الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار الساعة مع المبعوث الفرنسي لدى السودان جان ميشيل ديموند حول مخرجات مؤتمر باريس.

عبير سويكت

2021 / 5 / 23
مقابلات و حوارات


حاورته عبر التلفون : عبير المجمر (سويكت)
باريس/ فرنسا

الإنتقال السوداني المدنى العسكرى يمكن ان يصبح نموذجاً للمنطقة، و للدول المجاورة مثل تشاد وإثيوبيا...الخ.

السودان هو قطب الإستقرار فى المنطقة، و يلعب دورًا جيوستراتيجيًا مهمًا للغاية في المنطقة التى تمر اليوم بأزمات متعددة فى إثيوبيا ، تشاد...إلخ.

السودان يمكن أن يصبح شريكًا مهمًا لفرنسا في المنطقة على الصعيد الاقتصادي ، و السياسى، و فرنسا تفعل ما فى وسعها لضمان نجاح الإنتقال السودانى.

بعد رفع العقوبات عن السودان ليس هناك ما يمنع ان تنشأ بنوك أجنبية و فرنسية فى السودان .

من القطاعات الأكثر حيوية و إيجابية بالنسبة لفرنسا ،الصمغ العربى، حيث تعد فرنسا المستورد الأول في أوروبا للصمغ العربى.

الظروف المعيشية لسكان السودان لا تزال صعبة للغاية ، فالبلد فى وضع صعب اليوم، لكننا نثق في قادتها، و فى شعبها لتخطى هذه الصعاب.

لقد وجدت السودان بلدًا ذو ثقافة غنية للغاية ، زرت أهرامات مروي ونبته ، و هناك آثار تظهر أنه قبل 2500 عامًا كانت هناك مملكة قوية في السودان .


جان ميشل ديموند، سودانى الهوى و فرنسى الهوية، مهتم بالتاريخ السودانى، قضى فترة ثلاثة سنوات فى السودان لم يعيشها كدبلوماسي و مبعوث فرنسا لدى السودان، بل عاشها بعمقه الإنسانى و الإستكشافى باحثًا عن الحضارة السودانية القديمة، و متعمقاً فى فهم إنسان السودان الذى وصفه لنا فى هذا الحوار بأجمل الأوصاف من خلال تجربة حية فى السودان، فأصبح جان ميشيل الآن أبن السودان و فرنسا معاً، يعمل بجهد لبناء جسر تواصل متين ما بين البلدين ، ليس فقط على الصعيد السياسى بل و على الصعيد الفكرى و الثقافى عن طريق تنظيم أمسيات ثقافية فى معهد العالم العربى، مستعينًا على ذلك بخبرته الدبلوماسية و الإجتماعية الواسعة فى أفريقيا .
لديه سيرة و مسيرة مهنية و وطنية تستحق التقدير ،فهو قد كان من كبار المستشارين ضمن الوفد الفرنسي للدورة السادسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما كان من كبار المسؤولين القانونيين لدى وزارة الشؤون الخارجية لفرنسا، أيضًا كان وزيرًا مفوضًا لدائرة الشؤون الفرانكوفونية، و من أعضاء مجلس إدارة وكالة التعليم الفرنسي بالخارج، و ممثلى الدولة.
جان ميشيل ديموند حاز على رتبة فارس بناءًا على تاريخه المهنى الناصع البياض و الملئ بالإنجازات ، و تدرجه فى وزارة الشؤون الخارجية، حيث عمل كمستشار أول في السفارة الفرنسية في جمهورية ألمانيا الاتحادية، و قضى أكثر من 27 عاما فى الخدمة المدنية، حائز على رتبة وزير مفوض من الدرجة الأولى، يُِصنف وزيرًا فوق العادة، و كان مفوضًا للجمهورية الفرنسية لدى جمهورية نيجيريا الاتحادية، فهو مفوض من الدرجة الأولى ، كما كان مستشارًا من الدرجة الأولى في السفارة الفرنسية في برلين، كان رئيس وفد الإتحاد الأوروبي فى السودان، الآن هو سفير و المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية.

و الآن عزيزة القارئة، عزيزى القارئ لمعرفة الكثير المثير عن مخرجات مؤتمر باريس إلى مضابط الحوار :

مؤتمر باريس كان ناجحًا و حقق أهدافه المرجوة
—————————————————————
1/ ما هو تقييمكم لمؤتمر باريس الإنجازات و النتائج؟هل أنتم راضون عما وصلتم له؟
مؤتمر باريس ناجح ، و بشكل خاص نحن راضون ، كما نعتقد أن السلطات السودانية متمثلة فى رئيس مجلس السيادة السودانية الفريق أول عبدالفتاح البرهان ، و رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك راضون جدًا ، فقد كانت هناك ثلاثة أهداف في هذا المؤتمر وقد تم تحقيقها.
الهدف الأول كان إدماج السودان في المجتمع الدولي، و أعتقد أن مشاركة العديد من الدول على مستوى عالٍ جداً متمثل فى رؤساء الدول، والحكومات، وقادة المنظمات الدولية يدل على أن المجتمع الدولي قرر إبداء دعمه للانتقال الديمقراطي في السودان.

الهدف الثانى هو تشجيع المستثمرين على العودة إلى السودان ، و فى هذا الجانب أعتقد أن خطاب رئيس الوزراء حول الإصلاح المالي ، بإلاضافة لمساندة الأمم المتحدة ، البنك الدولى ، وصندوق النقد الدولي، ثم النفى الذي قدمه كاتب تقرير الخزانة الأمريكية عن وجود اى عقوبات كان واضحًا للغاية أنه لم يعد هناك أي عقوبة على السودان ، وأعتقد أن ذلك كان مشجعًا للغاية للمستثمرين.
بالإضافة إلى عنصر آخر مهم، الإعلان عن توفير 700 مليون ائتمان، وكذلك توفير جرعات مجانية من لقاح مضاد لفيروس كورونا مقابل مائتين وعشرين مليون يورو.

‎العنصر الثالث هو إطلاق عملية الإعفاء من الديون و التي تم إلغاؤها أيضًا ، حيث تتيح شروط إطلاق عملية التفاوض بشأن تخفيف الديون السودانية ، التي تستهدف المؤسسات المالية الدولية ، والبنك الدولي ، وتم ذلك بفضل وكلاء الولايات المتحدة، الدول ، بنك التنمية الأفريقي بفضل قرض بريطانيا العظمى، السويد وأيرلندا ، وفيما يخص صندوق النقد الدولي كان هناك مائدة مستديرة اختتمت خلال الاجتماع ،إضافةً إلى عدد من دول معينة: الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي وإيطاليا وألمانيا.

أيضاً إعلان المملكة العربية السعودية فى الجلسة عن عطاء 20 مليون دولار ، وفرنسا 10 ملايين يورو مما مكن من ختم و أستكمال المائدة المستديرة الخاصة بالموافقة على خلفية من صندوق النقد الدولي.
كما أعلن رئيس الجمهورية عن تتابع وثيق عن مليار و نصف لصندوق النقد الدولي، مما سيجعل وصول السودان الى انهاء ديونه أمر ممكن بلا شك، و قد يبدأ الدين السودانى فى الانجلاء الذي في نهاية يونيو.

وفرنسا التي تعتبر أول دائن للسودان في إطار أندية باريس ، أعلن الرئيس الفرنسي بالفعل أنه ملتزم بإلغاء جميع الديون الفرنسية التي ارتفعت إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار ، و نعتقد ان كل ذلك سيشجع و يدعم الانتقال السوداني الذى هو انموذج للعمل ما بين المدنيين والعسكريين ليكون نموذجاً للمنطقة، و للدول المجاورة مثل تشاد وإثيوبيا...الخ.

مشاركة أصوات الثورة السودانية حظ بالتقدير، و الحوار النقاشى كان شيقًا و تفاعلى.
————————————————————————
2/ ما هو تعليقكم على مشاركة أصوات الثورة السودانية ؟
‎حظت مشاركة الممثلين الشباب في الثورة بالتقدير نظراً إلى الحوار النقاشى و التفاعلى الشيّق في معهد العالم العربي في اليوم التالى

"حرية، سلام، عدالة"، القيم التي تحملها الثورة السودانية هى قيم مشتركة مع قيم الثورة الفرنسية بشكل واضح.
——————————————————————-
3/حسنًا، ما أثر و تاثير كل ذلك على العلاقات الفرنسية السودانية و مستقبلها؟
بالطبع هذا يضع العلاقات الفرنسية السودانية على أساس جيد جدًا ، و في علاقة شراكة جيدة، ففرنسا ترى أن السودان يلعب دورًا جيوستراتيجيًا مهمًا للغاية في المنطقة، و تعتقد أن المنطقة اليوم تمر بأزمات متعددة فى إثيوبيا ، تشاد ، وسط إفريقيا مما يجعل المنطقة في وضع معقد ، و السودان اليوم هو قطب الاستقرار، العلاقات التجارية اليوم متواضعة للغاية لكن هى قابلة للتطور لأن السودان بلا شك لديه إمكانات مهمة ، وأعتقد أن السودان يمكن أن يصبح شريكًا مهمًا لفرنسا في المنطقة على الصعيد الاقتصادي ، و سياسياً، أخيرًا "حرية ،سلام، و عدالة "القيم التي تحملها الثورة السودانية هى قيم مشتركة مع قيم الثورة الفرنسية بشكل واضح،وقد يرى البعض أن هذه المطالب بالديمقراطية ارتبطت بثقافة أو حضارة معينة لكن تظل القيم التى تحملها الثورتين مشتركة، وأعتقد أن ما يحدث في السودان كان بمثابة تشجيع ، ومن جانبها أكدت فرنسا على أن تفعل ما في وسعها لضمان نجاح الانتقال السوداني.


قطاعات عدة فى السودان يمكن أن تشهد شراكات فرنسية سودانية منها البنى التحتية ،الموانئ ، المطارات ، المناجم ، ومجالات الاتصال التقنية
—————————————————————-
4/ فى معرض حديثكم تكلمتم عن شراكات ما هى المشاريع الجاهزة للاستثمار فى السودان و فى اى مجال؟
السلطات، الجهات المسؤولة فى منتدى الأعمال فحصت المشاريع التى يمكن تطويرها، من خلال الاتصالات الأولوية فى الاجتماع إتضح انه من المبكر جدًا معرفة أي من تلك المشاريع سيتم تنفيذه على وجه التحديد .
لكن ما هو مؤكد ان القطاعات التى يمكن ان تشهد شراكات فرنسية سودانية لتطويرها هى على سبيل المثال لا الحصر : البنى التحتية ،الموانئ ، المطارات ، مشروع الجزيرة ، البذور الغذائية ، المناجم ، ومجالات الاتصال التقنية ، هذه القطاعات من الواضح انها يمكن أن تشهد شراكات فرنسية سودانية .

هناك بنك فرنسي أشار بالفعل إلى أنه مستعد للنظر في تطوير أنشطته اتجاه السودان.
———————————————————————-

5/ حسنًا ، يحضرنى سؤال مهم حول البنوك و ما مدى جاهزية البنوك الفرنسية لتفعيل تبادلات بنكية مع السودان، و ان وجدت ما هى تلك البنوك؟
بما انه تم رفع العقوبات عن السودان، و هذا ما أكده مدير الخزانة الأمريكية بوضوح ،إذن فلا شيء يمنع ان تنشأ بنوك أجنبية فى السودان، و ليس هناك ما يمنع قيام بنك فرنسي في السودان، و ليس هناك ما يمنع دعم دعم للمستثمرين، ولا حتى ما يمنع تعاون مع السودانيين، و يمكن تطبيق ذلك في كل من قطاعات الاستثمار فى السودان، والقطاع المساند للحكومة السودانية فيما يتعلق بالدين السوداني، و كان ذلك واضحاً خلال منتديات الأعمال ، وقد أشار بنك فرنسي بالفعل إلى أنه مستعد للنظر في تطوير أنشطته اتجاه السودان.

وكالة التنمية الفرنسية اختيرت لتنفيذ مشروع هام تبلغ قيمته نحو عشرة ملايين يورو يخص مشاريع تنموية في السودان .
————————————————————————

6/مواصلةً لحديثنا عن الشراكات و الاستثمارات، مما لا شك فيه ان اى أستثمار يحتاج لضمانات، ما هى الضمانات التى ستمنحها الحكومة الفرنسية لمستثمريها فى السودان؟
فى الوقت الحاضر تخضع أنظمة الضمان للآلية الخاصة، و بالتأكيد عندما يتم تحديد المشاريع بصورة واضحة عندها يتم تحديد الضمانات المناسبة لإستخدامها، كذلك التحضير الذي يمكن أن يصاحب عددًا معينًا من المشاريع، و هنا أفكر بشكل خاص في مبادرات ومشاريع وكالة التنمية الفرنسية من حيث :
مجال تربية الماشية ، الأمور البيطرية ، ومكافحة بعض الأمراض ، و مكافحة بعض مسببات الإضرار المنعكسة على الإنسان و الحيوان مثل الأفلاتوكسين
‏ "Aflatoxin" ، حيث ان هناك برامج تم تطويرها لذلك.

و من القطاعات الأكثر حيوية و إيجابية بالنسبة لفرنسا ،الصمغ العربى، حيث تعد فرنسا المستورد الأول في أوروبا للصمغ العربى ، و الصمغ العربى هو المشروع الذي يعمل بشكل أفضل لدى الشركة الفرنسية، وبالتالي احتمالات الشراكات كبيرة مع السودان في هذه المجالات ، ولا سيما وكالة التنمية الفرنسية التي اختيرت لتنفيذ مشروع هام تبلغ قيمته نحو عشرة ملايين يورو يخص مشاريع تنموية في السودان مثل الصمغ العربى ...إلخ.

ما يحدث في السودان في الوقت الحالي مهم بالنسبة للعالم بأجمعه، السودان كان مثالًا للانتقال الديمقراطي في ظروف معقدة للغاية.
————————————————————————

7/ حسنًا لقد أجبت على جميع أسئلتنا نشكركم على ذلك، هل تود إضافةً شئ؟
‎أعتقد أن ما يحدث في السودان في الوقت الحالي مهم بالنسبة للعالم بأجمعه، السودان كان مثالًا للانتقال الديمقراطي في ظروف معقدة للغاية ، خاصةً بالنسبة للشعب السوداني.
‎لقد عشت 3 سنوات في الخرطوم ،و أذهب و أعود بانتظام، وأرى أن الظروف المعيشية للسكان لا تزال صعبة للغاية ، فالبلد فى وضع صعب اليوم، لكننا نثق في قادتها، و فى شعبها لتخطى هذه الصعاب، وأعتقد أن وعود الحرية والسلام و العدالة ، لن تتحقق الآن و لكن سرعان ما تتحول إلى حقائق ملموسة ،يتمتع و يستفيد منها جميع السودانيات و السودانيين

‎السودان سابقًا كان يعانى بسبب ممارسات مرتبطة بالنظام الاستبدادي من نزاعات، جرائم
——————————————————————
8/اعذرني على طرح سؤال أخير ، فى معرض حديثكم ذكرتم انكم عشتم ثلاثة سنوات فى السودان، هل لك أن تصف لنا إنطباعكم عن السودان بلدًا و شعبًا؟

عند زيارتى للسودان كنت بكل سعادة متفاجئ، و لكن كذلك للاسف فى السابق كان السودان يعانى بسبب ممارسات مرتبطة بالنظام الاستبدادي الذي كان موجودًا من قبل، النزاعات ، وجميع الجرائم ، كل هذه الفظائع التي ارتكبت كانت مخبأة ليس فى دارفور فقط ، ولكن في مناطق أخرى من السودان مثل كردفان والنيل الأزرق والشرق.
وحتى الخرطوم عندما يفكر المرء في القمع العنيف فى 2013 الذي قتل فيه حوالى 250 شخصًا .

و لكن على الرغم من ذلك فقد وجدت بلدًا ذو ثقافة غنية للغاية ، تمكنت من الذهاب ليس فقط لزيارة أهرامات مروي ونبته ، ولكن حتى الحفريات التى تظهر أنه قبل 2500 عامًا كانت هناك مملكة قوية في السودان .
بالإضافة للحضارة ، تعرفت على التربية و التنشئة السودانية، على الموروث الثقافي و الشعبى،و على كرم الضيافة السودانية، و أود ان أشكرهم على تلك اللحظات الجميلة التي قضيتها فى السودان برغم صعوبة الظرف آنذاك.


Abir Elmugamar
22/05/2021
Paris








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا


.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا




.. -سنعود لبنائها-.. طبيبان أردنيان متطوعان يودعان شمال غزة


.. احتجاجات شبابية تجبر الحكومة الكينية على التراجع عن زيادات ض




.. مراسلة الجزيرة: تكتم إسرائيلي بشأن 4 حوادث أمنية صعبة بحي تل