الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أعطني فلوس أشتري لك العالم
محمود يوسف بكير
2021 / 5 / 21الادارة و الاقتصاد
هكذا صاح محجوب عبد الدايم بطل رواية القاهرة 30 للعملاق نجيب محفوظ الذي أذله الفقر وجعله يدوس على كل القيم من أجل الفلوس وعندما حصل عليها لم تجلب له إلا الفضيحة والعار. الفلوس بالفعل مهمة، ولكن لا ينبغي أن ننسى أنها مجرد وسيط في كل شيء وليست هدفا نهائيا، وعلى سبيل المثال فإن المريض قد يحتاج إلى مبلغ كبير لإجراء عملية جراحية دقيقة ومكلفة ولكن مجرد إيجاد المال اللازم لها ليس ضمانا لنجاح العملية لأنها قد تنتهي بالفشل أو بمشكلة أكبر. وهذا يحدث أيضا في الاقتصاد بمعنى أن النقود ليست حلا لكل المشاكل كما سوف نوضح في هذه الإطلالة السريعة على بعض التطورات الاقتصادية العالمية.
في شبابي كان عيد العمال مناسبة سعيدة يتم فيها تكريم العمال وأصحاب المعاشات منهم ومنحهم بعض المكافآت المالية والجوائز، أما اليوم فإن شيئا من هذا لم يعد يحدث في كل دول العالم تقريبا وأصبح عيد العمال مناسبة لرفع بعض الشعارات والخطب العصماء كما لاحظت من بحثي على الإنترنت. ولكن ما وجدته في جنوب إفريقيا بلد نيلسون منديلا كان مثيرا للسخرية والحزن حيث اختار رئيسها الحالي سيريل رامافوسا هذه المناسبه بالذات كي يلغي منحة إعانة كانت تصرف شهريا لحوالي أربعة ملايين شخص من أفقر سكان البلاد منذ بداية إغلاق جنوب إفريقيا بسبب الكورونا في منتصف العام الماضي وهو تصرف يخلو من اللياقة والكياسة. وكان مبرر للحكومة في هذا هو نقص الموارد المالية لديها وهذه كذبة كبيرة كما سوف نوضح حالا. والمدهش أن الحكومة تعاملت مع الأمر بدون أدنى إحساس بالمسؤولية لأنها لم تعط هؤلاء الملايين من الفقراء أي نصيحة بما يتعين عليهم فعله بعد وقف منحة الخمسة وعشرين دولار فقط التي كانوا يتقاضونها شهريا. وعندما فكرت في الموضوع وجدت انه لم يعد أمام هؤلاء سوى خيار من ثلاثة فإما أن يحترفوا التسول أو السرقة أو الموت جوعا علما بأن جنوب افريقيا هي أغنى دولة في أفريقيا، ولكنها مبتلاه بالفساد وسوء الإدارة.
وجنوب أفريقيا عينة من أمثلة عديدة تثبت أن الرأسمالية الحالية أخذت منعطفا خطيرا في معظم بلاد العالم خلال أزمة الجائحة وأنها أصبحت مظلة للقادرين فقط وأنها لم تعد تأبه كثيرا بأحوال الفقراء. أما بالنسبة لإدعاء الحكومات بأنها لا تمتلك الأموال الكافية لدعم الملايين ممن أفقرتهم بسياساتها فإن هذه كذبة سخيفة لانه يمكنني القول من واقع خبرتي النظرية والعملية بأنه لا توجد حكومة لديها مشكلة في تدبير الاموال إذا ما أرادت خاصة الحكومات الاستبدادية في منطقتنا العربية التي تنفق ببزخ على اجهزتها الامنية والمؤيدين لها و مشاريعها الترفيهية و المنافسة المحتدمة بينها في ضرب الأرقام القياسية في طول الأبراج والمساجد الفخمة والقصور واستيراد الأسلحة التي لا تستخدم إلا في ضرب المعارضين، هذا بالإضافة إلى وجود الآلاف من الأغنياء حولها والذين يسيطرون على كل منابع الثروة. والأهم من كل هذا أن هذه الحكومات تسيطر على البنوك المركزية و وزارات المالية وهي التي تصمم وتطبق السياسات النقدية والمالية الملائمة لأهدافها. ولذلك فإنه بإمكانها خلق ما تشاء من النقود بطرق فنية عديدة يعرفها الاقتصاديون ومن أهمها سياسات التمويل بالعجز وزيادة الضرائب المباشرة وغير المباشرة…إلخ. أما في الغرب فإن الحكومات تركز هذه الأيام على دعم ما نسميه باقتصاديات جانب العرض وهي سياسات تفيد الأغنياء بالأساس، وقد تجلي هذا بشكل واضح في ارتفاع مؤشرات أسواق الأسهم والمشتقات المالية وصناديق الاستثمار والتحوط والمعادن النفيسة …الخ وهذه الأسواق لا يلعب في ساحاتها سوى الأغنياء، والفقراء لا يعرفون ولا يفهمون ما يجري فيها. وعموما فإن ما يحدث في الغرب للفقراء لا ينبغي أن يشغلنا كثيرا لأنهم هنا يحصلون على كل انواع الدعم المالي والاجتماعي والخدمات الصحية والتعليم الجيد وكرامتهم وحرياتهم محصنة دستوريا. وبدلا من هذا ينبغي أن نكتب عن الغرب في الأمور والخبرات التي يمكن أن نستفيد فيها منهم باعتبار أنهم أفضل منا في منظومات الادارة والتعليم والصحة والعلوم التطبيقية الجديدة وسياسات المجتمعات الحديثة خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والفكر والثقافة والفنون، وينبغي أن نكتب عن الغرب أيضا عندما يطبق سياسات اقتصادية معينة يكون لها انعكاسات مباشرة على اقتصادياتنا وحياتنا كما سوف نوضح.
أما عن السبب في انحياز الحكومات الواضح للأغنياء، فانه التحالف الجهنمي القديم بين السلطة والمال والدين والإعلام وهو تحالف يعمل بشكل جيد منذ ايام الفراعنة والحضارة الإسلامية، و صحيح أنه لم يكن هناك إعلام وقتها ولكن كان هناك شعراء خطباء مفوهين وبارعين في المدح والذم والتملق. وعلى ما يبدو فإن هذه المنظومة لن تفارقنا حتى نهاية الزمان.
ومرة أخرى فأن ما يحدث في الغرب ولدينا خاصة في العقدين الماضيين يكشف الوجه القبيح للرأسمالية الحالية خاصة فيما يتعلق بفجوة الدخل والثروة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء والتي كتبنا عنها من قبل وبينا كيف أنها تمتددت لتشمل كل أوجه الحياة مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان والعمران وكافة الخدمات. ولا يمكن لأي إنسان عنده ضمير أن يتغاضى عن كل هذا وهو ما دعا الكثير من المسؤولين والقادة في المجتمع المدني والأكاديمي والسياسي إلى الدعوة لإصلاح جشع الرأسمالية وعلى ما يبدو فإن الرئيس الأمريكي الجديد بايدن يسعى بهمة هذه الايام لإلغاء الكثير من سياسات وتشريعات سلفه ترامب وإضفاء لمسات إنسانية إصلاحية على رأسمالية بلاده وسط انتقادات حادة لإدارته من جانب الجمهوريين والإعلام الأمريكي اليميني المتطرف وعلى راسه شبكة فوكس نيوز التي يمتلكها الملياردير اليهودي روبرت ميردوخ
ومن الإصلاحات التي قدم لها خلال الأشهر القليلة التي مضت على بداية حكمه:
١إعادته أمريكا إلى اتفاقيات الحد من الانبعاثات الحرارية من أجل المحافظة على التوازن البيئي لكوكب الأرض،
٢مطالبته بتطبيق ضريبة موحدة على الشركات على مستوى العالم وهو موضوع حيوي ويشغلنا كثيرا كاقتصاديين لأن من شأنه الحد من عمليات التحويلات المالية بهدف التهرب الضريبي والتضييق على ما يسمى بالملاذات الآمنة عبر العالم وهي أحد الأساليب الملتوية لنهب ثروات الدول الفقيرة،
٣عودة أمريكا إلى عضوية منظمة الصحة العالمية و سداد حصتها من جديد ودعمها لمنظومة الكوفاكس التي تتبناها المنظمة لتزويد الدول الفقيرة باللقاحات المضادة للكورونا لحماية مواطنيها من الأعراض القاتلة لهذا المرض.
٤دعوته للشركات الأمريكية المنتجة للقاحات للتنازل عن حقوق ملكياتها الفكرية طوال فترة الأزمة لتمكين الدول الفقيرة من إنتاج اللقاحات داخل اراضيها للإسراع بحماية مواطنيها تمهيدا لعودة الحياة طبيعية في هذه الدول التي تعاني الآن بشدة. ولكن الشركات الأمريكية ومعها الاتحاد الأوروبي للأسف يرفضون هذا الاقتراح الإنساني.
٥وعلى المستوى الاقتصادي وهو الجانب الأخطر وربما الأهم للعالم في هذه المرحلة التي ترى فيها كل الدول تقريبا أن نظرية محجوب عبد الدايم مع تحوير بسيط “أعطني فلوس أحل لك مشاكل العالم " هي المخرج الوحيد من الأزمة الاقتصادية الحالية ومن ثم فإن مطابع البنوك المركزية تعمل بلا كلل هذه الأيام. مما جعل الوضع المالي العالمي معقد للغاية، وعلى سبيل المثال فإن مجموع ما قامت به إدارة بايدن في الأشهر القليلة الماضية من محفزات مالية باشكال مختلفة للاقتصاد الأمريكي بلغت ثلاثة تريليون دولار وهو مبلغ ضخم جدا وغير مسبوق حيث تصل نسبته إلى حوالي 15 ٪ من قيمة الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا.
وهناك خطة إضافية يتبناها الاحتياطي الفيدرالي مع الخزانة العامة لضخ 2 تريليون دولار أخرى في النظام المصرفي الأمريكي خلال العام الجاري. كما أن أسعار الفائدة ستظل قريبة من الصفر. وأود هنا أن أذكر أنه إثناء الأزمة المالية العالمية في عامي ٢٠٠٧و٢٠٠٨ كانت الإدارة الأمريكية أكثر حذرا في سياساتها التوسعية، ولكن إدارة بايدن على ما يبدو "مستبيعة" كما نقول في مصر لأن هذه السيولة الضخمة ستؤدي حتما إلى نوع من التضخم والخوف أن يتحول إلى أسوأ أنواعه وهو التضخم الجامح. ومن خلال متابعتي للإحصاءات المنتظمة التي تصدر في أمريكا فإن مؤشر ال CPI زاد من 2.6% إلى 4.2% في أبريل الماضي مقارنة بالعام المنصرم وقبلها في فبراير زادت أسعار مبيعات التجزئة بنسبة 7.4% مقارنة بالعام الماضي والسبب أن معظم المواطنين الأمريكان تلقوا في إطار برامج التحفيز شيكات بمبلغ 600 دولار لكل فرد وهو ما أدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار. ولكنهم في ذات الوقت لم ينفقوا هذه المبالغ بالكامل بسبب القيود على الحركة والغلق الجزئي للمطاعم والبارات والسينمات.. إلخ ومن ثم فإن هناك مدخرات ضخمة لدى الأفراد تقدر بمئات الملايين من الدولارات ولا أحد يعرف المبلغ بدقة وبالنتيجة لم تحقق المحفزات المالية الأثر المرجو منها بالكامل بعد ولذلك يتم تقديم المزيد من المحفزات كما أسلفنا لتحقيق المزيد من النمو والتشغيل وزيادة التضخم ولكن هذا سيحدث بالتأكيد كما نرى مع زيادة عمليات تلقيح الناس وشعورهم بالأمان وحرية الحركة.
وما يعنينا هنا أنه خطط بايدن التوسعية سوف تغير نمط الاقتصاد العالمي بشكل كبير باعتبار أن جزءا كبيرا من هذه السيولة سيوجه للاستيراد من الخارج وهذا خاصل بالفعل الان حيث وزاد العجز في الميزان التجاري الأمريكي مع العالم ككل بنسبة 50% تقريبا مما كان عليه في عام 2019. والحقيقة الأخرى هنا ان باقي المناطق الاقتصادية الكبرى في العالم مثل منطقة اليورو والصين واليابان لا يجارون أمريكا في هذه السياسات التوسعية الضخمة حيث تتبع الصين سياسة نقدية ضيقة للغاية أدت إلى هبوط سوق الاسهم بها بمعدل 8% تقريبا منذ فبراير الماضي وهو ما يعني انه من المرجح أن ينمو الاقتصاد الأمريكي ولأول مرة بمعدلات أكبر من الصين خلال العام الجاري. ولكن هناك مخاوف حقيقية مرتبطة بهذا ومن أهمها أن يتحول هذا النمو إلى نموتضخمي خاصة إذا ما بدأ الافراد في أمريكا في إنفاق ما لديهم من مدخرات كبيرة كما أشرنا أعلاه وهذا يمثل خطرا على أمريكا والعالم كله. والحقيقة انه ليس بمقدور أحد أن يتنبأ بدقة بما سوف يؤدي إليه هذا التوسع النقدي الحاصل على مستوى أمريكا والعالم باعتبار أن هذه السياسات جديدة و لم تحدث من قبل عبر تاريخ الاقتصاد العالمي. وهنا نتساءل الم يكن من الأفضل لإدارة بايدن الرهان أكثر على مفعول سياسة تطعيم الناس في أمريكا ضد الفيروس وعودتهم إلى الحياة الطبيعية وإنفاق ما لديهم من مدخرات بما يدفع الاقتصاد إلى العودة إلى النمو بشكل طبيعي بدلا من هذا التسرع بهذه السياسات النقدية والمالية التوسعية بشكل مبالغ فيه؟ هذا بالإضافة إلى تعهد الاحتياطي الفيدرالي في الإبقاء على أسعار الفائدة قريبة من الصفر كمًا ذكرنا. كل هذه السياسات في اعتقادنا كانت كفيلة بدفع الاقتصاد إلى النمو من جديد. والأمانة تقتضي هنا أن نذكر أن معاناة العالم الغربي واليابان طول العقدين الماضيين من انخفاض معدلات تضخم ربما تكون هي السبب في اندفاع الاحتياطي الفيدرالي والخزانة الأمريكية إلى تطبيق هذه السياسات تجنبا لما يحدثه الانخفاض الشديد والمستمر في التضخم من ركود اقتصادي.
وفي آخر لقاء بين رئيس البنك الفيدرالي مع الكونجرس الأمريكي أكد أنه مستعد لمجابهة أي ارتفاع مفاجئ للتضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، ولكن على ما يبدو فإنه نسي ان رفع سعر الفائدة على الدولار سوف يضر بكل الدول الفقيرة التي توسعت في الاستدانة من الخارج بالدولار سواء من البنوك أو المؤسسات الدولية أثناء الازمة وهي عملية لازالت مستمرة ومع زيادة أسعار الفائدة سيتعين على هذه الدول تخصيص جزء أكبر من مواردها المحدودة لسداد فوائد ديونها عندما تبدأ في الارتفاع. والخلاصة أن هذه السياسات الاقتصادية وإغراق العالم بالنقود ليس من الحكمة كما نعتقد، ولكنها في ذات الوقت ربما تكون أفضل من عمل لا شيء لأننا مؤمنين بأن الرأسمالية قابلة للإصلاح.
والنصيحة التي نؤكد عليها دائما طوال هذه الأزمة أنه على حكوماتنا وعلينا كأفراد أن نكون مستعدين للتضخم القادم من خلال تنويع أشكال مدخراتنا وتجنب تركيزها فقط في العملات الورقية باعتبار أنها تفقد الكثير من قيمتها عندما يزيد التضخم. وكذلك تجنب الاقتراض غير الضروري بسبب احتمالات زيادة أسعار الفائدة عليها بما يفوق قدرتنا على السداد وهذا ينطبق على دولنا العربية أكثر من غيرها التي تحتاج أيضا إلى ضغط حجم إنفاقها العام.
مستشار اقتصادي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - ان استعمال الارقام في الكتابات الاقتصادية والاجتما
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2021 / 5 / 20 - 23:53
)
والاجتماعية خصوصا له اهمية خاصة ليس فقط للابتعاد عن التصوير غير الدقيق للظواهر والعمليات الاجتمااقتصادية-بل للوصول للحلول السليمه قدر الامكان
كل الشكر والتقدير استاذ بكير لهذه المقالة ولمجمل جهدك التوعوي التنويري والتثقيفي لنا قراءك في الحوار المتمدن ولمجتمعاتنا العربيه الشديدة التخلف وخاصة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسيطرة اساطير الاولين على ادمغتنا بشكل مرعب حقا-وللاسف الشديد ان اصحاب الايديولوجيات المتطرفه العدوانية وبالاخص الدينية-القوميه وجدت ان عدوها رقم واحد هو التطور الاقتصادي-الاجتماعي-الثقافي والذي اخذ يتبلور بديناميكية هائله فيما نسميه ببلدان الغربوهو في الحقيقة اوربا الغربية والوسطى واميركا الشمالية واليابان ثم نصف القرن الاخير تبعتهم مجموعة من البلدان ككوريا الجنوبية وسنغافورهوالاجزاء -الغربية-من الصين هونكونغ وفرموزا الخ -هذا التطور استند ومنذ بداية ال3قرون الاخيره بتواز في التطور بين العمل والعلم والثقافةوما تنتجه من تكنولوجيا ونمط حياة يمثل حضارة جديدة انسانية حقا تختلف كذريا عما سبقتها من عبودية واقطاع-نحن حتى الان حرمنا من ذالك بل واعلنا الحرب على هذا المثالالايجاني
2 - العداء للحضارة الغربيه وبلدانها السبب الاصيللفقرنا
الدكتور صادق الكحلاوي
(
2021 / 5 / 21 - 00:25
)
ومرضنا واميتنا-والغريب جدا ان رجعية وعدوانية الايديولوجات الدينية والقومية في بلداننا سرعانما لفت وشملت التيارات السياسية المتشدده وخاصة منها الايديولوجية الطبقيه رغم ان طبقاتنا الاجتماعية سلفية لاتنتمي للمجتمع الصناعي الجديد الذي لم ندخله الاقليلا جدا جدا ولم يصبح سمة مجتمعاتنافلا زلنا نعيش ب-ثقافة-الاتكالية والاقدار والادعيةبل و-تطورت--ديانتنا الى الاسوء فانا اتذكر الناس عندنا اعقل واكثر استعدادا للتقدم للامام قبل 80سنه مما الانوخاصة في التدهور العام في الوعي الاجتماعي بل ان ماتسمى بالاحزاب الطبقيه-وليس في العراق وجده-تتحالف مع احزاب وتيارات الرده الحضارية الدينية-القومية وليس مع دعاة الحضارة الجديدة واتجراء واقول باءن الموقف من اليهود الذين جاؤؤا منطقتنا للانضمام لاخوتهم يهود فلسطين ويهود بلداننا العربيه واستقبالهم بالحروب والشتائم وابشع انواع العنصرية والتي تحولت الى -ملهاة-للرجعية الدينية القومية التي كسبت حتى -الثوريين-من الطبقيين فصارت قضية جزئية لبقعة ارض لاتساوي الواحد بالمئة من ارضنا القضية المركزيةوكل شئ للمعركة الفاشلة وضياعنا للفرصة التاريخية في الاستفادة من قدرات ضيوفنا ا
3 - العامل الثقافي وراء الفساد والتخلف وليس الراسمالي
منير كريم
(
2021 / 5 / 21 - 07:42
)
تحية للدكتور بكير والدكتور صادق
شكرا على مقالتك المفيدة
اود ان اعلق على قضية الفساد في العديد من الدول
تعود مسالة الفساد المالي والاداري اساسا الى العامل الثقافي وليس الى نمو الراسمالية
لاحظت ان اقل الشعوب فسادا هي شعوب اوربا الغربية وامريكا وكندا والجزء المتطور من اسيا كاليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وغيرها واكثر الدول فسادا هي الدول الاسلامية والافريقية وربما نظيف روسيا ايضا
الفساد يعيق التطور على كل جانب ومثال جنوب افريقيا واضح فقد تدهور حالها الاقتصادي والامني والذين زاروا هذا البلد يقولون انها كانت افضل ايام حكم الاقلية البيضاء
شكرا جزيلا
4 - الدكتور صادق الكحلاوي
محمود يوسف بكير
(
2021 / 5 / 21 - 14:28
)
أشكرك دكتور صادق على مداخلاتك القيمة كالمعتاد وقد أعجبتني جدا ملاحظتك الدقيقة في التعليق الثاني ومضمونها وبتصرف صغير من جانبي أن الناس في عالمنا العربي قبل 80 عام كانت أكثر عقلانية وأكثر استعدادا للتقدم للامام مقارنة بأحوال الناس الآن التي لديها استعدادا غير عادي للإيمان بالخرافات وتنادي بأحياء الماضي وترفض كل محاولات التجديد بدعوى أن التجديد يأتي من أهل البدع وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وعلى ما يبدو فإن مجتمعاتنا سوف تظل أسيرة لحالة من التدين الكاذب والدروشة والتواكل والإفاقة لن تأتي إلا من خلال حدوث كوارث عديدة وهي الطريقة الوحيدة لتغيير الشعوب التي تعيش فب الماضي. مع أطيب تحياتي وأمنياتي
5 - الاستاذ منير كريم 1
محمود يوسف بكير
(
2021 / 5 / 21 - 14:35
)
أشكرك أستاذ منير على تعليقك إلهام بأن الفساد يرجع في الأساس إلى عوامل ثقافية لأن بعض المعتقدات الثقافية بالفعل تمثل عائقا للتقدم خاصة عندما يخضع المجتمع لثقافه دينية معينة تحث على التواكل والرضا بما هو مكتوب وتأليه الحاكم، ولكن لا ينبغي أن نقلل من شان الاستبداد ودولة الصوت الواحد والزعيم الملهم من السماء وذو الحكمة والحنكة والذي يجلس الجميع في حضرته مكتومين ولا يستطيعون حتى النظر إلى الأرض خجلا من أنفسهم أمامه. الاستبداد ضيعنا ولايزال ولن نتقدم أبدا إلى الأمام الا على أنقاض الأنظمة الاستبدادية. اتفق معك أيضا في أن الفساد أقل بكثير في الدول الغربية مقارنة بالدول الإفريقية والإسلامية ولا يرجع هذا إلى نمو الرأسمالية وإلا لكنا تقدمنا ولكنه يرجع إلى سيادة منظومة الاستبداد في الدول الاخيرة وغياب الديمقراطية والشفافية وتقييد الحريات العامة . أنا لست ضد الرأسمالية، ولكنني ضد حالة الإثراء الفاحش لدى الأقلية و فجوة الدخل والثروة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء ولذلك انادي دائما بفرض ضرائب على المواريث والعقارات والهبات لأنها هي الطرق التقليدية لنقل الثروات الضخمة دون تكلفة
6 - الاستاذ منير كريم 2
محمود يوسف بكير
(
2021 / 5 / 21 - 14:38
)
ولذلك انادي دائما بفرض ضرائب على المواريث والعقارات والهبات لأنها هي الطرق التقليدية لنقل الثروات الضخمة دون تكلفة كبيرة وأحيانا بدون ضرائب إيمانًا مني بأنها أدوات هامة لتضيق الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل ناعم وعادل. مع أطيب تحياتي وأمنياتي
7 - حقيقه ثابته
على سالم
(
2021 / 5 / 21 - 18:59
)
دكتور محمود , انا اعتقد اعتقاد وثيق فى ان كل الدول الديكتاتوريه الاستبداديه القمعيه والتى تتميز بتكميم الافواه وخنق الحريات والبطش ةالبلطجه والاعتقال والاعلام الفاسد , هذه الاسباب مجتمعه تجعل حياه الانسان جحيم لايطاق , نحن هنا نتكلم عن كل الدول العروبيه والاسلاميه الفاسده وقياداتها من اللصوص القتله الساديين وهم من يلاموا على هذه المأساه البشريه , نقطه اخرى وهى دوله جنوب افريقيا ,عندما كانت تحت سيطره الحكومه البيضاء كان الوضع افضل بكثير من الوضع الحالى تحت قياده الزمره السوداء وهذا اكيد شئ مؤسف
8 - الاستاذ على سالم
محمود يوسف بكير
(
2021 / 5 / 21 - 21:40
)
شكرا أستاذ علي سالم على تعليقك والذي لا يحتمل الجدل خاصة ما يتعلق بالدول العربية. أما بالنسبة لجنوب أفريقيا وكما تفضلت أنت و الاستاذ منيركريم فأنها كانت أكثر أمنا واستقرارا وغنى إبان حكم الاقلية البيضاء ولكن الاوضاع تدهورت بسرعة بعد تولي الاغلبية السوداء الحكم والسبب هنا ليس الاستبداد ولكنه في الفساد وسؤ الادارة وقد لاحظت وأنا هناك أن لديهم مكون ثقافي معين يجعل السود يشعرون بإنه من حقهم الحصول على كل شيء بالمجان لانهم الاغلبية وهذه الثقافة هي السبب الرئيس في مشاكلهم الحالية ، مع أطيب تحياتي
.. وسط الحرب.. فلسطيني يحرق البلاستيك لإنتاج وقود بديل
.. كل الزوايا - النائب شريف الكيلاني يوضح ايه هي التسهيلات الضر
.. كل الزوايا - شاهد التسهيلات الضريبية الجديدة للمستثمرين
.. هل ينجح البرنامج الجديد في إنعاش الاقتصاد التركي؟
.. لماذا تستمر صادرات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل رغم التحذيرات