الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة ونهاية إسرائيل

سمير حسن

2021 / 6 / 3
القضية الفلسطينية


بانحسار النفوذ الأمريكي في المنطقة منذ سنوات طويلة بصفته الحامي لإسرائيل ووجود مجتمع إسرائيلي غير متجانس والفكر الصهيوني ومؤسسه هرتزل بطرحه فكرة غريبة " دولة قومية لليهود " ودمجه الغريب بين القومية والدين واعتماد الفكر الصهيوني الرأسمالية كنظام اقتصادي مما أدى الى تشوه هذا الفكر بجمعه تناقضات فكرية تؤدي لزواله من داخله وبدون مؤثرات خارجية وفضلاً عن نظام يميز بين الأصول والهويات المختلفة داخل هذا الكيان ، لكن تبقى المقاومة السبيل لإنهاء هذا الكيان ونتذكر كلمات السيد عباس الموسوي مع تشكيل نواة حزب الله عام 1984 " إسرائيل سقطت " في وقت كانت المقاومة ذات إمكانيات متواضعة وإسرائيل في أوج قوتها، ولكن اثبتت الأيام عند تحرير جنوب لبنان عام 2000 إن هذا الكلام واقعي وليس ضرباً من الخيال .

إن مصير حركات المقاومة واحد وانتصار أي فصيل او تنظيم منها هو انتصار لكل فصائلها، وقد بدأت حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى مقاومتها في تسعينيات القرن الماضي، ولا نستطيع فصل المقاومة الفلسطينية عن المقاومة اللبنانية والتي تطورت خبراتها واساليبها وقدراتها التسليحية فضلاً عن عدم وجود حصار خانق عليها مثل المقاومة الفلسطينية. وإن عمليات التدريب وارسال السلاح وتبادل الخبرات يتم بين حركات المقاومة بتعاون وثيق ، فقد بدأت حماس والجهاد تصنيع المتفجرات واستيراد التكنولوجيا والتزود بالسلاح منذ تسعينيات القرن الماضي ولجأت الى الدول الداعمة للمقاومة في الحصول على ذلك ، واليوم تعلن حماس في الحرب الأخيرة على غزة أن لديها ترسانة صواريخ قادرة على القصف المستمر لمدة ستة اشهر ومع علم حماس ان إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في حرب استنزاف ولا تتجاوز قدرة إسرائيل على الصمود في أي حرب اكثر من أربعين يوما، ولا تكون هذه الترسانة بدون مساعدة دول داعمة للمقاومة او المقاومة اللبنانية ومع الأخذ بعين الاعتبار تطور القدرات التكنولوجية والتصنيعية المحلية لحركات المقاومة في غزة.

إن ما يحدث في غزة الان وتطور قدرات المقاومة على الردع واختلاف تسليحها هو حلقة من مسلسل المقاومة ضد العدو الصهيوني وهو أمر طبيعي لحركات المقاومة التي ترتفع قدراتها وتتطور أسلحتها بمرور الزمن. وما نشهده اليوم قدرة نوعية على الردع وانجازات عسكرية تصب في الاطار الدفاعي وليس في الاطار الهجومي لان المقاومة قادرة اليوم على الردع والدفاع عن القدس ولكن ستتطور في السنوات اللاحقة لتكون قادرة على الهجوم والتحرير الكلي او الجزئي ، وفي بحث تم نشره بالإنجليزية بعنوان " مراجعة تحليلية شاملة لحزب الله والفجوة الثقافية والسياسية في فهمه “، والذي توصل الى ان هناك ثلاث نقاط توازن وتحولات جذرية بين المقاومة وإسرائيل وهي عام 2000 وهو عام تحرير جنوب لبنان و2006 هو عام انتصار المقاومة النوعي على إسرائيل و2009 وهو اختلاف مستوى الخطاب لدى نصر الله واعلانه ان المقاومة قادرة على الرد بالمثل فضلا عن إعلانه انه في أي حرب لاحقة ستتغير خريطة المنطقة ولحقه في السنوات التالية إعلانه عن قدرة حزب الله السيطرة على منطقة الجليل في أي حرب لاحقة.

تم في هذا البحث دراسة عمليات حزب الله وزيادة عددها من 1984 حتى عام 2000 وهي مرحلة التماس المباشر بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان قبل تحريره عام 2000. وتوصلت الدراسة الى ان حزب الله انتقل من القدرة الدفاعية الى القدرة الهجومية في عام 2000 ، وببناء معادلات على أساس عملياته خلال التماس المباشر مع إسرائيل من 1984-2000 ، توصلت الدراسة الى ان إسرائيل ستكون في مرحلة دفاعية كاملة وضعف عام 2023 وهي مرحلة صعبة في تاريخ إسرائيل وحيث سيكون هذا العام بداية خسارة مدن ومناطق لصالح العرب وستستمر هذه المرحلة حتى عام 2035 حيث سيتم تحرير معظم المناطق الفلسطينية وستبدأ مرحلة زوال إسرائيل ، ونصل بعد ذلك لعام 2041 وهو العام الذي ستزول به إسرائيل بالكامل، ولذلك تشكل الأعوام 2023 و 2035 و 2041 منعطفات خطيرة في حياة إسرائيل ، ولن يكون هناك إسرائيل بعد عام 2041 .

لقد تم بناء هذه التنبؤات بناء على معطيات رقمية ومعادلات رياضية تشير لارتفاع حدة المقاومة امام إسرائيل، ولا تختلف هذه التحليلات عن الحقيقة الدامغة التي يعلمها السيد نصر الله والتي شهدناها في الحرب على غزة وهي هشاشة إسرائيل ، وحيث قال السيد نصر الله عام 2000 في خطاب تحرير جنوب لبنان في بنت جبيل: " ان إسرائيل التي تمتلك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة أوهن من بيت العنكبوت " ، وخطابة عام 2009 حيث قال اننا قادرون على تحطيم نصف الجيش الإسرائيلي اذا هاجم لبنان ، وخطابه عام 2011 وذلك بإعلانه عن قدرة المقاومة على السيطرة على منطقة الجليل في أي حرب قادمة ، وخطابة عام 2017 والذي دعا فيه الإسرائيليين للعودة لبلدانهم الاصلية حتى لا يكونوا وقوداً لاي حرب، وقد دعا في نفس السنة لتفكيك مفاعل ديمونة وتفريغ مستودعات الامونيا في شمال فلسطين حتى لا تكون هدفاً للمقاومة في أي حرب.

إن تقييم حركات المقاومة لا يكون بعدد القتلى والجرحى او بحجم الدمار الذي يتركه المعتدي، ومثال ذلك المقاومة الروسية امام غزو هتلر والتي تحولت لاحقا من الدفاع الى الهجوم واستمرت بمقاومتها حتى سقطت العاصمة الألمانية برلين بيد الروس وكان مقابل كل جندي الماني قتيل تسعة قتلى روس فضلاً عن الدمار الذي سببه الغزو الألماني، وكذلك المقاومة الفيتنامية حيث تشير التقديرات لعدد يتجاوز ثلاثة ملايين كضحايا من المدنيين والثوار بينما قدرت التحليلات خسارة الحلفاء والولايات المتحدة بحوالي ربع مليون جندي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولن يكون هناك إسرائيل بعد عام 2041 .!!!
سهيل منصور السائح ( 2021 / 6 / 3 - 06:36 )
اخي الكريم بعد التحية.اولا اشكرك على تنبؤآتك التي لا تستندعلى ادلة موثقة لانك تقول . اقتباس:
توصلت الدراسة الى ان إسرائيل ستكون في مرحلة دفاعية كاملة وضعف عام 2023 وهي مرحلة صعبة في تاريخ إسرائيل ..... وان حماس قادرة على المقاومة لمدة ستة اشهر فاذا كانت حماس قادرة على المقاومة للمدة المذكورة فلماذا لا تواصل الحرب لتحرير فلسطين كاملة ولماذا لم تحرر حتى جزء بسيط من الارض المحتلة نتيجة هذه الحرب؟. اخي الكريم هل اسرآئيل حقا اوهن من بيت العنكبوت؟؟. فاذا كانت كذالك فلماذا انتصرت على الدول العربية في حروبها واحتلت اراضيها في فلسطين؟؟.كلنا يعلم ان اسرآئيل دولة احتلال ولكنها معترف بها من جميع الدول حتى من الفلسطينين انفسهم فهل ممكن ازالتها بالكامل وهل يطالب الفلسطينيون العقلاء بذالك ام يطالبون باقامة دولة فلسطينية بجوارها وعآصمتها القدس الشرقية وهذا ممكن اذا ردم الخلاف بين الفلسطينيين انفسهم. اماذا كان الهدف ازالة اسرآئبل فازالتها يعني ازالة فلسطين ولبنان من الخارطة. ان من يمتلك اسلحة الدمار االشامل كـ القنابل النووية لا يسمح بازالته الا بعليه وعلى اعدائي. هل تسمح الدول الاستعمارية بازالتها؟


2 - المقاومة ونهاية اسرائيل
Sameer Hasan ( 2021 / 6 / 3 - 14:58 )
اشكركم على تعليقاتكم ....بداية التنبؤات ليست على اساس ديني لان الدين لا استند اليه في التحليل العلمي .. والتحليلات على اساس معادلات وحساب عدد عمليات ضد اسرائيل موجودة في البحث الاصلي ...بالنسبة لحركة حماس او حزب الله فهي حركات مبنية على الدفاع وليس الهجوم كما هو مذكور في المقال ... والدفاع يتحول في مرحلة تاريخية لهجوم كما تحول الدفاع الروسي ايام ستالين لهجوم واحتلال العاصمة برلين ... بالنسبة لحروب العرب مع اسرائيل فسببها الاختراقات الامنية كما اشار نصر الله في احد خطابته ..بالنسبة للسلاح النووي فقد خرجت الولايات المتحدة من فيتنام ولم تستخدمه فضلا ان وجود مستودعات الامونيا في شمال فلسطين وتهديد نصر الله باستهدافها واستهداف مفاعل ديمونا و قد يكون له قدرة تفجيرية تعادل القنبلة النووية ، مستودعات الامونيا قنبلة موقوتة يستغلها حزب الله. حماس كحركة دفاعية تواصل الحرب في مراحل وجولات متقدمة وهي مرتبطة بالتغيرات الإقليمية.... تبقى التحليلات والتنبؤات الموجود هنا تحليلات وتنبؤات وليس بالضرورة ان تكون مطلقة الصحة وكانت على أساس صراع حزب الله مع إسرائيل وتطور قدراته التسليحية وخبراته


3 - رحم الله امرئا ترك الجدال ولو على حق
سهيل منصور السائح ( 2021 / 6 / 3 - 18:41 )
اخي الكريم اشكرك جزيل الشكر على الرد ولكنه رد ناقص لانه رد على التعليق المحذوف بعد نشره وهو ( لـ ابوعلي آل ثآئر) و كان الاجدر بك ان تنشر التعليق قبل الاجابة عليه لان المتلقي لا يستطيع التقييم لانه لا يعرف محتوى التعليق المحذوف. لا اريد الجدال معك ايها الاخ الكريم الا ان مقارنتك اسرآئيل والفلسطينيين ب امريكا و فيتنام مقارنة غير موفقة. على كل حال نتمنى التوفيق والنصر للشعوب المستضعفة وفي مقدمتهم الفلسطينيين. وفي الختام اقول:
اعلل النفس بالآمال ارقبها ** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل



4 - رد على التعليق
سميؤ حسن ( 2021 / 6 / 4 - 11:26 )
:اخي الكريم شكرا لتفاعلك وتعليقاتكم لكن أود ان أوضح مايلي
أولا: يتم حذف أي تعليق يستند لتنبؤات او تحليلات دينية او مشايخ لانني لم استند للدين في مقالي ولا اعتبره أساسا للتحليل

ثانيا: المقارنة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل مع المقاومة الفيتنامية وامريكا تحتاج بحث مفصل ولسنا بصدده الان لمعرفة لو كانت المقارنة موفقة او غير موفقة

ثالثا: الأرقام في المقال 2023 2035 2041 موجودة في بحث منشور بالإنجليزية على الانترنت بعنوان
The comprehensive analytical review of Hezbollah and cultural and political gab in understanding it
وقد استخدم هذا البحث اختبارات مثل معامل ارتباط سيبرمان ومعادلات الانحدار والإحصاءات

الوصفية ....الخ


5 - رد على التعليق
سميؤ حسن ( 2021 / 6 / 4 - 11:29 )
هناك تقرير مختلفة للمخابرات الامريكية منها توقعاتهم بزوال إسرائيل عام 2025
وهو منشور على الانترنت الذي لا اعتبره علميا لانه لم يبنى على تقييم تغير القدرات العسكرية فهل يحق لهم التنبؤ ولا يحق لنا استخدام الرياضيات والإحصاءات ووضع تنبؤات ، ولكن لكل شخص حق التنبؤ ، حتى أصحاب الأمور الغيبية والأديان والتي لا اعرف بها كثيرا فلهم الحق في ذلك
لذلك حتى من يدعموها يكتبون عن هذا الأمر


6 - تعليق
سميؤ حسن ( 2021 / 6 / 4 - 11:33 )
:اخي الكريم شكرا لتفاعلك وتعليقاتكم لكن أود ان أوضح مايلي
أولا: يتم حذف أي تعليق يستند لتنبؤات او تحليلات دينية او مشايخ لانني لم استند للدين في مقالي ولا اعتبره أساسا للتحليل

ثانيا: المقارنة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل مع المقاومة الفيتنامية وامريكا تحتاج بحث مفصل ولسنا بصدده الان لمعرفة لو كانت المقارنة موفقة او غير موفقة

ثالثا: الأرقام في المقال 2023 2035 2041 موجودة في بحث منشور بالإنجليزية على الانترنت بعنوان
The comprehensive analytical review of Hezbollah and cultural and political gab in understanding it
وقد استخدم هذا البحث اختبارات مثل معامل ارتباط سيبرمان ومعادلات الانحدار والإحصاءات الوصفية ....الخ


7 - شكرا جزيلا لك
سهيل منصور السائح ( 2021 / 6 / 4 - 13:40 )
واعتذر اذا ازعجتك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخر الافلام

.. مرسيليا على أتم الاستعداد لاستقبال سفينة -بيليم- التي تحمل ش


.. قمع الاحتجاجات المتضامنة مع غزة.. رهان محفوف بالمخاطر قبيل ا




.. غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. البنتاغون: الانتهاء من بناء الميناء العائم الذي سيتم نقله قر




.. مصدر مصري: استكمال المفاوضات بين كافة الأطراف في القاهرة الي