الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلعة المثقف موقفه!

ابراهيم زورو

2021 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


للمثقف السوري ثقافة شكلية، تكوّنت بين ليلة وضحاها، هكذا وجد نفسه مثقفاً لا يشق له غبار! لذلك نرى اجمالي فكره مشغول ومحصور باشياء حسية بسيطة كطفل صغير يبحث عمن يمنحه بعض القروش من صندوق المال السياسي، تارة نجده يظهر اعلامياً، وتارة يتواجد مع أحد سياسي تافه في مكان ما، هذه الصور تسرد سيرته الذاتيه تلقائياً ومواقفه المتذبذبة تحكي عن نفسها موضحة أنه خالي من أي موضوع فكري ثقافي وسياسي، ويعمل لأجل رغباته التافة الشخصية!.
فهو لم يأتِ يوماً ما إلى البيت مزعوجاً من اجتماع ثقافي، علّه ينقد ذاته على أنه غبي وثقافته لم تكفيه! عليه بالبحث والحت! ولم ينم يوماً وكتابه يمارس الجنس على صدره كأمراة شهوانية، ليقوم في اليوم التالي، ليستذكر ما قرأه بالأمس!.
وهذا يتيح لنا أن نطلق عليه أنه مفكر مياومي (يومي) على مبدأ العمل، فالعمالة اليومية قابلة أن تطرد من عملها بكل لحظة أو نتيجة خطأ ما، على الأغلب العمال المياومين بحاجة إلى الاخلاق فمن المحتمل أن الاعمال المؤقته واليومية غير متوفرة فيها بعض القيم. لهذا نرى أن هذا النمط موجود بكثرة في الحالة السورية وهم بحاجة ماسة أن يُزرع فيهم قيم اخلاقية كبنية فوقية مرتكزة على الثقافة التي تعتبر البنية التحتية، أي المثقف الذي نال قسطاً من الثقافة فهو بحاجة إلى الامتداد، أما "المثقف السوري" ليس بحاجة إلى ذلك لأنه غير متعوب على ذاته، من حيث أن الوجود هو بحاجة ضرورية إلى الامتداد، أن أي الثقافة الخالية من فكرة الامتداد يبقى حاملها جاء متطفلاً عليها، عن طريق تجمع أو حزب، أو شركة، أو مجموعة من التجار، هذه الطبيعة ستدوم طالما هناك من يعجنون وجوده ليكون ممتداً لوجود من يقف خلفه!.
إن طبيعة الثقافة حصرياً يجب أن تؤدي إلى السعادة الانسانية وتنشدها أيضاً، كما يقول سبينوزا. وربما أراد أن يوضح إذا كان هدف الثقافة ليست السعادة فما هو هدفها إذن؟! فالثقافة التي لا تؤدي إلى التسامح ولا تمجد العقل لينشد السلام فما هي قيمة الثقافة؟. فإذا وضعنا المثقف السوري تحت المجهر! سيبدو بشعاً ولا يشبه ذاته! وهذه هي طامة كبرى: والكارثة الحقيقية تضرب الثقافة وتضر بالإنسان وتشوهه إلى أبعد حدود!. علماً أن مؤلف سبينوزا الذي حكى عن الاخلاق لم يحتويه إلا في قسمه الأخير وبهذه الحالة كأنه يمزج بين الثقافة والاخلاق!.
"فالقوة الجديدة التي يخلقها العلم خيّرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون شريرة بقدر ما في الانسان من حمق"، يبدو أن الثقافة لم تعد كافية بنظر بيرتراند رسل، إلا إذا كانت مطّعمة بالحكمة التي تعمق السلام والخير في بواطن حاملها، هكذا اغلق الباب على المثقفين واشباهم وانصافهم ليشكلوا مع الاميين فريقاً واحداً لتكون عيونهم على المال والجاه مقابل أن يقدم نفسه عبداً، إليس العميل والخائن ومال السياسي وصفر الوجود هي ادوات العبد في وقتنا الراهن!؟.
وإذا أضفنا على تلك المزحة السمجة التي اطلقها سينيكا: "ان اجلال العمل اليدوي يعني جعل الاسكافي يحسب أنه فيلسوف!" فالفلسفة جاءت لتنمي العقل فقط وهذا ما جرى للحالة السورية! عندما أصبح الاجلال والاحترام للمعارض الأمي الاسكافي السوري، حتى صدق أنه يحتل مكاناً بارزاً في الثقافة وإليه تعود تسمية الاشياء لكنه لا يمكن أن يفهم أنه يشكل مع زملائه "قطعة بعشر ليرات" فقط. وأن الاجلال يعني غياب النقد في المجتمع السوري الذي يعتبر مقصاً يقص لسان من طاله الاجلال بغير وجه حق، ولهذا السبب باتوا اسلحة فتاكة بيد عدو الشعب السوري! مع تركيا وايران وامريكا وروسيا ضد ابناء شعبه! وقدموا ولاء الطاعة لاسرائيل! وحتى أنها لوحت بطردهم إن حاولوا الاقتراب منها.
قديماً قبل هذه اللعنة كنا بصدد بشار أسد الذي كان عدواً ومعروفاً للكل، وحوله عملاؤه "القطعة بعشر ليرات" والتي فيما بعد اصبحوا في قيادة الائتلاف، وجراء ذلك أصبح الشعب السوري بألف دكتاتور! وبملايين عملاء!، بأمكاننا أن نغني مع مارسيل الخليفة " على حسبة تيتي تيتي متل ما رحت جيت".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في