الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

2021 / 5 / 20
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بعد انتشار فيروس كورونا وزيادة أعداد الوفيات بدأت بعض الدول مثل الهند دراسة الآثار الاجتماعية الناتجة عن الوباء خاصة بين الأطفال والشباب الذين فقدوا والديهم أو أحدهما وماذا سيفعل لهم المجتمع من ناحية الرعاية الاجتماعية لهؤلاء الأيتام وما هى الوسائل المتاحة لضمان تلك الرعاية سواءً من خلال التبنى أو الرعاية أو المساعدة . إن ما حدث فى الهند ومن قبلها البرازيل وإيطاليا بدأ يفتح الأفاق لدراسة أبعاد تأثير فيروس كورونا على الكثير من المجالات خاصة الاجتماعية والثقافية وحتى العلمية والتعليمية. لقد غير فيروس كورونا دفة العولمة ذاتها ليصبح العالم ثنائى القطب فعليا بين الولايات المتحدة والصين مما يعنى وجود تغييرات اقتصادية وسياسية ، وقد انعكس ذلك على مفاهيم اقتصادية كثيرة من ناحية النظر إلى التحكم فى سلاسل توريد البضائع بعد نجاح الصين فى توفير بضائع كثيرة متعلقة بتداعيات فيروس كورونا وفشل بعض الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وحتى إيطاليا فى ربيع 2020 فى توفير تلك البضائع والمستلزمات المطلوبة فحدث نقص شديد فى الكثير من البضائع وصل فى إيطاليا ومن بعدها الهند إلى أجهزة التنفس الصناعى والأجهزة الطبية. ولم يقتصر التغيير على الاقتصاد فقط بل امتد إلى المجتمع وتغير تركيبته خاصة مع وفاة عشرات ومئات الآلاف من المصابين المؤثرين فى عائلاتهم أو على الأقل عزل الكثير من أفراد الأسرة لفترات امتدت لأسابيع فجعل الأطفال والشباب بلا أب أو أم لفترة حتى لو كانت قصيرة لا يحظون خلالها بالرعاية والمتابعة ، ثم تطور الأمر وأدى إلى تراجع السياحة والطيران وهو سوق عالمى كبير أثر على دخل ملايين الأسر حول العالم ، ثم امتد التطور والتغيير والتأثير إلى المجالات العلمية والتعليمية مع توقف الدراسة وتكثيف المناهج الدراسية وتقليلها لعامين دراسيين على الأقل فى غالبية المدارس والجامعات حول العالم ، ثم انتهى الأمر إلى تأثير فيروس كورونا فى تباطؤ الاقتصاد فى العديد من دول العالم فأخذت بعض الدول فى منح إعانات بطالة للأسر المتضررة بعد ارتفاع معدلات البطالة وتدنى الدخل السنوى للأسر . أما التأثير التكنولوجى فقد حدث مع تطور وسائل التواصل بين الأشخاص لينمو سوق التواصل الإلكترونى عن بعد لتنعقد المؤتمرات واللقاءات عبر تقنيات تجعل اللقاءات تستمر ولا تتوقف ولكن عبر الفيديو والانترنت ، وقد استفادت الجامعات أيضا من تلك التقنيات لتصبح معظم المحاضرات عن بعد ، حتى أن بعض الكليات العلمية لجأت إلى بعض الدروس العملية الأقل أهمية لتتم عبر تقنيات الفيديو ، وهذا الأمر يعنى أيضا تغيرات اجتماعية نتيجة تقليل التواصل الاجتماعى بين المدرسين والطلاب أو بين الطلاب بعضهم البعض وبالتالى تباطؤ أو توقف الأنشطة الطلابية والاجتماعية والرياضية الهامة للطلاب وللمجتمع أيضا. لقد امتد التأثير والتغيير لينمو سوق الشراء عن بعد أيضا وخدمات التوصيل إلى المنزل سواءً عبر الأفراد أو عبر روبوتات التوصيل فى الدول المتقدمة كنوع من التجربة ، مما عزز الاستغناء التدريجى عن بعض الأعمال واستبدالها بروبوتات لا تتأثر بالأمراض ولا التغييرات الاجتماعية ولا النواحى النفسية . أما الجديد عالميا فهو دعوة الكثير من المنظمات إلى التنازل عن حقوق الملكية الخاصة باللقاحات والأدوية الهامة التى تتعلق بفيروس كورونا مما يساهم فى مساعدة الدول الفقيرة التى لا تستطيع توفير اللقاحات والأدوية المستوردة بعد أن تغولت حقوق الملكية على يد الولايات المتحدة مع عصر العولمة لتوقف أى تطور عالمى وتحيل كل الأمور إلى مكاسب مادية متجاوزة الحدود التى كانت قبل منتصف القرن العشرين وساهمت فى تطور معظم العلوم والتكنولوجيات عبر التعاون غير المبنى على أسس براجماتية نفعية .
قد يكون من المفيد إجراء الدراسات على تأثير فيروس كورونا على المجتمعات المحلية فى كل بلد للوصول إلى أنسب طريقة لدعم الأفراد أمام تلك الجائحة غير المسبوقة منذ مائة عام لإن البعد الاجتماعى لتأثير فيروس كورونا يختلف من بلد لأخرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا