الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقبرة جماعية*

طارق حربي

2021 / 5 / 31
الادب والفن


العثور على مقبرة جماعية في مدينة الناصرية، تعود لعام ١٩٩١ تضم اكثر من ٧٠٠ انساناً بينهم اطفال ونساء!
#مقبرة_جماعية
* كتبتْ بعد الإعلان عن اكتشاف حافلات نقل الركاب مليئة بالشهداء في المقابر الجماعية!
شعرتُ أولاً
بخدرٍ شديدٍ سَرى في جسدي كله
وثقلِ الجبال في قدمي!
فكرتُ
- لعل سقف بيتنا في دور الأرامل والأيتام
هوى على رؤوسنا من شدة القصف!
في الحقيقة لم يكنْ قصفٌ
كانت (الشفلات) تحفرُ في ليل العراق الطويلْ
وثيابٌ زيتونيةُ اللونِ
بالمسدساتِ
تزيحُ بلا تردُّدٍ كتلاً هائلةً من الترابِ
لم تظهرْ
على شاشة أو حاسوبْ!
تركنا البنادق في السهولِ
وعلى المنحدراتْ
وأمي أطفأتْ واحدةً في الفراتْ
ثم عادتْ من اليُنبوعِ بالذكرى الأليمةِ نفسِها!
وكانت نساء سومر يبكينَ أمام فخذ الثورِ
هل يسامحني الرب؟!
هل أقولُ : السماءُ التي أفلتتْ من يدي
كانتْ مغمضة العينينِ
وحائرةً في الهزيعِ الأخير من الليل؟!
إرتفعنا إلى فوق
حيث لا أحد يسأل عنا!
ثم انخسفنا إلى الأرض
مع أطفالنا ودفاترنا
ذكريات شواجيرنا
طارتِ الوسائدُ من الأحلامِ
الوسائدُ التي دوَّنَ عليها الصينيون :
نوماً هادئاً
أو تصبحون على خير
التي لم تخسر في العراق حكمةَ الشرقِ بعدُ!
غرقنا في التراب
سمعتُ صوتاً ينادي
- موجةٌ ثانيةٌ
وننزل إلى البرزخ بالثياب المدنية
- موجةٌ ثالثةٌ
وتنطبقُ السماء على أرض السواد!
لم نكنْ نُنَقِّبُ عن النفط في مجنون أو البرجسِيَّة
لم تكن آثارُنا بعدُ قد استقرتْ
بين أيدي اللصوص
من قلعة سُكَّرٍ والرفاعي
لم يكن تمثال كوديا
قد اشتراه السعوديون والكويتيون بأبخس الأثمان
ولا مستشرقة أمريكية لوحتْ وهي في الحافلة
بقلادة عشتار
قبل النزول إلى العالم السفلي!
أظلمَتِ الدنيا وضاق تنفسنا رويداً رويداً
المرآة انكسرتْ
والزجاجة التي طالما حفظتْ
رفاتَ العراقِ من الحاقدينْ
انغلق علينا باب الوطن إلى أبد الآبدينْ!
24.9.2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل