الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الوقت.. رقصة الحرب

عبد اللطيف المنيّر

2006 / 8 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


لا نستطيع أن نغض الطرف عن مايجري في لبنان. ومن الخطأ أن نتجاهل مايدور حولنا من مخطط لإشعال المنطقة. دائما نسمع أن حزب الله هو الحليف الاستراتيجي للنظام السوري، ودائما يكرر حزب الله أن إيران هي مرجيعيته الدينية، وأنا أقول: والسياسية أيضا. فكيف لحزب الله المتواجد على الأراضي اللبنانية ان يأخذ قرارا بالحرب من أطراف خارجية هي إيران وسوريا إثر خطفه لجنود باسم المقاومة ضاربا عرض الحائط في انتمائه إلى لبنانيته، غير عابئ بتدمير لبنان فوق رؤوس أهلها؟! ولماذا لا ينقل حزب الله مقر اقامته الى إيران وتستقبل سوريا الفصائل الفلسطنية المسلحة المتواجدة على الأرضي اللبنانية، ويتركوا لبنان في سلام مستقلا آمنا من شرورهم؟ وكفى لبنان وطنيات زائفة وقوميات مزيفة.

وإذا كان الحكم السوري قد أوهم العالم العربي أنه الداعم لحزب الله و حماس، فمن الخطأ الأكبر أيضا أن نصدق هذا الوهم الذي اكتمل في مثلثية سوريا ـ حزب الله ـ إيران، ليكشف الستار عن مخطط لإشعال منطقة الشرق الأوسط، إذا لم نقل إشعال حرب عالمية ثالثة!

ويجب أن نعلم أيضا أن النظام السوري لم يكن حليفا فعليا لا لدول ولا لأحزاب ولا حتى لأفراد، ولكنه كان ومازال يبني علاقته على أساس مصالح وأوراق لعب استراتيجية يرميها في التوقيت المناسب، لتصب في مصلحة النظام نفسه وليس في مصلحة الوطن القومية والمرحلة الدقيقة التي يمرّ بها كما يدعي في إعلامه! ولنا في تاريخه مشاهد ابتداء من تلوناته السياسية مع نظام صدام حسين في العهد القديم للجمهورية الأسدية، مروراٌ بأكراد تركيا ومع الزعيم عبد الله آوجلان، ووصولا إلى علاقة النظام السوري مع الإرهابي الدولي كارلوس.

واليوم بشار الأسد بيده ورقتان لا ثالث لهما: حزب الله وحماس. في هذا التوقيت بالذات اختار النظام السوري أن يشعل الجبهة اللبنانية ليرمي بورقة حزب الله في أتون "حرب مفتوحة". فالأحداث والضغوطات الدولية والإقليمية على النظام الآيل للسقوط جعلت بشار الأسد يستخدم هذه الورقة المهمة ليشعل بها المنطقة قبل أن يشتعل قصره الجمهوري، ويقدم حليفه على طبق من ذهب كطعم لإسرائيل في خطفهم للجنود الإسرائيليين. ويكون بشار بذلك قد نفذ وعده لرئيس الوزراء السابق المرحوم رفيق الحريري عندما قال له "سوف أهدم لبنان على رأسك" لكن لا الحريري ولا أحدا منا سأل نفسه كيف يستطيع بشار أن يهدم لبنان، وعلى رأس من هذه المرة!

لقد رمى النظام الحاكم في سوريا ورقة حزب الله ليصطاد أكثر من عصفور في آن، فمن حرق لبنان بآلة الدمار الإسرائيلية واستثماره لعطش إسرائيل للدم قاطعا بذلك الطريق على التحقيق الدولي في جريمة مقتل الرئيس الحريري تماما كما فعل رجل المخابرات السورية رستم غزالة عندما أحرق جميع ملفات ومستندات الجيش السوري في لبنان قبل انسحابه من البلد لتضيع معالم جرائمه النكراء، إلى إعطاء المعارضة اللبنانية الوطنية درسا مفاده أن من يفكر في سوء لجهة النظام السوري سوف يحرق وينسف ويدمر لبنان على رأسه وإقفال ملف 1559 حيث أن سوريا تعلم تماما أن إسرائيل لن تخرج من لبنان حتى تنهي حزب الله، وبذلك تكون قد ساعدت إسرائيل في الإجهاز على المليشيات المسلحة واستوفت فقرات القرار الأممي، وصولا إلى كسب الوقت ومحاولة إطالة عمر النظام السوري بينما تكون إيران قد أنجزت بناء ترساناتها النووية، وقتها فقط تكون سوريا قد كسبت ورقة الجوكر الإيرانية، وتكون سوريا جاهزة لرمي ورقة حماس الباقية في يدها في مفاوضات الحل النهائي وابقاء النظام السوري الى الأبد .. يا أسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن