الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسماء ليس لنا سوى ألفاظها ؟..

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2021 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


يصادفنا يوميا وتخبرنا الحياة ، من خلال تجارب وعبر نعيشها أو نشاهدها أو نسمع بأمثالها الكثير ، وتثير استغرابنا في كثير من الأحيان !..
من هذه ( الحقائق ) .. الأسماء التي نتداولها ونطلقها جزافا ودون التفكير بحقيقتها ، لكن الحقيقة لا تمت بأي صلة بالواقع وبعيدة عنه كل البعد .
فلو أخذنا بعض الأمثلة وهذه المفردات والأسماء :
[ إيمان .. صادق .. كاظم .. محمود .. وغيرها الكثير ، فإننا سنجد في كثير من الأحيان هذه الأسماء ومعانيها وصفاتها لا تمت بصلة على حامليها !..
فالصادق تراه كاذبا ومنافقا ومرائي ولص محتال !..
ومحمود تراه مذموم ومنبوذ وكاره للناس وسلوكه بعيد كل البعد عن ما يحمله من اسم محمود !..
وكان حري على المجتمع بعد أن يكتشف حقيقة هذا المدعي زورا ، باستبدال اسمه بما ينسجم مع حقيقته [ فبدل أن يطلقون على اسمه صادق .. يجب أن يطلقون عليه كذاب كون حقيقته كذاب من خلال سلوكه المشين !...
واسم كاظم الذي لا ينطبق مع شخصيته الحقيقية وبأنه ليس بكاظم !..
جاء في سورة آل عمران في الآية رقم 134 في قوله تعالى ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾ اسم كاظم جمعه كاظمين ، معنى الاسم فهو الذي يحبس نفسه عند الغضب حتى يتحاشى أن يثار على أحدهم أو الذي يتمكن من التحكم في غضبه ويمنع نفسه من ثورة قد تنعكس بالسلب على من يواجهه .. وهو أيضاً الصامت والمتأني والعاقل والمتريس .كما جاء في معجم الأسماء ,
قيل: إن معن بن زائدة قبض على عدة من الأسرى فعرضهم على السيف، فالتفت إليه بعضهم وقال له:
أصلح الله الأمير، لا تجمع علينا بين الجوع والعطش ثم القتل، فو الله إن كرم الأمير يبعد عن ذلك، فأمر لهم حينئذ بطعام وشراب فأكلوا وشربوا ومعن ينظر إليهم، فلما فرغوا من أكلهم قالوا له :
أيها الأمير أطال الله بقاءك إننا قد كنا أسراك والآن صرنا ضيوفك ، فانظر كيف تصنع بضيوفك ، فعند ذلك قال لهم معن :
قد عفوت عنكم، فقال أحدهم:
والله أيها الأمير إن عندنا عفوك عنا أشرف من يوم ظفرك بنا، فسرَّ معنً هذا الكلام وأمر لكلٍّ منهم بكسوة ومال .
هذا مثال بليغ وله معان وحكمة وتبصر !...
بالأمس كان عندك الرعية وفي دار السلام وتحت حمايتك وهم ضيوفك وواجب ضيافة الضيوف عند العرب مقدس ، ولهم حرمة وحق أكثر من عيالك وأهل بيتك إن كنت عربيا ، فمن دخل بيتك فهو أمن على حياته وعِرْضُهُ وماله !... فأين أنت من كل هذا يا أخا العرب ؟ ] ..
أنا أسألك ومن هم في حاشيتك ، من الطبالين والزمارين والوعاظ وأًصحابي المعالي والسيادة والإمارة والمشايخ والقادة الأمنيين ومستشاريك !..
وقبل ساعة من بدأ التظاهرات التي حدثت بالأمس عصر يوم الثلاثاء 25/5/2021 م ، وتعلمون مكانها وزمانها ، التي وعد سيادتكم بحماية ساحات التظاهر والمتظاهرين ، وأمرت بمنع استخدام الرصاص الحي وأي مظهر من مظاهر القمع والترهيب والقتل للمتظاهرين السلميين !..
وخلال التجمعات وأثناء توافد المتظاهرين إلى ساحة التحرير ، كانت تقوم قوات الشرطة الاتحادية ومكافحة ( الشعب ! ) ، بالتفتيش الدقيق لكل شخص يدخل لساحات الإختجاج وللحقائب ، وقد عثرتم عند أربعة من ( الذين يرومون الدخول إلى الساحة على ألات جارحة .. سكاكين ! ) وتم اعتقالهم وهذا شيء حسن لمنع أي اختراق لسلمية التظاهرات .
لم يتم أي احتكاك بين المتظاهرين كل تلك الفترة ، حتى دخلت سيارات بيضاء مظللة تحمل أشخاص مسلحين ، سبقها بدقائق احتكاك مدبر مع المتظاهرين من قبل مكافحة ( الشعب ! ) ومعد سلفا ، وقامت هذه السيارات بإطلاق النار من أسلحتهم وأصابوا حسب حقوق الإنسان العراقية مائة وخمسون مصابا وشهيدين ، وبالحقيقة هم أربعة شهداء وليسوا بشهيدين ، أحدهم تم اغتياله في الأعظمية والأخر خارج ساحات التظاهر ، وحدث بعد ذلك هجوم منظم وكبير من قبل قوات مكافحة ( الشعب ! ) وتم تعزيز هذا الهجوم بقوات قادمة من على جسر الجمهورية ، والمشاركة بفظ التظاهرات بالقوة ، باستخدام الهراوات والقنابل الدخانية والصوتية ودفع المتظاهرين وملاحقتهم حتى شارع السعدون وأزقة البتاويين وساحة الطيران واعتقال الكثير منهم من الناشطين بما فيهم الناشط أحمد الوشاح وزميله وأخرين .
كان هجوم همجي معد له سلفا ومخطط له وليس بن زمانه ، وهذه عملية إرهابية قمعية مدانة ، الغاية منها منع التعبير السلمي والاحتجاجات والاعتصامات التي كفلها الدستور .
السؤال كيف دخلت هذه السيارات ؟؟..
ومن أين جاءت وما هي الجهة التي تمتلكها وكيف دخلت ساحة التظاهر ..
لماذا لم يتم اعتراضها من قبل قوات مكافحة ( الشعب ! ) قبل وصولها إلى ساحة التحرير ؟..
لماذا لم يتم اعتقالهم واحتجاز سياراتهم والكشف عن هوياتهم والجهات الداعمة لهم ، أو هي وسيلة للتستر عليهم وعلى داعميهم ؟...
هل القيام بهذه المهمة تحتاج إلى تشكيل لجان تحقيقية وعمليات استخبارية، .. فالجان موجود في مكان الجريمة ، وسياراتهم وسط القوات الأمنية في موقع الجريمة في ساحة التحرير ، وأدوات الجريمة بحوزتهم .. السلاح الذي ارتكبت به تلك الجرائم ما بين الساعة الخامسة والنصف والسادسة .
سؤال للسيد القائد العام للقوات المسلحة ، لماذا سارعت في تغريدك على توتر لتبرر ما حدث ، بدل أن تستنكر هذه الهمجية والجرائم التي ارتكبت ضد المتظاهرين وتذهب لتقول للمتظاهرين والشعب بأنك ستجري تحقيقا بالذي حدث ، لتذهب هذه التحقيقات مع أخواتها في كل تلك الجرائم ، وتكون بعد فترة في طي النسيان ؟..
هل تعتقد يا سيادة الرئيس بأن تلك الممارسات ستمنع الشعب من الاستمرار بالتظاهرات والمطالب المشروعة وبوتيرة أقوى وأكثر زخما في الكم والكيف ؟..
هل تعتقد يا سيادة رئيس الوزراء ومستشارك للشؤون الأمنية الفطن !... بأن ثورة تشرين كانت ثورة موسمية وقد انتهت بعد قتل ما يربو على ألف من الشهداء وأكثر من ثلاثون ألف مصاب ومعوق ، وما يربو على مائة وخمسون مختطف ومعتقل ومغيب ؟..
هل هؤلاء من دون أهل وأحبة وزوجات وأخوات وأمهات ، أو انهم ليس أكثر من رقم من الموتى أو خرفان تم نحرهم كأضاحي على يد الميليشيات وأحزاب الإسلام السياسي وعصاباتهم المجرمة ، وبأن تلك الجرائم ستسقط بالتقادم وبمرور الأيام والسنين ؟..
عليكم وعلى كل من شارك ونفذ وحرض ودفع الأموال ، للمرتزقة الذين نفذوا تلك الجرائم .. عليكم جميعا أن تدركوا جيدا بأن القصاص من جميع من كان سبب بتلك الجرائم وسفك تلك الدماء الزكية ، ستقتص منه العدالة يوما عاجلا كان أم أجلا .
على السيدة جنين بلاسخارت الممثلة الأممية ، أنْ لا تكون شاهد زور تجاه ما يحدث ، من 1/10/2019 م وحتى الساعة ، من جرائم قتل وخطف واعتقال وترهيب ومطاردة للناشطين والمتظاهرين السلميين ، والتي تحدث يوميا وتسجل جميع تلك الجرائم ضد مجهول وأنتم تعلمون وتشاهدون ذلك بالعين المجردة ، وما عليكم إلا أن تنقلوا تلك الحقائق جميعها وبأمانة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية والإنسانية الأممية وإحاطتهم بحقيقة ما يجري في العراق وما يتعرض إليه الناشطون والصحفيون والكتاب والأدباء والمثقفون وأصحابي الرأي ، من قمع وقتل واغتيال واعتقال وتهجير وإرهاب ، وسلبا للكرامة الإنسانية وللحقوق ، وتغييب للحريات وللديمقراطية وحرية التعبير ولحق الناس بالحياة والعيش الكريم .
اليوم المسؤولية الأدبية والأخلاقية تفرض على كل الخيرين والتقدمين والديمقراطيين في داخل العراق وخارجه ، وعلى كل صاحب ضمير أن يقف مع شعبنا وما يتعرض له من إرهاب فكري وسياسي ، وتمييز عنصري وقمع للرأي والرأي الأخر ، وتغييب لكل مظاهر الحياة حتى بحدودها الدنيا لتمكين الناس في العيش الكريم .
على ثوار تشرين من الشبيبة والطلبة والنساء ، أن يوحدوا صفوفهم ويشحذوا هم شعبنا وبناته النجيبات وشبابه الشجعان ، باستمرار التظاهرات وبوتيرة عالية ومتواصلة ، وتضيق الخناق على هذه القوى والأحزاب الفاسدة الرجعية المتخلفة ، وتشديد النضال لتحقيق أهداف تشرين والكشف عن القتلة المجرمين والمحرضين والداعمين لكل تلك الجرائم .
لا خيار أمام شعبنا غير تشديد النضال الجماهيري ، وزيادة زخم التظاهرات وابتكار أساليب نضالية جديدة ، ترفع من وتيرة الأنشطة السلمية لتحقيق الهدف الأسمى في قيام دولة المواطنة والتعددية والعدالة والمساواة ومعالجة الأزمات المستعصية في العراق ، في تحقيق الأمن والأمان والتعايش والتعاون والمحبة ، وتوفير الخدمات ومعالجة أزمة البطالة التي وصلت في بعض مناطق العراق على أكثر من 50% من القوى العاملة ، والقيام بخطوات عملية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد ، لمعالجة الاقتصاد ودوران عجلة التنمية المستدامة ، وإعادة بناء النظام السياسي والدستوري والقانوني والقضائي ، وعلى أساس الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية في عراق حر واحد مستقل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله