةً والدفع باتجاه حل الدولتين، باعتباره حلا ممكنا في الوقت الحالي، حل مبني على الإرادة الحرة لتلك الجماهير واجبار هذه القوى للانصياع لهذا المطلب.
19 – 5 - 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا