الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناجون من وباء كورونا هل هم حقًا ناجون !؟!؟

علية مجدي
تستهويني الكتابة ولا يشغلني التصنيف

(Aleia Magdy)

2021 / 5 / 22
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


..لا أعرف لماذا يذكرني الوضع الحالي مع وباء كورونا بمباريات الجوع ( hunger games ) وهو فيلم أمريكي تم إنتاجه عام 2012 من إخراج غاري روس ويستند إلى الرواية الأولى من سلسلة روايات مباريات الجوع للكاتبة سوزان كولنز ..وهو فيلم خيال علمي وأكشن والذي تدور أحداثه في المستقبل( ما بعد نهايه العالم ) يتم فيه وضع مجموعة من المحاربين في بيئة صناعية تحاكي واقع الغابات .. ويتم تغيير الطقس والظروف كما يشاء المتحكمين في هذه اللعبة .. وعلى المحاربين فقط النجاة بحياتهم !!! وفي مساء كل يوم يتطلع المحاربين الناجين إلى السماء مترقبين ظهور صور وأسماء رفاقهم الذين ماتوا خلال اليوم في هذه اللعبة الغير عادلة!!! وعليهم في صباح اليوم التالي النهوض لمواصلة اللعب وكأن شيء لم يكن !!.. وكأن أحدا لم يرحل .!!. لم يمت أحد أو دعوني أقول وكأن رفاقهم لم يكونوا أحياء من الأساس!!!
إني أكتب مقالي هذا بعد مضي أكثر من عام على بداية جائحة كورونا .. كثيرون ممن أعرفهم ولا أعرفهم قد رحلوا .. سريعًا وفجأه!!!.. لكن علي الإستمرار.. ولست وحدي .. كثيرون مثلي لم يعد لديهم وقت للبكاء .. (نفسي نفسي )أو دعونا نتظاهر بأن الوضع كذلك... إنها الحرب يا سادة !! وهذا أيضا يذكرني بمقطع من قصيدة محمود درويش ( سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي !!!) محملون بأعباءنا الحياتية وآلامنا على من رحلوا لكن كيف نبكي وفي كل ليلة علينا التطلع إلى السماء لنلتقط أسماء الراحلين .. كيف نبكي وعلينا كل نهار أن ننتظر عدونا اللامرئي علنا نكتب من الناجين ..هذه الحالة في مجملها تدفعني للتساؤل الأكبر .. هل الناجون في نهاية المطاف هم ناجون حقا ؟؟و ماذا سيترك هذا الوباء اللعين في أنفسنا وصحتنا العقلية من آثار ؟؟ وماذا عن أطفال ولدوا ونشأوا في عالم يرتعد بأكمله من عدو خفي إذا ما زارك لن يرحل إلا وقد حمل روحك معه ؟؟ وقد وجدت بعض الإجابات لتساؤلي القلق منها :
رأي ستيفن تايلور·
مؤلف كتاب "علم نفس الأوبئة" وأستاذ علم النفس بجامعة بريتيش كولومبيا، والذي يقول فيه : أن ما يتراوح بين 10 إلى 15 في المئة من الناس، لن تعود حياتهم كسابق عهدها، بسبب تأثير الجائحة على صحتهم النفسية.
وأثارت مؤسسة "بلاك دوغ" المستقلة لبحوث الصحة النفسية مخاوف حول "الأقلية التي ستعاني من القلق طويل الأمد". وحذرت مجموعة من الأخصائيين الصحيين البارزين مؤخرا في الدورية الطبية البريطانية من أن آثار الجائحة على الصحة النفسية من المرجح أن تبقى لفترة أطول مقارنة بآثارها على الصحة البدنية.
أما عن الأطفال فبحسب استطلاع أجرته صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية على عينة من الأطفال أفاد 85 بالمائة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يشعرون بالتوتر والضغط خلال أزمة كورونا. في حين كانت النسبة 71 بالمئة فقط في شهر يونيو من العام الماضي !!!و حسب موقع الصحيفة الألمانية يرى سبعة من كل عشرة أطفال أن جودة ونوعية حياتهم قد تراجعت. وقبل الجائحة كان العدد ثلاثة من كل عشرة. ووفقًا للباحثين المشرفين على الدراسة فقد ازدادت المخاوف والقلق بشكل كبير مرة أخرى وسط الأطفال. وتابع الباحثون أن أحد المشكلات التي يعاني منها الأطفال تتمثل في أن النظام الغذائي الذي أصبح أقل صحة وزاد استهلاك الحلويات، كما أن الكثير من الأطفال توقفوا عن ممارسة الرياضة.في المقابل ازدادت نسبة استخدام الإنترنت بسبب دروس التعلم عن بعد، أو بسبب استخدام الألعاب الإلكترونية،

وعن تجربتي الشخصيه مع الوباء .. أبنائي ليسوا كما في السابق هم الآن أكثر عدوانية .. انعزاليه .. يفضلون المكوث في المنزل طوال الوقت .. يعانون من حالات حزن وبكاء غير مبررة .. يجدون في الطعام ضالتهم المنشودة وسط احداث يوميه باتت مبهمه ورتيبه بالنسبه لهم يتسيد فيها المرض والموت المشهد !!!! تحولت حياتهم بين ليلة وضحاها الى أحلام مؤجلة و تبقى اقوى عباراتنا في المنزل ( عندما تنتهى كورونا سوف نفعل .. سوف نذهب .. سوف نشتري … سوف نستضيف الناس في منزلنا !!!!!!!)
لكن دعوني ابلغكم بأنها ليست المرة الاولى التي يواجه فيها البشر شيء فقد واجهت المجتمعات الإنسانية -عبر التاريخ- بعض الأوبئة التي انتشرت على نطاق واسع، وأصابت أعدادًا هائلة من البشر، وأودت بحياة الملايين في فترة زمنية قصيرة. وقد أثّرت هذه الأزمات على الأفراد الذين عاشوا هذه الخبرة الاستثنائية، إذ غيّرت جانبًا من اتجاهاتهم القِيمية، وأثارت لديهم العديد من الأسئلة الوجودية التي لا إجابات لها، بل وتركت في بعض الحالات تأثيرات على التركيبة النفسية لأجيال كاملة، والتي وإن استطاعت النجاة البدنية من الوباء، فإنها لم تتعافَ من آثاره النفسية والاجتماعية. ففي عام 1340 تفشى وباء الطاعون في العديد من مناطق العالم وخاصة في أوروبا التي كانت في القرون الوسطى في أضعف حالاتها، وقد تسبب انتشار الطاعون في التأثير على المجتمعات والمعتقدات. فقد تسبب الطاعون في وفاة شخص أوروبي من بين كل اثنين، الأمر الذي جعل جانبا كبيرا من الشعوب تعتقد أن نهاية العالم قد دقت، وهو ما انعكس على الجانب الروحاني مع انتشار كبير لبعض المعتقدات الجديدة. ولاحظ علماء النفس الاجتماعي (Social Psychology)، وعلماء الاجتماع، أن ثمة أنماطًا سلوكية ونفسية جماعية ارتبطت بأوقات الأوبئة، مثل: الطاعون، أو وباء الإنفلونزا الإسبانية، فضلًا عن ارتباطها بانتشار أمراض مثل الإيدز لأول مرة بين بعض المجموعات، وهو ما دفع إلى دراسة أنماط استجابات المجتمعات خلال أوقات انتشار الأوبئة، وظهر في هذا الإطار مفهوم "سيكولوجيا الأوبئة" (Epidemic Psychology). ويُعنَى هذا القسم من العلوم الاجتماعية بدراسة سلوك المجتمعات مع تفشي الأوبئة. فتحت تأثير الأوبئة، تشهد المجتمعات موجات من الخوف الجماعي، كما تحدث ثورة في التفسيرات المرتبطة بأسباب هذه المعاناة الجماعية جراء الوباء، وتتسبب في موجة من التناقضات القيمية، وزخم من السلوكيات والاستراتيجيات ومحاولات بائسة لمواجهة الوباء، خاصة وأن الأوبئة بطبيعتها تعد أمراضًا "جديدة" لا تتوفر بشأنها معلومات أو توقعات بكيفية انتشارها ومكافحتها، وبالتالي لا يوجد بالضرورة علاج لها. وكلّما كان الوباء خطيرًا من حيث تداعياته، زادت المدة الزمنية بلا علاج واضح، وكانت المساحة متروكة للاجتهادات الفردية والاجتماعية، والتمسك بأي أمل في الخلاص، حتى وإن كان ذلك يتمثل في ممارسات غير منطقية بالمطلق.
أما عني فقد استنفذت حيلي( كغيري) في التلاعب مع هذا الوباء ابتداء من الحرص على التطهير الدائم لكل شيء ..واختراع فنون من البهجة الوهمية أحيط بها عائلتي الصغيرة .. قاومت شراهة تناول الطعام كنوع من بث الطمأنينة في نفسي الفزعة من كل ما يدور حولي ومن مجهول بل واستطعت خساره 15 كيلو جراما من وزني وهذا ما اعتبره انجازا !!!!!.. وها انا اجدني اسلم ذراعي اليوم لمصل لعله يكون المخلص .. يزعم كثيرون انه الداء والدواء في ذات الوقت !!!! لكن لا خيار لدي … أمضيت عاما كغيري مع الأطفال في المنزل وكم هو شيء مرهق و يدفع للجنون في احيان كثيرة !!!! اخترت تغطية وجهي بالقماش ( القناع الطبي ) حتى لم اعد اتذكر كيف كانت وجوه الآخرين ؟؟؟؟ أتأمل الأعين علني ألمح ما يدلني على حالهم .. هل يبتسمون أم هم غاضبون ؟؟ وزاد فرعي عند اصدار تطبيق Clubhouse
وكأنه إعلان عن وسيلة تواصل جديدة بين البشر يصبح فيها التلاقي وجها لوجه شيء غريب ونادر !!!!!
لكن دعوني أختم مقالي بتصويري الخاص لما يحدث .. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تعود الحياة لما كانت عليه (ما قبل كورونا .). سيعتاد البشر بصورة او أخرى تلك العزلة التي فرضت عليهم لعام أو أكثر وربما تزيد المده !!! ستعاني البشرية من أجيال جديدة أكثر عنف وقسوة متمثلة في أطفال ام كبت طاقاتهم بين أربع جدران فتلقفها أذرع التكنولوجيا بألعاب تنضح عنفا ودموية !!! أما نحن فسوف نعاني كثيرا من نوبات قلق وحزن غير مبرر ربما ألما على من رحلوا ولم يمنحنا الوباء وقتا كافيا لوداعهم ..أو لإحساسنا بالذنب بأننا كنا الناجين .. فهل نحن حقا ناجون ؟؟؟؟



.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل