الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإضراب الشامل في فلسطين التاريخية محطة مركزية في إطار انتفاضة القدس الظافرة

عليان عليان

2021 / 5 / 20
القضية الفلسطينية


الإضراب الشامل في فلسطين التاريخية محطة مركزية في إطار انتفاضة القدس الظافرة
بقلم : عليان عليان
الاضراب التاريخي الذي شمل عموم أرجاء فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر ومن رأس الناقورة حتى رفح ، شكل نقلة نوعية ومحطة أساسية في مسار الانتفاضة على طريق دحر الاحتلال وإعادة الصراع إلى مربعه الأول ، بأنه صراع وجود وليس صراع حدود ووضع حداً للتقسيمات الجغرافية التي رسمها الاحتلال بعد عام 1948 ، وبعد استكمال احتلال فلسطين عام 1967 .
وهذا الإضراب لم يقتصر على الانقطاع عن العمل ، ولا على إغلاق المحلات والمؤسسات التجارية والمصرفية ، بل وفر فرصةً لمشاركة الكل الفلسطيني من عمال وفلاحين وأطباء وطلاب ومهندسين وتجار ..ألخ في فعاليات الانتفاضة المتصاعدة إذ شهد يوم الاضراب معارك التحاميه مع قوات الاحتلال عند أكثر من 200 نقطة احتكاك في الضفة الغربية في البيرة والخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وغيرها.
وما جرى من مواجهات دامية عند حاجز بيت إيل قرب البيرة والحاجز الفاصل بين مدينة بيت لحم والقدس، وحاجز باب الزاوية في الخليل ، وفي بقية نقاط الاحتكاك في الضفة الفلسطينية ،وكذلك المواجهات الحادة جداً بين جماهير شعبنا في مناطق 1948 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني وبين قوات الاحتلال ، مؤشر كبير على نجاح الإضراب كمحطة نضالية يمكن البناء عليها.
وهذا الإضراب يأتي امتداداً للإضراب التاريخي الذي دشنه شعبنا عام 1936 والذي كاد أن يفشل المشروع الصهيوني في فلسطين ، وجرى إجهاضه من قبل الدول الرجعية جراء استجابة القيادات الفلسطينية العائلية والاقطاعية لنداء الرجعيات العربية بوقف الإضراب نزولاً عند وعود الصديقة بريطانيا!! بوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
كما يشكل هذا الإضراب امتداداً للإضرابات التي تخللت انتفاضتي الحجارة ( 1987-1993) وانتفاضة الأقصى ( 2000-2005) وعلى رأسها العصيان المدني الذي أعلنته مدينة بيت ساحور أثناء الانتفاضة الأولى، حين قرر الأهالي مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ورفضوا دفع الضرائب للاحتلال، وشكلوا لجانا شعبية مهمتها إقامة البدائل الاقتصادية والتعليمية ، حيث جرى قبر الانتفاضة الأولى باتفاقيات أوسلو المذلة ، وجرى قبر الثانية بخطة خارطة الطريق وبتفاهمات السلطة الفلسطينية مع المخابرات الأمريكية.
لكن الإضراب الراهن الذي سيتكرر حتماً في سياق الانتفاضة الراهنة ، لم يكسر جراء إجراءات سلطة أوسلو القمعية ، وجراء إجراءات الاحتلال في فلسطين المحتلة عام 1948 ومن ضمنها فصل الفلسطينيين الذين أضربوا عن العمل من وظائفهم، واعتقال ما يزيد عن 1500 فلسطيني، وجراء تدخلات الدول الرجعية التي ترى في استمرار الانتفاضة تهديداً لسلطة أوسلو، ورافعةً لحركة الشعوب العربية ضد الأنظمة العميلة المطبعة مع الكيان الصهيوني ، وذلك بحكم وجود تلاحم كفاحي بين الجبهات الفلسطينية الثلاث مدعومة بجبهة الشتات الفلسطيني والعمق العربي ومحور المقاومة ( أولاً) وبحكم عدم ارتهانه لقوى سياسية فلسطينية تضع قدماً في سلطة أوسلو وقدماً أخرى في مشروع المقاومة.
وتكمن أهمية هذا الإضراب التاريخي فيما يلي :-
أولاً حطم الحاجز الجغرافي الذي اصطلح على تسميته بالخط الأخضر بين قطاع غزة والضفة الغربية وبين فلسطين المحتلة عام 1948 ، حيث بتنا أمام وحدة كفاحية بين يافا وحيفا وعكا والناصرة وأم الفحم وبقية مدن الداخل الفلسطيني وبين عموم الضفة الغربية وقطاع غزة ،يرفع فيها العلم الفلسطيني وترفع فيها نفس الشعارات .
ثانياً : أن هذا الإضراب أفشل في إطار الانتفاضة المشتعلة نهج تذويب الهوية العربة وسياسات الأسرلة في مناطق 1848 عبر سياسات التعليم التي تكرس الرواية الصهيونية في فلسطين ، فالجيل الخامس للنكبة هو الذي يمسك بزمام المبادرة في عموم فلسطين التاريخية .
ثالثاً: أن الإضراب الشامل الذي دعت إليه القوى الوطنية والشبابية في مناطق 1948 في عموم فلسطين التاريخية،- في إطار الانتفاضة الشاملة - يؤسس لمرحلة جديدة في الوعي الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية، وفي كي الوعي للمستوطنين ، ودفعهم لطرح سؤال الوجود ،إذ بتنا نسمع صراخ المستوطنين في تل أبيب وغيرها يطالبون فيها بالعودة من البلدان التي قدموا منها ، ناهيك أن عدد من الإعلاميين الصهاينة مثل جدعون ليفي باتوا يعلنون بأعلى صوتهم قائلين : "إننا نعيش حالة من الجحيم وعلينا أن نغادر هذه البلاد".
رابعاً : أن هذا الإضراب في إطار المواجهة الشاملة ، خلق معادلة جديدة في علاقة فلسطينيي 1948 مع الكيان الصهيوني ، عنوانها نحن أصحاب الأرض وأننا لا نسعى فقط إلى إفشال سياسة الأبارتهيد العنصرية ، بل نعمل بقوة للاندماج في المشروع الاستراتيجي الفلسطيني المقاوم الذي يعيد الصراع إلى المربع الأول .
خامساً : أن النجاح المنقطع النظير للإضراب في فلسطين المحتلة 1948 ، خلق حالة من الارباك الاقتصادي والصحي في الكيان الصهيوني، ما أدى إلى إحداث حالة من الشلل في المصانع والمنشآت الصهيونية ، وفي المستشفيات والمراكز الصحية الصهيونية ، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن الكادر الطبي الفلسطيني يشكل نصف الكادر الطبي في المستشفيات الإسرائيلية ، وأن الطبقة العاملة الفلسطينية تشكل نسبة كبيرة جداً من العمالة في الكيان الصهيوني.
سادساً : أن هذا الإضراب -في إطار الانتفاضة الشاملة -المدعومة من الشتات الفلسطيني ومن العمق الشعبي العربي ، كشف مؤخرة معسكر التطبيع الخياني ، وعرى وكشف بؤس القائمين على السلطة ونهجهم الأوسلوي المدمر ، وألقى بهم مذعورين خلف المشهد ، وهم يحاولون يائسين التحكم به ووقفه ، ولا يخجلون من استمرار الحديث مع البعض في دول الاقليم بشأن إعادة الاعتبار لما يسمى " بخيار السلام ".
ما يجب الإشارة إليه أن هذه الانتفاضة غير المسبوقة في التاريخ الفلسطيني وفي الصراع العربي الصهيوني منذ عام 1948 ، والمدعومة بالنار بسيف القدس الصاروخي ،مرشحة للاستمرار وأن إضراب يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 17-5-20211 ما هو إلا بروفة ناجحة ومقدمة لعصيان مدني شامل يضع العدو الصهيوني أمام خيارات صعبة .... وللحديث تتمة
.
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب