الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات

إياد الغفري

2021 / 5 / 21
كتابات ساخرة


بغض النظر عن مهازل الديموقراطيات العروبية والفرنجية، فإن سبر توجهات الجماهير فيما يتعلق بمن يتولى الحكم هو الهدف الرئيس من المعمعة.



الغالبية الأعم أصابتها الفرحة بالقرار الألماني بمنع السوريين من الإدلاء برأيهم في السفارة السورية في برلين.


ديموقراطياً، فإن منع الشخص من الإدلاء برأيه هو أمر غير محبذ، وهذا هو ما كان أحد أسباب الحراك السوري، حيث أن قضية الإدلاء بالرأي والحريات السياسية كانت أهم من الحاجات المادية، فالثورة لم تكن ثورة رغيف كما قُيل لي حينها.


اليوم وبانعدام الرغيف، وبسبب من الحالة الكارثية التي وصل إليها من تبقى في خرائب الوطن، يجب أن تقوم ثورة رغيف، في النفوس على الأقل.


***
المنع الألماني اعتمد قرارات الأمم المتحدة بأن يتم إجراء انتخابات نزيهة تحت إشرافها، مما يعني بالنسبة لي أنه يمكن لألمانيا أن تقوم بالإشراف على الانتخابات ضمن السفارة والتأكد من كونها تتمتع بالنزاهة والشفافية.

- ما بيصير يا رفيق.
- ليش يا باطن؟
- السفارة تعتبر أرض سورية والتدخل في الانتخابات ضمنها يعني اعتداء على السيادة.
- يعني نفهم من الحكي ألمانيا معترفة بالنظام وبالسيادة تبعه؟




***
قرار المنع أو السماح، لا يعنيان الكثير بالنسبة لي، لبعدي الجغرافي عن السفارة المذكورة ولأني لست راغباً بالإدلاء بصوتي في هذا القرن، لكن الحدث يذكرني بموقف حكيم الثورة من منع ألمانيا وهولندا للمدعو "ريزب تاييب إير دو غان" من إجراء حملته الانتخابية فوق أراضيهما، وغضبة الحكيم المضرية حينها، حيث تهدد ألمانيا بالويل والثبور وقال إنها ستندم على مواقفها، ذلك كان عندما كان الحكيم يعيش في تركيا.
حقق الحكيم وعيده، ويتوجب على ألمانيا الندم، حيث أنها تستضيفه وهو يعيش في ربوع برلين الغراء، يسلح نظرياته وفكره بلا رقيب.


***

المشكلة ليست في القرار الألماني، بل في الإقصاء السوري المتوارث، فالمؤيد يعتبر أن ألمانيا تدعم العراعير والجراثيم، ويتناسى أنه يحصل على اعطيات دافعي الضرائب، والمعارض يريد أن تتم إعادة المؤيد لحضن الوطن ولسيادة رئيسه الذي يتباكى عليه، ولا يقبل في أن يقاسمه حقه في اعطيات دافعي الضرائب.


الفرح السوري بألا يمكن للسوري إبداء رأيه وتبرير الأمر بقرارات الأمم المتحدة والإصرار الأمريكي على لا شرعية النظام، مؤسف؛ لأنه يمكن للسوري المقيم في ألمانيا أن يقولها لا عريضة مدوية للنظام، دون أن يخشى من عواقب هذا القرار، لكن منع الانتخابات أعفى الآلاف من معضلة إبداء رأيهم في جغرافية بعيدة للغاية عن فرع المنطقة وفرع فلسطين.



يمكن للجالية السورية في ألمانيا إجراء انتخابات بديلة، ووضع مرشحين من الائتلاف بشكل افتراضي، ومطالبة الكتلة السورية الموجودة بإجراء الانتخابات بشكل افتراضي عبر الإنترنت.

ميزانية لموقع انتخابي إلكتروني كهذا لا تتجاوز كلفة علف أعضاء الائتلاف لأسابيع، ولا كلفة الحج للدوحة وإجراء العمرة في بلاد الخاقان الأعظم لمدة شهر.


***

لو أن الأسد تنحى عن الحكم في أيار 2011 عندما طالبه الشاعر أدونيس صراحة وعلانية برسالته المفتوحة، وأعاد ترشيح نفسه للمنصب ضمن حملة انتخابية نزيهة وشفافة تشرف عليه الديموقراطيات الغربية، والأمم المتحدة، لنجح بالثلاث، لكنه وبسبب من نصائح التنظيم المافيوي الذي يرأسه ويحيط به، فضل الحل العسكري.


من أعرفهم من السوريين في ألمانيا ينقسمون إلى ثلاثة أقسام.
قسم وهو الأكبر، لا تعنيه الانتخابات ولن يقوم بالتصويت بأي حال من الأحوال.
قسم مؤيد للنظام، علانية أو بالسر وسوف يصوت للنظام بالدم وبكافة سوائل الجسد إن تطلب الأمر.
والقسم الأصغر وهو المعارض المر الذي سيرفض بالتأكيد المشاركة في الانتخابات لهزليتها، أو سيعتذر عن التصويت لمشاغل أهم حيث أن لديه بث لايف، يدخن فيه سيجارة الحمراء الطويلة ويغني جنة جنة، ولا يجوز أن يحرم متابعيه من صَلّته البهية في هذا اليوم.
- طَلْعَتِه مو صَلَّتِه.
- خطأ مطبعي.


***


عندما تمت تسمية أعضاء الائتلاف في غفلة عني، ليكونوا الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري الذي كنت أحسب نفسي منه، سألت نفسي عن شرعية أن يكون ممثلي الشرعي الوحيد مؤلف من شخصيات، في الغالب لم أسمع عنها، ومعظمهم ممن لم يشاهد شوارع سوريا منذ عقود إلا عبر شاشات التلفزة.


***

صادف أن:

عندما قرر السفراء في إسطنبول توسعة الائتلاف، فتدخل كل ابن زانية لترشيح ممثلين أو ممثليه لينضموا لجسد الائتلاف الذي نفذ مهامه بإنفاق ميزانيته عن أخر بارة وفلس بهمة ونشاط يحسدان عليه؛ شعرت بأن صوتي قد تم اغتصابه للمرة الألف.



وعندما قرر الائتلاف التفاوض مع النظام، كان المتهم الرئيس في محاكمات كوبلنز مستشاراً للوفد المعارض المفاوض، كنت أمسح مناضد الطعام في دار للاجئين.


عندما قرر نجوم نخب المعارضة توزيع غنائم المعمعة، المسماة بغزوة برلين يومها، قام أقارب أعضاء الائتلاف بتتويج أنفسهم كتاباً، مخرجين، نجوم معارضة وشعراء، كنت أركب الباص لساعات للوصول لمقر عملي الجديد.




***
لا ضرر من أن يفرح البعض لمنع السفارة من التصويت، ولا ضرار من أن يغضب المنحبكجية لهذا المنع، الديموقراطية التي يتشدق بها الطرفان، تسمح للآخر أن يدلي بنعيبه في هذه الجوقة.

اقتراح انتخابات افتراضية على الشبكة العنكبوتية، اقتراح فاشل، لن يصل إلا لعشرات ممن أجبرتهم مازوخيتهم على قراءة النصوص، لكن الديموقراطية الزرقاء تسمح لي بإدلاء صوتي على صفحتي الخاصة.


التصويت سيكون بسطر، يليه سطر لتفسير سبب التصويت.


***
***
***
***
***
***







لا للسيد الرئيس بشار حافظ الأسد لولاية جديدة.
يا سيدنا، هلأ أنت منيح، واللي حواليك عرصات، بس معلش خلينا نجرب شي واحد ثاني.


لا للمرشح عبد الله سلوم عبد الله.
هلأ أنت ما في منك، بس السي في تبعك فيه كثير مناصب نظامية تحت أيد اللي قبلك، يعني مو حلوة بحقك، تقول للخسران إذا نجحت بالانتخابات، أمرك يا سيدي.

لا للمرشح محمود أحمد مرعي.
مع أنك وش البسطة، بس لأ، شكراً ودايمة، لأنك شاركت بمفاوضات عبثية، وضيعت وقتك، وقت النظام ووقتنا ونحن ننتظر نهاية المقتلة.



للمرشحين الافتراضيين الذين لم يعلنوا ترشيحهم بعد.

وعنهم

أعضاء الائتلاف السوري المعارض، نخب المعارضة، البثاثين والبثاثات، مط وفط.

كلا وألف كلا لأنكم رضيتم أن تكونوا ممثلين شرعيين عن الشعب السوري دون سؤال هذا الشعب عن رغبته.
أن يجتمع بضع مئات من طيف معين من أطياف سورية، ليتم اختيار خيرتهم بالتصويت، وليتم بعدها تقرير أنهم الممثل الشرعي الوحيد، لهو عمل ديكتاتوري، يندى له جبين السيد الرئيس الحالي، والمغفور له والده، وكافة رؤساء سوريا من قبلهم مروراً بمولانا جمال باشا السفاح، سيدنا تيمورلنك العظيم، الإسكندر المقدوني المفدى، وهكذا دواليك حتى نصل لبدايات العصر البرونزي.


- هلأ قصدك الائتلاف ما بيمثلنا؟
- لأ.
- شلون ما الشباب انتخبوهم ديموقراطياً، وحطولكم الكافر برهان غليون أول رئيس لتخرسوا.
- تصور يا باطن، يجتمع 500 قواد من خيرة قوادي المنطقة، خلينا نقول ببراغ.
- ليش مو بإسطنبول؟
- مشان التمويه.
- أوك افترضنا.
- أي وها الخمسمية غواد، يعينون لجنة لتوزيع المساعدات برئاسة واحدة من بنات الخطا.
- أي عرفت مين قصدك، الله يرحم أبوها كان حيوان.
- وبينبثق عن اجتماع القوادين هذا، لجان لتسهيل الدعارة، ولجان للتنسيق مع كرخانات المخابرات العالمية، والمحلية.
- أوك.
- هلأ أنا يا باطن، إذا قبلت اعتراف العالم كله وأصدقاء سوريا، وجامعة الدول العربية، وخاقان البحرين، وحكيم الثورة، بها التشكيلة، وبأن هظول الجماعة بيمثلوني، شو بكون؟
- هلأ صعب إيجاد التسمية الصحيحة سياسياً، كيلا نهين أصحاب ميول جنسي معين، لكنك ستكون مفعولاً به.
- لذلك يا باطن، كل ها المعمعة ما بتعنيني، وبرأيي نستورد شي رئيس من الصين الشعبية.
- يعني عاجبتك التجربة الصينية؟
- أي لأنهم يا رفيق، كانوا أكثر من مليار بهيمة وصاروا قوة اقتصادية هامة، يعني إذا وافق "شي يونج تاماديه" على تولي المنصب، ففي عندنا أمل.
- ما تعودوا بهايم؟
- لأ لح نضل بهايم، لأن هذا هو خيارنا الاستراتيجي، بس بهايم عايشة، مو ذبايح معلقة.



ونستغفر الله لمن رشح نفسه راضياً أو مكرهاً، ولمن أدلى بصوته راضياً أو مكرهاً.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.





إياد الغفري - ألمانيا
21 أيار 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي