الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة القوانين النازية بالقوانين والتصرفات الإسرائيلية

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

2021 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


هذا المقال بالصوت والصورة https://youtu.be/xDgDOGe_uPk

الفكر النازي مستورد من الفكر اليهودي
-------------------------
القوانين النازية والتي تسمى بقوانين نورمبرغ هي سلسلة من القوانين العنصرية صدرت في 15 سبتمبر من سنة 1935 لتشكل معلم من معالم السياسة التشريعية المناهضة لليهود في ألمانيا. وكان أهم تشريعين هما "قانون مواطنة الرايخ" و"قانون حماية الدم الألماني والشرف الألماني" واللذين ألغيا مواطنة اليهود كونهم أبناء عنصر آخر ومنعَا قيام علاقات جنسية بين اليهود وغير اليهود أو تشغيل الخادمات الألمانيات في المنازل اليهودية. واستهدفت هذه القوانين الفصل القانوني والاجتماعي بين اليهود والألمان في ألمانيا.

وهذا الفكر النازي العنصري الإقصائي ليس من اختراع الألمان، بل هو فكر مستورد من الفكر اليهودي. ويكفي هنا قراءة ما جاء في كتاب الأستاذ الجامعي إسرائيل شاحاك "الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود" والذي يمكن تحميله من هذا الرابط
https://ia801605.us.archive.org/4/items/29.5.2017/A02940.pdf

ونجد الفكر العنصري اليهودي في خطاب نشر عام 1844 لرئيس الوزراء البريطاني ذو الأصول اليهودية Benjamin Disraeli حيث يبين سمو العرق اليهودي في عبارات يحسدها عليها هتلر ذاته. كما نجده في مقال للصحفي والدبلوماسي والمؤرخ (Lucien Wolf (1857 - 1930 والمؤرخ ( Joseph Jacobs (1854-1916. ومن بين المنظرين للعنصرية اليهودي (Richard Goldschmidt (1878 – 1958 وهو أحيائي، وعالم وراثة، وعالم نبات، وأستاذ جامعي من ألمانيا ساهم في وضع أول قانون تحسين النسل الذي تم تبينه من الحكومة النازية عام 1933. فهتلر لم يفعل إلا تحويل الفكر العنصري اليهودي لصالح العرق الألماني.

وفي مذكرة رفعها "الاتحاد الصهيوني لألمانيا" إلى الحزب النازي في 21 يونيو 1933 ، أي قبل صدر القوانين النازية، نقرأ على وجه الخصوص: "في تأسيس الدولة الجديدة ، التي أعلنت مبدأ العرق ، نود أن نكيف مجتمعنا مع هذا النظام. فهو يتيح لنا الاعتراف بالجنسية اليهودية وإقامة علاقات واضحة وصادقة مع الشعب الألماني وحقائقه القومية والعرقية، لأننا أيضًا نعارض الزيجات المختلطة ومع صون نقاء المجموعة اليهودية ... اليهود يدركون هويتهم، ونحن تحدث باسمهم، يمكن أن يجدوا مكانًا في نظام الدولة الألمانية فنحن نؤمن بإمكانية وجود علاقات موالية بين اليهود والدولة الألمانية. ولتحقيق أهدافها العملية، تأمل الصهيونية في أن تكون قادرة على التعاون حتى مع حكومة معادية بشكل أساسي لليهود ... إن تحقيق الصهيونية تعيقه فقط استياء اليهود في الخارج ، ضد التوجه الألماني الحالي. إن الدعاية للمقاطعة - ضد ألمانيا حاليًا - هي في الأساس غير صهيونية.
وفي محاكمة مجرمي الحرب النازيين التي أقيمت في نورمبرغ سئل المنظر لتلك القوانين Julius Streicher عن مشاركته في وضع تلك القوانين، وكان جوابه ما يلي:
نعم ، أعتقد أنني شاركت في ذلك ، لسنوات ، كتبت أنه مستقبلا يجب منع أي إختلاط بين الدم الألماني والدم اليهودي. لقد كتبت مقالات بهذا المعنى، وقلت دائمًا أنه يجب علينا أن نأخذ الجنس اليهودي، أو الشعب اليهودي، كنموذج يحتذى به لأنهم منحوا أنفسهم قانونًا عنصريًا، وهو قانون موسى، الذي يقول: "إذا ذهبت إلى بلد أجنبي، فلا تأخذ المرأة الأجنبية". وهذا، أيها السادة، ذو أهمية كبيرة في الحكم على قوانين نورمبرغ. فهذه القوانين العنصرية ارتكزت على القوانين اليهودية كنموذج. وعندما وجد المشرع اليهودي عزرا، على الرغم من ذلك، أن العديد من اليهود قد تزوجوا من نساء غير يهودية، فإن هذه الزيجات تم الغاؤها. كان هذا هو أصل اليهود، الذين بقوا على قيد الحياة، بفضل قوانينها العنصرية، لعدة قرون، بينما تم تدمير جميع الأجناس الأخرى، وجميع الحضارات الأخرى.

ونشير هنا إلى أن التوراة تمنع الزواج المختلط بين اليهود وغير اليهود لأن ذلك يؤدّي إلى إفساد صفاء الدم اليهودي. ونجد هذا الفكر العنصري اليهودي في أجلى صوره في سفر عزرا الكاهن. فهذا الكاهن يهيج غضباً ضد اليهود الذين اتخذوا زوجات من خارج الشعب اليهودي "فاختلط النسل المقدّس بشعوب البلاد" (2:9). ويحكي لنا سفر عزرا كيف أنه مزّق ثيابه ونتف شعره ولحيته غيظاً (3:9) وطلب من جميع الشعب الاجتماع في ساحة الهيكل "وأن كل من لا يأتي في ثلاثة أيّام تحرّم كل أمواله" (7:10). فاجتمعوا هناك في يوم ممطر فقال لهم: "إنكم خالفتم واتخذتم نساء غريبات، لتزيدوا في إثم إسرائيل. فاحمدوا الآن الرب إله آبائكم وأعملوا بما يرضيه، وانفصلوا عن شعوب الأرض والنساء الغريبات" (11:10).

الحاخام مائير كهانا ممثل أمين للفكر النازي
---------------------------
والفكر النازي الألماني الذي استند على الفكر النازي اليهودي وجد له ممثلا أمينا في الحاخام مائير كهانا الذي قد قد مشروع قانون للكنيست في أيلول من عام 1984. وقد وزّع عضو الكنيست المحافظ ميخائيل إيتان ورقة تقارن بين نصوص ذاك المشروع وبين القوانين النازية المذكورة أعلاه. وهذا هو نص اقتراح الحاخام مائير كهانا:

ـ لا يحق لغير اليهود أن يسكنوا قي مدينة القدس.
ـ ليس لغير اليهود حقوق قوميَّة، ولا مشاركة لهم في الحياة السّياسيَّة وسط دولة إسرائيل. ولا يحق تعيين أي شخص غير يهودي في أيِّ منصب له سلطة أو مشاركته في انتخابات الكنيست أو في أيِّ جهاز حكومي أو عام.
ـ يُحظَّر على اليهود المواطنين أو المقيمين في إسرائيل، رجالاً ونساءً، أنْ يتزوَّجوا من غير يهود داخل أو خارج إسرائيل، ومثل تلك الزّيجات المختلطة لا يعترف بها القانون.
ـ هناك فصل تامٌّ مطلق بين المُؤسَّسات التّعليميَّة اليهوديَّة وغير اليهوديَّة.
ـ يُحظَّر العلاقات الجنسيَّة كاملة أم جزئيَّة بين مواطنين يهود، رجالاً ونساءً، وبين غير يهود. وهذا يتضمَّن العلاقات الجنسية التي هي خارج نطاق الزّواج. وسوف تُعاقَب الخروقات بسنتَيْ سجن.
ـ إذا أقام شخص غير يهودي علاقات جنسيَّة مع عاهرة يهوديَّة، أو مع ذَكَر يهودي، فيعاقب بالسجن لمدة خمس سنوات. وإذا أقامت عاهرة يهوديَّة أو عاهر يهودي ذَكَر علاقات مع رجل غير يهودي، فيعاقب كل منهما بالسجن لمدة خمس سنوات.
ـ تُلغى كُلُّ مُخيَّمات العطل وكُلُّ النّشاطات الأخرى المختلطة بين يهود وعرب. وتُلغى كُلُّ برامج الزّيارات بين طُلاَّب يهود وطُلاَّب عرب في قراهم أو بيوتهم. وتُمنع الرّحلات إلى الخارج التي يكون فيها طفل يهودي ضيفاً على عائلة غير يهوديَّة، كما تُمنع زيارات غير اليهود المماثلة إلى إسرائيل
- يجب إقامة شواطئ لغير اليهود منفصلة عن شواطئ اليهود.

قكر الحاخام مائير كهانا مستمد من تعاليم التوراة والتلمود
------------------------------------
وآراء الحاخام كهانا لم تنبع من فراغ ولم يقم هو باختراعها، بل استقاها من تعاليم التوراة والتلمود ولها صدى في التعليم الديني في إسرائيل. وقد أجرى هاركابي Harkabi: Palestine et Israël، أستاذ العلاقات الدّوليَّة في الجامعة العبريَّة في القدس، تحليلاً مُفصَّلاً لإيديولوجيَّة القوميَّة الدِّينيَّة اليهوديَّة التي ينتمي إليها كهانا. بالنّسبة لهذا التَّيَّار فإنَّ مُجرَّد وجود العرب على أرض إسرائيل يجعل منهم مجرمين. يجب إذاً طردهم، أو حتَّى إبادتهم. ويذكر هاركابي أن عدَّة حاخامات إسرائيليِّيْن يؤمنون بأن التّوراة تأمر بسلب حقوق كُلِّ سُكَّان أرض إسرائيل واستبدالهم بيهود. بحسب هؤلاء الحاخامات لا يحق لأي غير يهودي أنْ يقيم في القدس أو حتى على أرض إسرائيل، وإنَّ الإبقاء على غير اليهود داخل أرض إسرائيل هو تدنيس لاسم الله. وهم يشبهون العرب بالعماليق الذين يجب على اليهود محي ذكرهم من تحت السماء، حسب أمر يهوه في سفر تثنية الإشتراع الذي يقول:
إذا أراحك الرب إلهك من جميع أعدائك الذين حواليك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثاً لترثها، فامح ذكر عماليق من تحت السماء. لا تنس (الفصل 25، الآية 19).

أمَّا الحاخام إسرائيل هيس، وهو مُرشد الحَرَم الجامعي في جامعة بارإيلان في تل أبيب فقد نشر مقالة في مجلَّة الطُّلاَّب وعَنْوَنَهَا: "وصيَّة الإبادة الجماعيَّة في التّوراة"، ويقول فيها إنَّه سوف يأتي زمن يصبح فيه اليهود مدعوِّين لإتمام هذه الوصيَّة الإلهيَّة بتدمير عماليق. تستثني هذه الوصيَّة أيَّ رحمة، وتأمر بقتل وتدمير حتَّى الأطفال والرُّضَّع. ويستشهد هذا الحاخام بأقوال موسى ابن ميمون ليُؤكِّد أنَّ عمليَّة قتل غير اليهودي لا تخالف الوصيَّة القائلة: "لا تقتل".
وفكر الحاخام مائير كهانا ممثلة في عدة أحزاب صهيونية في الكنيست الإسرائيلي وهي وراء ما يحدث في القدس من تطهير عرقي والإعتداءات على غير اليهود في المدن والبلدات العربية والمختلطة في إسرائيل وفي المستعمرات في الضفة الغربية وفي غزة.

-------
آمل ان يساهم هذا المقال لفهم سياسة إسرائيل نحو غير اليهود وتدميرها 81% من قرى فلسطين وتشريد أهلها ومنع عودتهم
أنظر هذا الشريط القصير حول تدمير قرية عمواس وتحويلها لمنتزه كندا بمساهمة يهود كنديين وقائمة القرى التي دمرتها إسرائيل
https://youtu.be/9EWsjOLfFG4

مدير مركز القانون العربي والإسلامي
https://www.sami-aldeeb.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نحن الافضل
ابراهيم الثلجي ( 2021 / 6 / 1 - 22:02 )
انه كان الرد الطبيعي من زعامة وازنة مثقفة على مسخرة شعب الله المختار
لما تفقد الالمان اكذوبة اليهود والتي تبناها مسيحيي المانيا واوروبا عموما بانهم شعب الله المختار خرج لهم الالمان وكان المفروض ان يسبقهم اليها الفرنسيون كراعي للثورة الفرنسية بمعانيها وقيمها الانسانية
خرجوا لهم لانكار دعواهم الكاذبة علميا ومخبريا درجة اولى بالرغم من حشوها في الكتاب المقدس حشوا ومشكوك بمسيحيته من ينكر او يرفض ذلك ويدان باللاسامية تلك القوانين التي احتاجت لسنها محارق لليهود ومنها سر العلاقة السرية بين النازية والصهيونية لتدليس تلك النظرية معاداة السامية واتخاذها ذريعة ارهاب ورعب للاوروبي ابو قلب طيب
اليهود ضمنوا لترويج كذبتهم بصهينة الكنيسة الاوروبية صاحبة معتقد ان اليهود مخلصين طينيا اي عرقيا اي عنصريا والباقي من هم بحاجة لمخلص قادم يحط رجله في ظهور العالم وهو مسياح نتنياهو المنتظر
وما تقدم يحتاج لموقف شجاع من الكنيسة لتفنيد تلك المزاعم الكاذبة
لكن هل من يجرؤ وهنا يكمن السؤال؟
النازية كشفت الحادية اليهودية وفهمتها ومن هناك نافستها عرقيا طالما القصة والحكاية من جدول مندليف فقالوا نحن الافضل مهم


2 - شيئ لا يُصدق!!!!
muslim aziz ( 2021 / 6 / 1 - 23:08 )

العجيب والغريب ان اناسا وحتى الان لا يريدون السماع لصوت الحق والضمير وللعدالة الانسانية فيعتبرون اليهودي من البشر اما الفلسطيني فهو جرثومة او حشرة ضارة ويلصقون هذه الاكذوبة بالرب بالاله فلليهودي التصرف والتنمرد والاستعلاء اما على الفلسطيني فمكتوب الذل والهوان والاستعباد.
رد · دقيقة واحدة

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف