الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان للناس والرفاق والرفيقات والأصدقاء

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2021 / 5 / 30
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


طوال حياتي لم أكن متفرجا على ما يجري في وطني، بل سعيت دائما لأن أكون فاعلا ومتفاعلا ومؤثرا ومشاركا قدر استطاعتي، وكنت وما زلت على قناعة أن الانخراط في العمل العام، وتحديدا في النضال السياسي من أجل حرية الوطن والشعب ليس ترفا ولا هواية ولا من كماليات الحياة، بل هو ترجمة للانحياز الأخلاقي لما هو صحيح ومحق وعادل، واستجابة لصوت الضمير والواجب.
اخترت طريقي بملء إرادتي ووعيي، ودفعت ثمن ذلك باهظا، وربما لا زلت أنا وأسرتي ندفع الثمن. لست نادما على شيء، فالذين هم أفضل مني دفعوا ما هو أكبر وأكثر فداحة، وقدموا حياتهم وزهرة عمرهم فداء لانتمائهم وقناعاتهم. خلال هذه المسيرة الطويلة والشاقة التي امتدت على أربعة عقود ونصف، وساحات وبلدانا عدة: القدس وسوريا والأردن (بما يشمل أربعة من سجون المملكة الشقيقة)، وغزة والضفة، وشملت مختلف أشكال العمل والنضال العسكري، والأمني السري، والجماهيري والطلابي والشبابي والتنظيمي والإعلامي، والنقابي الصحفي، والعلاقات الوطنية والتثقيف وإعداد الكادر، والعمل مع الجاليات، وعضوية أعلى الهيئات القيادية في عدة أقاليم.
في هذا المشوار تعلمت الكثير، أخذت وأعطيت، أصبت وأخطأت، ربما ظَلَمتُ وظُلِمتُ، سنوات كثيرة هي عمر حافل بكل شيء، بالإنجازات والإخفاقات، بلحظات المجد والعنفوان كما بالخيبات والانكسارات، بأروع أشكال الوفاء والصدق والتضامن والروح الرفاقية مع لحظات من ما يشكل نقيض هذه المعاني السامية.
أعلن الآن أنني وصلت إلى نهاية هذا المشوار، ولأسباب تراكمية كثيرة لا يتسع المجال لحصرها وتعدادها، لم أعد عضوا في أية هيئة قيادية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ما زلت منتميا للمدرسة الفكرية والسياسية والنضالية التي اقتنعت بها في ريعان شبابي، مدرسة عمر القاسم وخالد نزال، ولكنني سوف أتحرر من أي إطار يقيّد حريتي في التفكير، أو يحجر رأيي، أو يملي عليّ قناعاتي، ويصوّر لي رغبة فرد ما، كائنا من كان، على أنها توجهات التنظيم.
من الآن فصاعدا ما أقوله وأكتبه يمثلني وحدي، ولا شيء يمثلني إلا ما ينسجم مع قناعاتي.
أريد أن أغادر الهيئات وقيودها وأطواقها، لا الطريق، بكل سلام وهدوء ومودة، على قاعدة الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان، لن أقدم استقالة لأحد، ولن استقيل من النضال، أغادر الإطار ولا أغادر اليسار، ولا زلت أعتبر نفسي منتميا للمدرسة الفكرية والنضالية التي قضيت عمري وزهرة شبابي ومعظم عمري في صفوفها، ربما تسنح لي فرصة دخول القدس قريبا، حينها سأقف عند قبر عمر القاسم وأنفرد به وأخاطبه بما أريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ