الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين والنضال اللا-عنفي.. والصديق خضر قاسم.

حمزة رستناوي

2021 / 5 / 20
القضية الفلسطينية


النص الأول لحمزة رستناوي:
مع كل التضامن مع ضحايا التوحش الصهيوني من أهلنا الفلسطينيين. ومع كل الاعتراف ببديهة حق الفلسطينيين في العيش ضمن حدود فلسطين. مشروع حلّ الدولتين غير قابل للتنفيذ لألف سبب وسبب. والقضاء على اسرائيل أحلام يقظة! وبقاء الأمر الراهن مع كانتون حماس وكانتون السلطة الفلسطينية ،المترافق مع اشتداد ثورات العنف كل بضع سنوات .. وبطولات/ نضالات في غير مكانها غالبا ما يذهب ضحيتها الابرياء. ومن أجل فكّ ارتهان القضية الفلسطينية لمحاور مُمانعة تضر بقضيتهم وتتاجر بها في سوق العلاقات الدولية ..ولأن العرب والمسلمين لن يتجاوز حدود السباب والتنديد والتعاطف الصادق. لكل هذه الاسباب : النضال الوحيد الذي يستحق التضحية و يكون مثمرا( باحتمالات كبيرة) هو : المطالبة بحقوق مواطنة متساوية مع الإسرائيليين في دولة واحدة علمانية متعددة القومية على كامل مساحة فلسطين. النضال السلمي أولا.. بالاستفادة من تجربة القضاء على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا! فليس تحرير الارض هو الهدف الاسمى ،بل تحرير الانسان فوق هذه الارض! مثلا الفلسطينيون في غزة ورام الله يعيشون على ارض غير مُحتلة ( بحدود كبيرة) ولكن حماس و فتح تنتميان لنفس طينة الأنظمة العربية الاستبدادية التي تصادر حرية شعوبها!!
-
تعقيب لخضر قاسم:
لقد صّرح الدكتور رستناوي صاحب كتاب "أَضاحي منطق الجوهر" بشأن الصراع الدائم، الذي تجدد بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني:" إن مشروع حلّ الدولتين غير قابل للتطبيق، أن القضاء على اسرائيل أحلام يقظة" ويرى /لأسباب كثيرة مجتمعة/ أن النضال الوحيد الذي يستحق التضحية، ويكون مثمراً باحتمالات كبيرة هو المطالبة بحقوق مواطنة متساوية مع الاسرائيليين في دولة واحدة علمانية متعددة القومية على كامل مساحة فلسطين... النضال السلمي أولاً... بالاستفادة من تجربة القضاء على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ونظراً لأهمية الموضوع في المكان والزمان الفلسطيني المقاوم، على الواقع المعاش في هذا الظرف القاهر، أعود إلى المنشور الذي قرأته بإمعان، ولاحظت فيه حرص الكاتب الباحث على عدم الاستمرار في إراقة الدماء الفلسطينية، وتهديم البنية التحتية في الأراضي الفلسطينية من قبل عدو مهيمن، متغطرس، عنصري، مدعوم من أعتى دول العالم دون حدود- الولايات المتحدة- والدول الغربية، حيث يزود هذا العدو بأحدث آلات ومعدات القتل والتدمير، واعتبرته الولايات المتحدة... الولاية الأمريكية الجديدة شرق المتوسط... وغرب النفط، وجنوب المنظومة الأوربية وبين أنظمة إقليمية متصارعة.
بسبب هذه الأسباب، وأسباب أخرى... قدم الدكتور حمزة اقتراحه بالعيش في الدولة العلمانية على كامل تراب فلسطين دون أن يذكر تصريحاً من هي الدولة الأساس... هل هي الدولة الإسرائيلية المزعومة... أم دولة "اسراطين" التي طرحها يوماً المرحوم معمر القذافي كحلٍّ للقضية!!
بدايةً أقول: هي جرأة في التصريح قد لا يحسد عليها الكاتب الذي أعرفه قارئاً نهماً، ومثقفاً مرموقاً... وباحثاً متعمقاً... وشاعراً... بل أديباً متميزاً، ناهيك عن اختصاصه الطبي الدقيق. إنه الباحث الذي يستخدم مقايساته لجميع المسائل التي تواجهنا وفق منطق الشكل الحيوي، المنطق المواجه للمنطق الأرسطي الصوري. قد أفهم موقف الباحث في إطار "ومن الحرص ما قتل... بل ما يمكن أن يزيد في القتل قتلاً" بحث يفترض بداهة أن هذا الشعب الفلسطيني الباحث عن الحرية "مهزوم بالضربة الفنية القاضية". ولأن الباحث مشهود له في ميدان اختصاصه الطبي الإنساني، ولحرصه على عدم تضاعف زهق الأرواح الذي ينفذه العدو الصهيوني، على الشعب الفلسطيني منذ عام(1948)... ومن الدمار الحاصل على البنية التحتية والإنسان منذ مجزرتي " دير ياسين، وكفرقاسم، وحتى اليوم...
لذلك أجد نفسي مضطراً للتذكير بالعدد الكبير من كتاب العالم... الباحثين عن الحرية العارفين أن ثمن الحرية لا يقدر بثمن... وأن الحرية لا تتحقق بدولار ولا دينار... بل أن للحرية الحمراء باب... بكل يدٍّ مضرجة يدقُّ... وأن دم الأحرار هو نور... وحق حسب رأي الشاعر أحمد شوقي. وانطلاقاً من إيمان راسخ لديَّ بأنه: "لا منتصر دائم... ولا مهزوم دائم... وأن النهاية القاسية هي للظالم دوماً... و الانتصار للمظلوم الصابر المقاوم "حسب حركة الحياة ومنطق الشكل الذي يؤكد عليه - دوماً- الدكتور حمزة وهو يقايس جميع المسائل على أساس انسجامها مع أولوية " الحياة، العدل، الحرية" للمجتمع الإنساني... سأذكِّر أن امبراطوريات فارس، وأثينا، وروما، بل العربية الأموية في دمشق، والعباسية في بغداد بله في الأندلس التي قامت وفق المنطق الصوري الأرسطي وفي ظلاله الذي مازال سائداً حتى اليوم... قد زالت هذه الامبراطوريات والسؤال لماذا زالت؟ وجوابه لأن الحياة كانت وستبقى صراعاً في سبيل الوصول الناجز إلى إرادتها في الحرية. مع التأكيد أن سكان هذه الامبراطوريات الزائلة مازالوا متواجدين تحت ظل حكومات لها أنظمة حكم بأشكال متباينة.
لن أناقش المنشور من وجهة النظر الصهيونية العنصرية لأن موقف الدولة الاسرائيلية قائم بشكل معلن على هذا الشكل، ولا يستمعون لغير صوت ومنطق القوة مستندين إلى جدار العنصرية الأمريكية العريقة، ويخالفون جميع القرارات والشرائع الدولية التي تمنع الاستيطان وضم الأراضي بالقوة. حتى أنني لن أناقش المسألة من وجهة نظر الأنظمة العربية المعلنة، وهي أنظمة قامعة لشعوبها ورابضة على صدورهم بدعم من العنصرية الأمريكية والصهيونية التي هي حليفهم القوي، وسيدهم وصاحب بترولهم ...في نهاية المطاف... أن النقاش معهم غير مجدٍ... بل مخيب للآمال... وهم يضمرون ما لا يقولون... بل ويمولون العدو الصهيوني في غزواته على أبناء جلدتهم، والأمريكي وحروبه المدمرة للجهد الإنساني في كل دول العالم.
سأناقش المنشور في إطار منطق الشكل... لمأساة الشعب الفلسطيني من خلال أولويات (حق الحياة، العدل، الحرية) فهل يقصد الباحث أن على الشعب الفلسطيني التخلي عن أرضه في الضفة... والقطاع... مقابل أن يعيش في دولة علمانية متخيلة/ يعتمدها قاتل الفلسطينيين ومهجرهم... دولة يتساوى فيها المعتدون الصهاينة مع المعتدى عليهم... بقايا الفلسطينيين المتشبثين بالأرض والكرامة. سأقول مباشرة ودون تردد: العدو الصهيوني نفسه لا يوافق على هذا الاقتراح... لأن من ينفذ التمييز العنصري ويقيم دولته على أساسه، وهو مدعوم من عتاة القوى ورأس المال، والدعاية لن يتخلى عن نظريته ودولته القائمة على أساسها وهو بهذه القوة، وأمامه هذه المقاومة الباسلة فكيف إذا تخلت المقاومة عن سبيل مجابهته... ؟
إنه يواجه العالم بإصراره على زرع المستوطنات في الضفة... والجولان... وكل قدمٍ مربع من الأرض التي يصلها جنوده... في الحياة لكل إنسان الحق في العيش بشكل تضمن فيه إنسانيته في ظل تحقيق العدالة والحرية لجميع السكان... مع افتراض تطبيق هذا المعيار على طرفين (محتل) ومقاوم المحتل. الأمر الذي لا يمكن أن يتم إلا في إطار نظام ديمقراطي بعيداً عن قوى الهيمنة والتمييز العنصري الذي يعتمده ويصر عليه المحتل الصهيوني.
أما أولوية العدل... وهي تطبيق كافة الحدود والقوانين والشرائع الدولية الإنسانية على جميع الأطراف، طرف ممثل... قاهر... متغطرس... وطرف مقهور سليب الحقوق المادية، والمعنوية ومحاصر بكل المعايير وأهله مشردون في أربع جهات الأرض... ومن بقي مقيماً يسكن أغلبه في مخيمات لا تصلح للعيش الإنساني يصرخ... يتأوه... فلا يسمع له صوت. وإذا ارتفعت نغمة التأوه... والآخ... والأف.. توجهت إليه بنادق القاتل قبل أصابعه على أنه إرهابي... ومن يقاتل إرهابياً له وحده حق الحياة وهنا ندخل في إشكالية تعريف الإرهاب من وجهتي نظر (محتل ومقاوم). من أجل ذلك هم من أوجدوا الإرهاب ، وعززوه... وحموه.. لتكون ذريعة شن الحرب جاهزة متى أرادوا... أو اقتضت مصالحهم ذلك وبالتالي ضمنوا بقاء الاحتلال...
إن إيماني بأولوية (حق الحياة، والعدل، والحرية)، وحركة الحياة الدائمة لتعويض مفهوم القصور المستوطن في مسألة احتلال أراضي الغير، واستعبادهم، وطردهم، وتشريدهم توجهني دوماً إلى أن: " حق الشعوب لا يموت، مادامت تعمر قلوبها آمال استعادة الحقوق مطالبة، وعملاً، وعطاءاً" والجود بالنفس أقصى غاية الجود...
وعلى ذلك أرى أن الشعب الفلسطيني في الطريق إلى التحرر... والحرية مادام يمارس حق مطالبته المشروعة بكافة السبل المتاحة... شريطة أن يوحد تياراته أولاً بأول ويوجه جهوده حسب مؤشر بوصلة التحرير إلى تحقيق "إرادة الحياة الحرية" في وطن حرٍّ.. وآمن.. وفاعل. لاسيما الشعب الفلسطيني الذي خبرته السنوات والعقود... وهو مازال يقاوم بشرفٍ منذ أكثر من سبعين عاماً. وإذا كان الباحث الدكتور حمزة يرى أن ذوبان الفلسطيني في دولة اسرائيلية علمانية هو الحل الأمثل فأقول:
من الغريب الاعتقاد أن من يعمل على يهودية الدولة العنصرية القائمة بحسب حق إلهيٍ مزعوم لشعبٍ اختاره الله ليكون سيداً للبشرية... وتجمع من شتات الأرض ليطرد شعبها إلى الشتات... ولا أومن أبداً أنه سيقيم دولة علمانية بالمعنى أو الشكل الذي يقصده الباحث... وتسود العدالة بين سكان الدولة طالما يعتبر أن الشعب الفلسطيني غير موجود أصلاً حسب نظريته "فلسطين أرض بلا شعب" وإذا كان الباحث يوافق على العيش المشترك وفق شروط الدولة العلمانية فإنه مطالب أن يلح ويوضح في كتاباته على ضرورة عودة جميع المهجرين من أرض فلسطين من النكبة(1948) وحتى اليوم إلى ديارهم حسب حقوقهم التاريخية وشرعة الأمم المتحدة، الأمر الذي يحفظ التوازن الديموغرافي في هذه الدولة المقترحة لا أن نطرد شعبها الأصلي ونحل محله مستوطنون من شتى بقاع الأرض. ألم يتم اختراق هذا الحق بالطرد والتهجير للسكان الأصليين، وقتل وسجن المقاومين... بحيث استطاع تأمين عدد يؤمن أكثرية كبيرة في الواقع الحالي/ أكثر من سبعة ملايين/ أكثرية مسلحةً بأعتى آلات القتل، والتدمير ومؤدلجة بأسوأ نظام بشري هو نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) ثم نأتي نحن مثقفوا الأوطان لنطالب القليل الباقي متشبثاً بأرضه وحقوقه مدافعاً عنها وعن كرامته وكرامتنا ومقدساته بأن يقبل العيش تحت رحمة الحاكم الباغي المتسلط الأقوى... المدعوم بالقوة والمال والتكنولوجيا وسلطة الإعلام... وبضعفنا الذاتي أيضاً ونطالب صاحب الحق بفك عرى مقاومته و الاقتناع بعيش في دولة علمانية عنصرية وحلم مزعوم. فليقبل المحتل بإعادة المهجرين إلى ديارهم أولاً... عندها يمكن وضع دستور للدولة العلمانية بإشراف دولي يضمن حقوقاً متساويةً للجميع... وإلا فإننا نؤسس أحلاماً على سراب ونكون قد حرمنا الأعزل من حقوق الدفاع عن وطنه وكرامته وحريته.
إني أرى في هذا الطرح (وعذراً سلفاً ) انسحاباً من مسرح شعب يقاوم ونحن أهله المطالبون بذلك. في الوقت الذي يكتب كاتب إسرائيلي في جريدة هاأرتس الاخبارية أثناء اشتداد معركة المقاومة في منتصف أيار 2021 ويقول: " طالما ذاقت تل أبيب صواريخ المقاومة فمن الأفضل أن نتخلى عن حلمنا الزائف. ويجب أن تكون للفلسطينيّ دولة جارة تسالمنا ونسالمها وهذا – فقط- يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين. وأعتقد أنه ولو بعد ألف عام- هذا إن استطعنا أن نستمر 10 سنوات قادمة- كدولة يهودية فلابد أن يأتي يوم ندفع فيه قيمة الفاتورة كاملة فالفلسطيني سيبعث من جديد ... من جديد... من جديد... وسيأتي مرة راكباً فرسه متجهاً نحو تل أبيب" ختاماً ... أرجو من مثقفينا أن لا يتسرعوا فيكرسوا ثقافتهم قذائف إضافية ضد أهلهم، إن اسرائيل ماضية في رسم الخرائط وتوسيعها بعد استخدام ممحاة الطرف الثاني لقلم الرصاص التقليدي في محو خارطة فلسطين كاملة. ولا تنسوا أن الممحاة ستطال حدود بلدانكم إذا بقي آلهة النفط، وحكام المنطق الصوري الدكتاتوريون يمولون حملات احتلال عدوكم الصهيوني لأرضكم... وقدسكم.
15 /5 / 2021 خضر قاسم
-
تعقيب لحمزة رستناوي: الصديق خضر قاسم ..بعد التحية .. تعقيبا على ما جاء في نصّك الأخير ، سأعرض النقاط التوضيحية التالية:
أولا- مقاربتي تنطلق من القضية وليس من المبدأ ، فالقضية نعاينها نحاول فهمها ونقدِّم اقتراحات بشأنها وندرس الامكانات والبدائل المزايا والعيوب.. نتفق أو نتخلف فيها/عليها .. الخ. أما المبادئ فهي مُدشّنة ..وعادة ما يكون المطلوب هو الايمان بها أو التضحية لأجلها . عادة ما تكون المبادئ في الثقافة العربية الاسلامية موضوع ايمان وتقديس.. أو موضوع استغلال ومتاجرة من قبل السياسيين والزعماء... المبادئ في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة المبادئ. فلسطين قضية .. المقاومة قضية.
ثانيا- لنؤكد على أولوية الانسان ومن ثم أولوية الوطن ، وليس العكس . الوطن يكون بدلالة حق المواطنة المتساوية. فمصالح الوطن تأخذ اعتبارها من تعزيز مصالح اولويات الحياة والعدل والحرية، وهي أولويات يؤمن بها ويعيشها الناس عبر المجتمعات والأوطان والعصور.
ثالثا- ليس المطلوب أن يتخلى الشعب الفلسطيني عن أرضه- ولا نقبل ذلك- بل المطلوب أن يبقى الشعب الفلسطيني على أرضه مع حق عودة اللاجئين، وبالمشاركة مع من يقبل بمبدأ المواطنة المتساوية من الإسرائيليين.
رابعا- في الدولة العلمانية القائمة على المواطنة المتساوية لا يوجد معتدي ومُعتدَى عليهم، بل يوجد مواطنون متساوون، وهكذا دولة هي حل سياسي- اخلاقي لتسوية النزاعات ولوقف سلسلة الاعتداءات.
خامسا- المشروع الذي أطرحه ليس دعوة للاستسلام، وهو مشروع نضال مستقبلي . بالتأكيد هو غير مُتحقق في الحاضر، ولو كانت النخبة الحاكمة في اسرائيل تقبل بذلك لكانت الأمور بخير ولم يكن من مبرر لطرح هكذا مشروع .. بل هو مشروع يجد مقاومة شديده له من قوى الانغلاق في المجتمع الاسرائيلي .الكيان السياسي الاسرائيلي الراهن لن يتخلى عن مشروعه الاستيطاني العنصري لصالح دولة المواطنة المأمولة طوعا ودونما ضغوط . القضية هي استمرار الصراع ضد العنصرية ، ولكن من خلال النضال اللا-عنفي وبشكل أقل تكلفة.
سادسا- الحق ليس مطلق بل هو مفهوم نسبي.. من المستحيل العودة بالتاريخ الى نقطة الصفر في الصراعات ، ثمة مُعطيات كثيرة ، وتوازنات للقوى متغيرة حدثت ، ولا يمكن تجاهلها. وقف العنف بحد ذاته هو هدف مهم، فما بالك بالنضال لتحقيق كلمة السواء بين الناس الذين يسكنون على أرض وجغرافيا واحدة!
سابعا- مصالح الاحياء مُقدمة على حقوق ومصالح الأموات. أولوية الحياة تقتضي تقنين استخدام العنف والبحث عن البدائل الأقل توحشا.. فالأم التي تفقد ابنها في الحرب.. لا شيء يعزّيها! والانسان الذي يفقد قدمه في الحرب أو بقصف عشوائي ستبقى معاناته شاهدا فشلنا وحقارة العالم !
ثامنا- أولوية العدل تقتضي المواطنة المتساوية وكلمة السواء بين القاطنين على جغرافيا واحدة ضمن اطار تنظيم وضبط سياسي- اجتماعي مستقر ، من الواضح أن غالب المظلومية هي في جهة أهلنا الفلسطينيين سواء تلك التي يمارسها من الكيان الإسرائيلي عليهم أو تمارسها سلطات الأمر الواقع في الضفة الغربية وقطاع غزة. الطرف الرابح في الاصرار على مبدأ العدالة هو الفلسطينين أكثر من الإسرائيليين . والعدالة لا تنفي الخصوصية الثقافية والتعبير الحر عن الهوية الاجتماعية.
تاسعا- أولوية الحرية: المواطنة المتساوية شرطها اطلاق الحريات حرية العيش الكريم، حرية التنقل ،حرية التعبير ، حرية العبادة ..الخ ، والحرب سواء من جهة العدوان أو المقاومة هي قمع للحرية .. وهي ضرورية فقط كتكتيك سياسي اضطراري في حال غياب البدائل. الحرب غالبا مناسبة يستغلها الزعماء والسياسيين لتسخير الناس وتسخيرهم في خدمة أجندات غير بريئة غالبا.
عاشرا- مشروع النضال السلمي الذي يقع اساسا على عاتق الشعب الفلسطيني يحرر القضية العربية من متاجرة الزعماء العرب بها، وكذلك من يطلقون على أنفسهم (محور المقاومة)... فالأولى تحرير الشعوب العربية من تسلّطهم.. فعبيد الاستبداد لا يعوّل عليهم في شيء. أزعم أن امكانية نجاح النضال السلمي في اسرائيل لنزع الصفة الصهيونية ، أكبر مقارنة بوضع الشعوب العربية للتحرر من أنظمة الاستبداد العربية.
أخيرا- هل كان واقع السود في جنوب افريقيا أفضل في ظل نظام الفصل العنصري؟! هل كان واقع السود أفضل في الولايات المتحدة قبل ثورة الحقوق المدنية منتصف القرن الماضي؟! ألم يحقق النضال السلمي في الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة الكثير! لماذا نصر على أخذ الصراع مع الكيان الاسرائيلي الى الجانب الذي يتفوق فيه علينا. نحن نعيش في عصر العولمة ومفهوم القوى يتجاوز القوة العسكرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة