الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتصوف في الشاعر صلاح عبد الصبور

بلقيس خالد

2021 / 5 / 31
الادب والفن


الشاعر المصري الكبير صلاح عبد الصبور(1931-1981) يعتبر (القصيدة كوارد، وللصوفيين المسلمين في استعمال كلمة وارد:
تفنن فريد، فقد فرقوا بين الكلمة وبين كثير من الألفاظ التي تشبهها مثل:
الخاطر، والبادي والباده والعارض والوهم ص12/ صلاح عبد الصبور/ المجلد الثالث / حياتي في الشعر).

ولا فرق لديه بين، مادام العبد في الطريق، وبين الفنان في الطريق، فكلاهما ينتقلان من وصف إلى وصف، ومن حال إلى حال.

ويؤكد عبد الصبور: أن الصوفية هم أول من أشار إلى أن التجربة الروحية شبيهة بالرحلة وهكذا
(جعلوا سعيهم وراء الحقيقة سفراً مضيئا بالمفاجآت ص24)..
من خلال هذا الوعي الشعري والتجربة الحياتية الخصبة والحس الصوفي لديه:
جاءت قصيدته (مذكرات الصوفي بشر الحافي) ويخبرنا جابر عصفور،
أن هذه القصيدة هي التي دفعت بهاء طاهر إلى مواصلة الإلحاح إلى أن اختمرت الفكرة في ذهن صلاح،
فأختار بعد شخصية بشر الحافي، شخصية الصوفي الحلاّج موضوعا لمسرحيته الأولى (مأساة الحلاج)
/ ص92/ د. جابر عصفور/ رؤيا حكيم محزون/ قراءات في شعر صلاح عبد الصبور/ كتاب دبي الثقافية/ مارس/ 2016
الحس الصوفي في قصائد صلاح عبد الصبور ليس فقط في (مذكرات الملك عجيب بن الخصيب) و
(مذكرات الصوفي بشر الحافي) و(مأساة الحلاج)
من يقرأ أعماله الشعرية الكاملة، يجدها تتضوع بذلك الرهف الصوفي بدءا من (الناس في بلادي)
صعودا إلى (شجر الليل)..

أرى كقارئة أن في كل فعل شعري منتوج في عزلة ٍ مصفاة، هناك ضوع صوفي،
فكلاهما نتاج خلوة عرفانية، تعرج من النفس الإنسانية، نحو افياء وفيافي. لتقنص بوارقها ومواقيتها،
فالرهف ذاته متألق في لحظتيّ: القصيدة والباده،
صوفيتي كقارئة جذورها في معاينتي للناس وللأشياء
بعيدا عن أي أسباب خارج النظر، أعني نظرتي مجردة من المنافع،
لذا فهي ترى الجمال والقيمة الاستثنائية في الناس والأشياء، هكذا حين أكون ضمن صفاء الصفاء الصوفي..



قطوف من كروم الشاعر صلاح عبد الصبور:


-1-
يا أيها الحبيب
معذبّي، يا أيها الحبيب
فإن أذنت إنني النديم في الأسحار
حكايتي غرائب ٌ لم يحوها كتاب ْ
طبائعي رقيقة ٌ كالخمر في الأكواب
فإن لطفت هل إليّ رنوة ُ الحنان
أليس لي بقلبك العميق من مكان
وقد كسرتُ، في هواك طينة الإنسان
وليس ثمّ من رجوع.



-2-
كان لي يوماً إله
وملاذي كان بيتُه
قال لي: إن طريق الوردِ
وعرٌ فارتقيتُه
وتلفتُ ورائي
وورائي ما وجدته
ثم أصغيتُ لصوت
الريح تبكي، فبكيتُ.



لمستُ كقارئة هذا التمازج اللطيف بين الرهفين : رهف المتصوف / رهف الشاعر.



-3-
هناك شيءٌ في نفوسنا حزين
قد يختفي، ولا يبين
لكنّه ُ مكنون
شيءٌ
غريبٌ
غامض ٌ
حنون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفلام مهرجان سينما-فلسطين في باريس، تتناول قضايا الذاكرة وال


.. الفنان محمد الجراح: هدفي من أغنية الأكلات الحلبية هو توثيق ه




.. الفنان محمد الجراح يرد على منتقديه بسبب اتجاهه للغناء بعد دو


.. بأغنية -بلوك-.. دخول مفرح للفنان محمد الجراح في فقرة صباح ال




.. الفنان محمد الجراح: قمت بالكثير من الأدوار القوية لكنها لم ت