الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنهُم يُدّمِرونَ البيئة

امين يونس

2021 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


بِحجةٍ واهية ، إجتاحَ الجيش التركي ، قبل حوالي نصف قرن ، جُزءاً من جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط .. وأعلنتْ [ إستقلال ] قبرص التركية ، التي لم يعترف بها أحد على الإطلاق عدا تركيا نفسها . ومنذ ذلك الوقت ، باءت جميع جهود اليونان والإتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية ، في إعادة توحيد الجزيرة وإقناع تركيا بالإنسحاب . فتكرسَ التقسيم وبات أمراً واقعاً . أن القبارصة المولودين في عام الإحتلال التركي ، تبلغ أعمارهم الآن 47 عاماً ، ولا يعرفون شيئاً عن جزيرة قبرص الموحدة ولا عن التعايش بين القبارصة اليونانيين وبين أولئك المنحدرين من أصول تركية . وتقوم الخارجية التركية بتمزيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بقبرص والإستهانة بها ، ولم يجرؤ أحد على إيقافها عند حدها .
بذريعة المساعدة في تخليص الشعب السوري من الطاغية الأسد ، قامتْ تركيا الأردوغانية ، بفتح معسكرات تجميع وتدريب العناصر الإرهابية الإسلامية المتطرفة ، من كافة الجنسيات حول العالم ، وبتمويلٍ خليجي سخي … وفتحت حدودها لدخول هؤلاء الإرهابيين الى سوريا والعراق ، وقدمتْ لهم كل أنواع الدعم والمساندة .. فدمرتْ الكثير من المدن السورية وحطمت البنى التحتية فيها بل وسرقتْ ونهبت الكثير من المصانع في حلب وغيرها … ولأن كُرد سوريا وبالتنسيق مع العرب والمسيحيين والأرمن وغيرهم من أهالي شمال وشرق سوريا ، سيطروا على مناطقهم بعد إنسحاب الحكومة السورية منها ، فلقد أتهمتهم تركيا بأنهم مدعومون من حزب العمال ويشكلون خطراً على أمن تركيا ، فقامتْ مع صنيعتها من التنظيمات الإرهابية ، بحربٍ شرسة مستخدمة كل أنواع الأسلحة والطائرات والمدرعات وحتى الأسلحة الكيمياوية ، فإحتلت بعض البلدات وتوجتها بإحتلال عفرين بعد مقاومةٍ بطولية رائعة . أيضاً في سوريا ، فأن العالَم والأمم المتحدة والولايات المتحدة " التي تّدعي تأييدها ومساندتها للكُرد " وروسيا " التي تدّعي رعايتها للإتفاقيات المبرمة بينها وبين تركيا لحماية سكان تلك المناطق من الكرد وغيرهم " ، كلهم عجزوا عن حماية عفرين وبلداتها من الإحتلال التركي والعصابات الإرهابية المتحالفة معها . وهاهي مرتْ سنوات ، والمحتلون يقومون بجرائمهم اليومية هناك .
وهنا .. أي في أقليم كردستان العراق ، ومنذ تأسيسه برعاية دولية غربية ، فأن تركيا لم تألُ جهداً في سبيل خنقه في المهد . ولولا الحماية الأمريكية الفرنسية والغربية عموماً ، لما أمكن الحفاظ على هذا الكيان الهَش [ إيران وسوريا والحكومة العراقية أيضاً ] كانوا يحاولون محو الأقليم الوليد .
تركيا الأردوغانية ، لم تكتفِ ب " السيطرة " التجارية والإقتصادية عموماً ، على الأقليم ، من خلال التنسيق مع حكام الأقليم ومشاركتهم في العمليات التجارية والنفطية وغيرها ، بل و بحجة تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية عديدة من الأقليم ، فأنها أي تركيا ، قامتْ بعبور الحدود منذ سنوات وإستقرتْ قواتها قرب بعشيقة في الموصل ، ناهيك عن عشرات القواعد العسكرية والإستخباراتية في كثير من مناطق دهوك وأربيل … و تقوم في الفترة الأخيرة بتجريف الغابات وقطع الأشجار بأعداد هائلة ونقل الأخشاب الى تركيا ، بل وأقامت مصانع على الخابور لإنتاج الفحم ومنتجات أخرى . كُل ذلك بمرأى من العالَم أجمَع .. دُمِرَتْ آلاف المزارع والحقول وهُجِرَتْ الكثير من القرى في الآونة الأخيرة وقُتِل وجرح المئات من المدنيين ، في قُرى دهوك وغيرها . أنهم يُدّمِرون البيئة عمداً : البشر والشجر والحجر .
فهي سيكون مصير مناطقنا ، كمصير قبرص وعفرين ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا