الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض الإعتراضات علي حجة الضبط الدقيق والرد عليها.

أحمد عبدالعزيز

2021 / 5 / 23
الطب , والعلوم


حجة الضبط الدقيق هي حجة يقدمها المؤمن كحجة منطقية علي وجود خالق للكون والحجة باختصار هي أن قوانين وثوابت الكون الفيزيائية مثل مدي شدة القوي الكهرومغناطيسية أو مدي شدة القوي النووية القوية، مضبوطة بدقة كبيرة حتي تنشأ الحياة وبالتالي فلابد من وجود خالق ضبطها لنا حتي نظهر إلي الوجود لأنه أراد ذلك، مع ذلك فهناك الكثير من الإعتراضات التي تم تقديمها ضد حجة الضبط الدقيق من قبل فلاسفة وعلماء كونيات مثل عالم فيزياء الجسيمات الملحد Victor Stenger في كتابه مغالطة الضبط الدقيق: لماذا الكون ليس مصمم من أجلنا ومثل عالم الكونيات الملحد Sean Carroll في مناظرته الشهيرة مع اللاهوتي المسيحي William Lane Craig، هذه خمسة من أشهر الإعتراضات التي يقدمها أمثال هؤلاء لنفي وجود الضبط الدقيق أو كمحاولة منهم لتشويه الحجة أو إضعافها مع الرد عليها (الردود هنا مأخوذة بتصرف من كتاب عالم الفلك Luke Barnes: الكون المحظوظ نشر دار نشر جامعة كامبريدج Cambridge University Press).

- الإعتراض الأول يقولون في الرد علي اللاهوتيين: أنتم تزعمون دوماً أن الله مطلق القدرات، لم الله مجبر أن يضبط ثوابت وقوانين الكون حتي تنشأ حياة؟ لم لا يخلق كون بأي ثوابت وأي قوانين ثم يخلق حياة فيه بمعجزة علي سبيل المثال؟ هذا معناه أن إلهكم مجبور علي فعل أشياء معينة وأنه ليس قادراً علي كل شيء.

الرد: نعم طبعاً الله قادر علي خلق كون بأي ثوابت وأي قوانين وخلق حياة فيه بمعجزة لكنه خلق كون بثوابت وقوانين مضبوطة ثم خلق فيه حياة لأنه يريدك أن تعرف وجوده من خلقه، وليس لكونه مجبور علي ذلك، تخيل أنك ظهرت إلي الوجود فوجدت نفسك تعيش في كون فوضوي لا يتبع لا نظام ولا قوانين مضبوطة هل ستجد أي إشارات حولك أن خلف هذا الكون خالق؟ أم ستنظر فتجد الأشياء تتصرف بطريقة فوضوية غير–عقلانية من حولك مثلاً الأشعة الكونية القاتلة تضربك من كل مكان أو ترمي شيء من يدك فتجده يصعد للأعلي بدلاً من سقوطه أو تجد النجوم تنفجر كل ثانيتين أو الكواكب تتحرك في أي مسارات عشوائية وليس في مدارات محددة حول نجومها، فتستنتج من ذلك أنه لا وجود لخالق؟ من المؤكد ستستنتج أنه لا وجود لخالق لو ظهرت بمعجزة في كون فوضوي بأي ثوابت وأي قوانين، أما لما تجد نفسك في كون قابل للفهم يتبع قوانين ونظام محدد فسيكون ذلك إشارة علي وجود خالق من ما تراه من ضبط ونظام حولك [1]، وكون الكون قابل للفهم بالمناسبة هو أساس أي علم، أي عالم يجب أن يفترض مسبقاً أن الكون فيه نظام ويتبع قوانين محددة وأنه قابل للفهم حتي ينتج علماً كما يقول عالم الفيزياء الحاصل علي جائزة نوبل Charles Townes هنا [2] لو الكون يتصرف بطريقة فوضوية غير–قابلة للفهم لن يكون هناك أي علوم، وكما يقول عالم الفيزياء الحاصل علي نوبل في الفيزياء أيضاً Sheldon Glashow ”يجب أن يؤمن العالم أن الكون منطقي وقابل للفهم وإلا لن ينتج علماً“ [15].

- الإعتراض الثاني: يوجد مجموعة من الدراسات المنشورة في الدوريات الفيزيائية الأكاديمية مراجعة-الأقران والتي تزعم شيئين:

1– الثوابت الكونية التي نرصدها هي في الواقع ليست ثوابت كما يخيل إلينا، بل قيم هذه الثوابت معتمدة علي مكانك في الكون، يعني قيم الثوابت الكونية تتغير من مكان لمكان في الكون ويصادف أنك فقط تعيش في منطقة من مناطق الكون قيم هذه الثوابت فيها سمحت بظهور الحياة وعليه الكون ليس مضبوط لنشأة الحياة.

2– الضبط الدقيق مجرد وهم؛ يوجد حسابات نظرية قام بها علماء فيزياء وفلك مثل عالم الفلك Fred Adams وعالم الفيزياء Anthony Agurrie وعالم الفيزياء Victor Stenger تؤكد أنه حتي لو تغيرت بعض الثوابت الأساسية في الكون بدرجة كبيرة سيظل ظهور الحياة ممكناً.

الرد:

1– لا يوجد سوي ثابت كوني واحد فقط ركزت عليه الأبحاث التي تزعم أن الثوابت الكونية تتغير حسب مكانك في الكون ألا وهو ثابت البنية الدقيق The Fine-Structure Constant وهو الثابت الذي يقيس شدة التفاعلات الكهرومغناطيسية في نظرية الإلكتروديناميكا الكمية Quantum Electrodynamics (النظرية التي تصف تفاعلات الجسيمات المشحونة كالإلكترونات والبوزيترونات مع الفوتونات) ونعم في الواقع توجد دراسات منشورة في مجلات مراجعة-الأقران تزعم أن قيمة هذا الثابت معتمدة علي مكانك في الكون وليست ثابتة في كل مكان من الكون، ولكن في الواقع لا يوجد أي دليل قوي علي أن قيم هذه الثوابت متغيرة بحسب مكانك في الكون، لأن القياسات الفلكية بشكل عام لقيم هذه الثوابت لا تعطي أبدأ نتائج نهائية حاسمة، يوجد العديد من القيود Constraints علي عمليات الرصد الفلكي، وعملية الرصد معتمدة علي مدي حساسية وكفاءة الأجهزة التي تستخدمها، فقد يستخدم فلكي جهاز يشي له بالخطأ أن قيمة هذا الثابت متغيرة وهي في الواقع ثابتة، وقد تتداخل عوامل أخري أثناء عملية القياس فتحصل علي نتائج خاطئة، لذلك كما أن هناك قياسات لعلماء فلك تزعم أن قيمة هذا الثابت متغيرة، بالمثل يوجد العديد من القياسات لعلماء فلك آخرين تؤكد أن قيمة هذا الثابت ثابتة [3]،[4]،[5]،[6] بل وأحدث قياسات حتي الآن بتاريخ 2020 لقيمة هذا الثابت تؤكد علي أنه ثابت فعلاً ولا يتغير حتي عند الطاقات العالية بجوار الثقوب السوداء [7].

2– كشفت مراجعة لأكثر من 200 دراسة أكاديمية منشورة في دوريات الفيزياء بخصوص موضوع الضبط الدقيق للثوابت الكونية قام بها عالم الفلك الأسترالي Luke Barnes أن الغالبية العظمي من هذه الدراسات تؤكد علي أنه ”أي تغيرات أكبر من الطفيفة بقليل في قيم معظم الثوابت الكونية أو في الشروط الإبتدائية التي بدأ بها الكون ستؤدي إلي إنعدام وجود الحياة - المدي المسموح لتغير قيم هذه الثوابت بحيث تسمح بظهور الحياة ضئيل جداً“ من قاموا بهذه الدراسات التي راجعها ليسوا علماء لاهوت بل كبار علماء الفيزياء والكونيات مثل Martin Rees (رئيس المجتمع الملكي البريطاني أعرق وأكبر منظمة علمية غربية)، George Ellis (واحد من أكبر علماء الكونيات في عصرنا)، Stephen Hawking (فيزيائي كبير أيضاً وملحد بالمناسبة)، Frank Wilczek (نوبل في الفيزياء لمساهماته في نظرية الكروموديناميكا الكمية Quantum Chromodynamics)، Alexander Vilenkin (واحد من كبار علماء الكونيات أيضاً) Bernard Carr و Frank Tipler و Alan Guth و Leonard Susskind و Max Tegmark و John Barrow و John Wheeler و Paul Davies والقائمة تطول كل هؤلاء العلماء بالرغم من أن بعضهم لا يحب تفسير الضبط الدقيق بوجود خالق أو مصمم إلا أنهم جميعاً معترفين بحقيقة أن تغير الثوابت بدرجة أكبر من الطفيفة بقليل لن يسمح بذلك بظهور الحياة [8] لا يوجد سوي قلة من أمثال Victor Stenger و Fred Adams يزعمون العكس أنه حتي لو تغيرت قيم الثوابت بدرجة كبيرة الحياة ستنشأ، لكن في الواقع دراساتهم التي يزعمون فيها ذلك مليئة بالمغالطات المنطقية، أعطيكم مثال حتي يكون كلامي بدليل؛ فيكتور شتينجر مثلاً يتهم جهلاً العلماء في كتابه المذكور بالأعلي قائلاً: العلماء المناصرين للضبط الدقيق يقومون بخدعة فهم أثناء الحسابات يغيرون قيمة ثابت واحد فقط من ضمن الثوابت مع الإبقاء علي قيم الثوابت الأخري كما هي ثم يزعمون بعد ذلك أن قيمة هذا الثابت مضبوطة بدقة حتي تنشأ الحياة، أما لو غيروا قيم أكثر من ثابت أثناء إجراء الحسابات فسيكتشفون أنه هذه الثوابت عندما تتغير مع بعضها البعض بدرجة كبيرة ستظل تسمح بظهور الحياة لا تغير قيمة كتلة الكوارك العلوي مثلاً مع تثبيت قيمة كتلة كل من الكوارك السفلي وثابت الترابط الذي يحسب شدة التفاعلات النووية ثم تزعم أن قيمة كتلة الكوارك العلوي مضبوطة بحيث أي تغير صغير فيها لن يسمح بظهور الحياة، بل غير كتلة الكوارك العلوي والكوارك السفلي وثابت الترابط معاً وستجد أنه حتي تغيرات كبيرة في قيمهم ستسمح بظهور الحياة.

الرد: ما قاله بالأعلي دليل علي أنه إما جاهل بحجج الضبط الدقيق أو أنه مدلس لأن معظم حجج الضبط الدقيق يتم فيها تغيير قيمة أكثر من ثابت في نفس الوقت ويتم الإيجاد أنه أي تغيرات صغيرة في قيمة أياً منهم لن تسمح بنشوء حياة وهذا ما وضحه Luke Barnes في ورقته الأكاديمية [8] قوله ”تغيير قيمة أكثر من ثابت في نفس الوقت بدرجة كبيرة سيسمح بظهور الحياة“ مجرد خرافة وإليكم مثال توضيحي من دراسة مدرجة في ورقة Luke Barnes وتجدونها مباشرة في المصادر بالأسفل [9] تحت عنوان Anthropic tuning of the weak scale and of mu/md in two-Higgs-doublet models (إفتح صفحة 9 من هذه الدراسة لأن الكلام الذي سأقوله الآن معتمد علي رؤيتك للرسم البياني الموجود فيها): علي المحور الرأسي ستجد قيم مختلفة لواحد من الثوابت الأساسية في الكون (كتلة الكوارك السفلي) والتي تعبر عن التغيرات الممكنة لكتلة الكوارك السفلي وعلي المحور الأفقي ستجد قيم مختلفة لواحد من الثوابت الأساسية الأخري في الكون (كتلة الكوارك العلوي) والتي تعبر عن التغيرات الممكنة لكتلة الكوارك العلوي، ستجد مجموعة من المنحنيات وستجد منطقة خضراء ناتجة من تقاطع هذه المنحنيات مع بعضها وستجد نقطة في منتصف هذه المنطقة الخضراء تقريباً (هذه النقطة هي ما تعبر عن قيمة كتلة كل من الكوارك العلوي والسفلي المرصودة في عالمنا أي أن قيم كتلة كل من الكوارك العلوي والسفلي في عالمنا تسمح بظهور الحياة)، الآن أي نقطة تقع خارج هذه المنطقة الخضراء تعبر عن تغير في قيمة كتلة كل من الكوارك السفلي والعلوي معاً عن القيم المرصودة لكتلتهما في عالمنا بمقدار معين، لو كانت كتلة كل من الكوارك العلوي والسفلي عندي أي نقطة من النقاط التي تقع خارج المنطقة الخضراء مستحيل أن تنشأ حياة، فهذه دراسة غيرت قيمة أكثر من ثابت في نفس الوقت (كتلة الكوارك العلوي والسفلي معاً) ووجدت أن المدي المسموح لتغير كتلتهما معاً بحيث يسمح هذا التغير بظهور حياة ضئيل جداً (محصور في المنطقة الخضراء فقط في الرسم البياني) فلا يوجد أساس لإدعاء أنه لما تغير قيمة أكثر من ثابت في نفس الوقت فستجد أن المدي الذي سيسمح بظهور الحياة كبير.

– الإعتراض الثالث: لا تملون أيها المؤمنين من إستخدام مغالطة الإحتكام للجهل وإله الفراغات كل شيء لم يفسره العلم تتخذونه دليل علي وجود الله؟ العلم سيجد تفسير طبيعي لسؤال لم الثوابت تأخذ قيماً تسمح بظهور الحياة.

الرد:

يظهر في معادلات الفيزياء التي نعرفها حتي الآن (معادلات النموذج القياسي الفيزياء الجسميات) ما يسمي بالباراميترات الحرة Free Parameters مثل ثوابت ترابط يوكاوا Yukawa coupling constants (الثوابت التي تحدد قيم كتل الكواركات، والإلكترونات وجسيمات النيوترينو) أو كتلة بوزون هيغز Higgs mass (البوزون الذي يكسب الجسميات الأساسية في الكون كالكواركات كتلتها) أو ثابت البنية الدقيق الذي تكلمنا عنه بالأعلي، هذه الثوابت التي تستند عليها حجة الضبط الدقيق، ولم يجد العلم تفسير حتي الآن لم هذه الثوابت تأخذ القيم التي نرصدها في عالمنا والتي سمحت بظهور الحياة، كل علماء الفيزياء تقريباً منتظرين إكتشاف قوانين أعمق من قوانين النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات لتفسر لنا لم هذه الثوابت تأخذ هذه القيم، بفرض تم التوصل لقانون واحد أساسي (نظرية كل شيء كما يحب الفيزيائيون تسميتها) فسر لنا لم الثوابت تأخذ هذه القيم هل هذا يؤثر علي حجتنا في شيء؟ لا طبعاً مجرد نقل المعضلة مستوي للوراء فقط بدلاً من أن أقول لك لم الثوابت التي نرصدها الآن مضبوطة لظهور الحياة ولا تأخذ بلايين القيم الأخري التي تؤدي بالضرورة لعدم وجود حياة؟ سيكون لم هذا القانون الأساسي بالتحديد الذي تفرعت منه ثوابت وقوانين أخري سمحت بظهور الحياة، فيوجد بلايين الإحتمالات الأخري التي يمكن أن يكون عليها هذا القانون الأساسي والتي لا تسمح بظهور حياة، فنحن نقارن بين الإيمان والفلسفة الطبيعانية Naturalism التي تقول أن لا وجود سوي للعالم الطبيعي فقط بقوانين الإحتمالات، إحتمالات ظهور كون ككوننا هذا تحت إفتراضات الفلسفة الطبيعانية ضئيلة جداً لم تختار الطبيعة التي لا عقل لها القانون الأساسي الذي يسمح بظهور الحياة وتترك بلايين الإحتمالات الأخري التي يمكن أن يكون عليها هذا القانون والتي لا تسمح بدورها بظهور حياة؟ أما تحت إفتراضات الإيمان (وجود خالق له عقل مريد) فالإحتمالية أكبر بكثير وعليه الإيمان أكثر منطقية من الطبيعانية [1]،[10] لا يوجد إحتكام للجهل هنا Appeal To Ignorance هذا إحتكام لأفضل تفسير يفسر ما نراه Inference To The Best Explanation، الحجة هدفها توضيح تفوق الإيمان علي الطبيعانية بالإحتمالات ولا تقول لك توقف عن البحث عن قوانين أعمق.

- الإعتراض الرابع: يوجد نظريات يتبناها كثير من علماء الفيزياء مثل نظرية التضخم الكوني الأبدي Eternal Inflation أو نظرية الأوتار String Theory وهذه النظريات تتنبأ بوجود الأكوان المتعددة - يوجد عدد لانهائي من الأكوان وبالصدفة كوننا ظهرت فيه الثوابت والقوانين التي سمحت بظهور الحياة.

الرد: لا نظرية التضخم الكوني الأبدي عليها دليل تجريبي مباشر ولا نظرية الأوتار عليها دليل تجريبي أيضاً وهذه النظريات مليئة بالمشاكل الرياضية النظرية والمنطقية [11]،[12]،[13] لا يوجد أي نظريات علمية مؤكدة تتنبأ أو تلزم بوجود أكوان متعددة، وحتي لو إفترضنا أن الأكوان المتعددة حقيقة علمية، حتي الأكوان المتعددة لا تنفي الضبط الدقيق مجرد هي الأخري تنقل المعضلة للوراء خطوة فقط وهذا ما يقوله عالم الفيزياء Paul Davies في ورقة أكاديمية ”الأكوان المتعددة لا تحل في الواقع معضلة الضبط الدقيق بدلاً من أن تحتاج ضبط دقيق لثوابت وقوانين كوننا حتي تنتج حياة، أصبحت تحتاج ضبط للقوانين والثوابت التي تحكم الآلية التي تتولد بها الأكوان المتعددة“ [14] الأمر مثل آلة خبر كبيرة تصنع عدد لانهائي من الأرغفة كي تنتج الآله أي أرغفه يجب أن يتم ضبطها هي نفسها أولاً (ضبط كمية الماء، القمح، الخميرة التي تدخل لها، درجة الحرارة) وإلا لن تنتج أي أرغفة كما يقول الفيلسوف Robin Collins في ورقته [10] التي رد فيها أيضاً علي كل الإعتراضات تقريباً علي حجة الضبط الدقيق.

– الإعتراض الخامس والأخير هنا: لإثبات الضبط الدقيق للكون من أجل الحياة، نحتاج إلى حساب إحتمالية ظهور كل نوع من أنواع الحياة، ماذا حول أشكال الحياة التي لم نفكر فيها؟ على سبيل المثال ما قلته هو إثبات علي ضبط الكون للحياة الكربونية (المعتمدة علي ذرات الكوبون فقط)، لكن ماذا عن الحياة القائمة على السيليكون؟ ماذا عن الحياة القائمة على المواد الكيميائية الأخرى؟؟ ما الذي يمنع من ظهور أي انواع أخري من أنواع الحياة لا نعرفها مع تغير هذه الثوابت؟

الرد: معظم حجج الضبط الدقيق ليست عن إحتمالية تكون الحياة الكربونية وحسب بل هي عن إحتمالية ظهور أي شيء علي الإطلاق كمثال الثابت الكوني (طاقة الفراغ/الفضاء الفارغ) لو قيمة هذا الثابت زادت قليلاً فقط لن يكون هناك أي بنيات معقدة في الكون مثل النجوم بأنواعها المختلفة التي تقوم بخلق الذرات المعقدة لن يكون هناك لا حديد ولا نيكل ولا سيليكون ولا نيتروجين ولا أي ذرات تصنع أي نوع من أنواع الحياة من الأساس، يوجد ثوابت أخري كثيرة هكذا مثل ثابت البنية الدقيق وثابت ترابط القوي النووية القوية الذي يحسب شدة التفاعلات النووية القوية أي تغير في قيمهم سيتسبب في عدم وجود أي مادة تصنع أي حياة [16].

هناك تكملة للمقال فيما بعد، فيها الرد علي بقية الإعتراضات الشهيرة حتي لا يطول هذا، لكن من أراد أن يعرف الردود (المصدر رقم [16] هو فصل مأخوذ من كتاب Luke Barnes المذكور بالأعلي كتاب ”الكون المحظوظ“، هذا الفصل فيه رد علي كل الإعتراضات علي حجة الضبط الدقيق (15 رد علي 15 إعتراض مثل القول أن الحياة ليست شيء خاص كي تفترض أن الكون مخلوق لأجلها لم لا تقول أن الثوابت الكونية مثلاً مضبوطة ضبطاً دقيقاً حتي تنشأ الثقوب السوداء؟ لم الحياة تحديداً؟ ومثل القول أنه لا يوجد كون آخر نقارن به كوننا كي نؤكد بالتجربة أن كوننا مضبوط ضبطاً دقيقاً وغيرها من الإعتراضات التي تبدو وكأنها منطقية إلا أنها في الواقع فاشلة في تفنيد الحجة، ويجب أن تتقن الإنجليزية لأن الفصل مكتوب بالإنجليزية).

المصادر :

[1] https://quod.lib.umich.edu/e/ergo/12405314.0006.042/--reasonable-little-question-a-formulation-of-the-fine-tuning?rgn=main-view=fulltext
[2] https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/j.1467-9744.1966.tb00464.x
[3] https://www.aps.org/publications/apsnews/200506/deep2.cfm
[4] https://www.eso.org/public/news/eso0407/
[5] https://journals.aps.org/prl/abstract/10.1103/PhysRevLett.92.121302
[6] https://www.aanda.org/articles/aa/abs/2006/19/aa4584-05/aa4584-05.html
[7] https://www.sciencenews.org/article/fine-structure-constant-remains-same-even-near-black-hole
[8] https://www.cambridge.org/core/journals/publications-of-the-astronomical-society-of-australia/article/finetuning-of-the-universe-for-intelligent-life/222321D5D4B5A4D68A3A97BBE46AEE45
[9] https://journals.aps.org/prd/abstract/10.1103/PhysRevD.76.045002
[10] https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1002/9781444308334.ch4
[11] https://collaborate.princeton.edu/en/publications/inflationary-schism
[12] https://bit.ly/3hNUOPw
[13] The Trouble With Physics: The Rise of String Theory, The Fall of a Science, and What Comes Next, Lee Smolin & Fashion, Faith, and Fantasy in the New Physics of the Universe, Roger Penrose
[14] https://www.worldscientific.com/doi/abs/10.1142/S021773230401357X
[15] https://physicstoday.scitation.org/doi/full/10.1063/1.1404868
[16] https://www.cambridge.org/core/books/fortunate-universe/dozen-or-so-reactions-to-finetuning/C47D25B6A398531891B3C0D16BAD85B7
[16] تحميل مجاني للفصل هنا إن لم تتمكن من فتحه من الرابط بالأعلي
https://sci-hub.se/https://doi.org/10.1017/CBO9781316661413.009

رابط كتاب الكون المحظوظ كاملاً من دار نشر جامعة كامبريدج:
https://www.cambridge.org/eg/academic/subjects/physics/history-philosophy-and-foundations-physics/fortunate-universe-life-finely-tuned-cosmos?format=HB








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا عن السنوات الطويلة الاخرى
ايدن حسين ( 2021 / 5 / 23 - 23:32 )
جدلا دعنا نقول ان الضبط الدقيق هو صحيح مائة بالمائة
لكن .. البشرية توصلت الى هذا الامر خلال السنوات القليلة الماضية
فهل الضبط الدقيق حجة علينا لنؤمن بوجود خالق للكون .. و ليس هناك اي حجة على البشر الذين عاشوا قبل اكتشاف الثوابت الكونية و الكواركات و الخ
و هل هناك ما يجبرنا على التصديق بوجود الثوابت الكونية
ماذا لو لم نصدق بوجود الثوابت الكونية
و احترامي
..


2 - الاه ضابط الكل موجود حتما ومختلف على كينونته
مروان ابن سعيد ( 2021 / 5 / 24 - 09:55 )
تحية للاستاذ احمد عبد العزيز وتحيتي للاستاذ ايدن حسين
وحسب العلماء كانت الارض هكذا مثل ما وصفها تكوين 1
2 وكانت الارض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه. 3 وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور. 4 وراى الله النور انه حسن.
طبعا النور هو الذي صدر عن الانفجار الكبير او عن صناعة الكون من الاشيئ
اوجد كل شيئ ومن هذه اللحظة وضع لها قوانينها وعناصرها وبدئت تعمل اوتوماتيكيا بدون اي تدخل ولكن مسيطر عليها ومراقبة من الصانع العظيم
نعم الضبط الدقيق هي ليست وحدها اثبات لوجود صانع بل واحدة من اشياء كثيرة وهي
السرعة والتسارع الجازبية الالابعاد والكثافات والاحجام ودقة المسير في المجرة وكل هذه مضبوطة وكانها ساعة كونية ولديها كفالة مليارات السنين
واجمل ما قاله العلماء عن الله هو في هذا الرابط العلمي من بروفيسور روسي في الدقيقة 22
https://www.youtube.com/watch?v=_ha7N4K2zgc&t=1418s
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. اياد نصار وسلوى عثمان ودينا فؤاد وكارولين عزمي وزيرة التضامن


.. النائب أيمن محسب : هناك أدوية رئيسية لأمراض مزمنة مايقدرش ال




.. كارين جان بيير ترد على سؤال حول مدى خطورة إنفلونزا الطيور ال


.. هل تستعد فرنسا للاعتراف بمغربية الصحراء الغربية؟ • فرانس 24




.. صورة معدلة لمجلة تايم تنتشر على الإنترنت بعد مقابلة مع ترامب