الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أين جاء يهود اسرائيل ؟ ومسلسل التغريبة اليهودية !!

اسكندر أمبروز

2021 / 5 / 30
القضية الفلسطينية


جميعنا شاهدنا في الماضي القريب مسلسل وعمل درامي ضخم يسمى بالتغريبة الفلسطينية , والذي كان يحكي أحداثاً تاريخية حقيقية مقترنة ببعض الفانتازيا والقصص الفلكلورية الفلسطينية , حيث ناقش هذا المسلسل قصص وحكايات وحقائق عن تهجير سكان فلسطين من أرضهم , ومعاناتهم الكبيرة التي والى اليوم لا يزال بعضهم يعاني بسببها , في تنازع أو تعارض بين هويّة الانسان الفلسطيني , وهويّة الوطن الجديد الذي انتقل اجداده اليه سوائاً أكان بلداً مجاوراً كسوريا والأردن , أم بلداً أوربياً وغربياً...الخ.

فمعاناة الانسان الفلسطيني كانت ولا تزال قضيّة انسانية بحتة , لا يمكن التغاضي عنها أبداً كما وضّحت في منشورات سابقة.

ولكن اليوم أود تسليط الضوء على حقيقة مماثلة تحمل ذات الأهمية الانسانية , والتي ومع الأسف تتغاضى عنها جميع الجهات العربية والداعشية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا , وهذا نظراً لحملات البروباغاندا المشيطنة لإسرائيل واليهود عموماً , والتي تبيّن لنا النظرة الأُحادية المتخلفة التي تتبعها غالبية شعوب بول البعير وإعلامهم الأخرق.

وهذه الحقيقة هي ما أود تسميته بالتغريبة اليهودية , والتي يمكننا رؤية ارهاصاتها بشكل واضح وكالعادة مع القليل من البحث والتدقيق. فلو نظرنا الى الإحصائيات الرسمية الاسرائيلية لسكان فلسطين من اليهود , سنجد تطوراً ملحوظاً في سنوات مختلفة كما سنرى الآن...

حيث وفي عام 1882 كان عدد اليهود في فلسطين يقارب 24,000 نسمة , وفي 1914 قُدّر عددهم ب94,000 نسمة بسبب الهجرات المتزايدة من يهود أوربا حيث بات اليهود يشكلون قرابة 13.6% في تلك الفترة.

وفي 1918 قلّ عددهم في فلسطين الى 60000 وهذا بسبب الحرب العالمية الأولى وتحوّل فلسطين الى ساحة معارك ضخمة بين الثوار العرب وحلفائهم الانجليز ضد العثمانيين.

وفي عام 1931 زاد عددهم ل174,610 وباتو يشكلون قرابة 16.9% من سكان فلسطين , وفي عام 1939 زاد عددهم الى 449,000 نسمة , بسبب صعود مدّ الفاشية والعنصرية النازية في ألمانيا وهروب العديد من يهود ألمانيا الى فلسطين التي كانت تحت سيطرة بريطانيا كما نعلم.

ولكن وبدئاً من 1946 بدأ التغيّر الحقيقي في تعداد اليهود في فلسطين , حيث قارب عددهم ال543,000 نسمة مشكلين 30% من تعداد السكان , وخلال عام واحد وفي 1947 ازداد عددهم ل630,000 مشكلين 32% من تعداد السكان , وفي 1948 ازداد عددهم مجدداً بعد عام واحد الى 716,700 نسمة , وفي 1950 ازداد العدد ل1,203,000 نسمة , ومن ثم الى 1,590,500 نسمة في 1955 , وصولاً الى قرابة 1,911,300 في 1960 , و 2,299,100 نسمة في 1965 مشكلين ل88.5% من تعداد السكان.

وكما نلاحظ فإن الزيادة الحقيقية لليهود بدأت في نهاية الأربعينيات مع تشكل اسرائيل , ووصولاً الى منتصف الستينيات , ولهذه الزيادة سبب ضخم وفظيع من الناحية الانسانية , ألا وهو أن معظم هؤلاء اليهود الذين جاؤوا لإسرائيل هم من يهود المنطقة المجاورة لها , أي من يهود سوريا ولبنان ومصر والعراق واليمن وشمال أفريقيا كتونس والجزائر والمغرب.

حيث حدثت أولى موجات النزوح على نطاق واسع في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي , وبشكل أساسي من العراق واليمن وليبيا. ففي هذه الحالات , غادر أكثر من 90٪ من السكان اليهود من تلك المناطق , على الرغم من ترك ممتلكاتهم وأراضيهم ورائهم.

فهاجر أكثر من مائتان وستون ألف يهودي من الدول العربية إلى إسرائيل بين عامي 1948 و 1951 ، وهو ما يمثل 56٪ من إجمالي الهجرة إلى الدولة المؤسسة حديثًا , حيث وصل ستمائة ألف يهودي من الدول العربية والإسلامية إلى إسرائيل بحلول عام 1972 , مما جعل يهود المنطقة وأبناء الأرض من يهود المزراهي (اليهود الشرقيين) يشكلون والى اليوم غالبية سكان اسرائيل !! نايهكم عن اليهود الذين خرجوا من هذه البلدان الى أوربا وأمريكا والذي يقدّر عددهم ب300 ألف يهودي.

وتتعدد أسباب الهجرة القسرية هذه , مثل الاضطهاد ومعاداة اليهود من قبل شعوب المنطقة خصوصاً بعد تشكّل اسرائيل وتقسيم فلسطين عقب خروج الاستعمار البريطاني , إضافة لعدم الاستقرار السياسي والفقر والطرد الصريح والوقح من قبل السلطات وشعوب بول البعير المحيطة بهم.

فعلى سبيل المثال لا الحصر , وفي سوريا تعرّض اليهود في تلك الفترة الى أبشع صور الاضطهاد والتنكيل والتهجير , حيث أحرق بهائم الصحراء في حلب الحي اليهودي في المدينة , وقتلوا 75 شخصًا...ونتيجة لذلك ، اختار ما يقرب من نصف السكان اليهود في حلب بعد تلك الحادثة مغادرة المدينة والهروب في البداية إلى لبنان ومن ثم الاستقرار في اسرائيل.

إضافة لهذه الأحداث , تم التشديد على حياة اليهود السوريين بشكل كبير من قبل الحكومة السورية آنذاك , حيث تم تجميد أرصدتهم البنكيّة ومنعهم من بيع وشراء ممتلكاتهم ومنعهم من السفر خوفاً من نزوحهم لإسرائيل , ولكن رغم كل هذا تمكن العديد منهم من الهروب تاركين أموالهم في البنوك وأراضيهم ومنازلهم خارجين الى لبنان وثم اسرائيل فيما بعد.

وفي العراق عام 1948 ، تم وضع البلاد تحت قوانين الطوارئ , واستُخدمت المحاكم العسكرية لتخويف الأثرياء اليهود , وفُصل اليهود مرة أخرى من الخدمة المدنية , وتم مقاطعة الأعمال التجارية اليهودية.
وأهم هذه الأحداث هو ما حصل لشفيق إديس (أحد أهم اليهود المعادين للصهيونية) , وأحد أكبر رجال الأعمال في الدولة والذي تم اعتقاله وشنقه علانية بزعم بيعه بضائع لإسرائيل.

وطبعاً هذا كلّه كان مقترناً بعمليات نهب وسلب ممنهج لممتلكات أي يهودي يخرج ويهرب من القمع والتنكيل والقهر , ناهيكم عن السلب المباشر للممتلكات الذي تعرّض له العديد منهم , والذي دفعهم فيما بعد للهروب بأي طريقة لأقرب مكان يمكنهم الوصول اليه بعد خسارتهم لكل شيء , وهذا المكان كان اسرائيل.

-------------------------------------------------------------

وبعد هذا العرض لبعض الحقائق بات بإمكاننا أن نقيّم الهراء الإعلامي العربي بشكل كامل , والذي يفضح نفسه بنفسه , ويدعي الانسانية لا بل يطالب العالم بأسره بالتضامن انسانيّاً مع تهجير الفلسطينيين , والذي هو تضامن مستحق دون أدنى شك , ولكن على حساب ماذا , ولأي غرض ؟؟

فالغرض من هذا التضامن لدى أمّة بول البعير ليس الانسانية ومبادئ حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير المصير واحترام الحريات...ألخ. وإنما هو غرض ديني مبطّن وفاسد وقذر لا يراعي لا حقوق الإنسان ولا حرمة البشر ولا حق أي شخص في العيش بكرامة.

فهم يتغاضون تماماً عن تهجير مماثل لا بل أسوأ لمئات آلاف اليهود من هذه الدول ذاتها التي تنتقد تهجير الفلسطينيين القسري , في صورة شيزوفرينية تامّة , تنسف أي مصداقية لكلامهم وتطبيلهم الإعلامي السخيف.

ونعم تعرّض الفلسطيني للتهجير القسري والطرد من أرضه وهذا فعل اجرامي لا يمكن تقبّله على الإطلاق , ولكن علينا أيضاً الاعتراف بالفعل الإجرامي المماثل له والذي كان سبّاقاً أيضاً , الا وهو تهجير مئات آلاف اليهود عقب تشكل اسرائيل مباشرةً من دول المنطقة وقبيل تهجير الفلسطينيين أصلاً من أرضهم , في تغريبة يهودية مشابهة للتغريبة الفلسطينية.

والتي ساهمت في جعل اليهود غالبية سكان فلسطين في المقام الأوّل وفي تأثير عكسي على القضية الفلسطينية ذاتها التي ينادي بها تجّار البروباغاندا العرب , والذين يدّعون أن فلسطين تحولت للغالبية اليهودية بفعل التهجير القسري للفلسطينيين فقط , دون ذكر العامل الأساسي والأوّل والأكبر الآخر ألا وهو تهجيرهم هم ليهود بلادهم وجعل فلسطين ذات غالبية يهودية.

فاليهودي الذي كان لديه أرض وعمل ومنزل , وجد نفسه بين يوم وليلة مهجّراً مسلوباً من ممتلكاته وأرضه التي عاش عليها هو وأجداده منذ مئات السنين !! وهذا يذكرني أيضاً بالفلسطيني الذي عانى ذات المعاناة والقهر.

ولو دققنا قليلاً في هذه المعمعة , سنجد عاملاً واحداً فقط كان ولا يزال يتسبب في هذه المصائب كلّها , ألا وهو الدين والجهل الديني والحيونة الدينية بشكلها الاسلامي واليهودي , فإسرائيل دولة قائمة على العنصرية الدينية وهذه حقيقة , ولكن تعاليم كراهية اليهود والحقد على البشرية والعنصرية والنرجسية في دين بهائم الصحراء لها أكثر من نصف المسؤولية في هذه الجرائم.

وطبعاً تهجير اليهود لم يكن شيئاً حديثاً حيث يقتدي بهائم الصحراء برسول بول البعير الذي علّمهم هذا الأمر أصلاً ورسّخ فكر الكراهية الاسلامي للآخر المختلف منذ 1400 سنه , فأفعال بهائم الصحراء هي اقتداء شَرِّ خَلَفٍ بألعن سَلَفْ.

وكما ذكرت في مقالات ومنشورات سابقة , فلو أزلنا الدين من المعادلة الفلسطينية الاسرائيلية لحلّت القضية بأكملها , ولما حدث ما حدث لليهود والفلسطينيين على حد سواء في القرن الماضي.

-------------------------------------------------------------

المصادر :
https://www.jewishvirtuallibrary.org/jewish-and-non...

Locked Doors: The Seizure of Jewish Property in Arab Countries by Itamar Levin

Ada Aharoni "The Forced Migration of Jews from Arab Countries"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له