الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الرجل الاكثر مطلوبا- فيلم يتناول المؤامرات والصراعات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2021 / 5 / 31
الادب والفن


A Most Wanted Man (2014)

علي المسعود
تعتبر السينما الأمريكية واحدة من كبرى الصناعات في العالم اليوم ، كما أن الانتشار الواسع لإنتاج المؤسسة العملاقة حول العالم وبهذا الحجم ، لابد وأن تحمل معها رسالة ثقافية عالمية تنشر من خلالها الرؤية الأمريكية للعالم، ويطلق مثقفون وأكاديميون على هذه الظاهرة "الغزو الثقافي الأمريكي" ، ويؤكد المتابعون للمشهد الثقافي العالمي أن الولايات المتحدة الأمريكية نجحت في تحويل صناعة السينما إلى سلاح ناعم تواجه به خصومها أومن يشكل خطراًعليها، فعندما كانت في حالة عداء مع الاتحاد السوفييتي، كانت الأفلام المصنوعة آنذاك تسلط الضوء على الأوضاع داخل دول الاتحاد السابق، وتشوه تاريخ وثقافة المنظومة الاشتراكية، وحرصت هوليوود على تشويه النظام الشيوعي وعرضه كأداة للقمع ومصادرة الحريات وامتهان الشعوب . كما تشكل السينما الأمريكية مجالاً حيوياً لعمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، حيث تعمل هوليوود على الترويج للسياسة الخارجية الأمريكية من خلال أفلام تقدم الدعاية المباشرة لأجهزة التجسس الأمريكية. وكشفت مؤلفة كتاب "دور السي آي أيه في هوليوود"، تريشيا جنكيز، أن تدخل الوكالة في صناعة الأفلام وصل لذروته خلال الحرب الباردة، حيث كان الهدف صياغة السياسة الخارجية الأمريكية بشكل يستطيع كسب القلوب والعقول في الخارج، من خلال مركز أبحاث لمكافحة الأيديولوجية الشيوعية تابعة للوكالة، مهمتها التفاوض من أجل شراء حقوق نصوص الروايات وتحويلها إلى أفلام للترويج للسياسة الأمريكية، وتعزيز صورة الحياة الأمريكية في العالم . بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفييتي اتخذت الدوائر الغربية من الإسلام عدواً جديداً، يدور حوله صراع الهوية والوجود في العالم، ودخلت صناعة السينما الأمريكية مضمار هذه الحرب بكل قوة، فجسدت أفلامها المسلمين بشكل عام والعرب بشكل خاص، بصورة بشعة، وظهر المسلم في الغالب كإرهابي وقاتل وجاهل متطرف دينياً، شهواني، يسيء معاملة النساء، شرس ومحب للدماء ، وأخذت هذه الصورة تتبلور أكثر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حين طالع العالم كارثة حية عبر شاشات التلفزيون، لحظة تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بمركز التجارة العالمي بمنهاتن ، ومقر وزارة الدفاع الأمريكية ومواقع أخرى، وانهيار أكثر من مئة طابق ، بما تضمها من حياة بشرية انقضت تحت الأنقاض، وأظهرت التحقيقات لاحقاً مسؤولية تنظيم القاعدة عنها ، وأصبح العالم بعدها مختلفًا عما كان قبلها، ومثلما أثرت في رؤية الأفراد للعالم كان لها تأثير كبير على السينما وصنّاعها . كما في فيلم (الرجل الاكثر مطلوباً) الذي يفتتح بألاشارة الى أحداث 11 سبتمبر من عام 2001 حين خطط محمد عطا أحداث 11 سبتمبر، ومن مدينة (هامبورغ) بألمانيا، وبسبب فشل الاستخبارات والمنافسة بين الإدارات، لم يتم اكتشاف التحضير للهجمات؛ لذلك أصبحت هامبورغ فى حالة إنذار قصوى، وأصبح كل تركيز المخابرات الألمانية أو الدولية الحَد من تكرار أخطاء 2001"، هكذا تبدأ أحداث الفيلم المأخوذ عن قصة للكاتب "جون لو كاري" ومن إخراج المخرج " إنطوان كوريغن " ومن انتاج عام 2014 . ويُعد هذا الفيلم هو البطولة الأخيرة ل "فيليب سيمور هوفمان- الذ توفى بعد هذا الفيلم بفترة قليلة تاركاً فراغاُ هائلاُ بحجم موهبته السينماتية العظيمة. تدورأحداث الفيلم حول عيسى كاربوف ويقوم بدوره الممثل (جريجوري دوبريغن) ، وهو مواطن مُسلم شيشاني/ روسي؛ إذ وُلد لضابط روسي بعد أن قام باغتصاب إحدى المراهقات الشيشانيات ، ولهذا السبب يعيش عيسى حياته ناقمًا على والده ثم يكبر ويصبح مطلوبًا بروسيا اعتقادًا بأنه أحد أعضاء جماعة سلفية جهادية بالشيشان، فيتم القبض عليه وتعذيبه في المعتقل دون أن يتضح إذا ما كان مذنبًا فعلًا أم لا و كل ذلك لا نراه على الشاشة بل يتم سرده كخلفية للبطل . يفتتح الفيلم بوصول عيسى لهامبورغ عن طريق احدى مانهولات الصرف الصحي في احد شوارع مدينة هامبورغ ، بعد أن هاجر إليها بشكل غير قانوني وقد اختار تلك المدينة بالتحديد ليس فقط بسبب طبيعتها الساحلية التي تُسَهِّل عملية استقبالها للوافدين بل وكذلك لأن والده ترك له إرثًا ضخمًا بأحد البنوك هناك ، وهناك "غونتر" وهو ضابط المخابرات المكلف بمطاردة الإرهابيين الذين ينتموا الى منظمة القاعدة ومحاولة التأكد من المؤامرات المحتملة أوالاعمال ألارهابية على أرض الوطن. حدث شيء ما لغونتر قبل سنوات عندما كان يدير محطة خارج بيروت - وهو شيء لا نعلم عنه ولا يريد مناقشته - لكن ذكرى هذا الفشل غير المحدد ما زالت تداعبه ، قادته آخر معلوماته إلى عيسى كاربوف (غريغوري دوبريجين) وهو رجل من أصول شيشانية وروسية يعيش في ألمانيا. حيث يصبح عيسى أكثر رجل مطلوبًا من المخابرات الألمانية والأمريكية بسبب كونه مُسلمًا، دارت حوله الشكوك من قبل، ويتم تكليف تلك المهمة إلى "غانتر" (فيليب سيمور هوفمان) الذي يعمل ضابط مخابرات لصالح جهة تعمل على تطوير المصادر الاستخباراتية داخل الجالية الألمانية الإسلامية . عيسى كاربوف لاجى من الشيشان جاء على المانيا بالتحديد على هامبروغ (المدينة الميناء والتي قبلت ولا تزال تقبل كل الاطياف من البشر حول العالم لانها مدينة ساحلية والمدن الساحلية عبر التاريخ كانت مسرح لتأخي الانساني وقبول الاخر على الاقل بسبب اقتصادي. ولكن بعد احداث سبتمبر انقلب كل شيء في العالم الغربي ، اصبح كل شخص اسمر البشرة( شرق أوسطي) هو مشروع ارهابي ويوضع تحت المايكروسكوب من اجل المزيد من البحث والتقصي عن ميوله الارهابية الكامنة والغير ظاهرة على السطح في سلوك عنيف عيسى جاء على هامبروغ من اجل ارث وسخ جداً , فهو ابن لشخص كان ضابط في الجيش الروسي واغتصب سيدة شيشانية فكان هو ثمرة تناقضية بين ام مسلمة تعرض للاغتصاب من قبل ضابط روسي (كاربوف) والذي تحول بعد سنين الى زعيم مافيا في روسيا وتملكه شعور بالذنب فاورث ابنه اللقيط كل امواله (عشرة مليون يورو) مودعة في بنك يبيض الاموال في المانيا مع كتاب يثبت ملكيته لكل هذه الاموال ؟. الابن لا يريد المال الوسخ لانه جاء من اجل شيء، بل بسبب اخر ، فهو متدين جدا وحاقد على الروس على ما فعلوه بالشيشان ، مزيج بشع يحمل صاحبة انكار كامل لشخصيتة واصله الروسي والاندفاع من اجل دين ينقيه من رواسب قديمة وكان هو الاسلام ، "سيمور فيليب هوفمان " و"ريتشل ماك أدامز" والممثل الروسي" غريغوري دوبريغين" و"ويليم دافو" هم ابطال هذا الفيلم والذي عرض لأول مرة في مهرجان سندانس الأمريكي، حيث حضر الممثل هوفمان عرضه الأول في المهرجان ، وبعدها بأسبوعين تواترت الأنباء بخبر وفاته. محامية عيسى أنابيل (راشيل ماك آدامز) التي تحاول المساعدة في إبقائه في هامبورغ بشكل قانوني (إنها تخشى ما سيحدث له إذا أُعيد إلى منزله ، حيث قام الضباط الفيدراليون الروس بتعذيبه بقسوة) ، أجبرها غونتر على أن تكون جاسوسه - يريد أن يرى ما إذا كان عيسى سيتبرع بأمواله لفيصل عبد الله (همايون إرشادي) وهو دكتورمسلم ويعتقد غونتر أن له صلات بجماعات إرهابية . يدور الفيلم في عالم رجال المخابرات والجاسوسية، حيث الشغل الشاغل لهم اليوم هو العمليات الإرهابية ومتابعة حركة المسلمين المتشددين . وبالطبع فالخوف يصبح مضاعفاً عندما يكون المكان هو هامبورغ، المدينة الألمانية التي أقام فيها قائد مجموعة الحادي عشر من سبتمبر محمد عطا، قبل العملية الانتحارية التي لازال العالم يحصد آثارها الوخيمة. لذلك نتابع منذ البداية مدير قسم محاربة الإرهاب في المخابرات الألمانية ويدعى غونتر باخمان (فيليب سيمور هوفمان) وهو في حالة عمل دائم لمعرفة ما يدور وسط الأقلية الإسلامية التي تسكن في هامبورغ. ويعرف من خلال عميل له تم زرعه بينهم وهو جمال (ابن الدكتور عبدالله )، يبدأ باخمان في تتبع كاربوف بشكل مكثف بعد أن يتلقى من المخابرات الروسية معلومات تفيد بأنه إرهابي خطير. يتواصل كاربوف عن طريق عائلة مسلمة مع محامية لحقوق الإنسان (ريتشيل ماك آدمز) للحصول على إرثه من أبيه الروسي والذي تركه في أحد البنوك الألمانية، وهو مبلغ كبير. تعتقد المخابرات أن كاربوف ينوي تقديم إرثه لتمويل عمليات إرهابية، وتشتبه في أن حلقة الوصل بين كاربوف والقاعدة هو الداعية الاسلامي عبدالله ، وقد كان هذا الداعية تحت أنظارهم منذ فترة رغم أنهم يرون أنه يحاضر عن التعايش مع الغرب ولكنهم يشكون في أن له علاقات بمنظمات إرهابية. وبالرغم من أن باخمان هو من يدير العملية ولا يساعده في ذلك إلا عدد بسيط من الأفراد وأولهم زميلته ايرنا فري (الممثلة الألمانية نينا هوس)، إلا أن هناك ضابط أمن ألماني (الممثل الألماني رينر بوك) وديبلوماسية أمريكية (روبن رايت) يتابعان الملف نفسه ورؤيتهما مختلفة عن الطريقة التي يريد بها باخمان معالجة الموقف . الفيلم يمكن النظر له من خلال ثلاثة دوائر تتقاطع مع بعضها البعض: الدائرة الأولى هي قصة اللاجئ والمحامية التي تدافع عن حقوق الإنسان، والثانية هي باخمان وملف القضية التي يعمل عليه، والدائرة الثالثة هي حرب المخابرات بين بعضها البعض. وقد يكون النص وأداء هوفمان هو أكثر ما تميز به العمل، حيث لعب هوفمان شخصية الضابط المخيف الحازم والذي لا يتوقف عن العمل ولكنه في نفس الوقت صاحب أخلاقيات معينة تتعرض للاختبار في الفيلم .خطر الرجال المطلوبين"، فيلم عن رجال ليسوا مطلوبين على الإطلاق؛ كل ما في الأمر أن انتماءاتهم السياسية أو الجغرافية جعلتهم قيد الاتهام والتشكيك!!. أدركت المخابرات الألمانية أن عيسى كاربوف ، البالغ من العمر 26 عامًا ، نصف شيشاني ، ونصف روسي ، صنفه الإنتربول على أنه جهادي متشدد هارب ، دخل المدينة خلسة ، تتبع عيسى مجموعة صغيرة وسرية من نشطاء مكافحة الإرهاب بقيادة جونتر باخمان (فيليب سيمور هوفمان ، في الأداء الأخير قبل وفاته المبكرة). يضم فريقه المخلص إرنا (نينا هوس) وماكس (دانيال برول). عندما تصادق عيسى وإيوائه سيدة تركية ليلى (دريا ألابورا) وابنها مالك (تامر يجيت) ، يتبين أنه تعرض لتعذيب شديد في السجون الروسية والتركية ، يرتب مالك لعيسى للقاء محاميةحقوق الإنسان ، أنابيل ريختر (راشيل ماك آدامز) ، التي توافق على مساعدته في استعادة الميراث الذي تركه والده المافيا الروسي - ملايين اليورو من الأموال "القذرة" التي ينوي عيسى استخدامها بشكل نظيف و مشرف. . تجري المفاوضات بين أنابيل وتومي برو (ويليم دافو)صاحب البنك ، يتجسس باخمان على عيسى كجزء من خطة لاستمالة الدكتور فيصل عبد الله (همايون إرشادي) ، وهو أكاديمي مسلم معتدل يدعو إلى اللاعنف ويجمع الأموال للجمعيات الخيرية ، والتي يعتقد باخمان أنها تحول الأموال إلى الإرهابيين الإسلاميين. حتى نجل عبد الله يعمل على مضض إلى حد ما من قبل باخمان كجزء من محاولة إيقاع والده في شرك ، لكن وكالات استخبارات أخرى مهتمة أيضًا بعيسى وعبد الله . الشرير ديتر موهر (راينر بوك) ، الذي يرأس ذراع هامبورغ لجهاز المخابرات الداخلية الألماني ، وهو المكتب المسمى بشكل غريب لحماية الدستور ، على خلاف مع باخمان حول أفضل السبل لمقاضاة ما يسمى بالحرب على الإرهاب . يركز الفيلم على باخمان ، الذي تتمحور مبارزاته مع موهر حول ما إذا كانت مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية إذا كان عملاء المخابرات أقل ثقلًا وأكثر إقناعًا في تعاملهم مع الأهداف. أقل ما يقال ، هذا نقاش محدود للغاية في عملية درامية هذا الصراع ، يقدم الرجل المطلوب أكثر شيء إحساسًا بعالم الذكاء الغامض والقاتل - العنف والأساليب المناهضة للديمقراطية من قبل وكالة المخابرات المركزية وأجهزة التجسس الألمانية ، العلاقات والعداوات الشرسة بين الأشخاص الذين ، كما تدعي مارثا من رايت ، وإن كان ذلك بجرعة من السخرية الساخرة ، يجعلون "العالم مكانًا أكثر أمانًا "، لكن الفيلم تعرض لأضرار بالغة في البداية ، من وجهة النظر الدرامية والاجتماعية ، من خلال فرضيته القائلة بأن أحداث 11 سبتمبر كانت نتيجة لفشل وكالات الاستخبارات في "ربط النقاط" ، وهو الخط الرسمي للولايات المتحدة. المؤسسة السياسية والإعلام. يشير كل من الفيلم والرواية إلى عدم الكفاءة أو الأساليب المتعثرة للمخابرات الأمريكية والألمانية لشرح الهجوم الناجح على مركز التجارة العالمي. هذا ببساطة ليس له مصداقية . إن قدرة مجموعة من الأفراد الذين كانت أنشطتهم ، في الواقع ، معروفة جيدًا لوكالة المخابرات المركزية ولا شك في وكالات التجسس الأخرى ، على إنجاز مهمتهم لا توحي بتفسير بريء. إن عدم كفاءة جهاز الاستخبارات الضخم الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات بهذا الحجم هو التفسير الأقل معقولية. والأكثر ترجيحًا هو أن إدارة بوش ومسؤولي المخابرات رفيعي المستوى سمحوا بهجوم لتزويد أنفسهم بالذريعة لتنفيذ أجندة طويلة في الإعداد . يمكن العثور على الدليل على الطابع الاحتيالي لـ "الحرب العالمية على الإرهاب" ، أولاً وقبل كل شيء من خلال النظر في الأحداث التي أعقبت 11 سبتمبر: في الداخل ، تدمير الحقوق الدستورية والتحركات السريعة نحو دولة بوليسية باسم "أمن الوطن" ؛ في الخارج ، شن حروب ، بالوكالة أو غير ذلك ، ضد أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا والآن خطر اندلاع حرب عالمية جديدة في الصراع على أوكرانيا. "الحرب على الإرهاب" ، في الواقع ، هي عبارة رمزية للدافع من أجل العالم ، نظرًا لأن صانعي " أكثررجل مطلوب" إما يرفضون هذا الواقع الجيوسياسي الأساسي أو يفشلون في فهمه ، فإن قدرتهم على التعامل مع حلقة في "الحرب على الإرهاب" بواقعية فنية حقيقية وعمق مقيد. يتم دفعهم حتمًا نحو مواقف وشخصيات غير واقعية وحتى رائعة ، الصراع مع الإرهابيين الإسلاميين ، وفقًا لصانعي الأفلام ، يتم ملاحقته من قبل سلالتين من التجسس: نوع السفاح الفاشي القادر على أي شيء ، من ناحية ، والعميل الأكثر فاعلية بقلبه وضميره في الأماكن المناسبة للجميع. المقاصد والأغراض ، من ناحية أخرى ، بالطبع ، حتى بالنسبة لأولئك الذين يقعون في الفئة الأخيرة ، هناك أوقات يجب فيها تجاوز الخطوط . على سبيل المثال ، في مرحلة ما ، أخبر باخمان أنابيل أنه ليس لديه مشكلة في "الدوس على الدستور" ، حتى وأن اختطافها في الشارع (بوضع غطاء أسود على رأسها!) كي يستغلها لغرض إستخدامها ضد عيسى ، وأكثر من ذلك . في مشهد آخر ، يحاول باخمان تهدئة الشعور بالذنب الذي يشعر به نجل عبد الله عند تنصيب والده: "أنت لا تخونه. أنت تنقذه. هذا عمل حب ". (هذه لحظات مقززة وغير مبررة والتي ينبغي أن تدحض الادعاءات القائلة بأن أيًا من أجهزة الاستخبارات تسعى لتحقيق أهداف ديمقراطية مشروعة) ،على الرغم من وجود تناقض أكثر في كتاب لو كاريه حول أهمية نوع باخمان ، إلا أن آراء الروائي المخضرم تتماشى بوضوح مع النهج العام للفيلم. في مقال كتبه في يوليو 2014 لصحيفة نيويورك تايمز ، أكد لو كاريه أن "مهمة باخمان المصممة ذاتيًا هي وضع النتيجة في نصابها الصحيح: ليس عن طريق فرق الخطف والأحواض المائية والقتل خارج نطاق القضاء ، ولكن عن طريق اختراق الجواسيس الماهر ، بالتبني ، باستخدام ثقل العدو لإسقاطه ، وما يترتب على ذلك من نزع سلاح الجهاد من الداخل "، الفيلم مقتبس من رواية تحمل نفس العنوان لجون لو كاريه وهو الاسم المستعار لديفيد جون مور كورنويل الروائي البريطاني المتخصص في كتابة روايات الجاسوسية. وقد عمل بين الخمسينات والستينات من القرن الماضي مع المخابرات البريطانية، ولذلك فقد بدأ يكتب روايات عن الجاسوسية باسم مستعار. وقد تم اقتباس العديد من رواياته في أفلام ناجحة أولها (الجاسوس الذي جاء من البرد ) والذي انتج عام 1965 وكذالك فيلم ( الجندي الجاسوس ) في عام 2011 ، والفيلم هو من إخراج الهولندي أنطون كوربين، وهو الذي سبق أن أخرج فيلم ( سيطرة) في عام 2007 و فيلم الامريكي في عام (2010) أما كاتب السيناريو فهو الاسترالي أندرو بوفيل ، الاسترالي أندرو بوفيل . و كان استخدام اللغة الإنجليزية طوال الوقت رغم أن العديد من الشخصيات ألمانية مربك نوعاً ما، ويعد هذا مأخذاً على الفيلم، فما يعتبر نقطة قوة رئيسية هو عدم نمطية الشخصيات والدراسة الجيدة لأبعادها. فهناك الإرهابي الذي تشعر بالتعاطف معه، خاصة بعد مشاهدة آثار تعذيب السلطات الروسية على جسده. وهناك المحامية المتحمسة التي تقع فريسه سهلة للمخابرات. وهناك مدير البنك الذي لا يعرف كيف يكون أخلاقيا ومهنيا في موقف كالذي وضع فيه في الفيلم، وهناك رجل مخابرات يحاول أن يحترم كلمته. هناك بشر في الفيلم يصعب تصنيفهم بمقياس الشر والخير. يتتبع فريق باخمان أيضًا أنشطة المحسن المحلي المحترم والمسلم ، الدكتور عبد الله ، الذي يشتبه الفريق في أنه يقوم بتحويل جزء صغير من أمواله المشروعة إلى القاعدة ، على الرغم من أن الفريق غير قادر على إثبات ذلك. يتصل كاربوف بمحامي الهجرة أنابيل ريختر (راشيل ماك آدامز) ، الذي يساعده على الاتصال مع تومي برو وهو مصرفي ثري كان والده قد قدم خدمة لوالد كاربوف منذ فترة طويلة. يُظهر كاربوف لبرو رسالة من والد برو إلى كاربوف ، إلى جانب مفتاح صندوق ودائع آمن ، ويطلب مساعدة برو. تم الكشف عن الخدمة التي قدمها والد برو لكاربوف ، وهو عضو في المافيا الروسية ، على أنها غسيل أموال . تم إبلاغ كاربوف بأنه الوريث القانوني لحساب بملايين اليورو منذ فترة طويلة لدى بنك ، يعرف كاربوف بأمه الشيشانية التراث الإسلامي ، ويعتبر المال غير نظيف ، ويشير إلى أنه لا يريده ، ضابط المخابرات بوخمان يقنع كاربوف وعن طريق صاحب المصرف برو بالتبرع بالمال الى جمعية خيرية اسلامية يقف على رأسها الدكتور عبد الله ، على امل اصطياد عبد الله عند تحويله الى شركة شحن تعمل كواجهة لتنظيم القاعدة ، يخطط باخمان لاستخدام دليل الذنب هذا لإيقاع عبد الله وإيقاع من هم في مرتبة أعلى في المنظمة الإرهابية. تمت الموافقة على الخطة من قبل وزير الداخلية ، إلى جانب سوليفان ، الذي أصبح حليفًا واضحًا لباخمان. باخمان يؤمن حق اللجوء لكاربوف البريء ، أثناء تحويل الأموال في بنك ( برو) ، يقوم عبد الله بالفعل بتوجيه الأموال إلى شركة الشحن. باخمان ، متنكرا كسائق تاكسي ، يلتقط عبد الله بهدف تحويله إلى مخبر دون الإخلال بحياته أو أسرته. عندما كان باخمان يقود سيارته بعيدًا ، تعرض لكمين من قبل عملاء يقدمون تقاريرهم إلى كل من سوليفان وموهر ، الذين قيدوا يدي عبد الله وكاربوف وأخرجوهما بعيدًا. يصرخ باكمان بغضب بينما ينظر إليه فراي وريختر وبرو بصدمة. باخمان ينطلق ويهزم هزيمة أخرى مثل هزيمته السابقة في بيروت . يتناول الفيلم المؤامرات والصراعات التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر بين وكالات التجسس الأوروبية والأمريكية التي أثارها الوصول غير القانوني لشاب شيشاني مشبوه إلى ألمانيا . يُعاب على الفيلم أن إيقاع الأحداث جاء بطيئًا بعض الشيء؛ ما جعله مُملًا، خاصةً في النصف الأول . أما الإخراج فكان جيدًا، وإن لم يكن به ما يُميزه. ولعل ما يُحسب لصُناع الفيلم هو أنهم لم يتناولوا الجاسوسية بشكلها التقليدي؛ حيث الدماء والقتل وتصادم السيارات، بل عرضوها بشكل أكثر عُمقًا وإيضاحًا . فالكاتب والمُخرج لم يهتما بوجود الإثارة قدر اهتمامهما بعرض الفكرة من كل جوانبها، طارحين، دون ضجة، زاوية جديدة ومُلهمة لرؤية ما يحدث؛ تاركين للمُشاهد العديد من الأفكار والأسئلة التي عليه أن يبحث عن إجاباتها بنفسه .
في الختام : فيلم (أكثرالرجال المطلوبين) فيلم يستحق المشاهدة يتسم بجمالية، قصة فخمة وأنسانية جداً ، ويمثل ظهور اخير للراحل فيليب سيمور هوفمان , لن اتكلم عن ثيمة الفيلم، بقدر ما سوف اتكلم عن دور الرائع الذي اداه هوفمان قبل انتحاره بسبب الشعور بالكآبة ومن جراء تعاطيه الهروين المخلوط بعقاقير مخدرة اخرى ، يمثل هوفمان حضورًا مستبدًا يكافح بقية الممثلين لمواكبة ذلك. يجمع الفنان التشكيلي الهولندي أنطون كوربيجن طاقمًا من كل النجوم لتصوير فيلمه الذي طال انتظاره عن رواية جون لو كاريه الأكثر مبيعًا
A Most Wanted Man (2014)
بطولة الراحل فيليب سيمور هوفمان إلى جانب دانيال برول وويليم دافو ونينا هوس وراشيل ماك آدامز ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى