الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمفراطية

هاشم عبد الرحمن تكروري

2021 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لعلَّ ولع المجتمعات العربية بالتحرر والخروج من ربقة المحتل، والاستعباد السياسي والاقتصادي جعلته يتبنى أي فكر دعى إليه الداعي أو نادى به، دون تمحيص أو تفكير، فأصبحت أفكار الأعداء أفكار تتبنى كأفكار وطنية هادفة إلى تحقيق الحلم المنشود بوطن حر خالٍ من المحتل، ووصلت في البعض إلى التفريط بالحقوق والثوابت تحت دواعي تحقيق المصلحة الوطنية، وقد أمسى هذا التيار مسيطراً ويدير دفة الأمور خاصة في وطننا المكلوم، وقد تم الدعوة إلى ذلك تحت مسميات كثيرة منها حكم الأغلبية والديموقراطية والمكروه اللابد منه وغيره من المصطلحات التي يحاول أصحابها إعطاء بُعد أخلاقي وقانوني لأفعال لا تمت للأخلاق أو القانون او الثوابت الوطنية بصلة، وأخطر تلك المصطلحات أكذوبة تفويض الشعب التي يتشدق بها من لم يحصل عليها ويحاول من خلال اعلامه البائس وديكتاتوريته المجحفة الايحاء بها، من هنا جاء نحتنا لهذا المصطلح من كلمتين تجمعان أمرين متمايزان وتوظيفهما لتحقيق مآرب سياسية لمصالح ذاتية ضيقة، خدمة للمحتل بالتفريط بحقوق من يتولون أمره زوراً وبهتاناً وتحقيق مكاسب خاصة من خلال هذا التفريط، إذن مصطلحنا أتى من الديموقراطية والتي تعني بأبسط صورها: شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة؛ إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطية، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية. ومصطلح ديمقراطية مشتق من المصطلح الإغريقي δημοκρατία باللاتينية: (dēmokratía) ويعني: حكم الشعب لنفسه، وهو مصطلح تمت صياغته من شقين δῆμος (ديموس) الشعب و κράτος (كراتوس) السلطة أو الحكم في القرن الخامس قبل الميلاد للدلالة على النظم السياسية الموجودة آنذاك في ولايات المدن اليونانية، وخاصة أثينا. وفي جميع الحكومات الديمقراطية على مر التاريخ القديم والحديث، تشكلت الممارسة الديمقراطية من فئة النخبة حتى مُنح حق العتق الكامل من العبودية لجميع المواطنين البالغين في معظم الديمقراطيات الحديثة من خلال حركات الاقتراع في القرنين التاسع عشر والعشرين. اذن هذا أبسط تعريف للديموقراطية وأكثرها تداولاً من ناحية لغوية وتاريخية وسياسية وأمّا التفريط فيمكن تعريفه بالمثل: فهو مصدر قولهم: فرط في الأمر يفرط بمعنى قصر، وهو مأخوذ من مادة (ف ر ط) التي تدل على إزالة شيء عن مكانه، وتنحيته عنه. يقال: فرطت عنه ما كرهه، أي نحيته، هذا هو الأصل، ثم يقال: أفرط. ويؤخذ منه أن التفريط: هو التقصير والوقوف دون الحد في الأمور. وبمعنى آخر تقديم العجز على القدرة، ونخرج من هاذين التعريفين بتعريف لمصطلحنا، فالديمفراطية: ادعاء الحصول على تفويض من الشعب لسياسة أموره عامة والتقصير بها بادعاء الحفاظ عليها تحقيقاً لمآرب خاصة بالتفريط بحقوق العامة. ولو أردنا إيقاع هذا المصطلح على نظام سياسي لوجدنا أن معظم الأنظمة العربية تصلح للتوصيف الإجرائي لهذا المصطلح وتعطي صورة شديدة الوضوح له، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وخلو الساحة السياسية عمداً أو سهواً أو جهلاً من النخب السياسية الفاعلة، ونحن نرزح تحت عبء أنظمة فاسدة تدعي وصولها للحكم عن طريق الديمقراطية -وهي منها براء- وتمارس التفريط بالحقوق العامة لحصد مصالح خاصة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -