الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعود مثقفونا إلى خندق المواجهة..عبر هذا البيان؟

محمد القصبي

2021 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هل كانت مؤامرة..إقصاء المثقف العربي من مكانه الطبيعي بل والحتمي في ميادين المواجهة.. مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي للوطن الكبير؟
هل كانت مؤامرة زنزنة المثقف العربي في قوقعة مآرب خاصة مثيرة للشفقة ..جائزة ..كرسي..مكافأة..رئاسة مؤتمر ..و..؟!

أيا كانت الإجابة .. ثمة عدوان إسرائيلي وحشي على أشقائنا العرب الفلسطينيين في غزة ..في الضفة ..في القدس ..ينبغي أن يكون إنذاراً لمثقفينا ليعيدوا ترتيب أوراقهم ..أولوياتهم ..ليعودوا إلى موقعهم الطبيعي.. في خندق المواجهة.
ولتكن البداية تبني جموع المثقفين في الوطن الكبير ونقاباتهم وروابطهم من صحفيين وأدباء ومفكرين وفنانين..هذا البيان المقترح:

- نؤكد نحن جموع المثقفين العرب أن مايجري في فلسطين المحتلة من التطهير العرقي للفلسطيينيين والذي بدأ من أكثر من 7 عقود ..ومازال يتواصل حتى الآن كما رأينا في حي الشيخ جراح هو تداعيات استراتيجية استعمارية طفحت من مؤتمر كامبل بترمان الذي عقد في لندن عام 1905
وشاركت فيه كل من بريطانيا ، فرنسا ، هولندا ، بلجيكا ،إيطاليا ، وأسبان بالإضافة إلى علماء بارزين في التاريخ ، والاقتصاد والطاقة والزراعة والجغرافية ، وكان السؤال المطروح : ماهي مصادر الخطر التي يمكن ان تواجه الهيمنة الغربية على العديد من مناطق العالم ؟ وانتهوا أن التهديد يكمن في الجغرافية العربية لعوامل كثيرة أهمهاوحدة التاريخ واللغة والثقافة والهدف والآمال وتزايد السكان، وجينة الرفض لما هو أجنبي والمتجذرة لأسباب دينية وعرقية ..لذا وضعوا استراتيجياتهم




لإغراق العرب في الصراعات والجهل والتخلف..وتم تكريس تلك الاسترايجية عبر وعد بلفور ..حين أعطى من لايملك وطنا لمن لايستحق..
وقد تجسد هذا الانحياز الاستعماري الفج في صمت بريطانيا العظمى وسلبيتها إزاء جرائم التطهير العرقي التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 ..وقدم العالم الإسرائيلي إيلان بابه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين" عشرات البراهين ..ليس فقط على حدوثها ..بل والتخطيط لها من قبل قادة الحركة الصهيونية.
- ومن المفارقات المذهلة في تأسيس المشروع الصهيوني أن آباءه مجموعة من العلمانيين الملاحدة مثل تيودور هرتزل..ومع ذلك وظفوا الأساطير التوراتية في تسويق هذا المشروع الصهيوني العلماني..
- تلك الأساطير التوراتية دحضتها حفريات وأبحاث المؤرخين الجدد في إسرائيل..حيث انتهوا بعد عقود من التنقيب والبحث أن الهيكل لاوجود له ..وأن الوجود الحضاري لليهود في المنطقة لا يتجاوز العدم إلا بقليل..
وهذا ماأكده المفكر كيث وايتلام في كتابه" اختلاق اسرائيل القديمة..اسكات التاريخ الفلسطيني" بقوله أن
إسرائيل التاريخية هذه ليست إلا لحظة عابرة في مسيرة التاريخ الحضاري لفلسطين!

-في تعليقه على ماانتهت إليه جماعة المؤرخين الجدد من دحض للأساطير التوراتية التي تأسست عليها دولة إسرائيل قال يوسي ساريد وزير التعليم الإسرائيلي الأسبق إن كانت نشأة إسرائيل تفتقد إلى سند من التاريخ ..إلا أنها أصبحت واقعا يجب الإقرار به والتعامل معه!..ونحن العرب سنتعايش مع هذا الواقع لكن على أسس من السلام العادل.
- هذا السلام العادل الذي لاخيار سواه لتحقيق الاستقرار في المنطقة يقتضي قيام دولة فلسطينية ذات سيادة غير منقوصة.. عاصمتها القدس..دولة مكتملة السيادة على جغرافيتها وأجوائها ومياهها الإقليمية ومواردها ..ولايوجد بها مستوطن يهودي واحد..
كما أن السلام العادل يقتضي أيضا الانسحاب الكامل من الجولان.
-على إسرائيل بل والعالم كله أن يعي ..أننا شعوب مقاومة..وهذا ماأقر به عشرات الساسة والعلماء في مؤتمر كامبل بترمان عام 1905 ..وكما نرى ..رغم مرور 73 عاما على جريمة التطهير العرقي التي ارتكبت ضد العرب الفلسطينيين ..ثمة صبي فلسطيني يطارد مغتصبي أرضه ولو بالحجارة..وأحفاده سيكون هذا أيضا حالهم جيلا وراء جيل..أمر نادر أن يحدث في أية جغرافية أخرى عبر الكوكب..
-على إسرائيل أن تدرك أيضا أنها إن قتلت بوحشيتها وغبائها آلاف الأبرياء من العرب في حربها الآن.. في مقابل مقتل جندي إسرائيلي واحد .. فعلى المدى البعيد نحن المنتصرون ..بل سيأتي يوم لن يكون لها وجود في الجغرافية العربية..للفارق الهائل في عدد السكان وامتداد الجغرافية الغنية بالإمكانات والموارد..وعوامل أخرى من مقومات بقاء الأمم..فإن كانوا يحتفلون الآن في نشوة أوهام الخلود بمرور 73 عاما على وجودهم ..فكان هذا أيضا حال أباطرة مملكة القدس الكاثوليكية!
التي طفحت من الحملة الصليبية الأولى عام 1099 ، وتمددت وتوسعت خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشرة حتى ابتلعت جميع أراضي فلسطين التاريخية .. إضافة إلى لبنان وأجزاء من الأردن وسوريا وسيناء.. فضلاً عن محاولات ضم مصر، تلك المملكة المتطفلة على الجغرافية العربية لم يدم وجودها أكثر من قرنين وهي فترة تمثل لحظة في التاريخ الانساني ، إلى أن قضى عليها مماليك مصر!


- وأخيرا على حكامنا العرب أن يدركوا أننا أمة غنية.. قوية..ويكفي القول أن إجمالي الناتج القومي العربي الذي يقترب من 3 تريليونات دولار يوازي ضعف إجمالي الناتج القومي للقوى الثلاث الأخرى التي تتغول في المنطقة .."إيران- تركيا- إسرائيل" ..وعليهم –حكامنا العرب - أن يحسنوا توظيف مصادر قوتنا بما يصب في صالح الأمة.. بما يمنح الأمل للصبي الفلسطيني الذي يدافع عن بيته عن وجوده ..بحجر!!
................
آمل أن يتعامل مثقفونا مع هذا المقال كمسودة بيان بالطبع قابلة للتعديل والتنقيح للتأكيد أنهم ..في خندق المواجهة مع الصبي الفلسطيني..ولتنسق نقاباتنا وتتعاون في إصدار بيان نهائي في هذا الشأن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب