الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة/ كسر الحاجز

علي قاسم مهدي

2021 / 5 / 28
الادب والفن


كسر الحاجز

(1)
في لحظة مرت، انهارت بها قواي الجسدية أعقبتها حالة أشبه بالغيبوبة أنهت ألمي. حماقة ارتكبتها، ربما هي نوع من خلاص لا اعرف كنهة ،او احساس يربطني بالحياة اكثر عندما اتالم.. بدت من دنو المقراض الخاص بشعرات انفي الداخلية طرف إصبع قدمي اليسرى الكبير بعد أن ترطبت اثر استحمامي، احسست بمقدمة اصبعي، مثارة من قبل عصبوناتي الدماغية المسؤولة عن إحساس الرغبة في الهرش، مرسلة مجموعة من الإشارات لأصابع كفي بالقبض على المقراض..تحسسته بيدي بعد أن ارتديت نظارتي الطبية وأنرت مصباح القراءة ، نزل المقراض برفق على إصبعي لتحديد المنطقة التي تحركت خلاياها طالبة أن احكها . هكذا لدي تقليد اعتدت عليه أنظف مابين اظفري واللحم أزيل بقايا الترب النازل بينهما، لكن هذه المرة للهرش مع الم ورغبة لم ألفها من قبل بان احك بقوة ،لم احدد المنطقة بالضبط لذا انتابتني لحظة من الهستريا تصاعدت مع دقات قلبي ترافقها تكتكات عقارب الساعة المنضدية التي أهدتنيها (جمعية كسر الحاجز الحديثة) بعد انضمامي إليها ، تركت مكاني لعلي أتخلص من إحساسي بالألم واتجهت إلى المطبخ لإعداد كوب من القهوة لكن دون جدوى ،كُلت مبيض القهوة بملعقة خاصة وضعته في الركوة وأضفت البن وحركت المزيج بعد إضافة الماء . طفحت القهوة وبحركة سريعة اطفاءت النار محاولة مني للتخفيف من الفوران انكبت القهوة على قدمي وبالذات على إصبع قدمي .
- يا الهي ما هذا النحس .
عندها شعرت بان الرغبة بالهرش تلاشت ، لكن بعد لحظات وعند مسح اصبعي تحول شعوري بالحك تحت اظفري . نعم - تحت الاظفر- عدت ادراجي جلست على الارض وبحركة سريعة ادخلت المقراض تحت اللحم وبدأت احفر بقوة ،محاولا ان اصل الى المكان الذي عليّ ان احكه. – هذا لا يعنيكم او لا يعني شيء لكم لان كل ما كتبته ستقولون ليس إلا هراءً-
اوشكت ان اصل او هكذا اوحت لي الدماء التي شكلت بقع على البلاط انستني المي ،لخوفي من زوجتي التي تولو دوما لتركي ما استعمل من ادوات المطبخ من صحون وأقداح على حالها، لطالما اترك مع ما أستعمل، دفتر ملاحظاتي مفتوحا لأنني ادون ما ينتابني من تذمرها ،لاعتقادي في لحظة ما وهي تعيد ترتيب البيت من الفوضى بأنها سَتقراء ما اكتب وتكف عن الولولة . لكن دون جدوى ،اجد دفتري في مكانه ساكنا ينتظر من يطويه ، ويدسه بين كتبي التي بدأت اكرهها لاكتشافي انني لم اقرا الكثير منها متذكرا قول شوبنهاور ( سيكون من الجيد شراء الكتب فقط ان تمكنا من شراء الوقت الكافي لقراءتها) من اين لي ان اجد الوقت الكافي، هرب وقتي مني بسرعة ولم امنحه ما يستحق ضاع بهوسي بالافكار المجنونة التي كنت اعتقد سيتمخض عنها معنى استخلص منه تجربة مثمرة تحقق لي نوع من الاستقرار،لكن نتج عنها ضياعي ، ولم تمتلك محتويات الكتب قدرة على تغييري، فقط تشعرني بلذة ايقاعها وإنني في حضرة فن عظيم يمكن له إسعادي معنويا.
منذ فترة تدور فكرة حماسية في عقلي تقترب من الواقع بدأت احس ببداية مخاض لشعور ما – قريبا في يوم ما سوف اموت ، وحزني لاجل الاشياء التي لم اتمكن من تجربتها كبيرا ، انا على مشارف الستين لم اقد سيارة ولم اشتري حصان ولم ازر باريس ولم اقف امام غورنيكا بيكاسو ولم ولم والقائمة تطول وفكرتي ان ابيع او اهدي كتبي لجمعيتي. التي اهديتها في ما مضي اكثر من خمسون كتاب . مرة اشتركت بمسابقة طريفة اعلنت عنها الجمعية كانت عن التذوق حيث اعدت خمسة اقداح تحتوي خلطات من اعشاب ممزوجة مع بعض ،عبارة عن مشاريب غريبة ، يعتبر المتسابق فائزا اذا ميز ثلاثة اقداح منها . فزت بعد ان استطعت ان احزر ثلاثة منها الاول كان مزيج من خل التفاح والشيح مضافا اليهما زعتر بري والثاني عصير الخوخ الشوكي بزيت الزيتون مطعم بصاص الخردل والثالث غريب نوع ما بطيخ مطبوخ بشاي اخضر مع نخالة الذرى .
الطريف بالجائزة كانت عشر كتب وكانت فرحتي عارمة ان امنح كتب دون ان ارهق جيبي ، المفاجأة عند وصولي البيت عند فتح الصندوق دهشت لان الكتب كانت من التي اهديتها للجمعية .المصيبة بأنني اكثر من مرة وفي اوقات سابقة اخبرت زوجتي عن الفكرة الحماسية التي تدور في عقلي بأنني سأبيع جميع كتبي والباقي منها سوف اهبه بلا مقابل للجمعية .اليكم اسماء الكتب، وها انا أعلن عن مسابقة لمعرفة لمن هذا العناوين اي ذكر مؤلفيها والفائز سأهديها له حسب
- شيطان في الجنة - نهايات صيف - الاحمر والأسود - الابداع العام والخاص- خمسة مداخل في النقد الادبي - الاواني المستطرقة - المسيح ليس مسيحيا - وراء الافق - ذهب مع الريح - الفعل الدرامي ونقيضه.
ازداد وجعي وتمسكت برغبتي بان احك تحت اظفري، امسكت مقدمته بعد ان رفعته وخلعته من جذره ،ونفر الدم ... عندها انهارت قواي فاقدا ألوعي ولم افق إلا على ولولة زوجتي في المشفى . هذه هي اللحظة التي مرت.

انتهت


27/5/2012ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب