الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعيداً عن تحليل الخبراء ..أحمد مراد يبدع من جديد في (لوكانده بير الوطاويط)

علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)

2021 / 5 / 31
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


حالة من الهجوم المستمر على الروائي أحمد مراد إعتادها على مدار14 سنة هي عمره الأدبي انتج خلالها 7 روايات هي الأكثر شهرة ونجاحاً وقراءة بين جموع شباب القراء الذين وجدوا في كتاباته مصداقية أفزعت عشاق الخطوط الحمراء والتابوهات المكررة , الكتابة بالقلم والمسطرة , الذين يتنفسون تحت رمال إعتادوا دفن رؤسهم فيها , تفزعهم سلاسة أفكاره وغرابتها , يشمئزون من ألفاظ جنسية تضمها كتاباته , متحدثاً بلسان حال الشباب الذين لم يستهجنوها .
عن رواية (لوكاندة بير الوطاويط) التي هوجمت بداية من عنوانها , وعدد صفحاتها أكتب


تفاصيل الرواية
تدور أحداث "لوكاندة بير الوطاويط" الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع ، في أغسطس الماضي، في أجواء من الجريمة والغموض أثناء ترميم "لوكاندة بير الوطاويط" المجاورة لمسجد "أحمد ابن طولون" بحي "السيدة زينب"، يتم العثور على يوميات تعود إلى سنة 1865 م، مدفونة وراء حائط الغرفة رقم سبعة بالطابق الثالث بمبنى اللوكاندة، ومحفوظة بشكل جيد , اليوميات من نمرة "34" إلى "53" دون حذف أو تنقيح، وهي اليوميات الوحيدة التي تصلح للنشر، وهي إن بدت قليلة فبداخلها أحداث اجتماعية وسياسية وتاريخية غاية في الإثارة , أرّخ فيها مصوّر الموتى "سليمان أفندي السيوفي" في سنوات ما قبل إنشاء جهاز بوليس منظم، حين تم تكليفه بتقصي الحقيقة حول مصرع أحد الباشوات بطريقة شنيعة.
في هذه الرواية أبدع (مراد) باختياره للحقبة الزمنية غير مستهلك الكتابة فيها، في العديد من الأجيال الحالية في مصر لم يعاصروا الحكم الملكي وصراع القصر والسرايا العثمانلية , واستكمل التشويق باختيار مهنة بائدة “مصور جثث الموتى والمحقق” وهي مهنة شائعة في نفس الوقت في زمن لم يكتمل فيه التشكيل البوليسي بشكله الحالي لينسج عالمه الخاص بذكاء.

رأيي كقارئة
المتعة , هو العنوان الأكبر و خلاصة الحديث عن هذه الرواية , بداية من عنوانها الذي هوجم لأنه وضع لغرض دعائي وترويجي للرواية ولا يرتبط بشكل كبير في احداث الرواية سوى أنه المكان الذي يقيم فيه البطل (سليمان السيوفي), ولا ارى عيباً في هذا , فكم من الروايات التي كتبت كان عنوانها إسم مبنى أومنطقة لم تكن اكثر من شاهد على بعض احداث الرواية كروائع نجيب محفوظ (السكرية) (قصر الشوق) (ميرامار) وغيرها , كما لا اجد عيباً في أن يوضع العنوان بهدف الدعاية والترويج للرواية , وهو الهدف الأصلي لوضع أي عنوان (أن يكون جذاباً وملفتاً ) وإلا تحول إلى عنوان لخبر في صحيفة رسمية حكومية .
انتُقد مراد كونه يسرد العديد من التفاصيل دون داع يُذكر، يُبالغ في الفنتازيا دون أن يكون لها أثرُ في رؤية النص، ويُمعن في استعراض المعلومات التاريخية وإقحامها في كثير من المواضع دون مغزى يذكر. تتلاحق الأحداث وتتابع وربما تجعل بعض القراء في شغف لمتابعة ما سيحدث لاحقًا، لكنه لم يقدم إجابة على سؤال "لماذا" في هذه الرواية؟ , ولماذا يأتي البطل على تلك الهيئة التقليدية من عدم الاتزان والهلاوس؟ وما الداعي للهيئة السريالية التي تُغلف العالم من حوله؟
وأرى أن ما إعتبر عيباً في الرواية وفي كتابات احمد مراد عامة هي ما تميز كتاباته عن غيره من الكتاب , فتستطيع أن تعرف انها كلمات وأفكار "مراد" بمجرد قراءة صفحة أو حتى فقرة من كتابه .
وليس علينا معرفة لم نشرت اليوميات من "34" إلى "53" دون غيرها , ولم هي اليوميات الوحيدة التي تصلح للنشر، وما تحويه بقية يوميات (سليمان السيوفي),
ففي سورة الكهف مثلاً نقرأ قصة سيدنا موسى مع العبد الصالح والمواقف التي خاضوها معاً وانتهت بفراقهما لأن سيدنا موسى لم يستطع الصبر على ما جهله وأعلمه الله للعبد الصالح , لم نفكر كثيراً في بقية حكاية هذا العبد ولا إلى اين اتجه بعد أن افترق مع سيدنا موسى , فكل الحكايات التي وردت في القرآن الكريم , وغيره من الكتب ,جاءت كنافذة نطل بها على حدث معين دون إلزام بمعرفة بداية الحكاية أو إلى أين ينتهي مصير كل مفرد فيها .
ولا أرى الإفراط في السرد والوصف إلا ميزة تجعلني كقارئ أتوحد مع شخصية البطل , اذوب في عالمه , أستشعر ملمس أثاث غرفته ورائحتها , أعاني الصداع النصفي ورعشة يد طه الزهار في رواية (تراب الماس) , حيرة ورعب د, يحيى راشد في رواية (الفيل الازرق) , اعيش مع سليمان السيوفي في غرفته بلوكانده بير الوطاويط , أراقبه وهو يطعم عنتر , وأستشعر طعم دماء (حبيبته عزيزة) في فمي عندما تأكل (قشطة) قلبها نيئاً !!!
في سورة النور مثلاً , يقول الله تعالى , ولله المثل الأعلى بالطبع :
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35)
يمكنك أن تلاحظ الوصف البديع والمعجز لأربع كلمات (الله نور السماوات والارض ), حيث أفرد الخالق عز وجل بقية الآية في وصف هذه الكلمات بتصوير بليغ يدفعك كقارئ لتخيل المشكاه والمصباح والشجره المباركة التي لاهي شرقيه ولا هي غربية , ويسطع امامك الزيت المضيء بدون نار , وترى النور قد إزداد نوراً .
أليس الوصف قد قرب للقارئ وفسر معنى ال4 كلمات (الله نور السماوات والأرض).
فكيف نعيب إسهاب أحمد مراد في إستخدام الوصف إن كان من الممكن أن يوصل المعنى بهذه الروعة .

أما إفراط (مراد) في سرد المعلومات التاريخية فهو شيء يستحق الثناء عليه وليس الذم , ان يطعم روايته بمعلومات تاريخية , لجيل لا يقرأ , فيتلقاها بين سطور رواية تجمع بين الإثارة والجريمة بلغة يفهمها الشباب , تدفعهم للقراءة والتفكير وربما التشكيك والبحث وراء هذه المعلومات , وهي نتيجة عجزت عن تحقيقها وزارات الثقافة ومعارض الكتاب من المحيط إلى الخليج .
وهو نهج إنتهجه بعض الكتاب كأحلام مستغانمي التي قدمت في ثلاثيتها الأشهر (ذاكرة الجسد، وفوضى الحواس، وعابر سرير) , اذ مزجت فيها الكاتبة بين الصورة الشاعرية والتاريخ السردي , لأحداث هامة في تاريخ الجزائر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة