الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرم البدوي عندما يكون حكرا على الأجنبي

سعيد سويسي

2021 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تتباين المواقف العربية والأجنبية من القضايا الإنسانية تباينا يصب في النهاية إلى ارتزاق العربي على القضايا الساخنة للخروج بأكبر صرة من المال. لا تعميم هنا، ولكن وبما أن زمن الرويبضة هو سيد المشهد فمن يتم تلميعهم هم المرتزقة بالضرورة.

رفض الفيلسوف الألماني هابرماس جائزة زايد للكتاب لارتباطها بالنظام الحاكم للإمارات وفي نفس الوقت لم يسع العربي إلا الشعور بنشوة الانتصار عند الفوز بجائزة بوكر الممولة من النظام الإماراتي في أبوظبي تحديدا. ومع أن من المعلوم أن الأجنبي سيحصد أضعاف ما يحصده العربي من جائزة مالية إلا أن الحر الألماني يحسب موقفه بينما تصف مواقف الفائزين بالبوكر إلى جانب مرتزقة الدين والتمثيل والإعلام، يشترى الأخيرون بإقامة ذهبية أو جنسية إماراتية ويشترى الأولون من قطيع المثقفين بجائزة تجعلهم يظنون أنهم بمعزل عن الارتزاق، فهل نسي السوريون تحديدا ما دمرته الإمارات في أرض الياسمين؟

هب الخليجيون يدافعون عن البداوة التي أهانها وزير خارجية لبنان، ونظموا القصائد ونشروا المقاطع في مديح البدو وشتم اللبنانيين وهب اللبنانيون خوفا على الكفيل يشتمون وزير خارجيتهم ويبرؤون منه. استضاف الساسة الخليجيون وفودا رسمية في مجالس تتخذ من الخيمة شكلا للتأكيد على تفوق البدو على من بدوا وكأنهم لا يقبلون يد ولي النعمة كما ينبغي.
في المقابل الطريف، اختفت حمية بنفس الوهج عن المشهد عندما دنس الأقصى وقتل المدنيون وفقئت أعين المصلين. في المقابل لم يخاطب أي بدوي إيدي كوهين عندما وصف السعودية والإمارات والبحرين بكلاب تلهث للتطبيع وراء إسرائيل ولم تأخذ الحمية أي خليجي أو إعلامي طبال عندما وصف سيء الذكر ذاته الأنظمة الخليجية بالديكتاتوريات العربية ولم يتبرأ صهيوني واحد من كوهين وأمثاله.

سمير صفير تنادي حرمه أنه في أيد أمينة عند وقفه في السعودية في تذكر منها لتقطيع الصحفي والطريحة التي أكلها الحريري يوم هزّأت السعودية لبنان وهزئت به، ويستغرب اللبنانيون من حنق وزير خارجيتهم لأنه لم يكن مؤدبا! فهل كان بايدن أو السيدة هيلاري مؤدبين عندما صرحوا جهارا نهارا بتمويل الخليج العربي لداعش؟ أم عندما صورت الصحافة الأمريكية ولي العهد السعودي بعباءته البدوية في زي مارلين مونرو في سخرية من البدو وتقاليدهم وزيهم؟

صدت السعودية شاحنات نقل الخضار والفواكه من دخول أراضيها بحجة المخدرات التي وجدتها في شاحنة لبنانية، فلم صدت الشاحنات الأردنية لو كان الأمر حربا على المخدرات وأهلها، بل هي الحرب على المنتج العربي لترد من الإمارات غلال فلسطين المسروقة في تغطية للطلب المتزايد في ظل شح العرض بفضل منع صادرات دول عربية شقيقة والتضييق عليها للقبول بموجة التطبيع التي تنادي بها الإمارات أكثر من بني صهيون.

الإمارات ترسل برقية غضب لنتنياهو ليس لأنه انتهك حرمة المسجد الأقصى كلا، بل لأنه لم يقض على حماس فظهرت وكأنها وصية على المقدسات إبان غياب العرب والمسلمين عنها. يأتي ذلك تزامنا مع قراءة حاخام بعضا من آيات تلمود سفك دماء الأغيار على رأس بن خاجة سفير الإمارات في تل أبيب فينتعش ويرتعش كممسوس يغادره ما بقي من ضمير ثم تهدأ نفسه باستقرار شيطانها. تتبرع الإمارات بمليارات ثلاثة من الدولارات لإعادة إعمار تل أبيب، غزة لها الله أو خمسمائة مليون دولار مفخخة بقيادة السيسي.

السيسي يمن باسمه الشخصي بمساعدات للقطاع المنكوب دون أن يكون لمائة مليون مصري دور في مزارع حكامنا الخاصة المسماة مجازا بلادا.

بعد حوائط المبكى الإماراتية شيدت الإمارات معرضا دائما للهولوكوست، لكي لا ننسى شهداء ماجدوفنيك وأوشفيتز الذين نسيهم الألمان فأقاموا فوق رفاتهم الملاهي. هل يمكن من منطلق أضعف الإيمان أن يعتبر الفلسطيني يهوديا هو أيضا؟؟

غانتس بني صهيون يحذر لبنان من أن تصبح مثل غزة، وليت بلاد العرب كلها تصبح بعضا من غزة، وحدها عاملت الصهيوني ندا بند وفرضت احترامها عليه بخلاف الأنظمة العربية قاطبة.

هل يجب أن يتأجنب العربي ليغفر ذنبه ويمحى عيبه ويعتبر إنسانه إنسانا يمكنه أن يفكر ويعبر عن تفكيره؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان