الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الرئاسيّة السورية.. صوت العقل

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2021 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يتميّز الاستحقاق الرئاسيّ القادم عن غيره من الاستحقاقات بكونه مرادًا مصيريًّا للشعب السوريّ، حيث يأتي تحقّقه في هذه المرحلة التاريخيّة بالذات، كضرورة مرتبطة بوجود الدولة السوريّة ككل، وسيكون بالتالي تعبيرًا عن الإيمان بتثبيت كينونتها الجيوسياسيّة الصلدة، التي عصفت بها لعشرات السنين رياح السموم الغادرة، من قبل زبانية الاسلام السياسيّ، وضربتها هبوب المؤمرات- المُستمرّة حتّى الآن- من قبل هذا القريب وذاك البعيدـ
في اعتقادي، أنّ فعل الانتخاب لمنصب الرئيس سيتضمّن هذه المرّة- و ربّما لأوّل مرّة في تاريخ سورية الحديث- انتخابًا عامًّا شاملاً على وحدة أراضي الدولة السورية، و سيكون انتخابًا بيّنًا وإعلانًا صريحًا، ليس على منصب مقام الرئاسة فحسب، بل بيانًا عالميًّا على أنّ الشعب السوريّ الأبيّ، الذي قدّم قوافل الشهداء من مدنيّين وعسكريّين من كلّ أطيافه وشُعَبه، قد وعى جيدًا، بأنّ معركته الشرسة ضدّ الإرهاب الظلاميّ، كانت ومازالت هي معركة وجود، وهي معركة تدور رحاها في حقيقة الأمر، حول وحدة تراب الوطن و بقاء عقده الاجتماعيّ، والعمل على تحرير واسترجاع كلّ ثرواته الطبيعيّة والبشريّة، وبأنّها معركة حاسمة لا هوادة فيها إلى أن يتمّ في اليوم القريب ذاك النصر النسبي المؤزّر والمنشود.
إنّ معركة الاستحقاق الرئاسيّ لا تقلّ في تقديري عن باقي المعارك التي يخوضها الوطن حاليًّا على باقي الجبهات كافّة.. بما فيها معركة الإصلاح وتحديث المجتمع..
ولهذا فإنّ صوت العقل يقتضي منّا جميعًا، أنْ نُشارك بكثافة في هذا الاستحقاق الهامّ جدًّا، وأن نشهر للعالم أجمع، أنّ وطننا الغالي سورية، لا بدّ أن يكون له مكان أزليّ تحت شمس المجد، وبأنّ دولتنا السورية، التي هي المنجز العقليّ الأسمى للسوريّين الشرفاء، من الأجداد والأحفاد، لن تكون أبدًا، كيانات ممزّقة، أو أرضًا مستباحة، أو ثروات منهوبة، من قبل شذّاذ الآفاق وقوى الارتزاق من كلّ حدب وصوب.
كما وحريٌّ بنا أن نذكر أيضًا، بأنّ تحقيق هذا الاستحقاق وإنجاحه ، سيكون له حتماً ثمار كثيرة ، يمكن للفهم السياسي الحصيف أن يتلمّس جوانبها ببساطة:
- حيث يُمكّن الانتخاب أولي الأمر الأكفاء ويشدُّ من عضد القيادة، في التأكيد للعالم أجمع، أنّ معركة سورية ضد الإرهاب قد حُسمت وأنّ دماء الشهداء الطاهرة قد انتصرت حقًا .
- بالإضافة إلى أنّ ممارسة المواطن لحقّه الانتخابيّ هي خطوة أساسيّة وإصلاحيّة هامّة على الطريق الصحيح، نحو بناء ثقافة الانتخاب لديه ،
وبالتالي تعزيز سلوك الاختيار للمواطن السوريّ الأنسب والأفضل لقيادة الوطن والدولة.
- ولذلك، الانتخاب هو بمثابة إعلان من قبل المواطن على أنّه يريد أن يبني حقًّا وطنًا مدنيًّا حديثًا ومتقدّمًّا يضمّ الجميع.
- بمعنى آخر:
الانتخاب الآن هو إشارة نصر حقيقيّة يرفعها المواطن السوريّ ، وكذلك هو سلوك مدنيّ حضاريّ يجب أن نتعلمه ، لأنه يقدّمنا للعالم أجمع، بأنصع صورة وأبهى مظهر.
لهذا كله :
- علينا أن ننتخب رغم كل الصعاب التي تحدق في عيشنا ومعاشنا.
- علينا أن ننتخب لأنّ فعل الانتخاب- بحدّ ذاته ودون النظر إلى نتائجه- هو خطوة صحيحة وضروريّة بل وهامّة جدًّا نحو بناء الوطن الحديث والمجتمع الآمن المستقرّ الذي نحلم و نريد .
- علينا أن ننتخب لكي نقول للعالم أنّنا لم ننكسر، وأنّنا أبناء حضارة الأبجديّة الأولى، وأبجدية الانتصار الحقّ في أعتى حرب ضدّ الإرهاب العالميّ.
- علينا أن ننتخب كي نعلّم أبناءنا تربية الاختيار، ونكرّس في نفوس ناشئتنا سلوك الوعي في كيفيّة بناء قيادات الوطن التي تسير به إلى الازدهار والعلياء والفخار.
- علينا أن ننتخب جميعًا كي تبقى سورية إلى الأبد عزيزة وشامخة.
- لنقول بأننا رغم كل الخطوب والمحن نحن مفعمون بالأمل وعازمون حقاً على إنجاز العمل.
*كاتب ومفكّر سوريّ مقيم في هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح