الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا محلى النصر بعون الله

حاتم خانى

2021 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لا نصر بدون تضحيات
لا نصر بدون شهداء
ولا يمكن الانتصار دون ان تقدم خسائر في الاموال والممتلكات
.
.
ولكن لن يكون هناك نصر ايضا دون ان تكون قد حصلت على مكتسبات
ولا يمكن ان تفرح بالنصر دون ان تكون انجزت بعض الاهداف ....
وحصلت على فوائد .....
وكسبت بعض المنافع .....
وحققت بعض ما يصبو اليه الشعب
في السابق عندما كان صدام حسين ( وحيث يعلو نصبه الضفة الغربية ) يحارب الكورد كان الاخوة في الدول العربية يقولون ان اسرائيل تستخدم المتمردين الاكراد كورقة ضغط ضد العرب لالهاء او اشغال الجيش العراقي عن معركة الامة العربية المصيرية وهي معركة تحرير فلسطين . ومنذ عام 1948 وكلما دارت معركة او حرب بين اليهود من جهة والفلسطينيين واخوانهم العرب والاسلاميين من جهة فاننا نسمع من الطرف الثاني بانه منتصر دائما وان اسرائيل تجر اذيال الهزيمة , وكانت الدول العربية والاسلامية توجه اعلامها لتهنئة شعوبها وتهنئة الشعب الفلسطيني بقرب الموعد النهائي للقضاء بصورة كلية على اسرائيل ورميها في البحر . بالمقابل فان اسرائيل وبعد كل معركة فانها كانت تتمدد وتكبر وتصبح اكثر قوة وتكسب المزيد من التعاطف الدولي في حين تتقلص الاراضي الخاصة بالفلسطينيين ويفقدون المزيد من الاصدقاء .
وفي هذه المعركة الاخيرة التي اشعلتها حماس واستخدمتها ايران كورقة ضغط للانتقام من اسرائيل لم نر ما يدل على انتصار الاخوة الفلسطينيين , فلا اراضي جديدة اضيفت الى قطاع غزة ولا استيلاء على طائرات ودبابات للعدو ولا اسرى للجيش الاسرائيلي ولا حتى تنازلات من السلطات الاسرائيلية لصالح فلسطينيو 48 , بل مزيد من الخراب والدمار والقتل والتضحية بالمواطنيين بالاضافة الى تدمير ما تمت اقامته من بنى تحتية منذ عام 2014 وكذلك وهو الاهم كشف كل ما لدى حماس مما ادخرته خلال السنين الماضية من مفاتيح ( القوة ) وتدمير كل تلك الترسانة ومصانعها ومعاملها ومتاريسها التي اقامتها داخل الازقة وتحت دور المواطنين بالاضافة الى فضح الاسلوب الخبيث المتكرر للحرب لدى هذه الحركة ومثيلاتها الاسلامية الاخرى وهو استخدام المدنيين كدروع بشرية مما افقدها تعاطف الكثير من دول العالم بما فيها بعض الدول الاسلامية والعربية , ومع ذلك نشاهد اكاليل النصر واهازيج الافراح وطوابير التهاني من الحركات الاسلامية وتهاليل مقدمي البرامج في القنوات الاسلامية الموجهة وامتلاء صفحات المواقع الاجتماعية بمقارنة النصر المؤزر لحركة حماس بالانتصارات التاريخية ورأينا ايران تهنئ الابطال في المقاومة الاسلامية بالنصر المبين وتظهر ابواق اردوغان لتنفخ في قربات الاخوة الفلسطينيين المنتفضين الذين اذاقوا العدو الاسرائيلي العلقم .
لقد حققت ايران هدفها بالانتقام من اسرائيل وتمكنت بصورة لانظير لها من ترويض الفلسطينيين واستخدامهم كورقة عند ,الحاجة وكما ان ايران وتركيا مختلفتان في كل شيء عدا اشتراكهما وتوافقهما في العداء للكورد , فانهما اوجدا نقطة اخرى للتوافق وهو دعم الحركات الاسلامية الفلسطينية لتحقيق مصالحهم على الاراضي العربية , ايران تضغط على اسرائيل ردا على هجمات اسرائيل لعرقلة البرنامج النووي الايراني , وتركيا تنتقد دولة اسرائيل الارهابية لكسب السذج من الاسلاميين العرب وتعاطفهم للاستمرار في ضخ السلع والبضائع التركية في الاسواق العربية . اما القادة الفلسطينيون فانهم وكعادتهم سيستغلون نزوح المواطنين وفواجعهم وهدم دورهم وعيشهم في العراء لكسب عطف الدول وخاصة العربية الغنية , للاستجداء والحصول على اموال بذريعة الاعمار والتي تذهب في معظمها لجيوبهم او شراء السلاح مرة اخرى من تركيا وايران وتكرار هذا السيناريو عند حاجة هاتين الدولتين .
الخاسر الوحيد هو المواطن الفلسطيني الذي خسر كل شيء ولم يكسب سوى الكلام عن اعادة الاعتبار للفلسطينيين وافشال مشروع التطبيع وتوحيد الشعب الفلسطيني واظهار العدو الصهيوني كقوة غازية وغيرها الكثير من الكلام المنمق الذي يحسن المنتفعون من استخدامه .
ويا محلى النصر بعون الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر