الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأميرة المتمردة والامير المستسلم ...

مروان صباح

2021 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في كل مرة حاول الأمير أن يتظارف 😄 ، كانت العاصمة تسقط في غمرة الصمت المطبق ، لقد عُرف الأمير فيليب 🇬🇧 بين أوساط البريطانيون وايضاً العالم بأنه صاحب نكتة ثقيلة الدم ، والسبب بالغ البساطة ، كما يقال بالعامية ، فقد جمّع ثقالة الدم والعنصرية والبلادة معاً ، وفي واحدة☝من ظرائفه الثقيلة ، حاول سليط 😈 اللسان ، كما يوصف بين الإعلاميين ، الوصف الأكثر تداولاً
، بل يبدو نظراته حملت رسالة معينة ألتقطها الرئيس خروشوف رئيس الاتحاد السوفياتي الأسبق ، وكما يُعرف عن الأخير بين سياسيين القرن الماضي ، بسرعة البديهية والصراحة حتى الافتضاح لدرجة ، من في العالم لا يذكر واقعة خلع حذائه وضربه بمنصة الأمم المتحدة🇺🇳، لقد غلبت في معظم الأوقات بداوته على الدبلوماسية ، كان بسيط حتى الإزعاج / معروف بتقشفه ، يكره الإمبريالية حتى العظم ، بل كانت نكتته على لسانه ، وهكذا شاء القدر أن يتورط سليط اللسان مع نيكيتا خروشوف 🇷🇺 أثناء زيارة الأخير إلى بريطانيا🇬🇧 ، فالرجلان مختلفان تماماً عن بعضهم البعض والتاريخ حقاً😟 يحفظ للرجلين طيلة السنوات في دفاتره مواقف مختلفة ، فخروشوف أمضى حياته بالتوجيه السياسي وقاد معركة لينينغراد الشهيرة والتى غيرت مسار الحرب ، بل أثناء زيارته إلى العاصمة اللندنية كان قد أنتهى من إنجاز ميترو موسكو والإصلاح الزراعي وبات الإتحاد السوفياتي منافس في أسواق العالمية بالصناعة والزراعة والفضاء ، أما الأمير فيليب الذي يصاحب زوجته الملكة اليزابيث كالعادة ، كان منشغل في تجبير سيرته الذاتية وإعادة كتابتها ، ولقد أثار فضول خروشوف عندما وجد في عيني 👀 الأمير نظرات تعود لتاريخ حافل بإهانة البريطانيون للروس ، الذين يصورونهم على أنهم وحوش ، بالفعل سأل بصوت عالي موظف التشريفات ، قال ، قل لي ماذا يشتغل هذا ، فتعجب مسؤول السجاد الأحمر وسارع بالقول ، أنه الأمير وزوج الملكة ، فضحك خروشوف ، وقال أني اسألك عن عمله في الصباح ، ولأن الأمير فيليب لم يكن قارئ التاريخ القديم والمعاصر ، لهذا ، أن يورط نفسه مع شخصية إشكالية مثل خروشوف ، لم تكن في مصلحته أبداً ، لأن أيضاً ، كما لم يفلتوا رؤوساء وسياسين أمريكان 🇺🇸 من انتقاداته ، أيضاً الصين 🇨🇳 الشعبية لم تُفلت من انتقاده ، في مرة من المرات ، أرسل رسالة للزعيم الصيني ماو ( المؤسس ) ، وطالبه بالكف عن البكاء ومطالبة واشنطن برحيل من الجزر ، ووصفَ الصين 🇨🇳 كالزوج المخدوع الذي يضبط زوجته كل يوم في الفراش مع رجل أخر ، وهو كل يوم يهددها بالطلاق لكنه في اليوم التالي يتراجع ، لا يفعل ، بل في واحدة ☝ تُعتبر فريدة وتدلل عن حجم ذكائه ، بعد خوضه معركة إصلاح الحزب ، قرروا الأعضاء الانقلاب عليه وكانت تلك اللحظة بداية إنهيار الإتحاد ، استدعته اللجنة المركزية للاجتماع ، وتم وقتها طرح إقالته ، كان أول من رفع يده موافقاً على مقترح الإطاحة به ، لكن الإصلاحي خروشوف رحل عن الحكم مبكراً بعد إنجازات كبيرة وفي خلال سنوات قليلة ، وبقى فيليب على حاله ، مستمر بسخريته دون أن يسدد ضربة ✊لمن صنع له عقدة 🪢.

لم يكن رصدنا لحياة الأمير عبثية عندما لم نجد شيء خاص يذكر ، غير أن ، الرصد يسمح لنا أن نستخرج من الخزائن ما يتاح لنا ولغيرنا الإبصار بعمق فيها ، خذ عندك أيها القارئ واحدة ☝ فقط ، عندما حاول الأسقف ريتشارد شارترز مجاملة الأمير فيليب أو بالأحرى ما أنفك أن يدغدغ وجدانه العائلي حتى يجدد الدغدغة التى عادةً تذكر صندوق 📦القصر كلما اغفوا عنه قليلاً أن يتذكره ، قال لو أن أحد الأرستقراطيين الإنجليز هو من تزوج الملكة ، لكان ذلك قد أصاب الجميع بالملل ، وأختتم تصريحه ، كان لدوق إدنبرة أشياء كثيرة ، لكنه لم يكن مملًا ، وقالت الملكة في خطاب احتفال بيوبيل زواجهما الذهبي (الاحتفال بمرور 30 عامًا على زواجهما) في عام 1997: «إنه شخص لا يتقبل المجاملات بسهولة ، لكنه ، بكل بساطة ، كان مصدر قوتي وبقي طوال هذه السنوات ، وأنا وعائلته بأكملها ، والعديد من البلدان الأخرى ، مدينون له بدين أكبر مما قد يدعي ، أو نعرفه على الإطلاق ، وهنا بالفعل ، بحثت عن تلك المصادر التى عززت قوة الملكة أو العائلة والتى أعادتها لزوجها ، لم أجد سوى هذه الخلاصة ، لقد أمضت العائلة المالكة ( البريطانية ) معظم الوقت تدندن على إيقاع واحد☝ ، هو تلهية المجتمع الانجليزي بغراميات العائلة وحكاياتها مع الفتيات أو زوجاتهم وخلافاتهم مع بعضهم البعض وعندما جاءت إمرأة مثل الأمير ديانا ، ملئت بعفويتها وجمالها وبساطتها وتواضعها وأدبها الدنيا ديناميكية فريدة بعد معرفتها مسببات تعطلها في القصر أو خارجه ، بالفعل تركت أعمالها الخيرية والإنسانية أثر عميق 🧐 بين الشعب البريطاني والشعوب العالم وكانت شاخصة وغيرت الصورة النمطية لقصر باكنغهام ، لكنهم لم يتحملوا تمردها عن المألوف ، وبالتالي كانت النتيجة ، أنهم دفعوا بها للكفر بكل شيء ومن ثم الموت .

وكما هو العرف في كل سيرة فعلية أو مختلفة ، يبقى المحتوى الأخير في السجال هو الأهم ، لأن النهاية تُعتبر خلاصة العقود الماضية ، هناك فارق كبير بين الأميرة ديانا ، زوجة ولي العهد وأم للأميرين ، والأمير فيليب زوج الملكة ، لقد أحدثت ديانا ثورة داخل القصر وامتدت في طول وعرض الجغرافيا البريطانية حتى اجتاحت العالم ، بل لم ترضخ للواقع والتاريخ والتقاليد ، وعلى نحو متسق ، رفضت بشكل قاطع وحاسم أن تتحول إلى شاهد ما شافش حاجة ، بل أصرت على التغير الكامل والحب الكامل والأم الكاملة والكرامة الكاملة ، وعندما شعرت بالإهانة ، تمردت على السلطة وأي سلطة ، ثم عادت إلى الحياة العادية لكي ترسم مشوار موتها . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة