الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب والأمر الواقع

نبيل محمود والى

2006 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


وفقا لمبادئ القانون الدولي تعتبر دولة لبنان قد انتهكت سيادة الدولة العبرية نتيجة لمغامرة حزب الله وأن الرد الإسرائيلي يعد حربا دفاعية عن النفس وإن تجاوز ! ومن خلال تلك القواعد القانونية وبعد طول انتظار أعلن عن نص القرار المزمع صدوره عن مجلس الأمن والذي صاغته فرنسا وأمريكا في ثوب إسرائيلي الحياكة ليكرس وضعا جديدا بعد احتلال إسرائيل لمناطق عديدة في الجنوب اللبناني ... وفى انتظار جولة أخرى جديدة من عمليات الفعل ورد الفعل العسكرية تتيح صدور قرار أخر جديد داعما للقرار الأول في منظومة سياسة الأمر الواقع التي تعود عليها العرب .

مليون نازح لبناني وأكثر من ثلاثة الأف جريح وما يناهز التسعمائة قتيل ناهيك عن التدمير الكارثى وجثث القتلى وأسرى حزب الله لدى إسرائيل علاوة على هروب مائة ألف أجتبى من لبنان نتيجة للهلع وخوفا من الصدمة والرعب إضافة إلى تدهور الاقتصاد اللبناني بما يفوق ملياري دولار بعد قصف مائة وخمسة وأربعون جسرا وستة ألاف وثمانون وحدة سكنية وتدمير رهيب في البني التحتية والمرافق العامة والاعتداء على ما يسمى بالجيش اللبناني والمناطق المسيحية رمزيا بخلاف أثنى عشرة قتيلا في صفوف عرب إسرائيل غير المصابين والتلفيات .. تلك مفردات وحصيلة أولية نتيجة لإعلان سماحة السيد/ حسن نصر إبتداءا في خطابه الناري الأول مفاوضات غير مباشرة وتبادل الأسرى والسلام .

لقد وضع نص القرار الدولة اللبنانية أمام أحد خيارين كلاهما يصب في صالح الدولة العبرية فإما الرضوخ وقبول القرار و كل الدمار الذي تم و احتلال إسرائيل لأراضى لبنانية في الجنوب بعد أن كانت لبنان دولة محررة بالكامل وفقا للقانون الدولي قبل 12 يوليو الماضي وعندئذ تكون الدولة العبرية قد انتصرت عسكريا وسياسيا أما الخيار الثاني هو أن ترفض الدولة اللبنانية هذا القرار وعندئذ تستغل إسرائيل الرخصة الدولية لاستمرار العمل العسكري و لتحقيق باقي الأهداف الموضوعة بمزيد من العمليات العسكرية وتحقق المزيد من الانتصارات على الأرض إلى حين صدور قرار جديد أخر من مجلس الأمن ليكرس القرار الأول تمهيدا لمشروع الشرق الأوسط الجديد .

المحصلة أننا أمة فشلت في الحرب والسلم على مدى أكثر من نصف قرن هكذا يسطر التاريخ ووقائعه في صراعنا مع الدولة العبرية أرهقنا خلالها شعوبنا بأيديولوجيات ما أنزل الله بها من سلطان من التنظير القومي العروبى ثم البعث ثم الاشتراكية وعندما فشلت تلك التجارب تحولنا إلى التيار الإسلامي المتشدد وفقدنا العديد من خيرة أبنائنا و مساحات شاسعة من الأراضي العربية الواقعة تحت الاحتلال ناهيك عن تدهور الاقتصاد المنهك أصلا نتيجة لمغامرات العسكر في الجمهوريات العربية تارة والأصوليين الذين ارتموا في أحضان فقه الإرهاب الديني المتشدد من طالبان إلى الفرس وفى النهاية الأمة بأكملها وأجيالها القادمة تسدد فاتورة إخفاقاتنا ومغامراتنا بدءا من هزيمة يونيو 1967 ومرورا بالفتنة الطائفية في لبنان والتي أدت إلى اتفاقية الطائف ومن ثم مغامرات سجين الحكام العرب الأول ووصولا إلى مغامرات سماحة السيد/ حسن نصرا لله .

نحن العرب لا يوجد تحت أيدينا حصريا إلى يومنا هذا إستراتيجية واضحة متفق عليها عربيا وقابلة للتنفيذ إقليميا ودوليا في مواجهة الدولة العبرية في الحرب أو السلم ! فكيف نستطيع أن نقنع العالم الذي يضمن أمن دولة إسرائيل بعدالة مطالبنا وحقوقنا بعد الذي حدث من فصيل في دولة لبنان من انتهاك الخط الأزرق وخطف وقتل جنود من دولة إسرائيل ! ناهيك عن أنه هناك دولا عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل ودولا أخرى تقيم علاقات تجارية فقط وثالثة تطلب الود سرا ورابعة تنتظر الدور وخامسة رافضة ومن خلال كل هذا الموقف العربي تجاه الدولة اليهودية أصبحنا أمة بلا طعم أو هوية تتقاذفنا أمواج وتيارات لاقبل لنا بها ولن نصمد أمام رياحها طويلا !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار