الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب غزة وغزوة بغداد

تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)

2021 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


في كتابتي ليوم امس 26 مايو على موقعي في التواصل الاجتماعي ، وضحت وبالاستناد الى تجارب حكومة الكاظمي في التعامل مع الميليشيات المعادية لدولة العراق ، ان هذه الحكومة فشلت مرة اخرى في لجم عنان الميليشيات .
هذا هو الجانب المظلم من احداث الامس ، حيث روجت الميليشيات خبر الافراج عن الارهابي المعتقل وانتهاء الازمة . الجانب الاخر من الحدث يشير الى عكس ذلك تماما ويؤكد ان الارهابي لازال معتقلا قيد التحقيق ،وان السيد رئيس الوزراء ماض في خطته لكشف قتلة المتظاهرين واحالتهم الى القضاء ، ويؤكد ايضا ان انسحاب الفصائل العدائية من بوابات المنطقة الخضراء لم تكن نتيجة وساطة او تنازل الحكومة العراقية ، انما نتيجة تهيأ القوات الامنية وجاهزية جهاز مكافحة الارهاب للدخول في معركة حاسمة مع المسلحين الخارجون عن القانون .
تجربة يوم امس كانت مختلفة حتى الان من حيث
اولا - لاول مرة وصف رئيس الوزراء ( غزوة الميليشيات ) بانها تجاوز على الدستور وان الحكومة باشرت بالتحقيق في مباشرة الميليشيات لغزوهم بغداد .
ثانيا - لاول مرة كانت لممثلة الامين العام وعلى خلاف ما كان يجري سابقا ، موقف ادانة صريح لغزوة المسلحين ودعم جدي لحكومة البلاد ، وكذلك اتخذ كل من سفراء الولايات المتحدة والمانيا وكندا مواقف مماثلة اعلنوا عنها في بينات رسمية .
ثالثا – رغم اني لا اعوّل مطلقا على اقوال وهلوسات بعض رجال الدين ، الا ان من المفيد ان اشير الى ما اظهره كل من الصدر وعمار الحكيم وحيدر العبادي من امتعاض لفوضى الميليشيات واظهار الدعم لمؤسسات الدولة واكرر مؤسسات الدولة التي كانت غائبة عن احاديثهم حتى الان .
ماذا يعني كل ذلك دعوني ان اطيل شيئا . بعد مرور اسبوع على حرب غزة قلت يبدو لي ان العرب ( مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية ) قد اتفقوا مع الولايات المتحدة وايران لانهاء نفوذ حماس وجهاد في قطاع غزة واعادته الى حكم السلطة الفلسطينية ، حتى الان الامور تسير بهذا الاتجاه ، ايران لم تتدخل بل وطلبت من حزب الله الايراني عدم اثارة المشاكل واسكات صواريخها ، الامر الذي اضطر معه حماس القبول بالمبادرة المصرية ( الامريكية ) ، واجبرت اسرائيل قادة حماس لارسال عوائلهم الى القاهرة استعدادا للنفي حسبما اعتقد .
الان يحط بلنكن وزير الخارجية الامريكي رحاله في الشرق الاوسط وسيجتمع مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطسينية ، وهو يحمل في حقيبته مبلغ (75) مليون دولار لمساعدة السلطة الفلسطينية في اعمار غزة واعلن صراحة ان الاموال لا يجب ان يستفيد منه حماس ، بطبيعة الحال هذا يعني عودة نفوذ السلطة الى قطاع غزة .
زيارة المبعوث الامريكي ليس لحمل الاموال وحسب فامريكا ليست منظمة خيرية ، انما يحمل معه مشروعا اعدّه مع الرئيس المصري وربما بموافقة السلطة الفلسطينية ودول عربية اخرى . حديث العرب الان بما فيهم السلطة الفلسطينية ،يجري حول سلام دائم قائم على حل الدولتين ، وهو حديث يكرره الاتحاد الاوروبي ايضا . بينما ايران تتجاهل الموضوع تماما . والسلام الدائم يعني انتهاء مهام حماس وتحوّل صواريخه الايرانية الى حديد سكراب .
في لبنان هناك ضغط اوروبي ودولي يشتد لتشكيل حكومة خارجة عن نفوذ حزب الله ويشترطون اعانة لبنان ماديا بوجود حكومة لا تخضع لهيمنة حزب الله والثلث المعطل ، ويبدو ان الرئيس المكلف ( الحريري ) يجد دعما قويا من الرئيس الفرنسي والاتحاد الاوروبي . وان الرئيس عون في موقف لا يحسد عليه .
اعود الى العراق ، واقول اصبت بدهشة من تصريح للمتحدث باسم الحرس الثوري الايراني قبل ايام عندما وصف الميليشيات الموالية لايران في العراق ، بانها في خانة العصاة والمتمردين . ويقال ان قاءاني بعد زيارته الاخيرة لبغداد ، رفع تقريرا للمرشد الايراني يقول فيها ان الاحزاب والميليشيات التابعة لهم في العراق اصبحت خارج السيطرة وانها لاتعد شيْ سوى مافيات وامبراطوريات للمال والثروة ولا يعنيها لا الدين ولا المذهب .
اذا صحّت تفسيراتي او بعض منها ، اليس هماك خيط يمرّ من خلال هذه الحبّات ؟ بلى ، صفقة القرن التي يبدو انها قد نضجت وان السلام قادم في الشرق الاوسط وكذلك الدولة الفلسطينية بسلطتها المعتدلة ، اما الثمن ايرانيا فهو رفع العقوبات واعادة مليارات الدولارات المحتجزة ، خاصة وانها على اعتاب عهد جديد مع الحديث عن مرض المرشد وتنبأ الرئيس السابق احمدي نجاد بانهيار النظام الديني في بلاده بموت المرشد الحالي . فالاحرى بطهران بدل ان تسقط ان تقصّ اجنحتها التي باتت تشكل عبئا كبيرا على علاقاتها الدولية وميزانيتها الخاوية .
هل كردستان خارجة عن تأثيرات عاصفة التغيير الشرق اوسطسية ؟ ابدا لا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟