الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنتهي الدكتاتورية بموت الدكتاتور

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


ليس الأمر كما نتوقع ، فسقوط الدكتاتورية ، أو الدكتاتور لن يلغي حقيقة أنّه سوف يحكم من خلال سلالته لعقود طويلة ، وربما أكثر مما نتوقّع ، فقد يصبح ولياً تقدّسه طائفة معينة ، و يعتبرونه حيّاً ، يقدّمون له النّذور ، وتصبح مؤسسته عالمية ، وها نحن نرى آلاف الأماكن المقدّسة التي نحجّ لها أحياناً من خلال بيئتنا الاجتماعية ، ولا نعرف حقيقة صاحبها ، بل إنّه في الذاكرة الجمعية يمثل قضية حق قتل من أجلها مثلاً.
أورد الأمثلة هنا ، وهي ليس لها علاقة بالسياسة ، فلا زال بعض أنصار هتلر يقدسونه ، ولولا القوانين الصارمة لعادت أفكاره ، هي تعود بصيغ جديدة في الغرب ، وهذا نموذج لا يعنينا . ما يعنينا هو ما يجري في بلادنا ، فقد دُمّرت عائلة صدام حسين إلا بعض ماتبقى منها ، ولجأت ابنته رغد إلى الأردن حيث عاشت كالأميرات ، و أولادها يفعلون ما يفعله أولاد نجوم هوليود ، فابنتها عارضة أزياء" وكاتبة" ، هي أيضاً ألّفت كتاباً سوّقته المحطات العربية ، و إحدى زوجاته تعيش مع ابنها في السويد ، كتبت قصة حياتها ، وسوقتها حتى المواقع السويدية . هؤلاء ليسوا صفراً فلهم شركاتهم ، و لآولادهم امتيازات الأمراء ، وفي جيل مقبل سوف يصبح الكثير من اللاجئين يمتلكون الجنسية الغربية، لكنهم لن يمتلكوا المال ، فيعملوا في شركة ابنة رغد ، أو ابن صدام كعمال ، ويعيشون في الأماكن المهمشة .
لا نستطيع حصر الأمثلة فهي كثيرة ، فمثلاً شاه إيران لا زالت عائلته تحظى باحترام فئة شيعية ويتزوج أولاده من كبار القوم .
لو عدنا إلى الحالة السّورية ، و التي تتمنّع عن الحل ، لكنّني ومن خلال أصدقائي السابقين عرفت بعض الأمور عن الموقف الشّعبي من بشّار. ، فقد قالت لي إحداهن بأنّ أعمى أتى إلى بشار ، فمسح بيده على عينيه فأبصر ، كما أن إحداهن قالت لي : أنه روح افلاطون ، و المسيح، وعلي ، و الحسين . هذا ليس عبثاً فحتى لو قتل-على سبيل المثال-سوف يبقى يحمل ذلك السّر الإلهي ، وسوف يكون له مزار باسم بطولي يزوره الآلاف ، يقدمون النذور إليه، وسوف يكون لمن يتبقى من عائلته شأن مالي في الغرب ، يعمل الكثير من السوريين لديهم بمرتب الحد الأدنى للمعيشة، ويعيشون في الأماكن المهمّشة، وتزداد نزعتهم الدينية المتطرفة، ولا يندمجون في المجتمع.
عندما نتصدى ونحن نعيش في الغرب بشكل شخصي لمن يناصر الأسد مثلاً ، و نعتدي عليه جسدياً ، قد لا يكون الفرق كبيراً بيننا وبينه ، ولو اعتنينا بأنفسنا ، وعملنا على أن نكون فاعلين في المجتمع الجديد قد لا يضطرّ أولادنا إلى العمل في شركات سوف يملكها بعض هؤلاء. هناك حقيقة ثابتة، وهي أن المال يورّث ، وكذلك المعرفة، وكوننا لا نتمتلك المال ولا المعرفة علينا أن نسعى أن يمتلكها أولادنا و أحفادنا علّهم يغادرون فئة المهمشين، الموضوع ليس بسيطاً ، قد يحتاج إلى أجيال ، فالعالم كلّه ينحني أمام المال بغض النظر عن مصدره ، وهنا أشير إلى مجموعات ، بعضها يمتلك محطات فضائية ، أغلبها معارضة " غنيّة" عملت على تبييض الأموال لعشر سنوات مضت في أماكن مختلفة ، قوتها المالية جعلتها تتجاوز الحدود ، فمثلاً " المعارض السوري" غسان عبود استقبلته رئيسة وزراء أستراليا ، لأنّه مستثمر دسم ، وسوف يعمل البعض في شركات أولاده هناك، وقد يتشارك أحد أبنائه مع أحد أبناء الأسد على سبيل المثال بعد جيل ، أو جيلين .
أعتقد أنّه مادمنا قد لجأنا إلى الغرب علينا أن نكون جزءاً منه ، وفي نفس الوقت جزءاً من مجتمعنا الأصلي ، و أن نتخلى عن الوظيفة النّضالية ، فالعمل السياسي في الغرب لا قيمة له، و ربما لا يحترم المجتمع السياسيين ، لذا كان عمل الشرطة محايداً ، يقولون: " أتينا لنصلح ما أفسده السياسيون " . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح