الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخيرا توماس فريدمان يعري نفسه حول العراق

كهلان القيسي

2006 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أخيرا، عرى المعلق الصحفي للنيويورك تايمز توماس فريدمان نفسه حول حرب العراق. وكتب في عموده اليومي في 4أغسطس/آب. أصبح من الواضح ألان إننا لا نشرف على ميلاد الديمقراطية في العراق،لكننا نرعى حربا أهلية. لفترة طويلة كان المدافع التحرّري البارز عن الحرب ، لكن فريدمان أدرك متأخرا وبتردّد بان الخدعة قد انتهت. وكتب :نحن لا نستطيع تقديم المزيد من التضحيات,
ما بعد التكاليف الإنسانية للمستنقع العراقي، التي سجلتها حركة السلام لمدة طويلة، أعترف فريدمان أيضا بما كنا نقوله في حركة السلام حول عواقب تدهور الأمن: واستنتج فريدمان قائلا :وكلما حافظنا على إستراتيجية فردية فاشلة في العراق،كلما زاد أعداء الحرية قوة.
وهنا نوجز مؤشراً لتاريخ مواقف فريدمان: ففي أعمدته المؤيدة للحرب، دعم فريدمان كافة الجهود للإطاحة بصدام ،ولكن ليس بطريقة السياسة أحادية الجانب المفضلة من قبل إدارة بوش.
على الرغم من هذا، في مقال له في21، مارس/آذار 2003 بينما كان بوش قد شنّ الحرب لتوه ، كتب فريدمان: “نظرة بوش بأنّه في غياب موافقة الأمم المتّحدة، فان هذه الحرب ستصبح شرعية تلقائيا عندما سيرى العالم إن أكثر العراقيين سيحيّون القوات الأمريكية كمحررين. وأعتقد إن هناك فرصة جيدة ستلعب دورها في هذه الشرعية ”
وقال أيضا بأنّ هزيمة صدام كانت ضرورية لكن ليس كافية لتحقيق الهدف الذي يرمي إلى عراق أكثر تقدّما وعالم فيه إرهابيون اقل يهدفون إلى تحطيم الولايات المتّحدة ” حتى في تلك اللحظة، فهم بأنّ نظرة الاستبداد التخويفية لفريق بوش كان لا بدّ أن تتغيّر. فهي بحاجة للنزول من برجها العالي و البدء في محاكاة الناس في الشارع العالمي، الاستماع إلى ما يضايقهم, " وكتب، بأنّ بوش وجماعة بحاجة إلى عملية جراحية دقيقة.” لكن كان ذلك تفكير بما تتمناه النفس. و هو كان يعرف ذلك بشكل أفضل.
فما زلنا مبتلين بنفس البوش المتغطرس الكسلان، وبنفس دكّ تشيني المخيف، ونفس دونالد رامسفيلد البليد المسيطر على الموقف، كما هو حالهم دائما. ولم يكونوا على وشك أن يسمحوا لأنفسهم بان يربطوا على عربة جراح الدماغ.
أحيانا، تبدو تعليقات فريدمان مشكوكا بها حول ناس بوش ودفعهم إلى التكبر أمعن النظر في عموده في 30أكتوبر/تشرين الأول,عام 2003، “ إنها ليست فيتنام ”
“ إن القوة الأمريكية لم تستعمل في العراق من اجل النفط، أو الإمبريالية، أو لتقوية وضع فاسد، كما كانت في فيتنام وفي أماكن أخرى من العالم العربي أثناء الحرب الباردة ,” وكتب. “ إن هذه الحرب الثورية الجذرية الأكثر تحرّرا التي لم تخوضها الولايات المتّحدة قط من قبل — حرب اختيارية لتأسيس بعض الديمقراطية في قلب العالم العربي والإسلامي. ”
من المستغرب ، في عمود له قبل أربعة أشهر سابقة لهذا العمود ، لم يكن ساذجا جدا إلى هذا الحد . ففي 4يونيو/حزيران, 2003، وفي عمود عنوانه “ لأننا متمكنون " ,كتب: فريدمان “ إن السبب الحقيقي لهذه الحرب، لم يعلن أبدا ، وهو بعد 9/ 11 كانت أمريكا بحاجة إلى أن تضرب اي شخص ما في العالم العربي والإسلامي. فأفغانستان لم تكن كافية. ”
كما ترى، تذبذب فريدمان ذهابا وإيابا في مواقفه على حرب العراق.و سخر من فكرة رامسفيلد “فقط خسارة ما يكفي من الجنود ",” لكنّه لا يمكنه أبدا أن ينزل من عربة الحرب. في 12يناير/كانون الثاني,عام 2004، كان يصيح متحمسا. “ أشعر اليوم بأنني أكثر قوة من اليوم الذي بدأت به تلك الحرب ففي الوقت الذي أحدث فيه فريق بوش فوضى مطلقة من الدبلوماسية والتخبط ما بعد الحرب، فهي ما زالت الحرب الصحيحة وما زالت لها فرصة جيدة لتحقيق نتيجة محترمة. ”
تلك الفرصة اختفت الآن. وتلك النتيجة بعيدة المنال الآن. على الأقل أدرك فريدمان كلّ ذلك متأخرا . لكنّ كان يجب عليه أن يصغي أكثر إلى زوجته. كما لوحظ في العديد من أعمدته، فهي كانت ضدّ الحرب من اليوم الأول.
http://www.commondreams.org/views06/0805-22.htm
ترجمة: كهلان القيسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل


.. مصر تعلن تدخلها لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام -العد




.. الاحتلال يهدم منزل الأسير نديم صبارنة في بلدة بيت أمر شمال ا


.. حريق بمنزل لعائلة فياض في وسط مخيم جباليا بعد استهدافه من قو




.. بوتين يقيل وزير الداخلية سيرغي شويغو ويعينه سكرتيرا لمجلس ال