الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللقاء الصحافي للرئيس الجزائري مع الملجة الفرنسية ( لوبْوانْ )

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


القى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون استجوابا صحافيا ، مع المجلة الفرنسية الشهيرة ، والذائعة الصيت " Le point " . تطرق فيه الى العناصر الأساسية التي تحكم خارطة الطريق الجزائرية ، بالنسبة للمواضيع التي اعتبرها حساسة . بالنسبة لدور الجزائر في المنطقة ، وعلاقتها مع النظام المغربي الذي ميز ، وفرق بينه وبين الشعب المغربي ، والموقف من الصحراء ، ومن القرارات الأممية التي هي الشرعية الدولية ، وفتح الحدود المغلقة منذ 1994 ... لخ
ومن خلال أجوبة الرئيس ، يتضح انه مزهوا بالانتصارات التي حققها النظام الجزائري ، على النظام المغربي .. خاصة وانه اصبح ورقة مربحة عند الاتحاد الأوربي ، وعلى رأسه اسبانية التي استغل موقفها من نزاع الصحراء ، ومن أسبنة سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية ..
لكن أجوبة الرئيس ، كانت متشائمة بالنسبة لفتح الحدود ، التي رفض إعادة فتحها ، رغم ان النظام الجزائري هو من اغلقها ، متضرعا بالتهديد ، وبالتهديدات التي كانت ولا زالت الجزائر ضحيتها من النظام المغربي ، بدعوى اغراق الجزائر بالممنوعات ، وبالتهريب التي يعاني منها الشعب الجزائري . وهذه أسطوانة يبرر بها معظم الساسة الجزائريين ، موقفهم الرافض لإعادة فتح الحدود ... رغم ان المتضرر من الاغلاق الشعبين المغربي والجزائري ، وليس النظامين اللذين يعيشان في بحبحة النعيم ..
ومثل زيارته لإبراهيم غالي بالمستشفى ، والتصريحات السياسية التي ادلى بها ، وهو يتبادل اطوار الكلام مع زعيم الجبهة ، ذكر الرئيس بموقف النظام الجزائري من نزاع الصحراء الغربية ، معتبرا تواجد النظام المغربي بها ، بمثابة احتلال ، وخرق سافر للقرارات الأممية ، التي تدعو الى الاستفتاء وتقرير المصير .. ومن ثم دعا الى التمسك بالمشروعية الدولية ، حين تساءل عن خوف النظام المغربي من تنظيم الاستفتاء ، الذي التزم به عند التوقيع على اتفاق 1991 ، الذي انبثقت عنه " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " . أي " المينورسو " ..
وبعد ان شن حملة هوجاء على النظام المغربي ، محملا إياه نتائج وتبعات ما يحصل بالمنطقة ، وبعد ان انكر اية نية مٌبيّتة للنظام الجزائري لمهاجمة النظام المغربي .. أكال الاتهام ، عندما اعتبر ان النظام المغربي ، هو مصدر كل التهديدات ، والاعتداءات التي تعرضت وتتعرض لها الجزائر ، محذرا من ان النظام الجزائري سيرد اذا تعرض لهجوم مباغت من قبل النظام المغربي ..
وبخصوص الموقف من اعتراف Trump بمغربية الصحراء . اعتبر انّ الاعتراف ، نكسة للقرارات الأممية التي تقف وراءها الإدارة الامريكية .. وتساءل . كيف ان تصدر قرارات دولية / قرارات مجلس الامن تحث على شيء ، وفي نفس الوقت تتصرف ضد تلك القرارات التي تتعارض مع الاعتراف .. وقد اعتبر الرئيس الجزائري ان قرارات Trump سقطت عندما ركزت الإدارة الديمقراطية على المشروعية الدولية ، وعندما رفضت الإدارة الامريكية اجراء المناورات العسكرية " اسد الصحراء " ، بالأراضي المتنازع عليها .. وهو نفس التحجج اعتمدته الدولة الاسبانية ، عندما رفضت المشاركة في المناورات العسكرية ، لإجرائها بالأراضي المتنازع عليها ، التي تعتبرها الأمم المتحدة من المناطق التي تنتظر الاستفتاء لتقرير مصيرها ..
ان فشل النظام المغربي في الحرب القضائية مع الدولة الاسبانية ، بخصوص الموقف من تواجد إبراهيم غالي فوق التراب الاسباني ، وتبرئة المحكمة العليا الاسبانية غالي من كل الاتهامات الموجهة اليه ، لأنها اعتبرتها ادعاءات سياسية كيدية ، ولم ترق الى مرتبة الدعوة ، وهناك فرق بين الشكاية وبين الدعوة ، ولانّ المحكمة لم تصدر حكما ، وامرت بحفظ الملف لانتفاء الحجة والدليل ، لان الاحكام لا تركز على مجرد الاقوال . بل تركز على الدليل .. والمواقف المتصلبة للدولة الاسبانية ، وللساسة الاسبان من نزاع الصحراء ، الذين لا يعتبرونها مغربية ، ويعتبرون تواجد النظام المغربي بمثابة احتلال ، حين يدعون الى تقرير المصير .. وموقفهم المؤيد حتى النخاع من قبل الاتحاد الاوربي بخصوص نزاع الصحراء ، وبخصوص مشكلة سبتة ومليلية .. ، والموقف الامريكي الذي تخلص وبالفن من اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، نزولا عند دعوات الاصدقاء الاوربيين .. .. وكانت الصفعة القوية كالصفعة الاسبانية التي لم تحاكم غالي . بل طرحت عليه ، وفي مسرحية متقنة جملة اسئلة عن اتهامات افتراضية ، سرعان ما رمت بها المحكمة في المزبلة ..... ، الموقف الامريكي الذي رفض مشاركة الجيش الامريكي في مناورات " اسد الاطلس " ، الذي تحول الى " ضبع الاطلس " ، بالأراضي الصحراوية المتنازع عليها .... اكبر فوز للنظام الجزائري الذي اعاد له الثقة في نفسه ، وكان اكبر فشل للنظام المغربي الذي وجد نفسه وحيدا ، يصارع الطواحن الهوائية ، وهو ينحدر من فشل الى فشل اكبر منه .. خاصة وانه بقي وحيدا ، ولم يتضامن معه احد من الدول العربية ، ومن الاتحاد الافريقي ... الذين بتجاهلهم وسكوتهم ، يكونون مع الموقف الاسباني ، وليسوا مع النظام المغربي الذي تركته فرنسا وحيدا ، حين صدمته الصدمة الكبرى ، عندما عارضت وبشدة اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، وعندما لم تعترف بمغربية الصحراء ، وعندما خيبت آمال الملك ، بامتناعها عن فتح قنصلية فرنسية بمدينة الداخلة المتنازع عليها ، وعندما اهان Emanuel Macron شخصيا محمد السادس ، عندما امر بفتح دكان لحزب Macron حزب " الى الامام / En Avant " بالداخلة .. وقد زاد من هول الصدمة ، ذوبان القنصلية الامريكية التي أضحت مجرد حلم ، وليس فقط افتراض ...
فحين يشدد ويقسو الرئيس الجزائري في استجوابه مع المجلة " Le Point " ، بخصوص العلاقات مع النظام المغربي الذي فرق بينه وبين الشعب المغربي ، وبخصوص إعادة فتح الحدود التي اغلقتها الجزائر ، وبخصوص الموقف من نزاع الصحراء ، الذي يرفض سياسة الامر الواقع ، ويدعو الى التمسك بالمشروعية الدولية ، وهي المشروعية التي يدعو اليها العالم كله ، ويشتغل على أساسها مجلس الامن ، وتشتغل على أساسها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ويتمسك بها الاتحاد الأوربي الذي لا يرى بديلا عنها .. إضافة الى خذلان الدولة الصهيونية للنظام المغربي حين لم تعترف له بمغربية الصحراء ، وحين تعلق خريطة المغرب وراء ظهر ساستها من دون الصحراء ، وحين تتظاهر بالتزام الحياد من النزاع ، عندما رفضت اتهام البوليساريو بالإرهاب ، كما حاول النظام المغربي وفشل .. وهي من كل ذلك تتمسك بالمشروعية الدولية من نزاع الصحراء الغربية .. وكأحد الدول الغربية المتحالفة استراتيجيا مع الاتحاد الأوربي ، ومع الولايات المتحدة الامريكية ، فهي مع اسبنة سبتة ومليلية الاوربيتين ، بالنسبة للحدود الاوربية الافريقية ...
كل هذا وغيره كثير ، اعطى للرئيس الجزائري جرعة زائدة للثقة في نفسه ، معلنا الانتصار الذي بذا على مُحياه ، على النظام المغربي الذي توارى الى الخلف يهضم الضربات التي نزلت عليه تباعا من قبل المجتمع الدولي .. وهو يُشرّف إبراهيم غالي مع القيادة العليا للجيش ، بزيارة رئاسية له بالمستشفى ...
امام هذا الفشل لمحمد السادس في تدبير ملف الصراعات الدولية ، وعلى حين غرة ، ستذيع القنوات الإخبارية خبرا مفاده ، ان محمد السادس اعطى أوامره لاسترجاع الأطفال القاصرين ، المحاصرين بالتراب الأوربي خارج المغرب .. وهو يقصد الأطفال الذين دخلوا بالمئات الى سبتة ، التي يكون هنا قد اعترف باروبيتها . أي اعترف باسبنتها .. فما معنى الأطفال القاصرين بالأراضي الاوربية ... فهل قرار استرجاع هؤلاء الأطفال ، هو بيد الملك الذي تركهم يرحلون الى الضفة الأخرى ، ام انه قرار للأمم المتحدة التي تولي الاهتمام ، والعناية الفائقة للطفولة ، وللأطفال القاصرين .. خاصة وان التعامل معهم سيكون طبقا للقانون الاسباني الذين يتواجدون فوق ترابه ، وليس طبقا لقانون النظام المغربي الذي رمى بهم في البحر .. من دون اكتراث ...
فعندما تتجرد من الإنسانية ، وتمارس الابتزاز على اسبانية ، والاتحاد الأوربي ، بالأطفال القاصرين الذين منهم من لا يتعدى عمره شهرين ... فالإدانة هنا ستكون منتظرة في جواب للمفوضية الاوربية Bruxelles ، ستقرع النظام المغربي الفاقد لأي حس انساني ، وستقرع الملك شخصيا الذي هو المسؤول الاول عن كل ما حصل ..
ووضع كهذا ، سيجعل النظام الجزائري يتماهى ويتبختر في سلوكه ، وفي تصرفه ، مثل الطاووس المزركش الألوان ، بما يعتبره نكسة للنظام المغربي ، وانتصارا للنظام الجزائري ، وانتصارا للجمهورية الصحراوية في المحافل الدولية .. وانتصارا لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو التي يعترف بها النظام المغربي ، ورئيس الجمهورية الصحراوية التي اعترف بها الملك في يناير 2017 ، ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدولة عدد : 6539 .. أقول انتصار إبراهيم غالي على الملك محمد السادس ..
فاين هو الحسن الثاني .. وأين هم مستشاروه .. وماذا لو فاق من القبر وعاد ليتفقد الأحوال ... ووجد ان ما خلفه منذ عشرين سنة ، هو فقط الفشل .. اكيد سيندب وجهه ، ويضرب فخذه ، وسيدعو الله ان يسرع من جديد بإرجاعه الى القبر ... " لا عينْ شافتْ – لا قلْبْ وْجعْ " ..
ومرة أخرى من هم الأطفال الذين يسيرون المغرب ... ب " ولو طارت معزة " ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع