الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقليم كردستان حلقة وصل بين الكومبرادورية وبين وحشية المنظومة الإمبريالية للرأسمالية !

صابر محمد

2021 / 5 / 24
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


على أعقاب حادثة حرق شاب نفسه أمام مقر الأمم المتحدة و كاميرات الإعلاميين للمنظومة الكومبرادورية ( COMPRADOR) في الإقليم الكردي وهنا يتجلى البحث عن مكامن الفساد و الاضطهاد الطبقيين اللذان يجريان على قدم وساق في العراق و الاقليم الكردي خاصة و المرتبط أساسا بالمنظومة الرأسمالية العالمية .
دعونا نخرج قليلا من هذه الغابة و المستنقع النتن حتى نتمكن رؤية هذه الغابة بكل تفاصيلها و حجمها والتي تعرف بإقليم كردستان المعروف بقتل النساء و تقديس شرف الرجال و البطريركية الرجولية و العائلية الموجودة هناك والتي تنهل ثقافتها من تراث القرون الوسطى و المنظومة العشائرية الرجعية والبالية و كذلك الدينية و القومية المتهرئة وآلتي تعيق التقدم و العدالة و التمدن و المساواة او بالأحرى الحرية بشكل خاص.

و لسوف نرى من بعيد ماهو هذا الحضيض و هذه الحلقة من الحلقات السيئة الصيت المرتبطة بمنظومة الإمبريالية العالمية و من الجدير بالذكر ان هذا الإقليم الذي أنشئ بعد أعقاب الاحتلال الأمريكية و تنصيب عملائهم المحليين هناك في العراق والمنطقة كحكام وسلطات رجعية والتي لا تقاس مدى رجعيتها باية دولة رجعية أخرى في العالم ، وهذا هو الواقع الذي تتداوله الأخبار العامة المحلية والدولية عن ما يجري في العراق والاقليم من قتل وارهاب وسبي النساء وقتلهن و إفشاء الدعارة و المواد المخدرة و التعدي على الاطفال والنساء و ذوي الحاجة الخاصة و الأقليات الجنسية وغيرها من قتل وإرهاب الناشطين و اختطافهم من قبل الميليشيات الدينية والقومية الممولة والمدعومة من دول الجوار و ايران وغيرها من الدول الأخرى.
" الفساد" كلمة مضللة يسعى من خلالها الإعلام البرجوازي الى إخفاء السراق والمجرمين الكبار و سلطتهم الغاشمة هناك ان كان في بغداد او في أربيل ، ولكن اذا أخذنا بالحسبان هذه التسمية و هذا المصطلح الذي يسمى ب( الفساد) في الإعلام العالمي فان العراق على لائحة الدول المليئة بالفساد و الإرهاب بشكل عام .

وان الأزمات الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والسياسية والأمنية تضع ثقلها على كاهل الطبقات العاملة والمضطهدة الفقيرة ، ومنها البطالة و قطع الرواتب و عدم دفعها في أوقاته المطلوبة ، وغلاء السعار ، وتدني قيمة العملة العراقية ،. والمتاجرة بأرواح وأجساد البشر و الاطفال و النساء والشبات في شبكات من المؤسسات القمعية المخفية و التي تسيطر عليها و تدار من قبل افراد معينين لهم السلطة و الإمكانية المالية و الأمنية على القيام بإفساد الروح الانسانية المرتبطة بجوهر ماهية الإنسان و ذلك من خلال تفشي الثقافات الرأسمالية لجعل المرأة والأطفال والشابات فقط سلعة تجارية يتم التعامل بهما كما يشاؤون.

انها بأختصار جحيم الحياة الطبقية التي تعيشها هذه المجتمعات التي تقع تحت سيطرة الإمبريالية العالمية وسياساتها القمعية و الجيوبولتيكية .

ولكن وللتأكيد على ما يجري من دمار لا فقط للحياة المعيشية للطبقات العاملة والفقراء المضطهدين ، بل للدمار الذي يحصل في خنق كل الأفكار الثورية و في افساد الوعي الطبقي و الإنساني الصحيح و فرض هيمنة الأحزاب القومية والدينية والليبرالية المعارضة و ميليشياتها الإسلامية المدججة بالسلاح والوسائل التجسسية الإلكترونية اللازمة الموجودة لديها ، و من ثم تحويل معظم الناس الى حالة "البطالة المقنعة" وتخصيص مرتب مالي شهري ان كان بالسر او في العلن وبشكل رسمي الى الأفراد و الأرامل و المحتاجين و العاطلين عن العمل في صفوف الطبقات العاملة و جميع الفقراء المضطهدين عربا وكردا وغيرها من القوميات و الأديان الأخرى وكذلك بمنحهم و تعيينهم في الاجهزة الامنية و المخابراتية الوظائف الخدمية و الحراسة و إبعادهم من صفوف الجماهير المعترضة ومن ذويهم وأهلهم و جعلهم أناسا يتجسسون و يعملون لصالح بقاء هذا النظام البرجوازي المغرق بالطمع والجشع والأنانية .

وبالتالي فان الرأسمالية قد جعلت من هذه الطبقات المسحوقة اناسا مغتربين ونعني ب ( الاغتراب) الفكري و الروحي التي تجعل منهم أفرادا يصبحون معادين لأنفسهم ولمصالحهم الطبقية ، ولذا نرى بإن ظاهرة إفشاء الديانات و الخرافات الى درجة انه انه قد أوصل المجتمع العراقي إلى أسوء حالاته الاجتماعية و السياسية و أوصله الى قعر الحضيض ، وكذلك الكثير من من التقاليد والمراسم الدينية القديمة و العشائرية التي تجعل من الانسان كائنا لا يعرف ما هي مصالحة الطبقية و أين تكمن إنسانيته.

و تسهيلا لتشخيص هذه الوضعية والحالة علينا ان نستند الى المناهج العلمية لتحليل المجتمع ، فهناك منهجين أساسيين للبحث والتقصي وهما "منهج الاستنباط " "ومنهج الاستقراء".
فوفقا لمنهج ( " الاستنباطية" DEDUCTIVE REASONIN اي التحليل بدءًا من العام الى الخاص ؛

وكذلك منهج " الاستقرائية “ INDUCTIVE REASONING ) التي تستند تحاليلها الى الدخول للقضية بدءًا من الخاص الى العام .

فانه إذا اخترنا المذهب الاستنباطي و هذا يعني بإنه عندما نحلل الوضعية الراهنة للمجتمع العراقي والكردي من العام الى الخاص ، او تحليل الاوضاع ضمن الإطار العام العراقي و الى الخاص فهذا المنهج للتحليل يعطينا نتائج خاطئة عن المجتمع العراقي لانه سوف يجعلنا نفكر فقط في إطار نفس المنظومة الرجعية الفاسدة في العراق والاقليم كشيء مجرد لا ربط له بالعالم الخارجي ؛

ولكن اذا قمنا بتحليل هذه الأوضاع المأساوية والبائسة و المتدهورة من جميع النواحي على أساس المنهج الاستقرائي فهذا يعني باننا سوف نضطر الى اخذ العراق آو الإقليم كحالة ( خاصة) ضمن الإطار العام للنظام الرأسمالي العالمي ، فان هذا المنهج سوف يوصلنا الى مكمن الأسباب او " مربط الفرس " كما يقال ؛
وهو ان هذه المنظومة الجارية الآن في الإقليم و العراق هو جزء لا يتجزء من تلك المنظومة العالمية للرأسمالية العالمية و بشاعتها و جشعها و أنانيتها الذاتية .

وإذا اخذنا بنظر الاعتبار الحالة الخاصة لحادثة حرق الشاب نفسه أمام مقر الأمم المتحدة في اربيل عاصمة اقليم كردستان و ذلك في يوم الثلاثاء 18 / 5 / 2021 من جهة ، والأمم المتحدة ، والمنظومة الإعلامية و الحاكمة الموجودة هنا من جهة أخرى ، فان كلا هذين الحالتين يشكلان أجزاءا معينة لمنظومة واحدة ، والتي تعبران وتعكسان انقسام المجتمع الى طبقتين وعن تضاد طبقي قائم داخل المجتمع الكردي او العراقي بشكل عام ؛

وان الأمم المتحدة هي حارسة المنظومة الرأسمالية العالمية و التي تهدف الى ذر الرماد في أعين الجماهير البائسة والمظلومة على أنهم الطرف المدافع و الحامي لهذه الجماهير و التي تقدم لهم الإصلاحات المزيفة وذلك للحفاظ على هذه المنظومة العالمية.

و ان حادثة حرق هذا الشاب نفسه أمام أعين وأنظار ما يسمون أنفسهم بالإعلاميين الكرد ، يعكس لنا مدى وحشية وكومبرادورية هذه الثقافة الإعلامية و الأسس المعرفية التي تبنى وبنيت عليها هذه المنظومة الإعلامية هناك بحيث تعطي الفرصة و تغض نظرها عن مسألة القيام بدور إنساني في منع هذا الشاب من حرق نفسه والذي دفعته حياته و معيشته البائسة الى التوسل و طلب الرحمة من الأمم المتحدة، و خصوصا أنهم كانوا شهودا أعيان حينما يرون بام أعينهم قنينة البانزين و القداحة النارية التي كان يحملهما بيده .
ولكن النتيجة انه لقد أضرم الشاب النار في جسده و فدى بروحه لكي يعطي رسالة الى العالم الراسمالي أجمع و للأمم المتحدة او السلطات الكردية الحاكمة بان هذا اللهيب من النار هو تعبير حي و خاص للهيب أكبر سوف يزداد وسعا وعمقا يوما بعد يوم وبشكل منظم لكي يحرق كل الكيان السياسي والاقتصادي للمنظومة الراسمالية العالمية هنا و خصوصا عملائها الحاكمين في العراق والإقليم وينهي إلى الأبد سلطة الرأسمال وكل الطغيان الطبقي و الجماهيري الموجود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار