الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب في لبنان وافاق التسوية في المنطقة

فالح الحمراني

2006 / 8 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


تبعث التطورات في العدوان الشرس الذي تشنه اسرائيل على لبنان والمواقف الدولية المترددة لوقف اطلاق نار فوري، واصرار تل ابيب على تدمير البنية التحتية للبنان وحزب الله بدك تل ابيب، تبعث على التشاؤم وعلى وجود فرص قليلة بامكانية التوصل الى تسوية طويلة الاجل في المنطقة بعد الحرب في لبنان. وتؤكد قراءة الوضع القناعة بان الشرق الاوسط بانتظار المزيد من المواجهات المسلحة وثمة احتمال كبير بتورط القوى الدولية الكبرى بما في ذلك امريكا وروسيا فيه.
يرى مراقبون ان الحرب في لبنان هي اول حرب بين إسرائيل وإيران، لدعم طهران حزب الله والمساهمة بتسلحيه.ومن الصعوبة اليوم توقع تسوية للعلاقات بين طهران وتل ابيب، لان ايران من وجهة نظر تل ابيب تبنت نهج تدمير اسرائيل . والحرب الدائرة في لبنان هي طراز جديد من من الحروب تدور الان في الشرق الاوسط، تبرهن على عدم قدرة الجيوش العصرية تصفية التشكيلات المسلحة غير الرسمية بكافة التسميات التي تخلع عليها.
ان هناك احتمالا كبيرا بان اسرائيل ستشعر بعد النزاع الناشب بانها الخاسرة، وانها ستتخد موقف الدفاع. وثمة امكانيةان اسرائيل ستغامر بخطوات جديدة تغرقان الشرق الاوسط في المواجهة العسكرية. وثمة قناعة بانه وفي حال نشوب صدامات جديدة في المنطقة فان امريكا واوربا ستتورط فيها حتما. وتشير الدلائل وخاصة تعنت الموقف الاسرائيلي ان هناك فرص قليلة جدا للبلوغ تسوية طويلة الاجل وليس لدى امريكا اوروسيا اوالاتحاد الاوربي والامم المتحدة الصبر الكافي لضمان مصالح كافة الاطراف في المنطقة التي يدرج فيها اليوم الى جانب العرب واليهود كذلك الفرس والشيعة والمسيحيين والسنة.
وكتب المحلل السياسي الروسي الكسندر خرامتشيخين في صحيفة ازفيتسيا انه ليس ثمة جدال في أن إسرائيل هي القوة العسكرية الكبرى في المنطقة وما من بلد في الشرق الأوسط مستعد لمحاربتها. ومع ذلك فإن إسرائيل اليوم معرضة لخطر الهزيمة التي ستعني زوال دولة إسرائيل.حسب رايه. لقد أثبتت تجارب العقدين الأخيرين من الزمن أن السلاح الديمغرافي والإعلامي الدعائي هو الأقوى من السلاح الناري. وبدأ الفلسطينيون يتغلبون على إسرائيل أولا على حساب نسبة الولادات المرتفعة، ثم على حساب التأهب لتقديم حياتهم فداء من أجل النصر. ووقفت وتقف وراءهم إبان ذلك جميع البلدان العربية والإسلامية تقريبا. ووجدت إسرائيل نفسها في النهاية أمام خيارين لا ثالث لهما: إبادة من تواجههم أو الاستسلام. وسلكت إسرائيل لفترة قصيرة جدا خيار السلام بتوقيع اتفاقيات اوسلو، مثلا، والانسحاب من لبنان في عام ، ولكنها سرعان ما تخلت عنه مع وصول اليمين المتطرف بشخص بنيامين نتنياهو للسلطة.
ومنيت إسرائيل بالهزيمة في حرب المعلومات أيضا، فحتى الإسرائيليون أصبح كثيرون منهم ينظرون نظرة سلبية إلى ما يفعله جيشهم.
وكان قتل عشرة جنود إسرائيليين وأسر ثلاثة آخرين في معركة أوقعت قتيلين في صفوف العدو، وهو ما شكل عارا على الجيش الإسرائيلي، كان سبب الحرب على جبهتين - لبنان وغزة. كما ألحقت عارا به إصابة أحدث سفينة حربية إسرائيلية بصاروخ حزب الله.
وإذ تدمر إسرائيل اليوم البنية التحتية اللبنانية تخسر الحرب على الصعيد الإعلامي أكثر فأكثر، فيما يحيط مزيد من الغموض بالأهداف التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها خلال هذه الحرب.. فهل تريد احتلال لبنان جزئيا أو كليا لكي تنسحب ثانية؟ والمشكلة هي أن إسرائيل لن تعود قريبا تجد مكانا تنسحب إليه.ان كل هذا يرسم دون شك افاقا معتمة امام شعوب ودول المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا