الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الهاوية -18-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 5 / 30
الادب والفن


نكرّر أنفسنا ، نعتقد أنّنا نتجدّد
نصبر على الأيّام ، لا نغيّرها
الصبر لغة الكسل
التكرار ، الروتين يقتل الزمن
لماذا نكرّر أنفسنا ، و لا نتغير؟
نلوذ بالصبر ، نحتمي من أنفسنا ،
نركن إلى الأحزان ، الأمر أسهل،
التغيير يحتاج إلى همّة ،
ونحن مرتاحون مع صبرنا .
. . .
لو غيّرنا مقولة الصبر ،
مقولة الحزن ،
مقولة التّكرار .
لو انطلقنا بهمّة وسط النّهار ،
لكنا غيّرنا العالم ، و احتفظنا بسر الحياة
الحياة ثمينة تستحق العيش
لماذا نقتلها؟
. . .

لا أحبّ الصبر ، عندما كنت أصبّر على أمر . كنت أسلم نفسي للكسل، أنتظره حتى ينفذ صبري ، لأبدأ في صبر جديد. يقولون أن الصّبر قيمة ، لكنّني لا أراه كذلك ، فلو صبرنا على قساوة الحياة لما غيّرناها . هناك صبر ملزم عندما تفقد عزيزاً، و هو ليس بصبر، بل إنّه اليأس من عودته . أتساءل يا فارس : لماذا صبرنا؟
-لقد صبرنا مرغمين . كنت أسيراً ، لم أستطع فعل شيء ، لكن بعد الأسر كان يمكنني أن لا أعود إلى بلدي ، مع هذا فإنني لست نادماً لأنني عدت. التقيت بك، جمعنا حبّ كبير . حتى في هذه المغارة تمكنا من أيجاد وسيلة تواصل، لايوجد من نتواصل معه سوى المرأة العجوز التي تطعمنا مع كلابها . انظري إلى هذا الشخص على الفيسبوك . إنه قائد سرب الطيران الذي أراد تدمير العدو . لقد حلّق بالجوّ يومها ، وعاد إلى المطار العسكري ، وقاموا بترفيعه لأنّه حافظ على أسرار الجيش، ولم يقع في الأسر . دققي في الصّور : هذه الصورة له مع وزير الدفاع ، و تلك الصورة مع زعيم المنشقين ، كلّهم يعرفون بعضهم إلا أنا و أنت . بل إن من يقولون أنّهم مع العدالة يتباهون في إظهار صورهم إلى جانب البطل!
-أعتقد أن لكل زمان ومكان ثقافته ، تتميّز أمكنتنا بأنها تصنع من الشّائعة حقيقة . كل الشعراء الذين طبّلنا لهم كانوا مثل قائد سربك . كل أصحاب المعالي كانوا في درجة من الوضاعة لا يمكن تصورها ، لكنّنا لا زلنا نصفق لهم، ونضع أشعارهم وكلماتهم كأنّها مقدّسة لا يمكن المسّ بها .
لقد أحبّ الأنبياء، و الآباء الرّوحيين النّساء ، لن نغوص في التاريخ منذ نشأة آدم -إن كان هناك آدم-لكن في التاريخ الحديث ، فضائح غاندي الجنسية يعرفها الجميع ، لا زلنا نسبح باسمه . حتى غيفارا خرج ابنه من إحدى زوجاته غير الشرعيات وتحدّث عن الموضوع . استمع له البعض، ولما سمعنا الشّائعة .كفّرناه، كذبناه، ولو طالته أيدينا لمزقناه. نحن نتنمّر على الضّحية ، ونمجد القاتل.
-دعينا نستكشف المكان أكثر
ندور حول الجبل
نرى الكهوف
نتعلّم لغة الكلاب
لغة الذئاب
ولغة الحمام
دعينا نجرّب من جديد كل الأيّام
. . .
بدأ ضوء الشمس يتسرب للمغارة ، الوقت مبكّر، لكن نوال لم تستيقظ . سوف أقوم بجولة حول المغارة كي أعرف كيف أتصرّف . لم أكن أعرف أنّني سوف أقيم في مغارة على حدود جبل عال . المغارة هي مجرّد محطّة للتفكير كيف يمكننا الصعود إلى الجبل كي نصل إلى الضّفة الأخرى . سوف أحاول أن أثبت لنفسي أنّني لا زلت أفكّر، و يمكنني أن أنجح . سوف أذهب لأغسل وجهي قرب جدول الماء ، ثم نذهب إلى حظيرة كلاب السيدة العجوز حيث سوف تطعمنا مع كلابها .
-أين أنت يا فارس؟ لماذا لم توقظني ؟ لقد تأخّرت !
لا أعرف عن ماذا تأخّرت . هو شعور يلاحقني منذ طفولتي بأنني لم أنجز عملي وعلي الاستعجال، في أحيان كثيرة أشعر أنني أدور حول نفسي فقط لأنّه لا عمل لي أنجزه . أتدري! نمت نوماً عميقاً أشعرني بالرّاحة . أشعر أنّ الكهف وطني الذي كنت أبحث عنه. لا. ليس وطناً، كلمة الوطن غامضة المعنى، الكهف هو كهف فقط . يمكنني القول أنني في تلك الليلة نظّف الكهف قلبي .
يوجد في الحياة متّسع من الوقت
لا داعي لقتل الزمن
لنتمتّع بما بين يدينا بهدوء
سوف أطلق على كهفنا تسمية
قد أسميه " الملاذ"
أو أسميه " الأمل"
أترجم اسمه إلى كل اللغات
أرسم طريقاً منه إلى الحياة
على حدود الطّريق عصافير ترشد المارّة
إلى الطّرف الآخر.
. . .
-أشعر بالجوع . هيا بنا نخرج إلى حظيرة الكلاب كي نأكل بعض الخبز من يد تلك السيدة الكريمة .تلك المرأة التي لم تقف عائقاً أمام أولادها عندما اختاروا طريقهم بعيداً عنها، شغلت نفسها بالعناية بالكلاب ، وهي تعتني بنا أيضاً. تعتقد المرأة أن كرامة الكلب هامة أيضاً .
-قبل أن نذهب إلى الحظيرة سوف ننظّف أنفسنا ، نغسل ثيابنا ، ننشرهم على شجرة ، نتركهم يجفون، نذهب عراة إليها ، فهي لا تهتم ، ونحن هنا أحرار أن نلبس أو نتعرى .
تعالَ نسير بين الأشجار
نأكل ثمراً ، نتسلّق
نراقب الأطيار
دعنا نتمتّع بالزمن
بالمكان
نحتفي بوصولنا إلى برّ الأمان
ننسى أنفسنا ، الأمكنة، الأزمنة، وكلّ ماكان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب