الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو دراسة واقع واحتياجات الأطفال النفسية والتربوية والاجتماعية للآباء والأمهات المحتجزين في العراق

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 5 / 29
أوراق كتبت في وعن السجن


تشتد الأزمة السياسية في العراق اليوم بمطالبة الشعب بأطلاق سراح المحتجزين من النساء والرجال وخاصة الأبرياء منهم وممن لم يرتكبوا جرما أو ذنبا وتأخر صدور الأحكام العادلة في حقهم.
ويشير تقرير مكتب حقوق الأنسان التابع للأمم المتحدة في العراق لعام 2012 وبحسب احصاءات وزارتي حقوق الأنسان والعدل العراقية الى ان هناك 37014 شخصا في مراكز الأحتجاز العراقية، منهم (20996) كانوا قد أدينوا و ( 16018) بانتظار المحاكمة ومن بينهم (597) نساء من السجينات المدانات و( 537) نساء ممن ينتظرن المحاكمة ، وان هناك 1700 حدثا محتجزا في مرافق احتجاز خاصة بالأحداث، منهم 1271 قد تم أدانتهم و 429 قيد الاحتجاز الاحتياطي. وأشار التقرير بأن بعض المحتجزين مر عليهم اكثر من أربعة سنوات دون ان تجرى لهم المحاكمة العادلة.
و اني أحاول ان اتناول موضوع تأثير أحتجاز الآباء او الأمهات على الأطفال في العراق من النواحي النفسية والتربوية والأجتماعية وسبل معالجتها والتخفيف من وطأة الضغوط النفسية التي يعانيها الأطفال وأسر المحتجزين.
تشير الوقائع الأحصائية الى ان في المجتمعات المستقرة والآمنة يبلغ عدد الأطفال المتأثرين بسبب احتجاز احد الوالدين او كلاهما مايقارب 2% ، اما في العراق فقد بلغت النسبة 0.8% وان مجموع الأطفال المتأثرين بالاحتجاز بلغت 111042 الف طفل تقريبا وقد تم تقدير الرقم بأعتبار أن معدل عدد الأطفال لكل محتجز او محتجزة هو (3) أطفال.
أن وجود احد الوالدين في سجون الاحتجاز له أبعاد خطيرة على الأطفال كما تشير اليها الدراسات التربوية والمراكز العالمية للأبحاث النفسية ويمكن إجمالها بالأتي:
1- صدمة الأعتقال:
في باديء الأمر يعاني الأطفال من صدمة الأعتقال وخاصة عندما يتم القاء القبض على أحد الوالدين امام الطفل من خلال وضع القيود في معصميه وأجباره على الخروج من المنزل تحت وطأة السلاح.
2- الرعاية الأسرية:
يعاني الأطفال من التردي في الرعاية الأسرية البديلة المقدمة لهم سواء من ( الأم البديلة ، او الأب البديل) فالأطفال يعانون من الحرمان العاطفي الأمومي أوالأبوي، وربما اتباع اساليب التربية السيئة القاسية تجاه الطفل، وانخفاض مستوى المعيشة، والفقر، والحرمان من ابسط مقومات العيش الكريم لهم.
3- الأضطرابات النفسية:
يعاني الأطفال من فقدان الشهية للطعام، و الكوابيس، والرجوع الى الذكريات الماضية، والوصم بالعار ، ثم بعد ذلك يزداد الأمر سوءا فقد تزداد المشاكل السلوكية لدى الأطفال وخاصة الشعور بالقلق والأكتئاب، والعدوان، والسلوك العدائي تجاه المجتمع ، والخوف من الذهاب الى المدرسة وغيرها.
4- المشاكل الأجتماعية:
اذ تظهر على الأطفال مشاكل في التكيف الأجتماعي، وضعف العلاقات مع الأصدقاء في المدرسة او المحلة، والأنسحاب الأجتماعي والعزلة ، والشعور بالوحدة، وعدم الشعور بالسعادة، وغيرها
5- المشاكل الدراسية:
وهنا تجد ان الأطفال يعانون من ضعف في القدرات المعرفية والذكاء وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، أو الرسوب، والغياب عن المدرسة ، او الهروب منها، ومن ثم التسرب.
6- المشاكل الأقتصادية:
قد تنجم حالة الاحتجاز للآباء والامهات في انعكاس ذلك على الدخل الأقتصادي للأسرة وعدم وجود مورد رزق تعيش به الأسرة فتلجأ الأم الى توجيه ابنائها الى ممارسة العمل وبعمر مبكر وهنا سيواجه الطفل مجتمع الكبار المليء بالمشاكل السلوكية المنحرفة وسيتعرض الأطفال الى التحرش الجنسي ومختلف انواع من العنف ، وسيرافق الأطفال أصدقاء السوء وبالتالي يبدأ الطفل بتقليد الكبار من خلال التدخين وتناول المسكرات والمخدراتوربما تقوده الى الأنحراف والجنوح.

كما ان هناك مشاكل نفسية كبيرة تحصل لدى الأباء او الأمهات المعتقلين بسبب انفصالهم وبعدهم عن اطفالهم وعدم وجود وسائل الأتصال التي تمكنهم من التواصل معهم من داخل المعتقلات او السجون.
والأمر لاينتهي حتى بعد خروج الأباء أو الأمهات من المعتقلات بل ستلازم الطفل وصمة العار التي أصابت والديه تجاه الأعتقال وربما كان اعتقالهما كاذبا او مفتعلا او لأسباب كيدية.

هذه المشكلة الكبيرة التي يعاني منها أطفال المحتجزين لأبد من الجهات المسؤولة من دراستها وايجاد الحلول بأسرع وقت ممكن من خلال:
1- الأسراع في التحقيق بقضايا المعتقلين الأبرياء وأطلاق سراحهم.
2- ضرورة تعيين باحثة اجتماعية تتولى شؤون متابعة اطفال الأباء والأمهات المحتجزين داخل الأسرة وفي المدرسة من خلال وزارة المرأة العراقية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بشؤون المرأة والطفل.
3- ضرورة التدخل المبكر لمعالجة المشاكل النفسية والأجتماعية والتربوية التي يعاني منها الأطفال من خلال وحدات الأرشاد النفسي التي ينبغي وجودها داخل كل مدرسة ابتدائية وثانوية عراقية.
4- فتح مراكز العلاج النفسي من قبل منظمات المجتمع المدني او وزارة الصحة وتطبيق الوسائل والأساليب الحديثة في العلاج والتدخل النفسي والأسري .
5- تنفيذ الورش التدريبية من قبل اليونيسيف لأدارات المدارس والمعلمين فيها حول اساليب التعامل مع أبناء المحتجزين والمساعدة على إدماجهم في المجتمع ومعالجة المشاكل الدراسية والنفسية والسلوكية.
6- إجراء دراسات معمقة حول واقع واحتياجات أطفال الآباء والأمهات المحتجزين تقوم بها كل وزارة حقوق الأنسان بالتعاون مع وزارة التربية ولجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب وبالتعاون مع المنظمات الدولية لحقوق الأنسان واليونيسيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ


.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع




.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم




.. بكين تفرض قواعد جديدة في -بحر الصين الجنوبي-.. واعتقال كل من