الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


52 كيلو/بت مجاناً..!!

فكري آل هير
كاتب وباحث من اليمن

(Fekri Al Heer)

2021 / 5 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أين أنت؟
مهما كانت الإجابة، ففي أي زقاق من هذا العالم سوف تجد أن كل شيء يسير لصالح طرف ما إن لم يكن سيئاً بالفعل، فلن يكون حسناً أبداً، وهذا بفضل كل المتناقضات التي قد لا تلاحظ كيف تعمل وتؤثر عليك: الذكاء والغباء، السذاجة والدهاء، الخيانة والوفاء، الإباحية والاحتشام.. الخ والخ الى ما لانهاية؟!- لا تتوقف عن القراءة، وحاول أن تقف أمام السؤال الفاضح نفسه ولكن بصيغة أخرى:
أين موقعك بالضبط؟ في أي موقع عساك تجد نفسك بالنسبة الى متراجحة رياضية تضع علامة أكبر أو أصغر بين كتلتين من البشر: المشاهير والمسحوقين؟!
سواء كنت ترى نفسك في هذا الطرف أو ذاك أو في منطقة وسطى بينهما ترسم إحداثياتها متوالية هندسية أو معادلة تفاضلية وما شابه، فينبغي أن تعرف السبب وراء كونك في هذا الموقع أو ذاك..!!- تابع القراءة من هنا إذا شئت.. أو عد أدراجك ودع الأمر لمن يهتم.
..
يقال أن المتصدرين عالم الثراء والشهرة هم لاعبي كرة القدم أولاً، ونجوم السينما ثانياً، وفي المرتبة التاسعة تجد المذيعات والمذيعين في القنوات التلفزيونية والإخبارية.. حسناً، هذا كافي، ولا يهم من يأتي في القائمة من قبل أو من بعد..!!
**
هل تعرف ميسي وكريستيانو؟!
جاء في عناوين الأخبار ذات مرة أن كومة من المعجبين والمعجبات المهووسين بـ ميسي اقتحموا عليه بيته، مع جوقة من الصحافيين والمراسلين، ودخلوا عليه في غرفة نومه وهو على الفراش مع صديقته من أجل صورة وتوقيع وخبر..؟!
وجاء في خبر آخر أيضاً، أن كريستيانو كان على علاقة بفتاة من عائلة مسلمة اسمها: إيرينا شيخ إسلاموفا؟ وأنها هجرته بكل قسوة وعنف بسبب كلمة غريبة قالها في المغرب؟!- لا تكن قاسياً على نفسك وتفكر في البحث عن تلك الكلمة الغريبة؟!
هل تأتي الشهرة من احتراف كرة القدم أم من الإعلانات التجارية للشركات الراعية التي تنفق المليارات سنوياً من أجل الدعاية لمنتجاتها على الملابس والأحذية الرياضية التي يرتديها ميسي وكريستيانو؟!
..
لابد وأنك سمعت كثيراً عن مارك صاحب موقع فيسبوك، ولكن لعلك لا تعرف أن هذا المارك المسكين يعاني يومياً من حالة متشنجة من الهلع الشديد بسبب الطريقة المتسارعة التي تتضاعف بها ثروته، الى حد أن العشرات من المكاتب المحاسبية والوكالات الضريبية صارت تلاحق أرصدته وأرباحه على مستوى الثانية الواحدة.
هناك دول بأكملها لا تمتلك في خزائنها ما يملكه مارك ولا تتحصل من الإيرادات ما يتحصل عليه هو يومياً، ولعل هذا ما جعلني أرى أنه من قبيل الغباء الفاحش، أن جماعة متطرفة أو عصابة منظمة لم تعره حتى الآن ولو ذرة من اهتمام، حتى لم يخطر على بالها مثلاً أن تقوم باختطافه والمساومة على فدية أو ما شابه؟!
لا علينا من ذلك، واللهم لا حسد..؟ ولكن هل تعلم أنك تساهم كل يوم في مضاعفة أرباحه وثروته بهذا الشكل المريع؟!- فلو ركزت على الإعلانات التجارية التي تظهر لك أثناء تصفحك في فيسبوك، واحتسبت مشاهداتك لها لوجدت أنك تضيف ما لا يقل عن 20 دولاراً يومياً الى حساب مارك البنكي، في حين أنك قد لا تتمكن من كسب هذا المبلغ في نفس اليوم؟!- وسواء انتبهت واهتممت لتلك الإعلانات أم لا.. فإن العداد لن يتوقف عن إضافة أرباح جديدة الى حسابات مارك في كل بنوك العالم..!!
..
هل تتفق معي على أن مذيعات الأخبار في قناة الجزيرة- وبدون أن نتطرق الى عبقرية خبير الماك آب الذي يخدمهن- جميلات ومثيرات جداً أحياناً؟!- هل لاحظت يوماً ما أن واحدة منهن ارتدت فستاناً أو ما شابه مرتين؟!- لا، كل شيء يتكرر إلا ملابس المذيعات.. وإنه لمن دواعي الفتنة والعبث بالمشاعر أن تكون تكلفة ما تلبسه مذيعة واحدة منهن لتظهر جميلة وأنيقة على شاشة برنامجها طوال ساعة كاملة مضنية ومتعبة من ليلة واحدة تكفي لإطعام عشر أسر فقيرة في الشرق الأوسط أو أفريقيا..!!- اللهم لا حسد..
كلنا نعرف من أين تحصل الجزيرة على تمويلها، ولكن لولا جدوى الممارسة الإعلامية التي تقوم بها القناة من أجل الوصول الى عقلك، وايصال كل ما يُراد لك أن تعرفه واخفاء ما لا ينبغي أن تعرفه.. لولا ذلك لما تم تخصيص سنت واحد كميزانية لها..
أرجو ألا تظن ولو للحظة واحدة أن الجماهيرية والثروة هنا قد لا تأتي من الإعلانات التجارية والشركات الراعية، بل هي كذلك بالإضافة الى أنها تأتي في الأصل من شعور القائمين على القناة بجوعك اليومي لمعرفة كل ما يدور في هذا العالم، ومن وراء كل خبر يزرعونه في رأسك.. ولأجل هذا وحسب يتم إنفاق الملايين من الدولارات على ملابس المذيعات الجميلات اللاتي يجعلنك حتماً تتلقف ما يملينه عليك من مكان ما تحت سرتك، فالجمال الأنثوي كثيراً ما يجعل الرجل منا واقعاً تحت تأثير حالة من الليبيدو اللاواعية، من دون أن تشعر حتى بأنك من جهة أخرى تتعرض لعملية اخصاء أو ما شابه..؟!
..
والآن، سأترك الأمر لك، ليكون بوسعك تقدير مدى ما ينبغي أن تشعر به من بشاعة الاستغلال ومقدار الخيانة والغدر الذي تتعرض له أنت يومياً ويجني بسببه البعض الثروة والشهرة، هل بسبب ذكاء الآخرين أم بسبب غبائك؟ هل بسبب طيبتك أم بسبب حقارة الآخرين؟ هل بسبب غفلتك أم بسبب يقظة الغير؟.. هذه التناقضات تسحق مليارات البشر.. التي يظل من حقها مطلقاً أن تثور على كل شيء..
ولكن أي نوع من الثورات يمكن أن يصلح لتحطيم هذا كله؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام